دمشق-سانا

تكمن أهمية معبد عين دارا الواقع غرب قرية عين دارا في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي الغربي كونه الوحيد المكتشف ويمثل الحضارة الآرامية في سورية، حيث بناه الآراميون خلال الألف الأول قبل الميلاد وكان يمتاز بمنحوتاته الزاهية والنادرة المصنوعة من الحجر البازلتي واكتشفته بعثة آثار وطنية عام 1982.

ونظراً لأهمية هذا المعبد افتتح اليوم في المديرية العامة للآثار والمتاحف معرض صور لمعبد عين دارا الأثري على سور حديقة المتحف الوطني، رافقه محاضرة بعنوان “عين دارا وآثارها” تحدث فيها الباحث الأثري الدكتور محمود حمود عن موقع عين دارا والفترات التاريخية فيه، وتوزع البقايا الأثرية في الموقع ومخطط المدينة القديمة التي تتألف من الأكروبول والمدينة المنخفضة، إضافة إلى أهم ما اكتشف في المدينة المرتفعة (الأكروبول) معبد عين دارا الآرامي المهم في الطبقة السادسة وهي أقدم الطبقات الأثرية.

وعرض حمود في محاضرته التي استضافتها القاعة الشامية بالمتحف الوطني بدمشق سمات المعبد المعمارية وعناصره الأثرية والزخرفية المميزة وأهميته على خارطة المعابد العائدة للفترة نفسها وتاريخ استخدامه، إضافة إلى أهم الآلهة التي قدست فيه خلال الألف الأول قبل الميلاد، متطرقاً إلى اكتشاف الموقع وتاريخ أعمال التنقيب والمسح الأثري فيه، والتي كان أهمها اكتشاف المعبد في عام 1982.

واستعرض حمود الأضرار التي تعرض لها موقع ومعبد عين دارا نتيجة عدوان النظام التركي على المنطقة، حيث عمد إلى قصف الموقع وتجريفه باستخدام الآليات الثقيلة ما ألحق أضراراً بالغة وكارثية في هذا المعلم الاستثنائي، كما أدت أعمال التجريف الهمجية إلى تدمير السويات والبقايا الأثرية في الموقع.

أما المعرض الذي حمل عنوان “موقع عين دارا بين الماضي والحاضر” فتضمن عرض 15 لوحة على سور حديقة المتحف الوطني أظهرت تاريخ اكتشافات الموقع منذ بداية القرن العشرين، وأهمية المنشآت المعمارية التي ظهرت فيه، إضافة إلى العديد من التماثيل والجرار الفخارية الإسلامية وبعض المنحوتات الحجرية النادرة من العصر الحديدي وفخاريات عين دارا التي تعود إلى الألف الأول قبل الميلاد وبعض النقود الذهبية البيزنطية المقعرة والعديد من مشاريع الترميم لمدخل قلعة حلب وقلعة المرقب.

وفي تصريح لمراسلة سانا قال مدير عام الآثار والمتاحف محمد نظير عوض: “إن الهدف من إقامة هذا المعرض على السور الخارجي للمتحف هو التعريف بما تقوم به المديرية من أنشطة وفعاليات تتعلق بالآثار السورية وأعمال التنقيب التي تجري فيها، وأهم المكتشفات والأبحاث”، لافتاً إلى أن المديرية بدأت نشاطاتها لهذا العام بمحاضرة عن معبد عين دارا الاستثنائي الذي قصف من قبل الاحتلال التركي والتعديات التي حدثت عليه.

بدوره أشار معاون مدير الآثار والمتاحف الدكتور همام سعد إلى أهمية هذا المعرض الموجه للمجتمع المحلي بهدف إظهار أهمية ما حدث للتراث الثقافي الأثري السوري، مؤكداً أن الجميع يدرك أهمية موقع عين دارا الذي تعرض للقصف والتدمير على يد الاحتلال التركي والذي يعتبر من المعابد المهمة جداً والمؤرخة عن  العصر الآرامي، مشددا على أن الجميع معني بحماية هذا التراث الذي يمثل الهوية السورية الجامعة لكل السوريين.

ويعتبر المعبد من أهم فنون عمارة سورية الشمالية القديمة، وكان مخصصاً لعبادة الآلهة عشتار ورب الطقس حدد بحسب المكتشفات الأثرية فيه، أما موقع تل عين دارا الأثري الذي يحتضن المعبد فيقع على بعد 1 كم غرب قرية عين دارا ويبعد عن مركز مدينة عفرين جنوباً مسافة 6 كم، ويقع على مساحة تصل إلى هكتار، ويتضمن قصوراً ومعابد محصنة وأبواباً وبوابات والعديد من القطع الأثرية النادرة والثمينة.

ويتألف الموقع من قسمين أحدهما المدينة العليا ويرتفع عن حوض عفرين نحو 40 متراً وطوله 125متراً وعرضه 60 متراً، وقسم منخفض وهو كبير واسع المساحة ويسمى المدينة السفلى، طوله 270 متراً وعرضه 170 متراً وارتفاعه 30 متراً، كما يحيط بالموقع سور مرتفع تتخلله عدة بوابات.

شذى حمود

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

انطلاق “الحوار المهيكل” الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس، بمشاركة 134 شخصية

انطلق صباح اليوم في العاصمة طرابلس “الحوار المهيكل” الذي تشرف عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، بمشاركة ممثلين عن مختلف الأطراف السياسية والمجتمعية، وذلك في إطار تنفيذ خارطة الطريق السياسية.

وأفاد مصدر من مجلس النواب لقناة ليبيا الأحرار، بأن البعثة الأممية اختارت أربعة أعضاء من المجلس للمشاركة في الحوار، بالتنسيق مع رئاسة مجلس النواب.

وأوضح المصدر أن من بين المشاركين عبد السلام نصية ضمن ملف الحوكمة، وميلود الأسود ضمن ملف المصالحة، ومصعب العابد ضمن ملف الأمن، إلى جانب عضو رابع.

وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت المبعوثة الأممية إلى ليبيا هانا تيتيه أن الحوار المهيكل يُعد ركيزة أساسية في خارطة الطريق السياسية، مشيرة إلى أن عدد المشاركين يبلغ 134 شخصاً، بينهم 81 رجلاً و53 امرأة، مع وجود أطراف لم تتمكن من المشاركة لأسباب سياسية.

وأوضحت تيتيه أن الحوار سيستمر لمدة تتراوح بين 4 و6 أشهر، مؤكدة أن البعثة تسعى لأن يكون منبراً شاملاً لإيصال مختلف الآراء داخل ليبيا.

كما دعت تيتيه جميع الليبيين إلى التفاعل مع الحوار عبر المنصة التي أطلقتها البعثة، معتبرة أن إيصال صوت المواطنين عنصر أساسي في إنجاحه.

وشددت المبعوثة الأممية على أن سلامة المشاركين وضمان أمنهم تمثل أولوية بالنسبة للبعثة، مشيرة إلى أنه رغم حالة الانقسام، فإن هناك رغبة شعبية واضحة في إنهاء الأزمة والوصول إلى الاستقرار والازدهار، وهو ما يمكن البناء عليه عبر الحوار.

من جانبه، قال النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة موسى فرج إن البعثة الأممية هي من اختارت ممثلي مجلسي النواب والدولة في الحوار المهيكل، موضحاً أن مخرجات الحوار ستكون توصيات غير ملزمة وليست قرارات.

وأضاف فرج أن الحوار يضم 120 عضواً موزعين على أربعة ملفات، مع مشاركة كل من مجلسي النواب والدولة بأربعة أعضاء لكل مجلس.

وفي بيان لها، أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أن الحوار المهيكل يهدف إلى تقديم توصيات عملية للمساعدة في تهيئة الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات، ومعالجة التحديات العاجلة، إلى جانب معالجة دوافع النزاع والمظالم على المديين المتوسط والطويل، وبناء توافق وطني حول رؤية موحدة لمستقبل البلاد.

المصدر: ليبيا الأحرار + البعثة الأممية

الحوار المهيكلبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • انطلاق “الحوار المهيكل” الذي ترعاه البعثة الأممية في طرابلس، بمشاركة 134 شخصية
  • “الأحوال المدنية المتنقلة” تقدم خدماتها في 44 موقعًا بالمملكة
  • معرض جدة للكتاب ينظم ندوة عن “الطفل المؤلف”
  • الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
  • نجا عدة مرات.. من هو رائد سعد الذي أعلنت “إسرائيل” اغتياله في غزة؟
  • بن قرينة يهاجم “الماك” ويؤكد.. التلاحم الوطني كفيل بإفشال ضرب وحدة البلاد
  • ورشة عمل في “كتاب جدة” حول فلسفة التربية
  • افتتاح معرض “أنا أعبّر.. بأنامل مبدعة” لدعم البيئات التعليمية وتحفيز الإبداع
  • “القرار ليس لنا”.. فون دير لاين ترد على هجوم ترامب على أوروبا
  • “كتاب جدة” يستهل ندواته الحوارية بـ”الفلسفة للجميع”