ما أشبه الليلة بالبارحة. في مارس من عام 2016، كتب كاتب مقالا بعنوان، أزمة "الأونروا" مالية أم سياسة؟. جاء فيه: حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، من أن العد التنازلي لأزمة إنسانية طاحنة سيشهدها قطاع غزة، قد بدأ فعلا، في ظل إغلاق معبر كارني، وقال جون جنج مدير عمليات "الأونروا" في غزة،" إن الإغلاق الإسرائيلي للمعبر والمتواصل منذ أكثر من أسبوع غير محتمل ".

مشيرا إلي أن مخازن الوكالة الدولية ستغلق مرة أخري في وجه أكثر من 765 ألف لاجئ فلسطيني. مضيفا أن استمرار الأوضاع الحالية، ستعني مزيدا من اللاجئين الفلسطينيين، الذين سينضمون إلي خطر الفقر وزيادة الاعتماد علي الوكالة الدولية لمساعدتهم، مؤكدا في الوقت نفسه، أن "الأونروا" لا تملك من الإمكانيات المالية لمواجهة الاحتياجات اليومية للاجئين الفلسطينيين، الأمر الذي أجبر الوكالة الدولية إلي تعليق عملية توزيع المواد الغذائية في غزة، بعد نفاذ الاحتياطي لديها، جراء استمرار الأزمة الحالية، وصعوبة إدخال المواد الضرورية للقطاع. وأكدت مرارا وتكرارا، من خلال المقال.  أن "الأونروا" تلعب دورا سياسيا أكثر منه إغاثي. هذا الرأي شائع أيضا بين اللاجئين الفلسطينيين عموما، وازداد وضوحا خلال الأحداث الأخيرة في غزة.
واليوم، تقرر الولايات المتحدة، ودول غربية حليفة لها، بدون سابق إنذار، وقف تمويل وكالة "الأونروا"، مؤقتا. ما وصفه كثير من المراقبين، بــ "القتل الناعم". فإسرائيل تقتل بالسلاح والحصار، وواشنطن وحلفاؤها يقتلون بقطع التمويل عن شرايين الحياة للفلسطينيين مع ضيقها وعسرها، علي الرغم من الانتقادات الكثيرة لأداء الوكالة الدولية. الذريعة هي مزاعم إسرائيلية، حول مشاركة 12 من موظفي الوكالة، في عملية السابع من أكتوبر الماضي. وبمعزل عن صحة هذه المزاعم، هو عقاب جماعي، وفق أكثر من مسئول سابق في الوكالة. إذ كيف تحاسب الوكالة، وملايين المدنيين المستفيدين من خدماتها، لأن عددا من الموظفين خالفوا معايير العمل فيها. وعلي فرض صحة هذا الادعاء، فلماذا لم يعاقب العالم إسرائيل، عندما دعا نواب في الكنيست ووزراء في الحكومة الإسرائيلية، إلي إبادة غزة بالسلاح النووي؟.
الفلسطينيون، بمختلف أطيافهم السياسية، أدانوا قرار واشنطن، وقف التمويل. وثمة في العالم، من دعا إلي محاسبة الموظفين الذين تثبت عليهم مزاعم المشاركة في أحداث السابع من أكتوبر الماضي. من دون معاقبة الوكالة. ولكن يبدو أن العالم، أكتفي بالإدانة الرخوة الرمادية، عندما ارتكب الاحتلال مجازر في مقار "الأونروا"، التي لجأ إليها الفلسطينيون. وفي سياق النفاق نفسه، يدرك من أوقف تمويل الوكالة الدولية، أن الحملات لتقويضها مستمرة منذ عقود. ولعلهم رأوا في المعانة الفلسطينية الهائلة فرصة للمزيد، عبر دق مسمار جديد في النعش الذي ينتظرونه، لكل من يساعد الفلسطينيون في منع إبادتهم. ولعل السؤال الذي يتبادر إلي الذهن الآن. وبدون مواربة، هل تريد واشنطن إنهاء عمل الوكالة الدولية في الأراضي المحتلة فعلا؟ وما تداعيات وقف التمويل، الذي أقره عدد من الدول في حق الوكالة الدولية؟.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الوکالة الدولیة أکثر من

إقرأ أيضاً:

شاهد: مجزرة جديدة – أكثر من 20 شهيدا في قصف خيام النازحين غرب رفح

قال مصدر طبي فلسطيني مساء الثلاثاء 28 مايو 2024 ، إن الجيش الإسرائيلي ارتكب مجزرة جديدة بعد استهداف خيام النازحين في منطقة المواصي غربي مدينة رفح جنوب قطاع غزة .

وأوضح المصدر لوكالة سوا الإخبارية إن المدفعية الإسرائيلية أطلقت 4 قذائف صوب خيام النازحين في مواصي غرب رفح ، ما أدى الى استشهاد نحو 21 فلسطينيا غالبيتهم من الأطفال والنساء ، وإصابة عدد آخر.

وأشار المصدر الى أن جرى اسعاف الجرحى ونقلهم الى المستشفى الأمريكي القريب من الحدث، محذرا من ارتفاع عدد شهداء المجزرة الجديدة في ظل خروج مستشفيات رفح عن الخدمة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل.

من جهتها قالت لجنة الطوارئ إن :" الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرة حرب وإبادة جماعية جديدة استهدفت خيام النازحين في المناطق الآمنة، في مواصي غرب مدينة رفح، ولقد ارتقى بفعل هذه المجزرة والمحرقة الصهيونية أكثر من ٢٠ شهيد وعشرات الجرحى وأكثرهم من النساء والأطفال". حسب البيان

وأضاف البيان :" أن ما جرى جريمة حرب إبادة جماعية جديدة تضاف إلى سجله الإرهابي النازي وضرب بسلوكه كافة القرارات الدولية وقرارات محكمة العدل الدولية".

ودعت لجنة الطوارئ الدول والمؤسسات الدولية والأممية إلى وقف حرب الإبادة الجماعية فورًا على قطاع غزة وحماية المدنيين والنازحين وأبناء شعبنا من المحرقة الإسرائيلية.

كما دعت الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم للتحرك الجماهيري الحاشد اليوم الثلاثاء 28-5-2024م، في كافة العواصم والدول والميادين تنديدًا بجرائم الإبادة الجماعية ووقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

اسماء شهداء مجزرة المواصي شمال المستشفى الأمريكي غربي رفح:

1- إبراهيم خليل إبراهيم الغفاري 
2- رباب حسام عبد العبسي 
3- عبد العزيز عبد القادر ابو الكاس
4- امير اشرف نصار
5- عبد المنعم محمد العبسي 
6- صالح إبراهيم صالح الهمص 
7- بيسان إبراهيم صالح الهمص
8- جبر عبد القادر العبسي
9- فاطمة محمود العبسي 
10- سماح محمود العبسي 
11- سمر محمود عبد القادر ابو الكاس 
12- سحر نصار 
13-رهف العبسي 
14- لين جبر ابو سالم 
15- اشرف محمد علي 
16- احمد عبد الكريم الطويل 
17- نورة جبر القيسي
18- هالة محمد القيسي 
19- رغد نصار 
20- الهام عبد القادر ابو سالم
21- دعاء جبر ابو سالم

ومساء الأحد، استشهد 45 فلسطينيا وأصيب 249 آخرين، أغلبهم أطفال ونساء في مجزرة إسرائيلية جديدة استهدفت خيام نازحين بمنطقة تل السلطان شمال غرب رفح، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

وأثارت "المجزرة" انتقادات إقليمية ودولية حادة لإسرائيل، مع اتهامات بتحدي قرارات الشرعية الدولية، ودعوات لفرض عقوبات والضغط عليها لإنهاء "الإبادة الجماعية" ووقف الهجوم البري المتواصل على رفح منذ 6 مايو/ أيار الجاري.

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • حرب إسرائيلية على وكالة أونروا لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
  • الأونروا: أكثر من 32 ألف شخص فروا من رفح خلال يومين
  • أونروا تعلق على محاولة تفكيك الوكالة وطرد الاحتلال لها من القدس (فيديو)
  • أونروا: الوكالة طوق النجاة للفلسطينيين وتصنيفها منظمة إرهابية مرفوض (فيديو)
  • الأونروا: أكثر من 32 ألف شخص فروا من رفح خلال 48 ساعة
  • الأونروا: أكثر من 16 ألف فلسطيني يعيشون في ظروف مزرية
  • الاحتلال يطلب من أونروا إخلاء مقرها الرئيسي بالقدس
  • متحدث الأونروا: إسرائيل تواصل استهداف الوكالة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين
  • إسرائيل تطلب من الأونروا إخلاء مقرها في الشيخ جراح
  • شاهد: مجزرة جديدة – أكثر من 20 شهيدا في قصف خيام النازحين غرب رفح