منظمة حقوقية: الدول التي جمدت التمويل للأونروا مشتركة في جريمة الإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 29th, January 2024 GMT
قالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن القرار الذي اتخذته بعض الدول بتعليق التمويل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة يُعتبر امتدادا واضحا للدعم الذي تقدمه هذه الدول لعصابات الاحتلال في ارتكابها لجريمة الإبادة الجماعية ضد سكان قطاع غزة مما يسرع في نتائج هذه الإبادة فمن نجى من آلة القتل فإنه لن ينجو من الجوع والأمراض التي أصبحت تفتك بالمهجرين.
وأوضحت المنظمة، في بيان لها اليوم الاثنين، أن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة وتبعها بريطانيا، ألمانيا، فرنسا، أستراليا، كندا، إيطاليا، النمسا، وفنلندا بُني على حجة سخيفة اختلقتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي مفادها أن 12 موظفا يعملون في هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة "قد" يكونون ضالعين في أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مع العلم بأن عدد العاملين في الوكالة يزيد على 30 ألفا.
وأضافت المنظمة أن قرار هذه الدول بعد 115 يوما من حرب الإبادة على قطاع غزة وما حققته من أرقام قياسية غير مسبوقة يعني تجردهم من أي قيم إنسانية وأخلاقية، فعدد الضحايا وحجم التدمير والتهجير الواسع لم يزحزح سياسة هذه الدول في دعم هذه المذبحة، مثل تقليص تدفق الأسلحة أو فرض عقوبات من أي نوع، إنما لفت انتباههم 12 موظفًا في منظمة دولية جاءت اتهامات باطلة بحقهم من قبل القتلة أنفسهم!
وبينت المنظمة أن قطاع غزة يشهد أزمة إنسانية طاحنة غير مسبوقة في التاريخ الحديث بسبب أعمال الإبادة التي ترتكبها عصابات الاحتلال، وقد أشارت محكمة العدل الدولية إلى هذه الأفعال وفرضت تدابير احترازية لمنع استمرارها، وللحد من نتائج الأعمال التي ارتكبتها وتسببت بالفعل في مقتل ما لا يقل عن 26442 مواطنا، وجرح أكثر من 65087 مواطنا، منهم ما يزيد عن 10 آلاف طفل، وأكثر من 7 آلاف امرأة، فضلًا عن المفقودين تحت الأنقاض، بالإضافة إلى تهجير أكثر من 1.7 مليون مواطن.
وأكدت المنظمة بأن استهداف الأونروا في هذه المرحلة الخطيرة ليس مصادفة فمع عجز عصابات الاحتلال عن تحقيق أهدافها في قطاع غزة فهي تسعى إلى تعطيل عمل الوكالة التي لا تقدم مساعدات لغزة وحسب، بل مسؤولة عن تقديم المساعدات لأكثر 5.9 ملايين من لاجئ منتشرين في لبنان، سوريا الضفة الغربية، والأردن.
ولفتت المنظمة أن هذه ليست المرة الأولى التي تستهدف فيها وكالة الأونروا على وجه التحديد، فهي دائما في مرمى استهداف إسرائيل وحلفائها باعتبارها الشاهد الرئيس على نكبة الفلسطينيين منذ عام 1948، فقد جرت محاولات عديدة لتفكيكها وبلغت هذه المحاولات أوجها بعد التوقيع على اتفاقيات أوسلو حيث جرى محاولة توظيفها من أجل توطين اللاجئين لتصفية قضيتهم وبالتالي ينتهي الهدف الذي أنشئت من أجله.
وأشارت المنظمة إلى أن الأونروا تقف اليوم شاهدة على الإبادة الجماعية في قطاع غزة وتصدر تقارير دورية عن أحوال السكان وقد اعتمد قرار محكمة العدل الدولية على تقرير للأونروا لإثبات بواعث الاعتقاد لدى المحكمة بأن هناك إبادة محتملة وهذا ما أثار غضب إسرائيل وحلفائها فتم استهداف الأونروا بعد صدور قرار المحكمة مباشرة.
وأشادت المنظمة ببعض الدول التي رفضت الانصياع لمثل هذا القرار ودعت كافة الدول إلى رفع الصوت عاليا لرفض هذا القرار وتقديم كافة المساعدات اللازمة لهذا الجهاز الدولي الهام، كما دعت الدول العربية والإسلامية إلى الكف عن التزام الصمت والوقوف موقف المتفرج في مواجهة الصلف الأمريكي والعمل على تقديم يد العون للأونروا وغيرها من المؤسسات العاملة في القطاع.
واليوم الاثنين، ارتفع عدد الدول التي علقت تمويلها للوكالة الأممية "مؤقتا"، إثر مزاعم إسرائيلية بمشاركة 12 من موظفي "أونروا" في هجوم 7 أكتوبر، إلى 12 هي: الولايات المتحدة وكندا وأستراليا وإيطاليا وبريطانيا وفنلندا وألمانيا وهولندا وفرنسا وسويسرا واليابان والنمسا.
وقالت "أونروا"، الجمعة، إنها فتحت تحقيقا في مزاعم ضلوع عدد (دون تحديد) من موظفيها في هجمات السابع من أكتوبر.
الاتهامات الإسرائيلية للوكالة ليست الأولى من نوعها، فمنذ بداية الحرب على غزة، عمدت إسرائيل إلى اتهام موظفي الأونروا بالعمل لصالح "حماس"، في ما اعتُبر "تبريرًا مسبقًا" لضرب مدارس ومرافق المؤسسة في القطاع التي تؤوي عشرات آلاف النازحين معظمهم من الأطفال والنساء، وفق مراقبين.
وتأسست "أونروا" بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، والقطاع، إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل لمشكلتهم.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر، حربا مدمرة على غزة، خلفت حتى الأحد "26 ألفا و422 شهيدا و65 ألفا و87 مصابا، معظمهم أطفال ونساء"، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في "دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب الأمم المتحدة.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس الاونروا قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
«حشد»: جرائم إسرائيل تجاوزت حدود الإبادة الجماعية وتهدف لهلاك سكان غزة والتدمير الشامل
أكدت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني «حشد» إن ملامح الصورة المأساوية والصادمة في قطاع غزة، تتكشف يومًا بعد يوم حيث تجاوزت الجرائم الإسرائيلية حدود الكارثة وجريمة الإبادة الجماعية، والجرائم ضد الإنسانية، وجرائم الحرب المنهجية لتصل حد الفناء والهلاك لكل السكان والتدمير الشامل.
وشددت الهيئة في بيان، اطلعت عليه «الأسبوع»، على أن استمرار هذا العدوان الشامل علي المدنيين وسط صمت وتخاذل وعجز دولي مريع يرسّخ شريعة الغاب ويحمل كل دول العالم المسؤولية الجماعية لقيادة تحرك دولي عاجل لوقف جرائم القتل الجماعي، والتجويع وعسكرة المساعدات، والتهجير القسري، واستهداف الأطفال والنساء ومقدمي الخدمات، وتدمير الأحياء السكنية، وانهيار الأوضاع الصحية لحماية المدنيين من فصول الإبادة الجماعية المتفاقمة والعدوان الإسرائيلي المتواصل.
وأوضحت الهيئة الدولية «حشد» أنه تجاوز عدد الشهداء الذين وصلوا المستشفيات حاجز 54.000 شهيد، فيما بلغ عدد الجرحى 124.000 جريح، إلى جانب نحو 14.000 مفقود تحت الأنقاض، ويُشكل الأطفال والنساء 70% من إجمالي الضحايا، ما يوضح الاستهداف المتكرر والعمدي وغير المتناسب والمباشر ضدهم وضد المدنيين الفلسطينيين.
وأضافت الهيئة أن سلطات الاحتلال تستمر باستخدام سياسة التجويع الممنهج كسلاح حرب، عبر تقنين إدخال المساعدات الإنسانية والسماح بدخول ما لا يزيد عن 90 شاحنة يومياً، وهو ما يمثل أقل من 10% من الاحتياجات اليومية. وقد دخلت المجاعة مرحلة الكارثة الكاملة (المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي)، حيث توفي 326 شخصًا نتيجة سوء التغذية ونقص الأدوية، بينهم 58 حالة وفاة مباشرة بسبب الجوع، و242 حالة نتيجة نقص الغذاء والدواء، و26 مريض فشل كلوي. وتُشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن 100% من سكان قطاع غزة يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد.
وأكدت «حشد» أن نقاط توزيع المساعدات، خصوصاً تلك التي ترعاها الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع سلطات الاحتلال، تحولت إلى مصائد موت جماعي، حيث يتعرض المدنيون المجوعين الباحثون عن الغذاء للاستهداف المباشر والمتكرر علي نقاط توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية، والتي كان أخرها ارتكاب جريمة مروعة جديدة غرب مدينة رفح، حيث أطلقت قوات الاحتلال النار وقصفت المتجهين إلى أحد مراكز توزيع المساعدات الأمريكية، ما أدى إلى استشهاد 23 مواطنًا وإصابة أكثر من 200 آخرين، لترتفع حصيلة ضحايا مجازر «مراكز توزيع المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية» في منطقتي رفح وجسر وادي غزة منذ بدء تشغيلها في 27 مايو 2025 إلى 92 شهيدًا ونحو 650 جريحًا، ما يؤكد النية المبيّتة لتوظيف الية المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية كأداة للقتل الجماعي والإذلال والحط من الكرامة الإنسانية عدا عن استغلالها كأداة سيطرة أمنية، وتغيير ديمغرافي للواقع السكاني في القطاع.
وذكرت الهيئة الدولية «حشد» أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ سياسات وجرائم التهجير القسري الجماعي، خصوصاً في محافظتي وخانيونس وشمال القطاع، مما أدى إلى نزوح أكثر من 800 ألف مدني تحت القصف الجوي والمدفعي يعيش معظمهم مشردين ومجوعين بدون خيام أو أغطية وفي ظل نقص الخدمات وشح المياه والاكتظاظ في مناطق الإيواء غرب مدينة غزة وخانيونس ودير البلح والنصبرات التي لا تزيد مساحتها عن 20% من مساحة القطاع. وتندرج هذه السياسات في إطار خطة «عربات جدعون» الرامية إلى تقسيم القطاع وخلق معازل مفصولة وسط التركيز على عمليات التدمير لما تبقى من مباني ومساكن في محافظة الشمال وخانيونس فخلال 72 ساعة الماضية، دُمرت أكثر من 150 بناية سكنية تضم نحو 700 شقة، إلى جانب استهداف ما تبقي من البنى التحتية ومراكز الإيواء والمؤسسات الخدمية.
وحذرت الهيئة الدولية حشد من انهيار وشيك للقطاع الصحي في غزة، في ظل استمرار استهداف المنشآت الصحية وإغلاق المعابر منذ أكثر من 94 يوماً، ومنع دخول الوقود والمستلزمات الطبية، وإخراج مستشفيات محافظة الشمال من الخدمة عدا عن عدم توافر الأدوية والغذاء للطواقم الطبية والمرضى، الأمر الذي تسبب في تفاقم حالة الجرحى والمرضى وأدي الي ارتفاع الوفيات في أوساطهم حيث أعلنت وزارة الصحة بانها باتت تسجل وفاة 5 مرضى سرطان يومياً نتيجة توقف العلاج، حيث توقفت خدمات العلاج الكيميائي لأكثر من 11.000 مريض، بينهم 5.000 بحاجة ماسة للعلاج خارج القطاع. كما بلغت نسبة الوفيات بين مرضى الفشل الكلوي 41% بسبب تدمير مراكز الغسيل، والتي كان آخرها مركز نورة الكعبي، الوحيد شمال القطاع.
وقالت الهيئة الدولية «حشد» إن تعمد استهداف طواقم البلديات والتي كان أخرها اغتيال ثلاثة من موظفي بلدية البريج أثناء أداء مهامهم، تعد جريمة واضحة لإعاقة وتعطيل الحد الأدنى من الخدمات الأساسية المقدمة من البلديات بهدف تحويل قطاع غزة إلى أرض محروقة وغير صالحة للحياة، ولتعميق ذلك باتت قوات الاحتلال الإسرائيلي تستخدم تكتيكات القصف الشامل من الطيران مضاف إليه المدرعات المفخخة حيث يتم تحميل ناقلات جند المدرعة القديمة بأطنان من المتفجرات ويتم تُفجيرها داخل المناطق المكتظة، مما يؤدي إلى تدمير واسع للأحياء السكنية ويعرض حياة آلاف المدنيين للخطر ويُشكل جريمة حرب مكتملة الأركان.
وأعربت الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني (حشد) عن بالغ القلق من العجز الدولي والتقاعس العربي تجاه هذه الجرائم المستمرة، مما شجع سلطات الاحتلال على مواصلة انتهاكاتها دون رادع. وعلى الرغم من بعض المواقف الرسمية الرافضة، فإن الهيئة تحذر من عسكرة المساعدات الإنسانية واستخدام نقاط التوزيع كأدوات لتحقيق أهداف الاحتلال، بما في ذلك استهداف الأونروا ومنع عمل المنظمات الدولية. وإذ تحمل سلطات الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن جرائم الإبادة الجماعية والعقوبات الجماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، بما يُمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية منع الإبادة، وميثاق روما، وقرارات محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، فإنها تطالب بما يلي:
1- المجتمع الدولي والدول الثالثة الموقعة علي اتفاقيات جنيف واتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية للتدخل الجبري لوقف الابادة الجماعية، ضمان إدخال المساعدات الإنسانية والطبية دون قيود ووفقا لخطة واليات الأمم المتحدة ومؤسساتها، وإلغاء الآلية لأمريكية-الإسرائيلية الاجرامية الحالية لتوزيع المساعدات.
2- تطالب دول العالم بمقاطعة دولة الاحتلال الإسرائيلي وفرض العقوبات عليها بما في ذلك حظر تصدير السلاح ومحاسبة قادتها السياسيين والعسكريين أمام المحاكم الدولية.
3- توفير الحماية الدولية الفورية لسكان قطاع غزة عبر آليات الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وعبر صيغة متحدين من اجل السلام لضمان تشكيل قوة حفظ السلام لضمان حماية المدنيين والمنشآت المدنية وضمان فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات.
4- العمل علي تمكين الأونروا والمنظمات الإنسانية من أداء مهامها دون عراقيل، وضمان حماية العاملين في الخدمات الأساسية.
5- التحرك امام القضاء الامريكي والقضاء الدولي لملاحقة المسؤولين عن الجرائم المرتكبة ضد المدنيين في سياق توزيع المساعدات الإنسانية الأمريكية-الإسرائيلية.
اقرأ أيضاًعضو منظمة التحرير الفلسطينية: غزة تتعرض لإبادة برعاية أمريكية وصمت دولي
مصادر طبية بغزة: أوضاع كارثية في غرف العمليات والعناية المركزة
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على غزة إلى 54510 شهداء و124901 مصاب