تمكنت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، يومي الثلاثاء والأربعاء 30 و31 يناير الجاري، من توقيف 30 شخصا، بينهم 18 عنصرا للأمن الخاص وطبيب وممرضان ومجموعة من مهنيي القطاع الصحي ووسطاء، وذلك للاشتباه في تورطهم في ممارسة الابتزاز والتهديد والتلاعب في عملية الاستفادة من الخدمات الطبية العمومية والاتجار بالرضع حديثي الولادة.

وحسب النتائج المحصلة إلى غاية هذه المرحلة من البحث، فإن من بين الأشخاص الموقوفين من يشتبه في تورطه في الوساطة في بيع أطفال حديثي الولادة بتواطؤ مع أمهات عازبات، بمقابل مادي لحساب الأسر التي ترغب في كفالة الأطفال المهملين، بينما يشتبه في تورط البعض الآخر في ابتزاز المرضى وعائلاتهم مقابل الحصول على مواعيد للفحص والتشخيص أو الزيارة، وكذا الوساطة في إجراء عمليات الإجهاض بطريقة غير قانونية وإصدار شواهد طبية تتضمن معطيات مغلوطة.

كما تشير إجراءات البحث كذلك إلى تورط بعض الموقوفين في انتحال صفات ينظمها القانون، والتلاعب في المواعيد الطبية، وسرقة وتبديد مستلزمات طبية وأدوية صيدلانية وعرضها للبيع.

وقد مكنت عمليات التفتيش المنجزة في منازل بعض حراس الأمن الخاص الموقوفين من العثور بحوزتهم على أدوية لا تسلم إلا بناءً على وصفات طبية، وأدوية أخرى غير قابلة للبيع، ومعدات طبية، ومبالغ مالية.

وقد تم الاحتفاظ بجميع الأشخاص الموقوفين تحت تدبير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي الذي تشرف عليه النيابة العامة المختصة، وذلك قصد تحديد كافة الأفعال الإجرامية المنسوبة لكل واحد منهم، وكذا تحديد الامتدادات المحتملة لهذه الأنشطة الإجرامية، فضلا عن ضبط باقي المتورطين في هذه القضية.

المصدر: مراكش الان

إقرأ أيضاً:

توراة يمنية من القرن الخامس عشر تُعرض للبيع في نيويورك

أعلن دار المزادات الشهيرة سوثبي (Sotheby's ) في نيويورك عن عرض واحدة من أندر لفائف التوراة اليمنية المعروفة حتى اليوم، وهي مخطوطة مؤكدة بالكربون المشع تُعد الأقدم بين النسخ الكاملة التي خرجت من اليمن ووصلت إلى الأسواق الدولية. 

الباحث المتخصص في شؤون الآثار اليمنية عبدالله محسن كشف في منشور على صفحته في فيسبوك أن اللفيفة المعروضة، التي ستُطرح للبيع في 17 ديسمبر 2025، تحمل قيمة تاريخية وعلمية استثنائية، إذ تعود أقدم رقوقها إلى ما بين عامي 1425 و1450م إبان أواخر حكم الدولة الرسولية، ما يجعلها سابقة لجميع النسخ اليمنية الكاملة المعروفة، بما فيها تلك المحفوظة في مكتبات عالمية كالمكتبة البريطانية.

تتألف اللفيفة من 76 رقّاً جلدياً مكتوباً بالعبرية بخط يمني مربع مميز، وتضم 227 عموداً نسخها خطاطون يمنيون على مدى قرون. يشير وصف المزاد إلى أن المخطوطة تمثّل “سجلاً بصرياً لتطور الخط العبري اليمني”، إذ يمكن تمييز ثلاث طبقات من تطور الخط: المرحلة القديمة التي يظهر فيها حرف الشين والقاف بأشكال نادرة مبكرة، والمرحلة المتوسطة التي بدأت فيها الحروف بالتطور، والمرحلة الأحدث التي تضم الرقوق المضافة أثناء أعمال ترميم لاحقة.

ومن السمات الفريدة للغاية في هذه اللفيفة وجود نقطة حبر صغيرة تحت الكلمة الواقعة في منتصف كل آية، وهو تقليد حصري اشتهر به يهود اليمن ويهدف لتسهيل التلاوة. وتؤكد دار سوثبي أن ثلاث لفائف فقط في العالم معروفة بهذا الأسلوب، إحداها هذه القطعة المعروضة في المزاد. كما يظهر في المخطوطة أسلوب هندسي مميز في ترتيب آيات نشيد البحر (خروج 15) ونشيد موسى (تثنية 32) بطريقة تشبه "الطوب المرصوص"، وهو أسلوب زخرفي اشتهر به النسّاخ اليمنيون عبر العصور.

ويعيد هذا الإعلان إلى الأذهان حدثاً مماثلاً في مزاد سوثبي عام 2024، حين عُرضت لفيفة توراة يمنية أخرى من القرن السادس عشر، مؤكدة أيضاً بالفحص الكربوني. لم تكن تلك النسخة أقل أهمية، إذ وصفتها دار المزاد بأنها واحدة من أقدم النسخ اليمنية الكاملة المعروفة اليوم، وتميزت بدقة نصية صارمة تعكس التقاليد التي حافظ عليها يهود اليمن والتزامهم بأحكام ابن ميمون. كما كشفت بيانات المزاد وجود رقوق مستبدلة وحديثة وأخرى أقدم، ما يظهر تاريخاً طويلاً من الاستخدام والترميم.

وفي الشق القانوني، يوضح الباحث عبدالله محسن أن عرض هذه اللفائف في المزادات الأمريكية يتم رغم وجود اتفاق ثقافي بين اليمن والولايات المتحدة، لكنه اتفاق يعاني من ثغرات قانونية واسعة. فالقيود الأمريكية تمنع دخول وبيع القطع الأثرية اليمنية التي تُصنف ملكاً للدولة فقط، إضافة إلى ضرورة تقديم أدلة واضحة على أن القطعة خرجت من اليمن بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ وبطريقة غير مشروعة. 

غير أن لفائف التوراة تُصنف في القانون الأمريكي باعتبارها ممتلكات دينية خاصة ليهود اليمن، وليست جزءاً من التراث الوطني للدولة اليمنية، ما يتيح بيعها دون أن يشملها الحظر. ويشير محسن إلى أن اليمن لم يقدم حتى الآن اعتراضات رسمية حول هذه اللفائف، وهو ما يسمح للمزادات بالتعامل معها كملكية خاصة قابلة للبيع.

ويرى محسن أن هذه الحالة تكشف عن أزمة حقيقية في منظومة حماية التراث اليمني، خاصة في ظل استمرار تهريب وبيع المخطوطات والتحف النادرة في الأسواق العالمية، دون تحرك رسمي يعترض على ذلك أو يطالب باستعادتها. ويطرح الباحث سؤالاً جوهرياً: من سيدافع عن الذاكرة المكتوبة لليمن إذا لم تقم الدولة بمسؤولياتها؟ فالعشرات من المخطوطات والوثائق النادرة، بحسب تقارير محلية ودولية، خرجت من اليمن خلال سنوات الحرب، وانتهى المطاف ببعضها في مزادات كبرى أو مجموعات خاصة يصعب استعادتها لاحقاً.

وبينما تستعد دار سوثبي لطرح هذه التوراة اليمنية النادرة أمام جمهور المشترين من حول العالم، تتجدد المناشدات بضرورة تحرك الجهات الرسمية والمنظمات الدولية المختصة لحماية ما تبقى من التراث اليمني المكتوب، وإعادة النظر في الثغرات القانونية التي تسمح بخروج هذا الإرث العريق من بيئته الأصلية، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار هذا النزيف إلى فقدان اليمن جزءاً لا يُعوّض من ذاكرته التاريخية والثقافية.

مقالات مشابهة

  • السفير ماجد عبد الفتاح: تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة قيد البحث
  • القبض على 3 متهمين باستغلال 7 أحداث في أعمال التسول بالقاهرة
  • جنوب إفريقيا .. مقـ.ـتل 11 شخصا بينهم 3 أطفال في إطلاق نار في بريتوريا
  • تموين البحيرة تضبط رنجة ودجاج مجمد مجهول المصدر وأدوية فاسدة
  • سقوط شبكة تستغل الأطفال في التسول بالقاهرة والجيزة
  • سقوط عصابة تستخدم الأطفال فى أعمال التسول بالقاهرة والجيزة
  • توراة يمنية من القرن الخامس عشر تُعرض للبيع في نيويورك
  • بعد فضيحة مدرسة الإسكندرية للغات.. تحقيقات موسعة وقرارات صارمة
  • النيابة العامة تكشف عن شبكة تزوير قيود عائلية وتقرر حبس المتورطين
  • سقوط شبكة تستغل الأطفال فى التسول وبيع السلع بالإكراه بشوارع القاهرة