مشكلتنا مع كرة القدم، أندية ومنتخبات ولاعبين وجمهورا وإعلاما رياضيا، أننا نتعامل مع اللعبة كنافذة للتسلية، والغريب أننا جميعا ننتظر من وراء سذاجة فكرة التسلية أن نحقق انتصارات تاريخية ونسطر أمجادا نتفوق بها على الآخرين. المنظومة برمتها مثيرة للشفقة حين نشارك فى بطولات، ونتصور أن أعيننا على اللقب الأول رغم أننا «شبعنا نوم» قبل البطولة ولم نستيقظ إلا ليلة الافتتاح.
مشكلتنا أننا ما زلنا نصدق أمنياتنا الساذجة بأن مستقبل كرة القدم معلق بأقدام أجيال من اللاعبين، رغم أن الحقيقة التى من السهل أن نعرفها أن لعبة كرة القدم فى الدول التى تنافس باستمرار على البطولات القارية والعالمية تولد وتكبر داخل مصانع الأفكار، وبمنتهى الحزم والجدية ترسم خرائط على أعلى مستوى لتحديد موقع هذه الدولة أو تلك بين المتنافسين فى اللعبة.
خروجنا المبكر من البطولة الإفريقية الحالية، لا يعنى إلا حقيقة واحدة تؤكد أن من يستمر فى المشوار هو الأحق، ومن تعود على الخروج إلى الظل هو من يكرر نفس تجارب الفشل السابقة، وينتظر فى كل مرة نتائج مختلفة.
حكاية كرة القدم فى مصر ليست حكاية مدربين، ولا حتى لاعبين.. الحكاية ببساطة أن المسابقات المحلية (الدورى الممتاز والكأس ودورى الدرجة الأولى) كلها مسابقات تعيسة، يتحكم بنغمتها وإيقاعها خليط من سماسرة الإدارة والإعلام والبيزنس.. مسابقاتنا المحلية أبعد ما تكون عن التخطيط السليم، والجدية التى تؤخذ بها الأمور، وأبعد ما تكون عن نزاهة المقاصد. الأموال الكثيرة التى تدار داخل لعبة كرة القدم فى مصر لا تصنع بطولة ولا أبطالا، لأنها ببساطة لا تنفق على مستقبل اللعبة، ولكنها تنفق داخل بورصة خاصة جدا مغلقة على عدد محدود من المضاربين بالأوطان ومشاعر الناس.
قبل أن نفكر بجلب مدربين أجانب أو الاعتماد على وطنيين، نحتاج لتطهير «البيت الكروي» من كل السماسرة والمضاربين، وورثة الفشل الذين يتصدرون كل الساحات والشاشات ببجاحة يحسدون عليها.. البداية الصحيحة أن نتعامل مع لعبة كرة القدم على أنها صناعة تحتاج لاستثمار نزيه، يقوم عليه خبراء حقيقيون وليس قطاع طرق.. وعلى فكرة لو تم الإصلاح الرياضى الحقيقي، سنفاجأ أن أسهل مهمة هى أن يكون لدينا أجيال من اللاعبين الموهوبين بجد.. أنا شخصيا أعتقد أن اللاعبين الحاليين رغم انتفاعهم من «بورصجية» اللعبة، ولكنهم ضحايا حالة انهيار رياضى.
الخروج المهين من البطولات القارية والعالمية يجب أن تكون كل أطرافه موضع محاسبة، وإلا نعدكم بانتظار خروج كبير من بطولات صغيرة قريبا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح كرة القدم المنظومة کرة القدم
إقرأ أيضاً:
قبل مواجهة الهلال.. جوارديولا يرد على كلوب
أكد بيب جوارديولا، مدرب مانشستر سيتي، أنه يتفهم موقف الألماني يورغن كلوب، الذي انتقد كأس العالم للأندية لأنه يثقل كاهل اللاعبين بجدول مباريات مزدحم، لكنه في الوقت نفسه أعرب عن شعوره بالفخر للمشاركة في هذه البطولة.
وفي مؤتمر صحافي، عشية مواجهة الهلال السعودي في دور الـ 16 من كأس العالم للأندية المقامة في الولايات المتحدة، قال المدرب الإسباني "بما أننا هنا، سنبذل قصارى جهدنا".
وأضاف "يورغن، ناضلنا كثيرًا، أعرف من أين أتت هذه الفكرة. ناضلنا كثيرًا في إنجلترا، عندما كنا نذهب إلى اجتماعات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وخاصة في الدوري الإنجليزي الممتاز لتحديد جدول المباريات، سعيًا للحصول على أداء أفضل. كلما استراح اللاعبون، زادت جودة الأداء".
وتابع غوارديولا قائلًا "هذا لا يُفاجئني. أنا أفهمه وأحترمه. كانت تربطني به علاقة ممتازة. أتفهم وجهة نظره، وسأدافع عنها أيضًا. ولكن هذا عملنا، في فيفا ويويفا والبريميير ليغ، وفي جميع المسابقات، والمدربون لا يُنظمون هذه المسابقات"، وأكد "بما أننا هنا، فنحن فخورون بوجودنا في هذه البطولة".
وأردف "ليس شيئًا مثاليًا بالنسبة للمدرب. كنت أتمنى لو حصلت على راحة لمدة شهرين قبل الموسم الجديد، نعم، كنت أتمنى ذلك، لكن هذا هو الوضع. بما أننا هنا، سنبذل قصارى جهدنا".
وقلل غوارديولا من أهمية تأثير درجات الحرارة المرتفعة على كأس العالم للأندية، وقال "أنا مدرب رائع، لكنني لا أستطيع بعد التحكم في البرق والرعد. الوضع ليس مثاليًا، لكنني أعلم أنه لا يمكنني القلق بشأن أمور لا أستطيع التحكم بها".