بحيرات جنوب النمسا.. يجمعها الصفاء والمياه الفيروزية وتفرقها الميزات والخصائص
تاريخ النشر: 1st, July 2025 GMT
في جنوب النمسا لا توجد بحيرتان متشابهتان، فلك بحيرة طابعها الخاص وميزاتها الفريدة حتى وإن جمعت بينها المياه الفيروزية الصافية والمنظر الطبيعي لولاية كارينثيا وهو الجبال الشاهقة والتلال الخضراء.
فسواء أحاطت بها التلال الممتدة أو الجبال الشاهقة، ورغم صفاء مياهها المنعشة والصالحة للشرب والسباحة تحتفظ كل بحيرة بسرها الخاص الذي لا تطلع عليه سوى زائريها الذين يبحثون عن دفء الشمس والمياه الفيروزية المنعشة، قبل الجلوس في أحد المطاعم المطلة على البحيرة، وتذوق المأكولات الشهية من المطبخ الألبي الأدرياتيكي الخاص بمنطقة كارينثيا.
ففي بحيرة وورثرسي أكبر بحيرات كارينثيا التي تمتد على طول يتجاوز 16 كيلومترا، ترتبط أمواج البحيرة وحركتها الخفيفة بإيقاع الحياة وتنوعها في مدينة كلاغنفورت التي تنام على الضفاف، ويرتبط اسمها باسم البحيرة.
فالبعض يجد الراحة والهدوء والطمأنينة في ممارسة رياضة اليوغا على منصة رصيف البحيرة، حيث يتأمل زنابق الماء ويراقب الأمواج اللطيفة التي تظل تنكسر على الضفاف العشبية إلى ما لا نهاية، بينما يستعد البعض الآخر لممارسة أول تجربة له في التزلج على الماء.
وحتى بعد الغروب لا تهدأ الحياة عند وورثرسي، إذ تظل العائلات والأصدقاء على الشاطئ لقضاء أوقات ممتعة، أو يتوجهون إلى العديد من المقاهي والمطاعم المطلة على البحيرة.
تقع بحيرة فاكرسي في الجنوب الشرق لمدينة فيلاخ، ثاني مدن كارينثيا على وادي درافا وعند سفح سلسلة جبال كارافانكن التي تشكل بداية سلسلة الألب النمساوي الشهيرة، وهي تمتد على مساحة 2.2 كلم مربع، وبعمق يصل إلى 29.5 مترا.
وتشتهر البحيرة بلونها التركوازي النقي والمياه عالية الجودة والصالحة للشرب، وتبلغ درجة حرارة الماء صيفًا بين 24 و27 درجة مئوية، مما يجعل السباحة فيها أمرا ممتعا ومنعشا يمنح الإنسان طاقة متجددة.
إعلانوتجري عديد الأنشطة الرياضية على ضفاف فاكرسي أهمها الرياضات المائية: مثل الإبحار وركوب الأمواج الشراعية، والكاياك، ركوب الألواح والكانو، فضلا عن السباحة والاستجمام وصيد الأسماك.
وعلى الضفاف توجد رياضات ركوب الدراجات والمشي بفضل العديد من المسارات التي أعدت حول البحيرة وحول التضاريس المجاورة، منها حلقة مشي لمسافة 11.4 كلم، وطرقات جبلية مخصصة لركوب الدراجات، كما يمكن زيارة قلعة فِينكينشتاين لحضور حفلات أو لمشاهدة المناظر الطبيعية الخلابة.
وتتميز البحيرة ومحيطها بجودة عالية بفضل تجدد المياه كل 20 شهرا نتيجة للينابيع العديدة ولجريان الجداول والأنهار الصغيرة النازلة من المرتفعات الجبلية المجاورة، كما أدى حظر المحركات التقليدية على القوارب للحفاظ على نقاء البيئة.
تُعد ميلشتاترسي ثاني أكبر بحيرة في ولاية كارينثيا، حيث يمتد طولها على مدى 12 كلم ويصل عمقها الأقصى إلى 142 مترا، وهي تتميز بطابعها الصيفي الدافئ، إذ ترتفع درجة الحرارة إلى ما بين 25 و27 مئوية، وهي محمية بشواطئ صخرية تخفي خلجانا هادئة ومياه صافية كالكريستال.
وتتعدد الأنشطة في البحيرة على غرار السباحة والرحلات البحرية والتجديف بالقوارب، ورياضة الدراجات على مسار طوله 28 كلم، بالإضافة إلى مسارات طبيعية ممتدة من البحيرة إلى القمم المحيطة حيث يتمتع الزائر بالمشاهد الطبيعية البانورامية.
ويمتاز محيط البحيرة بمشاهد فريدة بدءا من الخلجان المعزولة على الجانب الجنوبي التي لا يمكن الوصول إليها إلا بالقوارب، وصولاً إلى المروج الألبية الهادئة على الهضبة في الشمال، كما تنشط الحياة الثقافية حيث يضفي دير بنيديكتين ومهرجانات الموسيقى والغيتار، بالإضافة إلى فيلات كلاسيكية، على البلدة نكهة تاريخية مميزة.
ومع الغروب يتمتع الزوار بمشهد بانورامي، يتميز بلعبة الألوان على سطح البحيرة وحدائقها، ويكون ذلك إيذانا ببدء السهرات المنعشة في المقاهي والمطاعم المحيطة، حيث يتمتع الزوار بألذ الأطباق المحلية التي تتسم بالتنوع والأصالة.
وبالإضافة إلى هذه البحيرات، توجد في ولاية كارينثيا بحيرات أخرى كثيرة لكل منها ميزاتها الخاصة، وعوامل تفردها سواء الطبيعية والبيئية أو على مستوى الأنشطة الممارسة على ضفافها، وعلى صفحة مياهها.
ومن أبرز هذه البحيرات بحيرة فايسنسي التي تقع على ارتفاع 930 مترا وبطول يبلغ 11.6 كلم وعمق يبلغ نحو 97 مترا، وهي تقدم أنشطة شاملة مثل السباحة والغوص والمشي (أكثر من 200 كلم من المسارات)، وركوب الدراجات الجبلية (أكثر من 100 كلم)، والقوارب الخشبية وركوب الخيل.
وأما بحيرة أوسياخ الواقعة في شمال فيلاخ فتُعد ثالث أكبر بحيرة في كارينثيا، وهي مثالية للإبحار وركوب الأمواج الشراعية، ومنها يمكنك مراقبة الطيور في مستنقع بلايستاتر مور، وحضور حفلات موسيقية في دير أوسياخ، أو زيارة القرود والنسور في قلعة لاندسكرون.
إعلانوعلى بحيرة كلوباين تستطيع "استنشاق" أشعة الشمس وسط أجمات القصب والمشي الخفيف أو جولات ركوب الدراجات العابرة للحدود، أو إطلالة داخلية بانورامية على جبال كارافانكن، أو خارجية على الشاطئ، أو فوق المرعى الألبي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تنتشر في السودان.. صور مروعة لجثث متعفنة والمياه الملوثة تهدد حياة الملايين
تصاعدت المخاوف في السودان من احتمال اندلاع موجة جديدة من وباء الكوليرا مع اقتراب فصل الخريف، بعد انتشار صور وصفتها صحيفة “سودان تربيون” التركية بأنها تظهر جثثاً متعفنة لمصابين بالوباء في مناطق متفرقة من البلاد.
هذه المشاهد أثارت ذعراً واسعاً لدى السكان والناشطين، ولفتت الأنظار إلى التحديات الصحية والأمنية التي تواجه البلاد في ظل استمرار الحرب وتأثيراتها على البنية التحتية والخدمات الصحية.
ونشرت الصحيفة على موقعها الرسمي صوراً التقطها متطوعون من الخرطوم وولاية الجزيرة وأقاليم دارفور، أظهرت مئات الجثث المتعفنة لضحايا الكوليرا، مما يؤكد تفشي الوباء على نطاق واسع خلال الأشهر الأخيرة.
وأكدت مصادر رسمية في ولاية الخرطوم صحة هذه المشاهد، فيما أفاد متطوعون في مناطق جنوب أم درمان بأنهم دفنوا العديد من الجثث خلال الأيام الماضية، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى مياه صالحة للشرب وتعاني من تلوث محطات المياه نتيجة النزاعات المسلحة.
وحذرت تقارير طبية من أن سكان المنطقة الجنوبية من أم درمان يعتمدون على مياه ملوثة أدت إلى إصابة الكثيرين بالوباء، فيما كشف تقرير للرقابة الصحية التابع لوزارة الصحة عن فحص 1412 مصدر مياه، تبين أن 328 منها لا تفي بالمواصفات الصحية المطلوبة، ما يزيد من خطر انتشار المرض.
وأكد مصدر رسمي في وزارة الصحة بولاية الخرطوم، طلب عدم ذكر اسمه، وجود جثث متعفنة في جنوب أم درمان، وأوضح أن الجهات الصحية والأمنية قامت باتخاذ إجراءات عاجلة للتعامل مع الوضع، مشيراً إلى أن عمليات التعقيم لا تزال مستمرة في تلك المناطق، رغم عدم الإفصاح عن تفاصيل المواقع بسبب ظروف الأمن.
وفي إقليم دارفور، تشير إفادات المتطوعين إلى انتشار مئات الجثث في شرق وغرب وجنوب الإقليم، وسط معوقات كبيرة أمام فرق الكوادر الطبية، حيث ترفض قوات الدعم السريع التعاون مع المتطوعين في احتواء الوباء، مما يفاقم من الأوضاع الصحية والصعوبات في السيطرة على التفشي.
هذا وتزيد صعوبة الأزمة مع توقف خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية التي فرضتها قوات الدعم السريع في بعض المناطق، مما يحد من إمكانية التواصل ونقل المعلومات، ويعرقل جهود المساعدة الطبية.
ويأتي هذا التصعيد في ظل أوضاع إنسانية معقدة في السودان، بعد سنوات من النزاعات المسلحة التي أدت إلى نزوح مئات الآلاف، وتعطل البنية التحتية الصحية، وسط تحذيرات الأطباء والمتخصصين من كارثة صحية واسعة مع حلول فصل الخريف.