تواجه محافظة أبين، جنوب اليمن، كارثة صحية وشيكة عقب تسجيل أكثر من 195 إصابة بأعراض مشابهة للكوليرا، ووفاة سبعة أشخاص بينهم ثلاثة مهاجرين أفارقة وصلوا مؤخرًا عبر السواحل دون أي فحوصات أو إجراءات صحية، وسط تحذيرات متصاعدة من الطواقم الطبية والحقوقيين من انهيار وشيك للقطاع الصحي، في ظل غياب الدعم الرسمي والمنظمات الإنسانية.

وقالت مصادر طبية في مستشفى لودر، الذي يُعد المركز الصحي الوحيد في المنطقة الوسطى، إن نتائج التحاليل السريعة تطابق أعراض الكوليرا، مرجحة أن تكون العدوى قد انتقلت عبر مهاجرين غير نظاميين قادمين من القرن الإفريقي، ما يشكل تهديدًا فعليًا بانتشار المرض إلى المجتمعات المحلية.

في منشور له على فيسبوك، كشف الناشط الحقوقي فهد البرشاء أن "المستشفى يعاني من نفاد المحاليل الوريدية وعدم توفر الأدوية الأساسية، إلى جانب العجز في السعة السريرية"، مؤكدًا أن استجابة الجهات الصحية المعنية لا تزال معدومة تمامًا.

وبالتزامن، أطلقت إدارة مستشفى لودر نداء استغاثة عاجلًا إلى الحكومة اليمنية والمنظمات الدولية والمحلية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية (WHO)، مفوضية شؤون اللاجئين (UNHCR)، برنامج الأغذية العالمي (WFP)، الهلال الأحمر والصليب الأحمر، للتدخل الفوري وتوفير المستلزمات الطبية، وأدوية الكوليرا، وفرق طبية لتقييم الوضع الوبائي ميدانيًا.

وأكدت إدارة المستشفى أن انتشار الحُمّى والحصبة إلى جانب أعراض الكوليرا يضاعف من خطورة الوضع، خاصة في ظل عدم وجود مراكز حجر صحي للمهاجرين الذين يصلون عبر البحر ويتم نقلهم عشوائيًا إلى المناطق السكنية أو يُتركون في العراء دون أي إشراف أو دعم من المنظمات أو الجهات التي جلبتهم.

وقال مسؤولون محليون إن استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين دون فحص أو حجر صحي قد يؤدي إلى كارثة وبائية مشابهة لما شهدته البلاد في سنوات سابقة، مطالبين بـتشكيل لجنة أزمة صحية عاجلة لمتابعة الوضع في أبين، وتفعيل فرق الاستجابة الوبائية، وعزل المصابين ومخالطيهم، والتنسيق مع خفر السواحل لضبط عمليات التهريب.

كما شددوا على ضرورة إنشاء مخيمات حجر صحي مؤقتة للمهاجرين، بعيدًا عن المناطق السكنية، وتجهيزها بكوادر طبية ومستلزمات إيوائية وغذائية، مع إلزام الجهات الراعية لهؤلاء المهاجرين بتحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية.

وأشارت مصادر طبية إلى أن بعض المهاجرين يُسلمون للمستشفيات ثم يُتركون دون أي متابعة أو دعم، في انتهاك صارخ لأبسط المبادئ الإنسانية، ما يعقّد جهود الطواقم الطبية المنهكة أصلًا.

وتأتي هذه الأزمة بعد أشهر من التحذيرات الحقوقية من أن السواحل الجنوبية والشرقية لليمن أصبحت نقاط عبور رئيسية للهجرة غير النظامية من القرن الإفريقي، في ظل غياب أي رقابة أمنية أو فحص طبي، ما يُحمّل المدن والمستشفيات فوق طاقتها الصحية والخدمية.

ويؤكد مراقبون أن الوضع في أبين يتطلب تدخلاً عاجلًا من الحكومة والمنظمات الدولية قبل أن يتحول إلى كارثة إنسانية يصعب احتواؤها، في محافظة تعاني أصلًا من هشاشة الخدمات الصحية وتفشي الفقر والنزوح.

المصدر: نيوزيمن

إقرأ أيضاً:

سلطات أبين توافق على فتح طريق "ثرة" وتطالب الحوثيين برفع تمركزها من العقبة

أقرت سلطات محافظة أبين المحلية والأمنية، فتح طريق عقبة "ثرة" من قبلها، داعية جماعة الحوثي لرفع التمركز من عقبة ثرة وإزالة الألغام والمتفجرات وصيانة طريق عقبة ثرة من جهتها، وسط مطالبات مجتمعية واسعة بفتح الطريق الحيوي المغلق منذ عشر سنوات.

 

جاء ذلك خلال رئاسة محافظ أبين اللواء الركن أبو بكر حسين سالم إجتماعا للجنة الأمنية بالمحافظة لمناقشة إقرار خطوات فتح طريق جبل ثرة الإستراتيجي.

 

وبحسب إعلام سلطات أبين، فقد أقرت اللجنة الأمنية، فتح طريق عقبة ثرة لدواعي إنسانية بعد تأهيل وصيانة الطريق والبدء بأعمال الصيانة خلال الأيام القادمة، وفق تقرير النزول المعد من قبل المهندس خالد الحميقاني مدير عام الاشغال العامة والطرق بمحافظة أبين.

 

وطالبت اللجنة الأمنية، الجانب المقابل والمتمثل بجماعة الحوثي التوجيه برفع التمركز في عقبة ثرة وإزالة الألغام والمتفجرات وصيانة طريق عقبة ثرة، أو السماح لصندوق صيانة الطرق للقيام بأعمال الصيانة والابلاغ عن جاهزية طريق عقبة ثرة.

 

ووجهت اللجنة الأمنية، مدير الأشغال العامة والطرق، وصندوق صيانة الطرق البدء بأعمال الصيانة واستكمال خطوات فتح الطريق بعد إنجاز الصيانة والتأهيل، في الوقت الذي كلفت اللجنة قائد جبهة ثرة طه حسين أبو بكر بتأمين طريق عقبة ثرة أمنيا وعسكريا وبإسناد مباشر من محور أبين العملياتي وأمن محافظة أبين.

 

كما كلفت اللجنة الأمنية مدير عام مديرية لودر جمال علعله ومدير عام أمن المحافظة العميد علي ناصر باعزب أبو مشعل الكازمي وقائد الحزام الأمني بالمحافظة العميد حيدره السيد بالإشراف على منفذ عقبة ثرة وتأمينه لصالح خدمات مديرية لودر وفق النظم ولوائح قانون السلطة المحلية.

 

وأكدت اللجنة، على أهمية العمل بروح الفريق الواحد في الحفاظ على أمن واستقرار محافظة أبين، مشيرة إلى حرصها كل الحرص على "إيجاد الحلول والمعالجات المناسبة والتي من شأنها تخفيف معاناة المواطنين ومنها فتح طريق عقبة ثرة لدواعي إنسانية".

 

ويعد طريق عقبة "ثرة" من أهم وأبرز الطرق الحيوية الرابطة بين المحافظات والمغلق منذ أكثر من عشر سنوات الأمر الذي ضاعف من معاناة المواطنين المتنقلين بين المحافظات اليمنية المختلفة.


مقالات مشابهة

  • كبار المواطنين ينقلون التراث للأطفال في حضانات الشارقة
  • البرش: كل أشكال الموت في غزة والمنظمات الدولية شريكة وشاهدة زور
  • سلطات أبين توافق على فتح طريق "ثرة" وتطالب الحوثيين برفع تمركزها من العقبة
  • كارثة صحية تهدد مديرية لودر بأبين.. ارتفاع وفيات الكوليرا وسط نقص حاد في الأدوية!
  • بتوجهات المحرمي.. إنهاء احتجاز أكثر من 50 مقطورة غاز في أبين
  • واشنطن: دعم جهود تحقيق السلام والاستقرار باليمن
  • اختطاف قيادي بارز في الحزب الاشتراكي بـ أبين تحت تهديد السلاح
  • الكوليرا تنتشر في السودان.. صور مروعة لجثث متعفنة والمياه الملوثة تهدد حياة الملايين
  • جنديان في أبين يعثران على 40 ألف دولار ومجوهرات ثمينة ويعيدانها لصاحبها