صدى البلد:
2025-06-21@15:43:25 GMT

دار الإفتاء تكشف عن خصائص الأمة المحمدية

تاريخ النشر: 3rd, February 2024 GMT

ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول (ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ ما يفيد أن من خصائص الأمة المحمدية أنهم شهداء الله في أرضه؛ فما المراد بهذه الشهادة؟ وهل هي من خصائص الأمة المحمدية؟

وقالت دار الإفتاء، إن الله تعالى قد خَصَّ الأمةَ المحمديةَ بجملةٍ مِن الخصائص، وشَرَّفها بمزيدٍ مِن المزايا والفضائل، فمنها ما انفَرَدَت به عن غيرها مِن الأمم السابقة، ومنها ما شارَكَها فيه غيرُها، وتميَّزَت عنهم فيه بالكمال والتمام.

ومِن جملة ما اختَصَّ اللهُ به هذه الأمةَ دون غيرها مِن الأمم السابقة: أنهم شهداء الله في أرضه، فقال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾ [البقرة: 143]، وقال سبحانه: ﴿مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ [الحج: 78].

وأوضحت دار الإفتاء، أن الشهادة المخصوصة بها الأمةُ المحمدية: شهادتان: تتحقق الأُولى منهما في الآخرة بشهادة الأمة المحمدية على غيرها مِن الأمم السابقة بتبليغ أنبيائهم لهم.

والأصل في ذلك ما روي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يُدْعَى نُوحٌ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَيَقُولُ: لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ يَا رَبِّ، فَيَقُولُ: هَلْ بَلَّغْتَ؟ فَيَقُولُ: نَعَمْ، فَيُقَالُ لِأُمَّتِهِ: هَلْ بَلَّغَكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: مَا أَتَانَا مِنْ نَذِيرٍ، فَيَقُولُ: مَنْ يَشْهَدُ لَكَ؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّدٌ وَأُمَّتُهُ، فَتَشْهَدُونَ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ: ﴿وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾، فَذَلِكَ قَوْلُهُ جَلَّ ذِكْرُهُ: ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا﴾»، وَالوَسَطُ: العَدْلُ. أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه".

وتتحقق الثانية في الحياة الدنيا بشهادة الناس بعضِهم على بعضٍ بالخير أو بالشَّرِّ عند الموت، والأصل في ذلك ما روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قَالَ: مُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها خيرًا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم»: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ«، ومُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها شرًّا، فقال نبيُّ الله صلى الله عليه وآله وسلم»: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ«، قال عمر رضي الله عنه: فدى لك أبي وأمي، مُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها خيرٌ، فقلتَ: »وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ«، ومُرَّ بجنازة، فأُثْنِيَ عليها شَرٌّ، فقلتَ»: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ«؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الْأَرْضِ «أخرجه الشيخان.  

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم»: مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ أَبْيَاتِ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا، إِلَّا قَالَ اللهُ تَعَالَى وَتَبَارَكَ: قَدْ قَبِلْتُ قَوْلَكُمْ -أَوْ قَالَ: شَهَادَتَكُمْ-، وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ «أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو يعلى في "المعجم"، وابن حبان في "الصحيح"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.

وقد سَخَّر اللهُ سبحانه وتعالى ملائكةً تَنْطِقُ على أَلْسِنَةِ الخَلْق بما في المَرْءِ مِن خيرٍ أو شَرٍّ، كما في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال»: إِنَّ لِلهِ مَلَائِكَةً تَنْطِقُ عَلَى أَلْسِنَةِ بَنِي آدَمَ بِمَا فِي الْمَرْءِ مِنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ« أخرجه الإمام الحاكم في "المستدرك" وصححه.

وأحاديث الباب كثيرةٌ، حتى بَوَّب الأئمةُ الحُفَّاظ في كُتُبهم أبوابًا مخصوصة لذلك، فبَوَّب الإمامُ البخاري: (بَاب ثَنَاءِ النَّاسِ عَلَى المَيِّتِ)، وبَوَّب الإمامُ مسلم: (بَاب فِيمَنْ يُثْنَى عَلَيْهِ خَيْرٌ أَوْ شَرٌّ مِنَ الْمَوْتَى)، وبَوَّب الإمامُ ابن حبان: باب (ذِكْر مَغْفِرَةِ اللهِ جَلَّ وَعَلَا ذُنُوبَ مَنْ شَهِدَ لَهُ جِيرَانُهُ بِالْخَيْرِ وَإِنْ عَلِمَ اللهُ مِنْهُ بِخِلَافِهِ)، وباب (ذِكْر إِيجَابِ الْجَنَّةِ لِمَنْ أَثْنَى عَلَيْهِ النَّاسُ بِالْخَيْرِ إِذْ هُمْ شُهُودُ اللهِ فِي الْأَرْضِ).

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء القرآن الله صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه دار الإفتاء ف ی ال أ ر ض ع ل ى الن فأ ث ن ی ف ی ق ول ش ه ید ا

إقرأ أيضاً:

تعز تُحيي يوم الولاية بفعالية خطابية

يمانيون |
في تجسيد متجدد للارتباط بالمبادئ الأصيلة التي ترسم هوية الأمة وتحصّنها من التمزق، نظّمت مكاتب المالية، والجمارك، والضرائب، ووحدات ضرائب كبار المكلفين، وريع العقارات، وبيع القات بمحافظة تعز، فعالية خطابية بمناسبة ذكرى يوم الولاية، تحت شعار “من كنت مولاه فهذا علي مولاه”، وسط حضور رسمي وشعبي عبّر عن عمق الوعي بأهمية هذه المناسبة.

وفي كلمته خلال الفعالية، شدد مسؤول قطاع التخطيط في المحافظة، محمد الوشلي، على أن مبدأ الولاية يُمثّل الصمّام الذي يحفظ الأمة من الاختراقات الفكرية والسياسية والأخلاقية.

ولفت إلى أن الواقع المتردي الذي تعيشه الأمة هو انعكاس لانفصالها عن هذا المبدأ الإيماني العظيم، مؤكداً أن الطريق نحو العزة والنصر والفلاح لا يكون إلا من خلال التولي الصادق لله ورسوله وأعلام الهدى، وفي مقدّمتهم الإمام علي عليه السلام.

من جانبه، أكّد مدير مكتب الجمارك، محمد المحفدي، أن الولاية لا تقتصر على المحبة النظرية، بل هي اتباع عملي والتزام بمنهج الحق، مشيراً إلى أن الإمام علي عليه السلام كان ولا يزال رمزًا للعدالة والشجاعة والعلم والزهد، وهو النموذج الكامل الذي يجب أن تُبنى عليه الأمة في جميع شؤون حياتها.

وتوقف المحفدي عند أهمية إحياء هذه الذكرى كمشروع حياة متكامل، لا كطقس ديني فقط، مشدداً على أن الارتباط بالولاية هو السبيل لمواجهة الطغاة وإسقاط الهيمنة.

وفي السياق ذاته، أشار نائب مدير وحدة ضرائب كبار المكلفين، محمد الجنيد، إلى أن الذكرى تحلّ هذا العام في ظل تصاعد التحديات والمخاطر المحدقة بالأمة، حيث تُنتهك الحرمات وتُستباح المقدسات، ما يضاعف من أهمية العودة إلى منهج الولاية كضمانة لوحدة الصف وقوة الموقف.

وأكد الجنيد أن ولاية الإمام علي عليه السلام هي المشروع الإلهي لمواجهة قوى الاستكبار والاستعمار، وهي المنطلق الحقيقي لبناء أمة قوية ومتماسكة، مشيدًا بتفاعل أبناء تعز مع هذه الفعالية التي جسّدت وعياً إيمانيًا عميقًا في مواجهة التحديات.

وقد تخللت الفعالية قصيدة شعرية مؤثرة ألقاها الشاعر أحمد السيد، عبّرت عن القيم الكبرى للولاية، وعن مكانة الإمام علي في قلوب الأحرار والموالين، وألهبت مشاعر الحضور بمضامينها الثورية والإيمانية.

تأتي هذه الفعالية في سياقٍ وطني عام يعكس التجذر الثقافي والإيماني لمبدأ الولاية في أوساط الشعب اليمني، الذي أثبت في مختلف الميادين أن الارتباط بالإمام علي ليس شعارًا بل مبدأً حيًا يُترجم إلى صمود وتضحية واستمرار في مواجهة قوى العدوان والاستكبار.

مقالات مشابهة

  • دعاء الاستفتاح في الصلاة.. اعرف ما ورد عنه في السنة النبوية
  • “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” .. البأس اليمني بين النص القرآني والتاريخ الإسلامي
  • لماذا تبدأ السنة الهجرية في محرم رغم أن الهجرة كانت في ربيع الأول؟
  • حكم صلاة المنفرد خلف الصف في المسجد.. دار الإفتاء توضح
  • إعلاميات وناشطات من الميدان في حديث لـ”الأسرة” :غدير الولاية.. حصنُ الأمة والأمان من الانحرافات 
  • ما فضل المحافظة على السنن الرواتب والحث على أدائها؟
  • تعز تُحيي يوم الولاية بفعالية خطابية
  • فتاوى :يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عُمان
  • الإفتاء تنصح بـ 8 كلمات لمن تكاثرت عليه الهموم والمشاكل
  • ذكر يفرج كربك إذا تكاثرت عليك الهموم.. الإفتاء تكشف عنه