هكذا أحال سوء تقدير قوة القسام عملية إسرائيل البرية إلى كابوس
تاريخ النشر: 4th, February 2024 GMT
تشير التقارير إلى أن ألوية كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) الموجودة شمالي قطاع غزة لم تطلب دعما من الألوية الأخرى في القطاع رغم مرور 12 أسبوعا على بدء العملية البرية الإسرائيلية بالمنطقة.
بالمقابل، وسعت إسرائيل عمليتها، فأوكلت القيادة في الجنوب إلى الفرقة الـ98 والتي تتشكل من اللواءين المظللين الـ35 والـ55 إضافة إلى لواء "عوز" الذي يضم وحدات دوفدفان وماجلان وإيغوز.
ووفقا لتقرير أعدته سلام خضر، فقد دفعت قيادة الاحتلال العسكرية باللواءات المدرع السابع والخامس وغفعاتي وكفير وكرياتي إلى جانب الكتيبة الخامسة.
هذه القوات كلها تولى مهمة التصدي لها لواء خان يونس أحد أبرز ألوية النخبة في القسام، والذي لا تعرف طبيعة هيكله القيادي ولا هرمية اتخاذ القرارات فيه.
عملية معقدة
وتعتبر عملية خان يونس واحدة من أكثر العمليات تعقيدا خلال الحرب حيث تتوافر فيها كافة العوامل التي تخشاها الجيوش النظامية تقريبا كونها بقعة صغيرة المساحة كثيفة السكان.
وتتبنى إسرائيل الطرق التقليدية في الحرب، خصوصا الاعتماد على إسقاط قذائف خارقة للتحصينات من الجو بهدف الوصول إلى عمق الأنفاق لضرب عقد القيادة والتحكم للمقاومة.
وكانت كلية الأركان في الجيش الأميركي قد أصدرت تقريرا قبل بدء العملية البرية الإسرائيلية في القطاع حذرت فيه من مغبة التوغل البري.
وقال التقرير إن العمليات الجوية لم تحقق الأهداف المرجوة في عمليات مماثلة جرت في السابق.
التشكيل الهجين للقسام
في المقابل، تعتمد القسام في قتالها على "التشكيل الهجين" الذي يقوم على دمج النخبة التي تقتبس من الجيوش النظامية ارتفاع مستوى الانضباط والأداء وبعض التقاليد العسكرية.
ومن هذه التقاليد أن يكمن الجندي في موقع بعينه لأسابيع دون الدخول في اشتباك تحت أي ظرف انتظارا لتنفيذ مهمة محددة، وهو ما حدث في كمين مخيم المغازي الذي أوقع أكثر من 20 ضابطا وجنديا.
وتوجد أيضا وحدات ميدانية تتولى مهمة الاشتباك المباشر والمناورة والالتزام بالتنفيذ والانسحاب السريعين، وهي مكونة من مجموعات صغيرة تتراوح بين مقاتل و4 مقاتلين.
كما طورت القسام قدراتها القتالية، فأصبحت تشتبك فوق وتحت الأرض بعدما دربت مقاتليها على التكيف مع نقص الأكسجين وتراجع مصادر الضوء الطبيعي، مع ارتفاع مخاطر التعامل مع مواجهات غير تقليدية، ومنها الغاز السام الذي استخدمته إسرائيل في أحد الأنفاق.
ودفعت إسرائيل بقواتها من محورين رئيسيين هما كيسوفيم لتعزل خان يونس تماما عن المنطقة الوسطى، وقد قطعت شارع صلاح الدين ودخلت إلى أراض زراعية وصولا إلى الخط الساحلي عند شارع الرشيد.
وبالتوازي مع هذا الهجوم دخلت قوات أخرى من الجنوب الشرقي لاستخدام شارع صلاح الدين، لفصل شرقي محافظة خان يونس عن غربها من أجل تشتيت جهد المقاومة.
وبعد أسبوع واحد من هذا الهجوم تحولت المدينة من مسرح قتال إلى واحدة من وسائل الحرب بين الطرفين.
كما واجهت إسرائيل معضلة تدمير الأنفاق التي تعتبر كابوسا للجنود كونها بطيئة وقاتلة وتقلل الاعتماد على التقنيات الحديثة بشكل كبير، والتي يعتمد عليها الجيش الإسرائيلي في ما تعرف بـ"عقيدة ماعالوت"، أي التفوق.
لقد أساءت إسرائيل تقدير قوة الخصم وألقت بثقلها على التكنولوجيا، وهما خطان قاتلان في حروب المدن، لأن مهمة المشاة -وفق الأميركيين- تكمن في تحديد مواقع العدو وتدميرها، وإن تمكن العدو من تحييد هذه المعادلة فسيكون القضاء عليه أمرا مستحيلا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل وإيران وصلتا للامتحان الحقيقي الذي سيحسم في واشنطن
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على جهود إيران في تطوير قدراتها النووية، وتسريع هذه الجهود منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بحسب البيانات التي نشرها تقرير المراقبين، ما يشكك في إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنصر على المحور الذي تقوده طهران.
وقالت الصحيفة في مقال كتبه ألوف بن، إنّ "التقديرات الإيرانية تشير إلى أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي"، مشددة في الوقت ذاته على أن الطرفين وصلا الآن إلى الامتحان الحقيقي، الذي سيتم حسمه في البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول إيران، كشف عن مكانة طهران القريبة جدا من ترسانة السلاح النووي، في حين أن إسرائيل غارقة في وحل غزة"، معتبرة أن "هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية إنجاز إيران وتضع في محل شك إعلانات الناصر لنتنياهو على المحور الإيراني".
وذكرت أنه "في بداية الحرب عام 2023 كانت إيران تمتلك 128.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 بالمئة"، منوهة إلى أنه "قبل أسبوعين كان لديها 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف".
وتابعت: "الآن مطلوب من إيران درجة واحدة أخرى من التخصيب كي تتمكن هذه المادة المتفجرة من أن تصبح قنبلة نووية"، مضيفة أن "البنية التحتية، والمعرفة والقدرة، توجد منذ زمن في يدها، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل إلى صفر تقريبا".
وبحسب خبير الطاقة الأمريكي ديفيد البرايت، فإن أسلوب فقط مطلوب لإنتاج اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة في منشأة بوردو، والمخزون الذي يوجد لدى إيران يكفي لإنتاج 10 رؤوس حربية نووية، ويوجد لديها مادة لتغذية أجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة أشهر.
ولفتت "هآرتس" إلى أنه وفق التقارير فإنه في السنة الأولى للحرب حافظت إيران على وتيرة تخصيب اليورانيوم، معتقدة أن "الانقلاب حدث في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حينما بدأت طهران بتغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 بالمئة، من أجل مراكمة كمية كبية من اليورانيوم المخصب بالمستوى الأعلى الذي يصل إلى 60 بالمئة، بوتيرة أعلى سبعة أضعاف مما كان في السابق".
وأوضحت أن "ذلك نقل العتبة النووية إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة"، منوهة إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية".
وأشارت إلى أن المخابرات الأمريكية أيضا تقدر بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير، وعلى فرض أنهم على حق، فإن إيران بحاجة إلى وقف إضافي من أجل تركيب القنابل على الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، مشددة على أن "مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الأكثر حسما في الطريق إلى السلاح النووي".
ورأت الصحيفة العبرية أن الإيرانيين عملوا في وقت مريح، ففي ديسمبر الماضي كانت الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والإدارة السابقة كانت منهكة من الهزيمة بالانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في أداء عمله.
وتابعت: "إسرائيل كانت مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ورفع ترامب القيود عن الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أنه "في 20 كانون الأول نشرت في "وول ستريت جورنال" مقابلة مع نتنياهو، التي تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها اسرائيل لإيران. هو لم يقل وربما لم يعرف، بأنه في حينه كان مهندسو الذرة يعملون في بوردو على القفزة الأكبر نحو القنبلة".
وقالت "هآرتس": "الآن وصل خامنئي ونتنياهو إلى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب، وميزان القوة في الشرق الأوس، فإيران كما يبدو تقدر بأن إسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري وارتفاع أسعار النفط".
وختمت: "نتنياهو يحاول التلميح إلى أن المنع العلني لترامب لمهاجمة إسرائيل في إيران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للأمريكيين هامش إنكار (..)، كل طرف يتصرف وكأن الأوراق لديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الأبيض، إما اتفاق نووي يدحرج المشكلة إلى المستقبل أو المعركة".