تطورات متلاحقة شهدتها الأزمة الأوكرانية الروسية، خلال الساعات القليلة الماضية، مع اقتراب دخولها عامها الثاني في 24 فبراير الجاري، وكان من أهم الأحداث على الساحة، مقتل 28 شخصًا من جراء قصف أوكراني على مخبز في مدينة ليسيتشانسك بلوجانسك شرق أوكرانيا، باستخدام نظام راجمات صواريخ «هيمارس» الأمريكية المتطورة.

وأمس الأحد، قالت السلطات المعينة من جانب روسيا في «مقاطعة لوجانسك»، إنّ 28 شخصًا قتلوا بينهم طفل من جراء قصف استهدف مخبز بمدينة ليسيتشانسك، بالمقاطعة التي ضمتها السلطات في «موسكو» على إثر تنظيم استفتاء في العام قبل الماضي 2022.

 

وفي وقت سابق، انتشلت السلطات، 20 جثة من تحت الأنقاض عقب هجوم أوكراني على مخبز بمدينة ليسيتشانسك بـ«مقاطعة لوجانسك» شرق أوكرانيا، وفق ما أعلنته وزارة الطوارئ الروسية.

وكانت «موسكو»، أعلنت ضم «لوجانسك» إلى جانب 3 مناطق أخرى«دونيتسك، خيرسون، زابوريجيا»، إلى أراضي روسيا الاتحادية على إثر استفتاء تم تنظيمه في 2022.

15 are confirmed dead after a HIMARS strike on a bakery in Lisichansk in the Lugansk People’s Republic.

Digging in the rubble for survivors is still ongoing. https://t.co/5VzSkNbW7Z pic.twitter.com/ITNRLXYH96

— Lord Bebo (@MyLordBebo) February 3, 2024

وكانت وزارة الخارجية الروسية، قالت في وقت سابق، إن القوات الأوكرانية، قصفت المناطق المدنية في ليسيتشانسك، مشيرة إلى تعرض مرافق البنية التحتية المدنية لهجوم وصفت بـ«الوحشي».

ولقى ما لا يقل عن 11 مدنيًا من «لوجانسك» حتفهم، من جراء القصف الأوكراني، وهناك العديد من الجرحى.

ترجيحات بوجود نحو 40 شخصا تحت الأنقاض

وأشارت الوزارة على لسان المتحدثة الرسمية باسمها، ماريا زاخاروفا، إلى أن وفقًا لوزارة الطوارئ الروسية، من المرجح أن يكون قرابة 40 شخصًا تحت الأنقاض.

وأضافت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، وفق لوكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية، أنّ عشرات المدنيين كانوا في المخبز وقت الهجوم وإن أسلحة غربية استخدمت فيه.

من جانبها، عززت «قوات الجنوب» التابعة للقوات الروسية، من سيطرتها على عدة مواقع جديدة على محور دونيتسك، وتصدت لـ5 هجمات للجيش الأوكراني، ما أسفر عن وقوع  خسائر  بلغت 335 عسكريًا بين قتيل وجريح، وتدمير دبابة و3 مركبات قتالية مدرعة ورادارين مضادين للبطاريات و10 مركبات وتدمير مدفع هاوتزر «إم 777» من عيار 155 ملم، وإسقاط 14 مسيرة أوكرانية. 

وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الأوكرانية، حالة التأهب الجوي، بمقاطعتي خاركيف ودنيبروبيتروفسك، كما دوت صافرات الإنذار في المقاطعتين، وفق لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

 

من جانبها، قالت وسائل إعلام فرنسية بينها صحيفة «لو فيجارو»، نقلا المؤرخ ديمتري مينيتش، عن أن بيان وزير الدفاع الصيني، دونج جون، الداعم لروسيا في أوكرانيا يقلق الغرب، خاصة بعد تأكيده أن بلاده و«موسكو» هما القوتان الأهم عالميًا وإشادته بالدعم الروسي لبكين في تايوان.

وأشار مينيتش، وفق لشبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية، إلى أن تصريحات وزير الدفاع الصيني، تأكيد واضح على العمل القوي نحو تعزيز العلاقات مع روسيا.

خبير: يمكن للولايات المتحدة تنظيم ثورة ملونة في بيلاروسيا

بدوره، رجح الأستاذ في «جامعة شيكاغو»، جون ميرشايمر خلال مقابلة عبر «يوتيوب»، أنّ «واشنطن» لن تهدأ حتى بعد انتصار روسيا في أوكرانيا، إذ ستحاول تقويض نفوذ وتوسع «موسكو» في مناطق أخرى من العالم، مشيرًا إلى مناطق في القطب الشمالي والبحر الأسود ومولدوفا.

وأوضح ميرشايمر، أن يمكن للولايات المتحدة تنظيم ثورة ملونة في بيلاروسيا، وفق لما ذكرته وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية.

  من جانبه، كشف مدير «معهد كييف للاستراتيجيات العالمية» الأوكراني فاديم كاراسيف، في مقابلة عبر «يوتيوب»، أن بلاده تواجه هجومًا روسيًا واسع النطاق والأصعب عليه منذ بداية الأزمة بين البلدين في 24 فبراير من العام قبل الماضي 2022، موضحًا أن الهجوم لم ينته ولن ينتهي وسيبدأ للتو، فيما أوضح الخبير السياسي البولندي مارسين كيدزيرسكي، في مقابلة مع «راديو بولسكي»، أن أوكرانيا لن تتمكن من الصمود دون مساعدة الغرب، ولن تتمكن من الصمود في الجبهة دون الدعم الأمريكي.

 للخروج من مأزق الطائرة «إيل 76».. زيلينسيكي يتجه للتضحية بـ زالوجني

ويتجه الرئيس الأوكراني، فولدويمير زيلينسكي، لتحميل القائد الأعلى للقوات المسلحة، فاليري زالوجني بمسؤولية إسقاط طائرة النقل «إيل 76» العسكرية الروسية، ​​فوق مقاطعة بيلجورود جنوب غرب روسيا على الحدود مع  أوكرانيا في 24 يناير الماضي، التي كانت تنقل 65 أسيرًا أوكرانيًا، بالإضافة إلى 3 ضباط روس مرافقين لهم و6 من أفراد الطاقم، وفق صحيفة «بوليتيكا» الصربية. 

بدوره، قال سيرجي أكسيونوف، رئيس «شبه جزيرة القرم» التي ضمته «موسكو» في عام 2014 إلى أراضي «روسيا الاتحادية» على إثر استفتاء، إن العالم أجمع يعتمد على إنجاز مهام «العملية العسكرية الخاصة» في أوكرانيا، وليس فقط روسيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: لوجانسك قصف لوجانسك الأزمة الروسية الأوكرانية كييف مقاطعة لوجانسك زيلينسكي الرئيس الأوكراني الطائرة الروسية شبه جزيرة القرم

إقرأ أيضاً:

موسكو تحذر أوكرانيا من تكاليف رفض التنازلات وسط تصاعد التوترات في المفاوضات

البلاد _ موسكو

في تصعيد جديد للموقف الروسي تجاه الأزمة الأوكرانية، وجهت موسكو تحذيرات قوية إلى كييف بشأن ضرورة تقديم تنازلات في مفاوضات السلام الجارية بين الجانبين، محذرة من أن الإصرار على المواقف الرافضة سيؤدي إلى تكبد أوكرانيا خسائر إقليمية باهظة. وجاءت هذه التصريحات على لسان فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد الروسي في المفاوضات، في تصريحات نقلتها صحيفة “وول ستريت جورنال” يوم الأربعاء.

وأكد ميدينسكي أن روسيا تسعى إلى السلام، إلا أنه شدد في الوقت ذاته على أن “استمرار أوكرانيا في اتباع مصالح الدول الأخرى سيجبرنا على الرد”، في إشارة واضحة إلى الدور الغربي الذي تتهمه موسكو بدعم كييف. وأضاف: “رفض تقديم التنازلات سيكلف أوكرانيا خسائر كبيرة على المستوى الإقليمي.”

واستخدم ميدينسكي مثالاً تاريخياً لاستبعاد إمكانية استمرار الصراع لفترة طويلة، مستشهداً بالحرب التي دارت بين روسيا والسويد واستمرت 21 عاماً، مؤكداً أن أوكرانيا لا تملك نفس القدرة على الصمود في مواجهة الحرب الممتدة.

وأشار إلى أن النزاع الدائر بين البلدين أدى إلى اتساع الهوة بينهما، مؤكداً أن موسكو تسعى لإنهاء الصراع في أقرب وقت ممكن، رغم التحديات.

وفي وصف مثير للجدل، قال ميدينسكي إن الصراع في أوكرانيا ليس حرباً تقليدية بين دولتين منفصلتين، بل هو بمثابة “قتل الأخ لأخيه”، مشيراً إلى أن البلدين يشتركان في لغة وثقافة واحدة ويمثلان شعباً واحداً. وأضاف أن النزاع أشبه بصراع بين شقيقين، الكبير والصغير، يتنافسان على النفوذ والذكاء، وأن هذا الصراع يتفاقم بسبب الخلافات السياسية والاجتماعية بينهما.

جاءت هذه التصريحات في سياق استمرار جولات المفاوضات بين موسكو وكييف التي بدأت في 16 مايو الماضي بإسطنبول، حيث تم الاتفاق على تبادل الأسرى وفق صيغة “ألف مقابل ألف”. وأعرب الطرفان عن رضاهما النسبي إزاء نتائج تلك الجولة التي تناولت ملفات تبادل الأسرى ومناقشة رؤى محتملة لوقف إطلاق النار في المستقبل.

وفي الجولة الثانية من المفاوضات التي عُقدت في الثاني من يونيو الحالي في إسطنبول أيضاً، تبادل الجانبان وثائق رسمية تتضمن رؤى كل طرف بشأن تسوية النزاع، واتفقا على تبادل الأسرى المرضى والشباب دون سن الخامسة والعشرين، وفق صيغة “الكل مقابل الكل”، والتي تضمنت الإفراج عن ما لا يقل عن 1000 أسير من كل جانب.

يذكر أن تبادل الأسرى الذي تم حتى الآن، وخصوصاً الجنود الروس الذين تقل أعمارهم عن 25 عاماً، تم في مواقع غير معلنة وبمشاركة بلاروسية، في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين الطرفين.

مع استمرار هذه التطورات، تظل المفاوضات بين موسكو وكييف محاطة بالتحديات السياسية والعسكرية، وسط مخاوف من تصاعد الأزمة إذا استمر إصرار أي طرف على موقفه الرافض، الأمر الذي يهدد بإطالة أمد النزاع ويزيد من تعقيد فرص التوصل إلى تسوية سلمية.

مقالات مشابهة

  • الحرب في أوكرانيا.. وزير الدفاع الألماني يصل إلى كييف
  • هجمات جديدة تستهدف عدداً من المناطق في أوكرانيا
  • موسكو تحذر أوكرانيا من تكاليف رفض التنازلات وسط تصاعد التوترات في المفاوضات
  • كييف وأوديسا وخاركيف تحت النيران الروسية وأوكرانيا تستهدف محطة وقود في بيلغورود
  • الخارجية الروسية: موسكو مستعدة لإزالة المواد النووية الزائدة بإيران
  • برلين: الهجمات الروسية على أوكرانيا «إرهاب ضد المدنيين»
  • دارشييف: جولة جديدة من المحادثات الروسية الأمريكية ستُعقد قريبا في موسكو
  • السفير الإسرائيلي في كييف يكشف عن إرسال منظومات باتريوت قديمة إلى أوكرانيا
  • روسيا تشن إحدى كبريات الهجمات على كييف وزيلينسكي يطلب تحركا غربيا
  • روسيا تشن هجومًا عنيفًا على كييف.. زيلينسكي: ضربات موسكو أعلى صوتاً من جهود السلام