فى مثل هذا اليوم وُلد الفنان الكبير الراحل “فاروق الفيشاوى” ، لقُب “بالولد الشقى” لمغامراته الكثيرة بالوسط الفنى، فضلاً عن براعته فى تأدية شخصيات مختلفة حتى أصبح أشهرفنانين جيله.

فاروق الفيشاوى والفن:

اسمه الحقيقي “محمد فاروق فهيم الفيشاوي”، ولد عام 1952 بمدينة سرس الليان بمحافظة المنوفية، من أسرة ميسورة الحال، وتولى شقيقه الأكبر تربيته بعد وفاة والده توفى والده وهو في الحادية عشر من عمره .

التحق “فاروق الفيشاوى” بكلية الطب فى البداية، ثم كلية الآداب، ثم المعهد العالى للفنون المسرحية بسبب عشقه للفن، وبعد التخرج عمل بالمسرح وقدم مسرحيات منهم: “عينى فى عينك، البرنسيسة، الرجل الصعيدي، فرسان آخر زمن، شباب امرأة”

اكتشفه المخرج المسرحي عبد الرحيم الزرقاني أثناء تأديته لدور في إحدى المسرحيات التي عرضت على مسرح جامعة القاهرة، وقد معه مسلسلين بالإذاعة وهم “دموع صاحبة الجلالة، حصاد العمر”.

كانت الانطلاقة الفنية الحقيقية لـ “فاروق الفيشاوى”  في مسلسل “أبنائى الأعزاء شكرا “ونجح فى لفت الأنظار إليه، ثم توالت أعماله الدرامية مثل:” ليلة القبض على فاطمة، أولاد آدم، قهوة المواردى، غوايش ، عصفور في القفص،أبناء العطش”.

قدم “فاروق الفيشاوى” أكثر من مائة عمل في السينما صنع بهم نجوميته منهم: المشبوه، القاتلة، الطوفان، الرصيف، لا تسألني من أنا، سري للغاية، مطاردة في الممنوع، غدًا سأنتقم، حنفي الأبهة،وغيرهم.

زواج سمية الألفى ورحلته مع الإدمان :

بدأت قصة حب الثنائي “فاروق الفيشاوي وسمية الألفي” قبل شهرتهما،  أثناء عرض مسرحية “السندريلا”، حيث كانت طالبة في كلية الآداب حين أحبته، وهو طالبا بـ معهد فنون مسرحية.

رفضت والدة “سمية الألفي” حينها زواجهما بسبب صغر سنهما، لكنها أصرت على الزواج منه، تزوجا بالفعل في فبراير 1974 واستمرت الزيجة لمدة 16 عاما، أثمرت عن طفليهما أحمد وعمر.

في نهاية الثمانينيات ، وهو فى عز نجوميته وقع “فاروق الفيشاوى” فخ إدمان الهيروين، وظل فترة كبيرة من حياته مدمنًا، رفض فيها العديد من الأدوار السينمائية والتلفزيونية، وأنفق معظم دخله على الإدمان.

استطاع “فاروق الفيشاوى” أن يهزم الإدمان بشجاعة بمساعدة زوجته الفنانة “سمية الألفى”، وصرح للجمهور برحلته مع الهيروين وشفائه منه بأحدى اللقاءات الصحفية، ووصف نفسه قائلاً " كنت عبداً للهيروين"، ليجعل تجربته ملهمة للكثير من الشباب  الذين أقلعوا عن الإدمان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فاروق الفيشاوى الهيروين الإدمان السينما المسرح

إقرأ أيضاً:

مسرحية على خط النار للفلسطيني معتصم أبو حسن: اشتباك الجيل مع تحولات المجتمع

ترى ما المسافة ما بين تركيز العرض على الدعوة الآمرة الحادة بعدم اعتياد الواقع، "تتعودوش"، وبين قلق الشخصية بين باطنها وظاهرها؟ هل هو إيحاء نقدي للذهاب بشخصياتنا باتجاه ما يراه ضميرنا حتى لو كان ذلك على ما ننتفع به من التعامل العملي الواقعي؟ صورت المسرحية من خلال حركات وأصوات نزقة حالة الصراع الداخلي لدى الشباب إزاء التحولات السياسية التي وجدوا أنفسهم قد ولدوا خلالها، وكبروا وهم لم يستوعبوا تماما ما كان ويكون. إنه (التذويت) المتسائل عن العلاقة بين الأجيال، كذلك حالة الخلاص الفردي والعام.

إنه مسار نمو الإدراك الذاتي في تواز وتداخل مع الحالة الوطنية العامة؛ فقد استطاع العرض بصدق تقديم حالة تفاعل الشباب مع خصوصية الحالة المركبة للمجتمع الفلسطيني ببنيته السياسية والاقتصادية التي حدثت إثر اتفاقية أوسلو، في ظل بقاء الاحتلال.

إنها محاولة إبداعية على مستوى النص، بغض النظر عن الشكل الأدبي والفني، للكتابة عن حالة الاشتباك الفكري لدى الناشئة، بمن فيهم فئة الشباب، مع التحولات التي وجدوا أنفسهم فيها، باختلاف حالة من عايش مدركا لما قبلها، حيث تداعت المشاعر والأفكار التي صارت تبدو لنا الكبار بأنها رومانسية؛ ففي الوقت الذي رأى الشباب أن حال الفلسطينيين لم تتغير في العمق، رغم شكليات التحول على مدار 3 عقود، فقد أصبح ذلك نوعا من المراجعة النقدية التي تحمل بذور التمرد، والتي تجلت في ظاهرة الشياب المسلحين وإن لم تشر لهم المسرحية. والظن أن التعريج على لبنان، كان من هذا الإيحاء، حتى وإن حمل منحى ساخرا (ما في بلبنان الا الصواريخ والزبالة).

لذلك كان هناك تساؤل عن معنى البطولة لدى الجيل الجديد، وهو وإن بدا لنا الكبار متكلفا وليس في مكانه، فهو لمثل هذه المرحلة مهما من باب إثبات الذات الفاعلة أو الناقدة، لربما من باب وجودهم كمهمشين أكثر من كونهم ثوريين حقا.

هو صوت معتصم أبو حسن، الكاتب والمخرج، وصوت الشاب الإعلامي، وقد كان اختيار مهنة الإعلام مناسبا، كون الإعلام الرسمي هو إعلام الظاهر والنمطي، بما يخدم المنظومة القائمة سياسيا واقتصاديا.

هو الصوت الباطني والظاهري، ولعل الصوت الباطني هو الأكثر نقدا، وقد تجلى ذلك بأداء الشاب النزق المتوتر والمحرض والغاضب، والمتهم له بأنه يخاف قول الحقيقة المهنية خشية تعرضه لخسارة المنفعة-العمل.

لقد لاءم الحوار المسرحي حالة المونولوج الداخلي المحتدم داخل شخصية الشاب، حيث أننا من بدء العرض، وتقدمه، لمسنا أن الحوار على الخشبة إنما يتم داخل الشخصية التي تعاني من انفصام وجودي ما، وقد عزز ذلك الشعور تمثل الشخصية عبر أكثر من شكل حركي، وسردي، وقد كان ذلك الإيحاء المحتمل جميلا، ولم يكن هناك ضرورة لوصف الممثل الآخر نفسه بأنه صوته الداخلي. وكان من الممكن أيضا أن يكون حوار بين شابين، فهذا محتمل، بل لعل المخرج في العروض القادمة يترك ذلك لتأويل المشاهدين. كذلك ثمة مجال لتأمل إنهاء حياة الإعلامي، حيث كان من المحتمل عدم الذهاب الى هذا المنحى.

يحسب للمخرج الشاب أبو حسن تفكيره بمقترحات التمثيل والحركة والديكور والسينوجرافيا، بما فيها الشاشات الملائمة للإعلام، فهي وإن لم توظف بشكل احترافي في تقديم المضمون، بسبب اعتماد المخرج على مضمون النص، إلا أن عمله يعدّ جادا على طريق الإبداع، من ذلك مثلا البدء بحركة سريعة تتلوها حركة بطء، والمزاوجة بينهما لترك مسافة تأمل، كذلك كان للحركة النزقة أثر كبير في التعبير عن الحالة الشعورية. وضع قماشة سوداء على يد (الشخصية الداخلية) وتعليق قماشة خضراء في أعلى الجانب الأيسر من المسرح، وجعل القماشة البيضاء في عمق المسرح في حالة عضوية مع الطاولة كتابوت الشهيد الذي كان مجال الدوران حوله في مشهد آخر، أضفت بصريات إيحائية. كما أعجبنا ارتباط السرد بالحركة، سرد الشخصية الداخلية وحركة الخارجية كما في أداء الركض في أحد الأحداث المروي عنها.

لقد اختتم العرض برسالة مهمة من خلال: تتعوّدوش"، ولم أجد أفضل مما ذكره الكاتب والشاعر الراحل ممدوح عدوان، كي أختتم مقالتي: "ذات يوم شرحوا لنا في المدرسة شيئا عن التعود، حين نشم رائحة تضايقنا فإن جملتنا العصبية كلها تنتبه وتعبّر عن ضيقها، بعد حين من البقاء مع الرائحة يخف الضيق، أتعرف معنى هذا؟ معناه أن هناك شعيرات حساسة في مجرى الشم قد ماتت فلم تعد تتحسس، ومن ثم لم تعد تنبّه الجملة العصبية. والأمر ذاته في السمع، حين تمر في سوق النحاسين فإن الضجة تثير أعصابك، لو أقمت هناك لتعودت مثلما يتعود المقيمون والنحاسون أنفسهم. السبب نفسه: الشعيرات الحساسة في الأذن قد ماتت. نحن لا نتعود إلا إذا مات فينا شيء.. تصور حجم ما مات فينا حتى تعودنا على كل ما يجري حولنا".

المسرحية من تمثيل: محمود أبو عيطة وجمال جعص، إخراج حركي ودراموتورج إبراهيم فينو، تقنيات أحمد أبو حمادة. وهي من إنتاج مسرح رسائل النابلسي، وقد عرضت على خشبة مسرح القصبة.

مقالات مشابهة

  • الرايد شيراز الجنجويدية تكشح العرقي بطريقة مسرحية علي سنة نميري
  • تحية لصاحب المامبو.. علي الألفي يطرح أغنية سودانية بصوته
  • علي الألفي يفاجئ جمهوره بأغنية سودانية
  • مسرحية على خط النار للفلسطيني معتصم أبو حسن: اشتباك الجيل مع تحولات المجتمع
  • تسليم منتجات متعافي الإدمان من الملابس الجاهزة لـ بنك الكساء
  • إطلاق مبادرة ابنك - مستقبل وطن لحماية الأطفال من الإدمان والتحرش بدمياط
  • الإدمان الإسمنتي: ما بين التطور والمخاطر
  • لابوبو: بين الهوس العاطفي ومخاطر الإدمان النفسي
  • سمية الغنوشي: ماذا لو أبحر الآلاف لغزة من كل ميناء مطل على المتوسط؟
  • إدمان الاناث تعتيم وجبهة حدودية جديدة للمخدرات.