ندد المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الاثنين، بالشعبوية العنصرية واليمين المتطرف.
ووجه شولتس الشكر إلى المشاركين في المسيرات المستمرة في البلاد منذ أسابيع للتنديد بالتطرف اليميني ولدعم الديمقراطية.
وفي أعقاب لقائه مع أشخاص من أصول أجنبية وممثلين عن روابط المهاجرين، قال شولتس في برلين «إذا كان هناك شيء لا ينبغي أن يكون له مكان مرة أخرى أبدا في بلادنا، فهو الأيدولوجية الشعبوية العنصرية.

لهذا، فمن الجيد أن يشارك مثل هذا العدد الكبير في المسيرات».
وصرح شولتس بأن واحدا من كل أربعة أشخاص في ألمانيا له جذور مهاجرة، وأكد أن «ألمانيا هي وطننا المشترك»، لكنه نوه في الوقت نفسه إلى أن الكثير من الأشخاص يساورهم القلق حاليا لأنهم يشعرون أنهم هم المعنيون بالأفكار المحقرة للبشرية التي نشرها متطرفون يمينيون حول إعادة التوطين.
من جانبها، قالت ريم العبلي رادوفان وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج إن الحكومة الائتلافية الألمانية وضعت مكافحة التطرف اليميني على رأس جدول أعمالها.
وأضافت أن وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر حظرت جمعيات وشددت قوانين.
ورأت العبلي رادوفان أن من المهم الآن أن يتم التصديق على قانون دعم الديمقراطية في البرلمان بسرعة. وينص هذا القانون على تخصيص دعم حكومي طويل الأمد للجمعيات والمنظمات التي تعمل على حماية الديمقراطية، لافتة إلى أن هذه الخطوة ستكون بمثابة إشارة قوية للمشاركين في المسيرات.
تجدر الإشارة إلى أن البيانات الصادرة عن وزارة الداخلية اليوم أفادت بأن أكثر من 480 ألف شخص خرجوا إلى الشوارع للتظاهر ضد التطرف اليميني في كل أنحاء ألمانيا في يومي أمس الأحد وأول أمس السبت.
انطلقت المظاهرات ضد اليمين المتطرف قبل أربعة أسابيع بسبب ما كشفته منصة «كوريكتيف» الإعلامية الاستقصائية في يناير الماضي عن اجتماع عقده متطرفون يمينيون في نوفمبر الماضي في مدينة بوتسدام القريبة من العاصمة الألمانية برلين.
وبحسب تقرير «كوريكتيف»، حضر الاجتماع سياسيون من حزب البديل الألماني وكذلك أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي من تيار يمين الوسط، وجمعية «اتحاد القيم» التي تنتمي إلى غلاة المحافظين وحركة الهوية اليمينية المتطرفة.
وكان من بين المشاركين، في هذا الاجتماع، النمساوي مارتن زيلنر الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة الهجرة إلى أوروبا.
وكان زيلنر كشف أنه تحدث، في اجتماع بوتسدام عن «إعادة التهجير». وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول الأجنبية، حتى وإن كان هذا بالقوة. 

أخبار ذات صلة الآلاف يواصلون الاحتجاج في ألمانيا تنديدا بالتطرف اليميني مئات الآلاف في ألمانيا يحتجون ضد اليمين المتطرف المصدر: وكالات

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: اليمين المتطرف الشعبوية أولاف شولتس

إقرأ أيضاً:

اليمين المتطرف يعزز مواقعه في البرلمان الأوروبي.. وزلزال في فرنسا

شهدت الانتخابات الأوروبية صعود تيار اليمين المتطرف في عدد من الدول، محدثة زلزالا سياسيا في فرنسا، لكن من دون الإخلال بالتوازن السياسي في بروكسل.

وتؤكد المعطيات الأولية إحراز الأحزاب اليمينية القومية والمتطرفة مكاسب هامة، وانتكاسة مريرة لزعيمي القوتين الرئيسيتين في الاتحاد الأوروبي، المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أعلن حلّ الجمعية الفرنسية ودعا لانتخابات تشريعية في 30 حزيران/ يونيو.

وجرت الانتخابات التي دُعي إليها أكثر من 360 مليون ناخب لاختيار 720 عضوا في البرلمان الأوروبي، منذ الخميس في مناخ مثقل بالوضع الاقتصادي القاتم والحرب في أوكرانيا، وفيما يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات استراتيجية من الصين والولايات المتحدة.


في فرنسا، تصدر حزب التجمع الوطني بقيادة جوردان بارديلا النتائج بنسبة تزيد على 31,5 بالمئة من الأصوات، متقدما بفارق كبير على حزب النهضة الذي يتزعمه الرئيس ماكرون (15,2 بالمئة)، بحسب تقديرات معاهد الاستطلاع. وبذلك سيحصل حزب الجبهة الوطنية على 31 من أصل 81 مقعدا فرنسيا في البرلمان الأوروبي.

في ألمانيا، ورغم الفضائح الأخيرة التي طالت رئيس قائمته، احتل حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف المركز الثاني بنسبة 16,5 بالمئة إلى 16 بالمئة من الأصوات، خلف المحافظين (29,5 إلى 30 بالمئة)، لكنه تقدم بفارق كبير على حزبي الائتلاف الحاكم، الاشتراكيين الديموقراطيين (14 بالمئة) والخضر (12 بالمئة).

في إيطاليا، تصدّر حزب "إخوة إيطاليا" اليميني المتطرف الذي تتزعمه رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني، النتائج بنسبة 25 إلى 31 بالمئة من الأصوات، وفق استطلاعات رأي مختلفة.

أيضا في النمسا، حصل "حزب الحرية" اليميني المتطرف على 25,7 بالمئة من الأصوات.

وعزز الهولنديون الذين كانوا أول من أدلوا بأصواتهم الخميس، موقف حزب خِيرت فيلدرز اليميني المتطرف.

وفي إسبانيا، أظهرت النتائج الرسمية حصول الحزب الشعبي اليميني، التشكيل الرئيسي للمعارضة الإسبانية، على 22 مقعدا في البرلمان الأوروبي مقابل 20 للاشتراكيين بزعامة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، وحقق حزب فوكس اليميني المتطرف تقدما بحصوله على 6 مقاعد.

أما في بولندا، فقد تقدم الحزب الوسطي المؤيد لأوروبا بزعامة رئيس الوزراء دونالد تاسك على حزب القانون والعدالة القومي الشعبوي، لكن الأخير حافظ على قسم هام من الأصوات، كما أن اليمين المتطرف المتمثل في حزب كونفيديراجا لن يحصل على أقل من 6 مقاعد في البرلمان الأوروبي ومقره في مدينة ستراسبورغ الفرنسية.

لكن اليمين المتطرف منقسم في البرلمان الأوروبي إلى كتلتين لا يزال تقاربهما غير مؤكد بسبب خلافات كبيرة بينهما، خاصة في ما يتعلق بروسيا.

 "لا يمكن جمعها"
يرى سيباستيان ميلار من معهد جاك ديلور في تصريح لوكالة "فرانس برس" أن "أصوات اليمين المتطرف واليمين السيادي لا يمكن جمعها معا، وهذا سيحد من وزنهما المباشر في المجلس التشريعي".

ويضيف أن صعود اليمين المتطرف "الواضح خصوصا في فرنسا، سيؤثّر حتما على المناخ السياسي الذي تعمل فيه المفوضية، وسيتعين على الغالبية أن تأخذ ذلك في الاعتبار".

ويحذر المحلل قائلا: "في حال الفشل في التأثير بشكل مباشر، سيكون اليمين المتطرف قادرا على التأثير بشكل خبيث".

وبينما يتبنى أعضاء البرلمان الأوروبي تشريعات بالتنسيق مع الدول الأعضاء، يمكن لليمين المتطرف أن يجعل صوته مسموعا في القضايا الحاسمة: الدفاع ضد روسيا التوسعية، والسياسة الزراعية، والهجرة، والهدف المناخي لعام 2040، ومواصلة التدابير البيئية التي يرفضونها بشدة.


تبقى الغالبية مشكّلة من أحزاب "الائتلاف الكبير" الوسطي الذي يضم اليمين (حزب الشعب الأوروبي)، والاشتراكيين الديمقراطيين، والليبراليين (التجديد)، والذي تحصل عادة في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي.

ووفق التقديرات التي نشرها البرلمان الأوروبي، الأحد، فإن حزب الشعب الأوروبي سيحصل على 181 مقعدا، والديمقراطيون الاشتراكيون على 135 مقعدا، وحزب تجديد أوروبا على 82 مقعدا؛ أي 398 من إجمالي 720 مقعدا.

ومن المتوقع أن ينخفض عدد مقاعد الخضر إلى 53 مقعدا (مقارنة بأكثر من 70 حاليا).

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، الأحد، أن "حزب الشعب الأوروبي هو أقوى مجموعة سياسية (...) وهذا مهم، سنبني حصنا ضد متطرفي اليسار واليمين، وسنوقفهم".

وفون دير لايين مرشحة لشغل المنصب مجددا، ويتعين عليها الحصول على موافقة زعماء الدول الأعضاء ثم غالبية أعضاء البرلمان الأوروبي - الذين منحوها ثقتهم في عام 2019 بغالبية ضئيلة للغاية (تسعة أصوات).

"مستعدون للتفاوض"
كانت رئيسة المفوضية الأوربية قد توددت إلى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني وحزبها، وقالت إنها ترى فيها شريكا مناسبا مؤيدا لأوروبا ومؤيدا لأوكرانيا، ما أثار استياء الليبراليين والاشتراكيين وكذلك الخضر.

في هذا الصدد، قال رئيس كتلة الخضر في البرلمان الأوروبي باس إيكهوت: "هل سندعم أورسولا فون دير لايين؟ من السابق لأوانه الحسم. من الواضح جدا أننا مستعدون للتفاوض"، لكن بشرط استبعاد أي تقارب مع ميلوني.

وشدد أن توسيع الميثاق الأخضر "عنصر مهم للغاية" في برنامج المفوضية المستقبلي، رغم أن حزب الشعب الأوروبي متردد جدا في هذا الشأن.

وأكدت ميلوني التي ترأست قائمة حزبها في هذه الانتخابات، أنها تريد "الدفاع عن الحدود بوجه الهجرة غير النظامية، وحماية الاقتصاد الفعلي، ومكافحة المنافسة غير النزيهة".


كما أن انقسامات اليمين المتطرف حول الموقف الذي يجب تبنيه تجاه موسكو يمكن أن يؤدي إلى تعقيد المفاوضات في الاتحاد الأوروبي في وقت تسعى فيه الدول الأعضاء إلى تعزيز صناعتها الدفاعية بينما تواجه صعوبات في توفير التمويلات اللازمة.

وشدّدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، بعد يومين من تعرضها لاعتداء في كوبنهاغن، على أن "المخاطر كبيرة"، مشيرة خصوصا إلى "السلامة والأمن في ظل الحرب في أوروبا" و"تغير المناخ" و"الضغط على حدود أوروبا" و"التغير المناخي" وتأثير "عمالقة التكنولوجيا".

مقالات مشابهة

  • الأحزاب اليمينية في البرلمان الألماني تقاطع خطاب زيلينسكي
  • زيلنسكي يصل إلى برلين للقاء شولتس
  • زيلنسكي يعلن وصوله إلى برلين للقاء شولتس
  • أوروبا نحو اليمين
  • احتجاجات في فرنسا ومخاوف في ألمانيا بسبب نتائج الانتخابات الأوروبية
  • تعالي الأصوات في ألمانيا لإجراء انتخابات مبكرة
  • بمناسبة بطولة أمم أوروبا 2024: ألمانيا تدعو مشجعي كرة القدم لاكتشاف كنوزها الثقافية وعجائبها الطبيعية
  • اليمين المتطرف يعزز مواقعه في البرلمان الأوروبي.. وزلزال في فرنسا
  • الانتخابات الأوروبية.. اليسار يحقق مكاسب واليمين المتطرف يتراجع في الشمال
  • اليمين المتطرف يتصدر الانتخابات الأوروبية في فرنسا بأكثر من 30 % في ضربة كبيرة لمعسكر ماكرون