الحمد لله على نعمة البصر ..جملة لا تعلم كم مرة ترددها وأنت تخوض تجربة فريدة من نوعها داخل مكان يقوده مجموعة متميزة من فاقدى البصر.

وتجارب الحوار في الظلام هي تجارب فريدة تسعى لإلقاء الضوء على تحديات وصعوبات الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. 

واحدة من هذه التجارب المميزة تمت مع فريق اتصالات مصر بالتنسيق مع جمعية النور والامل في أحد المراكز المتخصصة فى هذا الشأن بمدينة نصر، حيث تم تنظيم حوار في الظلام لمدة ساعتين لمجموعة من الأشخاص القادرين على الرؤية، مع غير القادرين بهدف تجربة ما يعانيه الأشخاص الذين يعيشون في الظلام وتعزيز التفاهم والتعاطف معهم.

عند دخول الحضور إلى الغرفة، أخذ كل شخص عصا لكى تكون رفيقه له فى الظلام، ثم بدأت الرحلة في عالم الظلام المجهول، حيث تم توجيههم بلطف من قبل مرشدين مدربين وذوي الإعاقة البصرية.

 كانت كلمات المرشدين الدافئة والصوت الهادئ يحملان راحة للحاضرين، وساهما في تخفيف التوتر الناتج عن فقدان البصر.

خلال الحوار، أتيحت للحاضرين فرصة التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم في تلك الظروف.

 تجربة الظلام المطلقة زادت من حدة الحواس الأخرى، مما دفع المشاركين إلى الاعتماد على حواسهم الباقية مثل اللمس والسمع والشم والتذوق.

 وبهذا المنحى، تجاوز الحوار في الظلام حدود الكلام اللفظي وأصبح تجربة شاملة للتواصل والتفاعل البشري.

خلال الحوار، بدأ المشاركون في التقرب من بعضهم البعض والتعاون في التنقل والتفاعل مع البيئة المظلمة. 

كانت الحاجة إلى الثقة والتعاون ملحوظة، حيث تلقى الحضور التوجيهات والمساعدة من المرشدين الذين يعيشون هذه التجربة يوميًا.

 وعندما تمكن المشاركون من التغلب على تحديات الظلام وتجاوز حدوده، أحسوا بمشاعر الانجاز والتفوق.

تجربة الحوار في الظلام  أثرت على المشاركين بشكل عميق..فقد أصبحوا أكثر حساسية وتفهمًا للتحديات التي يواجهها أولئك الذين يعيشون في الظلام. 

وتعززت قدرتهم من خلال هذه التجربة على التعاطف والتفاهم مع الآخرين وتقدير القدرات المختلفة للأفراد.

 كما زادت الوعي بأهمية خلق بيئة ملائمة وشاملة للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع، حيث تمكن المشاركون من مشاركة تجاربهم وأفكارهم حول كيفية تحسين الوصول إلى الخدمات والمرافق العامة وتعزيز التضامن الاجتماعي.

تجارب الحوار في الظلام تعد فرصة قيمة للتعلم والنمو الشخصي. فهي تساعد على كسر الحواجز والتحفيز للتفكير الإبداعي والابتكار في إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية. 

إنها تذكرنا بأهمية التعاون والتضامن في بناء مجتمع أكثر شمولية وتساويًا.

في النهاية، تجربة الحوار في الظلام التى دعمتها مؤسسة اتصالات مصر للمسئولية المجتمعية  تعتبر رحلة إنسانية قيمة ومؤثرة، إنها تعطي الفرصة للأفراد لاكتشاف قوة الإرادة والتكيف في ظروف قاسية، وتعزز الوعي والتفاهم المتبادل بين الأفراد في المجتمع. إنها تذكرنا بأهمية الاحترام والتسامح والتعاون في تعزيز المساواة والعدالة للجميع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإعاقة البصریة

إقرأ أيضاً:

في شمس آرت سبيس.. داسم يكسر حدود الكلمة إلى عالم من الإحساس

في أمسية ثقافية وفنية غير مسبوقة، نظّمت مؤسسة لمسات بالتعاون مع Shams Art Space ندوة تفاعلية لمناقشة رواية "داسم" للكاتب عمرو طارق، في تجربة استثنائية جمعت بين الأدب والفن والتحليل النفسي والعرض الحسي، لتخلق حالة من التفاعل والانغماس الكامل في عوالم الرواية.

الندوة التي أقيمت ضمن رؤية مؤسسة لمسات لتقديم الفنون الأدبية بأسلوب جديد، شهدت حضور عدد من الأسماء البارزة في مجالات مختلفة، حيث قدمت الدكتورة حنان شاذلي، الطبيبة النفسية المعروفة، قراءة تحليلية معمّقة للشخصيات الرئيسية في الرواية، مستعرضةً دوافعها النفسية وصراعاتها الداخلية من منظور علمي وإنساني في آنٍ واحد.

كما شاركت المهندسة والفنانة التشكيلية هبة يوسف، التي عرضت عملين فنيين تجسّدا فيهما أبرز ملامح الشخصيتين المحوريتين في الرواية، في رؤية بصرية أضافت بعدًا تشكيليًا للنص الأدبي، وقد أدارت اللقاء وأشرفت على إخراجه الفني المتكامل المخرج د. تامر يوسف، الذي ساهم في تحويل الندوة إلى عرض متكامل العناصر، يجمع بين الأداء الحي والمؤثرات البصرية والصوتية.

أبرز ما ميّز هذه الندوة هو استخدام تقنيات الصوت والإضاءة والـ Voice Over، حيث تم تقديم مشاهد مختارة من الرواية بصوت احترافي تمثيلي، أضفى بعدًا دراميًا حيًا، بالتوازي مع عرض بصري وموسيقي خلق تجربة حسية كاملة، جعلت الحضور يشعرون وكأنهم داخل عالم الرواية نفسه.

وعبّر الحضور عن إعجابهم الشديد بهذا الشكل الجديد من التقديم، واعتبروا الحدث خطوة متقدمة في إعادة تعريف شكل الندوات الأدبية في مصر، عبر كسر النمط التقليدي والانفتاح على أساليب تفاعلية تجمع بين الفن والفكر والتكنولوجيا.

ويأتي هذا الحدث في إطار رؤية "لمسات فاونديشن" لتقديم الأدب والفن بطريقة تفاعلية تمزج بين الإبداع النصي والبصري والحسي، وتفتح آفاقًا جديدة للتواصل مع الجمهور. 

ولاقت الندوة تفاعلًا كبيرًا من الحاضرين الذين اعتبروها تجربة استثنائية تُشكّل نقلة نوعية في تقديم الندوات الأدبية والفنية في مصر.

طباعة شارك أمسية ثقافية مؤسسة لمسات واية داسم للكاتب عمرو طارق الأدب والفن

مقالات مشابهة

  • « إيمان كريم»: مؤسسات الدولة تخدم ذوي الإعاقة تنفيذا لتوجيه الرئيس السيسي
  • مذكرة تفاهم لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في بيئة مجمع الحسين للأعمال
  • توزيع 40 جهاز لقياس السوائل كهدايا مجانية لذوى الإعاقة البصرية
  • توزيع 40 جهازا لقياس السوائل كهدايا مجانية لذوى الإعاقة البصرية بأسوان
  • لفته إنسانية.. محافظ أسيوط يسلم تروسيكل لشخص من ذوي الإعاقة تلبية لطلبه
  • النباشون.. رحلة يومية بين النفايات بحثا عن الأمل
  • مركز الشفلح يعلن عن إطلاق برنامجه الصيفي
  • هيئة رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة تعلن عن وظائف شاغرة
  • في شمس آرت سبيس.. داسم يكسر حدود الكلمة إلى عالم من الإحساس
  • مهرجان صيف البصر يعزز من جودة الحياة