واشنطن – رويترز

هدد قراصنة إنترنت يُعتقد أنهم مرتبطون بإيران بالكشف عن مزيد من رسائل البريد الإلكتروني التي قالوا إنهم سرقوها من دائرة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن وزعوا سابقاً دفعة منها على وسائل الإعلام قبل الانتخابات الرئاسية العام الماضي.

وفي محادثات عبر الإنترنت مع وكالة "رويترز" يومي الأحد والإثنين، قال القراصنة – الذين استخدموا الاسم المستعار "روبرت" – إن بحوزتهم نحو 100 غيغابايت من رسائل البريد الإلكتروني المسروقة من حسابات كبار مساعدي ترامب، من بينهم سوزي وايلز، المحامية ليندسي هاليجان، مستشار ترامب روجر ستون، وستورمي دانيالز، الممثلة الإباحية السابقة التي خاضت معركة قانونية ضده.

ورغم أن القراصنة أثاروا احتمال بيع هذه المواد، فإنهم لم يقدموا تفاصيل واضحة حول خططهم، كما امتنعوا عن الكشف عن محتوى الرسائل المسروقة.

وكانت هذه المجموعة قد ظهرت على الساحة خلال الأشهر الأخيرة من الحملة الانتخابية العام الماضي، وزعمت حينها أنها اخترقت حسابات بريد إلكتروني لعدد من حلفاء ترامب. وقد قامت بالفعل بتسريب بعض الرسائل إلى صحفيين، وتحققت "رويترز" من صحة عدد منها، بما في ذلك رسالة توثق اتفاقًا ماليًا مزعوماً بين ترامب ومحامين يمثلون روبرت كينيدي جونيور، الذي يشغل حالياً منصب وزير الصحة في إدارة ترامب.

وتضمنت الرسائل أيضاً مناقشات داخل حملة ترامب حول مرشحين جمهوريين، وتسوية محتملة مع دانيالز.

ورغم التغطية الإعلامية التي حظيت بها تلك التسريبات، فإنها لم تؤثر بشكل كبير على نتائج الانتخابات التي فاز بها ترامب.

وفي سبتمبر الماضي، اتهمت وزارة العدل الأميركية الحرس الثوري الإيراني بالوقوف وراء العملية، فيما رفض القراصنة في حديثهم مع "رويترز" التعليق على هذه الاتهامات.

وأفاد القراصنة بأنهم أوقفوا نشاطهم بعد فوز ترامب، لكنهم عادوا مؤخرًا إلى الساحة بعد التصعيد العسكري الأخير بين إيران وإسرائيل، والذي بلغ ذروته بقصف أميركي لمواقع نووية إيرانية.

وفي أحدث رسائلهم، قال القراصنة إنهم بصدد تنظيم عملية بيع للبيانات المسروقة.

من جانبه، رأى الباحث فريدريك كاجان من معهد "أميركان إنتربرايز" أن طهران قد تسعى للانتقام من الأضرار التي لحقت بها خلال الصراع الأخير، عبر وسائل "غير متماثلة" لا تستدعي رداً عسكرياً مباشراً من واشنطن أو تل أبيب، مشيرًا إلى أن تسريبات البريد الإلكتروني قد تندرج ضمن هذا الإطار.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

100 جيجابايت من أسرار ترامب بيد قراصنة إيران.. تسريب يهز أركان واشنطن

دونالد ترامب في عالم تتقاطع فيه السياسة بالتكنولوجيا، وتُدار فيه المعارك الانتخابية في الخفاء كما في العلن، حيث تواجه الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعام 2024 تحديًا غير مسبوق. 

فبينما يواصل ترامب زحفه نحو البيت الأبيض، يواجه خطرًا سيبرانيًا جديدًا قادمًا من طهران، يهدد بكشف أسرار داخلية قد تعصف بسير حملته وتربك حسابات واشنطن الانتخابية.

 اختراق سيبراني إيراني يضع حملة ترامب في مرمى التهديد

كشفت منصة "أكسيوس" الأمريكية عن اختراق سيبراني استهدف حملة الرئيس دونالد ترامب الانتخابية للعام 2024، نفّذته مجموعة هاكرز مرتبطة بإيران، أطلقت على نفسها اسم “روبرت”، وهددت هذه المجموعة بنشر مجموعة ضخمة من رسائل البريد الإلكتروني التي سُرقت من شخصيات بارزة في حملة ترامب، من بينهم سوزي ويلز، رئيسة موظفي البيت الأبيض، وروجر ستون، أحد أبرز حلفاء الرئيس السابق.

ووفقًا للمصادر ذاتها، فإن القراصنة يزعمون امتلاكهم لحوالي 100 غيغابايت من المراسلات الخاصة، تشمل أيضًا أسماء أخرى مثل المحامية ليندسي هاليغان، والممثلة الإباحية ستورمي دانييلز، التي كانت قد اتهمت ترامب بدفع أموال مقابل صمتها عن علاقة مزعومة.

تقرير حكومي وتحذيرات أمنية

التهديد الإيراني جاء في ذات اليوم الذي أصدرت فيه إدارة ترامب تقريرًا رسميًا حذرت فيه من نشاط متزايد لما وصفته بـ"الجهات الفاعلة السيبرانية الإيرانية"، مشيرة إلى أنها تستهدف بشكل مباشر شركات أمريكية ومشغلي بنية تحتية حيوية. هذه التطورات الأمنية تعزز المخاوف من تدخل خارجي متعمد في سير العملية الديمقراطية الأمريكية.

وفي هذا السياق، صرحت مارسي مكارثي، المتحدثة باسم وكالة الأمن السيبراني والبنية التحتية، عبر بيان نُشر على منصة "إكس"، بأن ما يجري "ليس سوى دعاية رقمية يُديرها خصم أجنبي معادٍ"، معتبرة أن الهدف الأساسي من هذه العملية هو "تشويه سمعة الرئيس ترامب، والنيل من موظفين عموميين يخدمون أمريكا بتفانٍ".

وأضافت مكارثي أن الحكومة الأمريكية ستتعقب هؤلاء القراصنة وتعمل على تقديمهم للعدالة، مشددة على أن الهجوم مصمم بعناية لبث الفتنة داخل المجتمع الأمريكي.

الحرس الثوري الإيراني على خط الأزمة

تشير وثائق وزارة العدل الأمريكية، وتحديدًا لائحة الاتهام التي صدرت في سبتمبر الماضي، إلى أن الحرس الثوري الإيراني قد يكون الجهة التي أشرفت على هذا الاختراق. فقد اتهمت الوزارة ثلاثة إيرانيين بشكل مباشر بالوقوف وراء هجمات سيبرانية استهدفت حملة ترامب، مؤكدة أن مجموعة "روبرت" كانت الذراع التنفيذية للعملية.

تصعيد سياسي وأمني عقب تصريحات خامنئي

الاختراق الإلكتروني تزامن مع توتر متزايد بين واشنطن وطهران. فقبل أيام قليلة، أعلن ترامب وقف خطط لتخفيف العقوبات على إيران، وذلك ردًا على تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي، أكد فيها أن الغارات الأمريكية والإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية "لم تسبب أضرارًا كبيرة"، في تحدٍّ واضح للإدارة الأمريكية.

إيران تتصدر مشهد التهديد السيبراني

في تقييمات أمنية حديثة، قالت شركة مايكروسوفت إن عدة مجموعات إيرانية نفذت حملات تضليل واختراق إلكتروني عدواني، هدفها الأساسي التأثير على الانتخابات الأمريكية المقبلة، ووفقًا لما نشره الصحفي سام سابين في "أكسيوس"، فإن إيران باتت تمثل تهديدًا أكبر من روسيا، التي كانت قد لعبت دورًا كبيرًا في اختراقات عام 2016.

القراصنة يتحدثون عن نوايا البيع وليس النشر

في تصريحات أدلوا بها لوكالة "رويترز"، قال قراصنة مجموعة "روبرت" إنهم لا ينوون شنّ مزيد من الهجمات الإلكترونية في الوقت الراهن، خصوصًا بعد انتهاء الحرب التي دامت 12 يومًا بين إسرائيل وإيران، وانتهت بوقف إطلاق نار توسط فيه ترامب في يونيو الماضي، بعد تدخل عسكري أمريكي محدود.

ومع ذلك، فإن القراصنة لمحوا إلى احتمال بيع الرسائل المخترقة، دون الإفصاح عن الجهة المهتمة أو محتوى الرسائل، وهو ما يفتح بابًا للتكهنات حول الجهات التي قد تستفيد من هذه المعلومات في الداخل الأمريكي أو خارجه.

حرب جديدة بلا رصاص

في ضوء هذه التطورات، تتجاوز التهديدات الأمنية الأمريكية إطارها التقليدي، لتدخل عالمًا معقدًا من حروب الظل السيبرانية، فالحملة الانتخابية لترامب لم تعد تواجه منافسيها داخل صناديق الاقتراع فقط، بل تتعرض لضربات رقمية من خصوم خارجيين يسعون لتغيير موازين اللعبة السياسية في واشنطن. 

وبينما يبقى مصير تلك الرسائل المسروقة مجهولًا، فإن المؤكد أن الانتخابات الأمريكية لعام 2024 لن تكون مجرد سباق انتخابي... بل ساحة صراع مفتوح بين قوى محلية ودولية تتنافس على التأثير، وإن كان من خلف الشاشات.

طباعة شارك ترامب دونالد ترامب البيت الأبيض إيران السيبرانية الإيرانية خامنئي

مقالات مشابهة

  • “هاكرز” يهددون بنشر رسائل بريد استولوا عليها من دائرة مقربة من ترامب
  • ابتزاز.. قراصنة إيرانيون يهدّدون بنشر رسائل البريد الإلكتروني لمساعدي الرئيس ترامب
  • هاكرز يهددون بنشر رسائل بريد استولوا عليها من دائرة مقربة من ترامب
  • 100 جيجابايت من أسرار ترامب بيد قراصنة إيران.. تسريب يهز أركان واشنطن
  • قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر “رسائل مساعدي ترامب”
  • قراصنة يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب وأميركا تتهم إيران
  • قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر رسائل بريد لمساعدي ترامب
  • قراصنة مرتبطون بإيران يهددون بنشر "رسائل مساعدي ترامب"
  • قراصنة يهددون بفضح أسرار ترامب قبل الانتخابات