سودانايل:
2025-12-13@21:52:14 GMT
لو قالت رشا عوض إن مصدر تمويل تقدم الأول هو اشتراكات أنصارها لغفر الله لها ما تقدم وتأخر
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
عبد الله علي إبراهيم
لم تأت رشا عوض بمصدر اشتراكات أنصار الحركتين من بين مصادر تمويل نشاطات قحت وتقدم. وهذه عاهة في شغل ناس الحركتين منقولة من عهد معارضتهم للإنقاذ وربما ما قبلها. فأذكر أن خصصت لهم جهة أمريكية، رسمية أعتقد، جعلاً مالية فرقوا عسيلته بين قادة المعارضة بالقاهرة. وكتبت كثيراً عن بخل أنصار معارضة الإنقاذ وأثنيت مع ذلك على سخائهم مع نداءات الثورة ومستلزماتها.
عاد بي حديث رشا إلى خبرتنا في الحزب الشيوعي في استنفار موارد عضويتنا حتى جعلنا دفع الاشتراك شرطاً من شروط العضوية الثلاثة. وهي الاقتناع ببرنامج الحزب، والانتماء إلى منظمة حزبية في السكن أو العمل، ودفع "المقوى" وهو الاشتراك كما سنبين. وكتبت الجمل أدناه عن عادتنا هذه في الرد على صديق الزيلعي الذي طاف به طائف يوماً اتهم الحزب فيه بالعمالة للسوفيات. وجئت في ردي عليه بأن جوهر استقلالنا عن السوفيات كان في حرصنا أن نستقل بموارد نشاطنا. ومن فوق هذا الاستقلال ناجزنا الرفاق الروس مثني وثلاث ورباع تجده في ورقتي "بلشفها يا رب: الحزب الشيوعي بين وطنيته وعالميته".
فإلى الكلمة:
من أهم مصادر استقلال الحزب هو ولايته على المال فيه. فقام على الاشتراك وجعله الضلع الثالث في صفة عضوية الحزب بجانب الاقتناع ببرنامج الحزب ولوائحه والانتظام في فرع من فروعه. واسم الشهرة للاشتراك في الحزب هو "المقوي". وبلغ الحزب من الضبط والربط المالي أن استمعت منذ أيام إلى شهادة المرحوم محمد محمد خير عضو الحزب في الأربعينات ورفيق الشفيع أحمد الشيخ وقاسم أمين في مدرسة الصنائع للسكة حديد بعطبرة. فقال إن المقوي كان على عهدهم الباكر ربع المرتب. ونبه للمفارقة لأن خصومهم كانوا يتهمونه بالرمرمة من السوفيات بينما هم في ضيق عظيم من أتاوة الحزب. وتلطف الحزب أخيراً وجعله 5 في المئة من المرتب. وقال محمد محمد خير إنه حصل بعد كادر ملز الذي جاء به الإنجليز بعد نضال نقابي معلوم في آخر الأربعينات على فروقات بلغت 120 جنيه. فجاءه إبراهيم زكريا، المسؤول التنظيمي الأول للحزب ودفعته بمدرسة الصنائع، ليطلب منه التبرع بها للحزب. ورضي إبراهيم زكريا بعد مساومة بثلاثين جنيهاً لا غير. ومع عون المعسكر الاشتراكي لنا في التعليم والعلاج والتدريب إلا أن يدنا لم تمتد لقرش منهم عزة باستقلالنا. ولم يظهر، وقد انكشف الأرشيف السوفيتي، أننا حصلنا منهم على قرش أحمر. وما رشح منا في الأرشيف سوى تزكيتنا لهم لعون حليف لنا ما في وقت ما. وكان بوسع السوفييت مدنا بمطبعة حين أردنا أن نستقل بمطبعتنا لجريدة الميدان بعد ثورة أكتوبر 1964. ولكنا فتحنا باب التبرعات لها من اعضاء الحزب وأصدقائه جهاراً في الصحيفة نفسها.
ومن طرائف كلفة المقوى حكى أحدهم أن عضوا جديداً التحق بالحزب. وفصلوا له في الاجتماع التزاماته المالية من مقوي واشتراك جريدة الميدان وغيرها. فاستكثر الرفيق ذلك الاستقطاع من أجره. ثم سأله مسؤول الفرع ان يختار اسماً حركياً له لدواعي السرية. فقال: "مرهج". وكان مرهج تاجراَ شبعاناً في الخرطوم.
[email protected]
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا