صادق البرلمان السنغالي في وقت متأخر من مساء الاثنين على مشروع قانون يقضي بتأجيل الانتخابات الرئاسية إلى غاية 15 ديسمبر من العام الجاري، وذلك بعدما أعلن الرئيس ماكي صال السبت الماضي، عن تأجيلها دون تحديد موعد لها.

واستمرت جلسة البرلمان الخاصة بالمصادقة على قرار تأجيل الانتخابات الرئاسية لعدة ساعات، وشهدت فوضى وتلاسنا بين النواب ما استدعى تدخل الشرطة لإخراج عدد من نواب المعارضة، بتهمة عرقلة التصويت داخل القاعة.




وتمكن نواب "متحدون من أجل الأمل" الحاكم من تمرير القرار، وبذلك تكون ولاية الرئيس الحالي ماكي صال قد تم تمديدها بأكثر من 10 أشهر، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تأجيل انتخابات رئاسية في السنغال.


⛔️ قبيل التصويت على قانون الميزانية في برلمان السنغال اشتعل توتر بين نواب الأغلبية و المعارضة سرعان ما تحول إلى اشتباك بالأيدي بعدما عمد نائب إلى محاولة ضرب زميلته فردت الأخيرة برميهم بكرسي في مناقشة عامة اضطر معها رئيس الجلسة إلى تعليقها pic.twitter.com/N7UJFAd7oQ — ⛔️ محمد واموسي (@ouamoussi) December 3, 2022
شغب في داكار


وبالتزامن مع جلسة البرلمان هذه، فقد اندلعت بالعاصمة داكار، أعمال شغب تصدت لها الشرطة بالقوة، فيما هتف المتظاهرون بشعارات يتهم بعضها الرئيس ماكي صال بـ"الدكتاتورية".

وعرفت بعض أحياء مدينة داكار، كبرى مدن السنغال، مساء الاثنين وليلة الثلاثاء، صدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين تجمعوا تلبية لدعوة المعارضة للاحتجاج على قرار رئيس الدولة تأجيل الانتخابات.

وأوقفت الشرطة العديد من المتظاهرين بحسب المعارضة، وقد أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين.

منع تمدد الاحتجاجات

وقد اتخذت السلطات في العاصمة السنغالية داكار، جملة من الإجراءات لمنع تمدد الاحتجاجات، بدأتها بقطع خدمة الإنترنت عن الهواتف المحمولة، لتتخذ بعد ذلك قرارا بمنع حركة الدراجات النارية في مدينة دكار، بالإضافة لمنع بيع الوقود للأفراد الذين لا يحتاجونه في أشغالهم اليومية.

وتقول السلطات في داكار، إن الدراجات النارية تستخدم من طرف من سمتهم "مثيري الشغب للتحرك بسهولة في المدينة، كما أن مثيري الشغب يشترون الوقود بالتجزئة من المحطات لاستخدامه في العبوات الحارقة لاستهداف الشرطة وإحراق المرافق العمومية".


وكان ماكي صال، قد ألغى مرسوما كان قد حدد بموجبه موعد الانتخابات الرئاسية في 25 فبراير الجاري، وذلك بعد تشكيل لجنة برلمانية تحقق مع قاضيين عضوين في المجلس الدستوري مشكوك في نزاهتهما بشأن ملف الانتخابات.

وبرر ماكي صال في خطاب له قرار تأجيل الانتخابات بالتحقيق مع القاضيين، وذلك قبل بضع ساعات من بدء الحملة الانتخابية للاقتراع الرئاسي.

وأعلن صال أنه سيطلق "حوارا وطنيا مفتوحا بهدف تهيئة الظروف لإجراء انتخابات حرة وشفافة وشاملة"، كما أنه جدد تمسكه بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية.

دعوات للتهدئة

وضمن أحدث ردود الفعل المطالبة بالتهدئة، حث رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد، السنغاليين على حل "خلافهم السياسي من خلال التشاور والتفاهم والحوار" داعيا السلطات إلى "تنظيم الانتخابات في أقرب وقت ممكن، بشفافية وسلام ووئام وطني".

وأعربت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا "إيكواس" عن قلقها إزاء إعلان الرئيس السنغالي ماكي صال تأجيل الانتخابات الرئاسية في البلاد، داعية "السلطات المختصة إلى التهدئة".

ودعت المجموعة غرب الأفريقية التي تتولى نيجيريا رئاستها الدورية، في بيان لها الطبقة السياسية السنغالية إلى إعطاء الأولوية للحوار والتعاون "من أجل إجراء انتخابات شفافة وشاملة وذات مصداقية".

وعقب مصادقة البرلمان على تأجيل الانتخابات، يرى مراقبون أن الرئيس الحالي ماكي صال، قد يعمل من أجل اختيار مرشح جديد للحزب الحاكم يحظى بإجماع وموافقة أوسع، في ظل تقارير تتحدث عن ضعف شعبية المرشح الحالي رئيس الحكومة، أمادو با، أو يتراجع قراره السابق بشأن عدم الترشح لولاية رئاسية ثالثة ويعلن خوض الانتخابات القادمة بنفسه.


ويرى متابعون أن سيناريو ترشح ماكي صال، لولاية رئاسية ثالثة ستكون له تداعيات كبيرة على هذا البلد الغرب أفريقي، وسيحدث مزيدا من الفوضى والاضطرابات.

ويظل سيناريو إجبار النظام الحاكم حاليا على تحديد موعد سريع لتنظيم الانتخابات غير الموعد الذي أعلن عنه البرلمان، مع الإبقاء على المرشحين الحاليين، قائما.

وهذا السيناريو إن حدث فسيكون الفوز للمعارض باسيرو ديوماي فاي، الذي صادق المجلس الدستوري على ترشيحه رغم كونه مسجونا منذ نحو سنة وراد جدا، وهو سيناريو يخشاه النظام الحاكم حاليا، خصوصا أن المعارض باسيرو ديوماي فاي، فرض نفسه في الأسابيع الأخيرة كمرشح قادر على الفوز.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية السنغالي الانتخابات فوضى الانتخابات فوضى السنغال المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تأجیل الانتخابات الرئاسیة

إقرأ أيضاً:

نواب البرلمان عن توجيهات الرئيس السيسي الأخيرة: «خريطة طريق» للأمن الغذائي

نواب البرلمان عن تصريحات الرئيس السيسي:
يُعيد صياغة مستقبل مصر الزراعي والاقتصادي بأكمله
الرئيس السيسي يقود ثورة زراعية ويحوّل الدعم إلى أدوات إنتاج
التصريحات تؤكد عزم الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي

أشاد عدد من أعضاء مجلس النواب بأهمية تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات موسم حصاد القمح 2025، مؤكدين أن حديث الرئيس يمثل خريطة طريق جديدة لتنمية الزراعة المصرية وتحقيق الأمن الغذائي، ويعكس تحوّلًا عميقًا في فلسفة الدولة تجاه مفهوم الدعم والإنتاج.

وأشاد النائب سيد سمير، عضو اللجنة العامة بمجلس النواب، بتصريحات الرئيس، مؤكدًا أن حديثه يُمثّل خريطة طريق واضحة لتنمية الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي، كما يعكس تحوّلًا نوعيًا في توجه الدولة نحو دعم الإنتاج.

وقال النائب، في بيان له، إن الرئيس السيسي لم يتحدث فقط عن محصول قمح أو موسم زراعي، بل تحدث كرجل دولة يُعيد صياغة مستقبل مصر الزراعي والاقتصادي بأكمله، مشيرًا إلى أن مقترحه بشأن استبدال الدعم النقدي لبعض الأسر بدعم إنتاجي في صورة رؤوس ماشية عالية الإنتاجية، يعكس عقلية تهدف إلى بناء مواطن منتج ومستقل اقتصاديًا، لا يعتمد فقط على المساعدات.

وأضاف: "هذا التوجه يؤكد أن القيادة السياسية باتت تؤمن بأن الأمن الاجتماعي الحقيقي لا يأتي فقط من الدعم المالي، بل من تمكين الأسر من أدوات إنتاج تدر دخلًا مستدامًا، وتمنحهم كرامة العمل والاعتماد على الذات"، مؤكدًا أن هذه الرؤية ستنعكس إيجابيًا على قطاعات اللحوم والألبان، وستُقلل من الاعتماد على الاستيراد، بما يدعم الاقتصاد الوطني.

وأكد النائب سيد سمير أن حديث الرئيس عن غياب مصنع وطني لإنتاج لبن الأطفال، رغم حجم الاستهلاك الكبير، يُسلّط الضوء على ملفات طال إهمالها، ويُحفّز القطاع الخاص على التدخل لسد الفجوة في هذا القطاع الحيوي، بما يحقق الأمن الغذائي والدوائي للأطفال، ويخلق آلاف فرص العمل.

واعتبر أن إشارات الرئيس كانت بمثابة دعوة صريحة لكافة مؤسسات الدولة ورجال المال والأعمال للتحرّك من موقع الفعل، لا الانتظار، خاصة في ملفات الزراعة والصناعة، وقال: "الرئيس لم يترك تفصيلة إلا وتحدث عنها بعين الخبير الذي يعرف حجم التحدي ودقة المرحلة، وأظن أن حديثه سيكون مرجعًا في السنوات المقبلة لكل من يعمل في مجالات التنمية".

وأضاف أن الرئيس السيسي يقود ثورة زراعية وتنموية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تبدأ من الأرض وتنتهي عند كرامة المواطن، وعلى الجميع أن يكونوا على قدر هذا المشروع الوطني الكبير.

من جانبه، قال النائب سامح الشيمي، عضو مجلس الشيوخ، إن فعاليات موسم حصاد القمح التي شهدها الرئيس عبد الفتاح السيسي تؤكد أن الدولة باتت تمتلك رؤية واضحة في ملف الزراعة، تقوم على التوسع الأفقي الحقيقي، لا على خطط ورقية أو تجريبية، مؤكدًا أن الرئيس السيسي أعاد رسم خريطة مصر الزراعية.

وأوضح الشيمي، في بيان له، أن حديث الرئيس حول ضخ عشرات المليارات لتوصيل البنية التحتية من كهرباء وطرق ومياه إلى الأراضي الزراعية الجديدة، يدل على أن الدولة تنفذ مشروعاتها بمنطق استباقي ومدروس.

وأضاف أن توصيل الكهرباء إلى 2.2 مليون فدان يفتح الباب أمام تحولات اقتصادية واجتماعية كبرى، تبدأ من توفير فرص العمل، وتمتد إلى زيادة إنتاج القمح والخضروات والفاكهة، بما يُسهم في تأمين غذاء المصريين وتوفير عملة صعبة من خلال تقليل الواردات وزيادة الصادرات.

وأكد عضو مجلس الشيوخ أن عرض الفيلم التسجيلي "مستقبل مصر للتنمية المستدامة" الذي قُدّم خلال الفعالية، أظهر الجهد الجبار الذي يبذله جهاز "مستقبل مصر"، بالتعاون مع عشرات الشركات الوطنية والخاصة، لإنشاء مصانع للغذاء، وأسواق لوجستية، ومخازن للحبوب، مما يدل على تحوّل حقيقي في نمط التفكير التنموي من الزراعة البدائية إلى مفهوم "الزراعة الصناعية المتكاملة".

وثمّن الشيمي حديث الرئيس عن ضرورة مشاركة المستثمرين في هذا المشروع الوطني العملاق، مؤكدًا أن القطاع الخاص لديه فرصة ذهبية الآن ليكون شريكًا في بناء نهضة زراعية حديثة.

وتابع: "ما جرى في الضبعة اليوم هو أكبر من احتفال بالحصاد... إنه احتفال بانتصار الإرادة المصرية على الجغرافيا والمناخ والتحديات الاقتصادية".

وفي سياق متصل، طالبت النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، ورئيس النقابة العامة للعاملين بالبنوك والتأمينات والأعمال المالية، حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالإسراع في تنفيذ جميع التكليفات المهمة التي جاءت في الكلمة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات موسم حصاد القمح 2025 في الضبعة، مؤكدة أن هذه التكليفات الواضحة والحاسمة لتحقيق الأمن الغذائي تعكس بكل الصدق ملامح الرؤية الاستراتيجية والثاقبة للقيادة السياسية تجاه ملفي الأمن الغذائي وتنمية الثروة الحيوانية.

ووجّهت "درويش"، في بيان لها اليوم، تحية قلبية إلى الرئيس السيسي على تكليفاته المهمة المتعلقة بالثروة الحيوانية، ومطالبته بإحلال السلالة الحيوانية خلال فترة لا تتجاوز خمس سنوات، لتحسين إنتاجية الثروة الحيوانية كركيزة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي، سواء من اللحوم أو الألبان، في ظل تضاعف حجم الطلب على الغذاء مع النمو السكاني المتزايد.

وأكدت أن تنفيذ هذه التكليفات سيكفل لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم الحمراء، بل والتوجه نحو تصديرها.

واعتبرت النائبة الإعلان عن دخول 800 ألف فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية بحلول سبتمبر المقبل بمثابة خطوة تاريخية وفارقة في مسار المشروعات القومية الكبرى للتوسع الزراعي، ليس فقط لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل، ولكن لمضاعفة الصادرات الزراعية إلى مختلف الأسواق العالمية، لا سيما العربية والأفريقية، مشددة على ضرورة أن تضع الحكومة سياسات واضحة وبرامج زمنية محددة لتنفيذ هذه التكليفات الرئاسية، التي ستعود بالنفع على جميع المواطنين.

طباعة شارك تصريحات الرئيس السيسي صياغة مستقبل مصر الزراعي مستقبل مصر الزراعي مصر الزراعي الرئيس السيسي

مقالات مشابهة

  • القضاء الروماني يعتمد نتائج الانتخابات الرئاسية رافضا طعن المرشح اليميني المهزوم
  • وفاة شقيق الرئيس السابق عدلي منصور بعد صراع مع المرض
  • الانتخابات الرئاسية في رومانيا.. المحكمة الدستورية ترفض الطعن المقدم من المرشح القومي
  • نواب البرلمان عن توجيهات الرئيس السيسي الأخيرة: «خريطة طريق» للأمن الغذائي
  • باكياو يعود إلى حلبة الملاكمة في «السادسة والأربعين»!
  • المفوضية: لا تأجيل في موعد الانتخابات رغم التمديدات
  • جلالة السُّلطان يهنئ الرئيس الروماني بفوزه في الانتخابات الرئاسية
  • مفاجآت حزيران.. قانون جديد و تأجيل الانتخابات ممكن
  • 10 أشياء عن الرئيس الروماني الجديد نيكوسور دان
  • برلمان المجر يوافق على مشروع قانون الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية