اجتماع برازافيل يدعو إلى "وقف التدخلات" في الأزمة في ليبيا
تاريخ النشر: 6th, February 2024 GMT
طرابلس- وجه نداء لوقف "التدخلات" الخارجية في الأزمة الليبية الاثنين5فبراير2024، في برازافيل في ختام اجتماع لجنة رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي حول هذا البلد الواقع في شمال إفريقيا والذي يشهد حربا أهلية منذ العام 2011.
وأتى هذا الاجتماع، وهو التاسع منذ إنشاء لجنة الاتحاد الإفريقي، تمهيدا لمؤتمر المصالحة الوطنية المقرر في 28 نيسان/أبريل في مدينة سرت الليبية.
وجاء في البيان الختامي الذي تلاه وزير الخارجية الكونغولي جان-كلود غاكوسو "أعاد أعضاء اللجنة تأكيد دعمهم للعملية السياسية التي تجريها ليبيا والتي تهدف إلى تنظيم انتخابات عامة من شأنها السماح بتوحيد الحكومة".
وتشهد ليبيا فوضى عارمة منذ سقوط نظام معمر القذافي في العام 2011، وتتنافس على السلطة حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد ويرأسها أسامة حمّاد، وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.
وأضاف البيان أن اللجنة "جددت نداءها لكل الأطراف الخارجيين لوقف تدخلاتهم في شؤون ليبيا الداخلية وهي تدخلات (..) تضر بمصالح الشعب الليبي الأساسية وبتطلعاته المشروعة بالاستقرار والسلام والتنمية".
وكان الرئيس الكونغولي دوني ساسو نغيسو قال في افتتاح الاجتماع "لحل هذه الأزمة، لطالما فضلنا الحوار الليبي الحاضن للجميع كسبيل للمصالحة على أن يسبق العملية الانتخابية" واصفا الحرب في ليبيا بأنها "مأساة".
من جهته، أشار موسى فقي محمد رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي إلى أن "الأزمة الليبية طال أمدها كثيرا وكلّفت شعبها غاليا"، وقال إن الأزمة غذت "الإرهاب في منطقة الساحل".
وبحسب الاتحاد الإفريقي، فإن الأزمة الليبية متعددة الأبعاد، عسكرية وأمنية وسياسية ومؤسساتية واقتصادية ومالية.
ومن المشاركين في الاجتماع بالإضافة إلى ساسو نغيسو وفقي محمد، رئيس جزر القمر غزالي عثماني والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا عبد الله باثيلي ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أوجلان يدعو من سجنه إلى عقد اجتماع جديد بين الأكراد والأتراك
دعا زعيم حزب العمال الكردستاني المنحل، عبد الله أوجلان، إلى صياغة ميثاق جديد يقوم على "حق الأخوّة"، بهدف إصلاح العلاقات الكردية-التركية، وذلك في رسالة جديدة وجّهها من داخل سجنه في جزيرة إمرالي.
وقال أوجلان، وفق ما نقلته وسائل إعلام كردية، إن "ما نقوم به هو تغيير كبير في النموذج الفكري"، مشددًا على أن جوهر العلاقة بين الأكراد والأتراك يختلف تمامًا عمّا يُصوَّر، معتبراً أن ما يُدمَّر اليوم هو صلة الأخوّة بين الطرفين.
وأضاف: "الأشقاء يتقاتلون، ولا يمكن لأحدهم الاستمرار دون الآخر. لذلك، علينا إزالة الفخاخ والركام الذي دمّر هذه العلاقة، واحدًا تلو الآخر، والعمل على إصلاح الطرق المتضررة والجسور المنهارة".
وكُشف عن رسالة أوجلان بعد زيارة أجراها وفد من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب الكردي إلى سجنه، وهي الزيارة الخامسة من نوعها، والأولى بعد إعلان حزب العمال الكردستاني تفكيك صفوفه وتسليم سلاحه.
وضمّ الوفد البرلمانية بروين بولدان والمحامي فائق أوزغور أورال، وجاءت هذه الزيارة امتدادًا لسلسلة لقاءات بدأت في 28 كانون الأول/ديسمبر 2024، تلتها زيارة ثانية في 22 كانون الثاني/يناير الماضي، ثم ثالثة في 27 شباط/فبراير الماضي، كشف خلالها الوفد عن رسالة من أوجلان دعا فيها الحزب إلى إنهاء العمل المسلح وتحمل مسؤولية هذا التحول التاريخي. أما الزيارة الرابعة فقد جرت في 21 نيسان/أبريل الماضي.
بهتشلي يدعو لتشكيل مجموعة الوحدة الوطنية
في سياق متصل، دعا زعيم حزب الحركة القومية التركي، دولت بهتشلي، الذي كان من أبرز المبادرين إلى إطلاق المرحلة الجديدة بعد إعلان حزب العمال الكردستاني تفكيك صفوفه، إلى تشكيل مجموعة عمل برلمانية تُعنى بالوحدة الوطنية، مؤكداً ضرورة التعامل مع المرحلة المقبلة بحذر ومسؤولية عالية.
Bölücü terör örgütü PKK’nın 12 Mayıs 2025 tarihinde silahları bırakma ve örgütsel fesih kararını ilan etmesiyle hassas, nazik, kırılgan ve bir o kadar da sabır gerektiren yeni bir aşamaya geçilmiştir.
Provokasyon ortamının tahrik ve tahkimine, sudan sebeplerden dolayı yeşerecek… pic.twitter.com/8NLuH9Pi4f — Ülkü Ocakları (@Ulku_Ocaklari) May 18, 2025
وفي بيان مطول قدّمه كخارطة طريق للمرحلة القادمة، قال بهتشلي،: "مع إعلان حزب العمال الكردستاني قراره بإلقاء السلاح وحلّ نفسه في 12 أيار/مايو الجاري، دخلت تركيا مرحلة جديدة بالغة الحساسية والدقة، وهي مرحلة هشة تتطلب صبراً وحكمة في التعاطي".
وأضاف أن "من الضروري عدم السماح لأي جهة بإثارة أجواء الاستفزاز أو تأجيج مشاعر الاستياء وسوء الفهم الناجم عن أسباب ثانوية"، مشدداً على أهمية اعتماد لغة مسؤولة من جميع الأطراف، وتجنّب السقوط في النقاشات العقيمة أو الانجرار خلف الحسابات السياسية والأيديولوجية الضيقة.
وأوضح بهتشلي، أن "الشعب التركي تلقى بارتياح كبير الخطوات المتخذة نحو هدف تركيا خالية من الإرهاب، ولم يعد مقبولاً أن تكون البلاد مرتبطة بالإرهاب أو مثقلة بذكريات حزينة".
ورأى أن نجاح هذه المرحلة يتطلب آلية مؤسساتية شاملة، داعياً إلى تشكيل لجنة وطنية للوحدة والتضامن تحت سقف البرلمان، تضم كافة الأحزاب السياسية الممثلة في المجلس.
وكشف بهتشلي أن اقتراحه يتضمن دعوة رئيس البرلمان إلى تأسيس لجنة برلمانية خاصة من مئة عضو، تمثل مختلف التوجهات السياسية والمجتمعية، تكون مهمتها وضع خريطة طريق تشريعية للمرحلة المقبلة.
كما اقترح تعيين خبراء متخصصين لدعم اللجنة، على أن تترأسها رئاسة البرلمان وتتخذ قراراتها بالأغلبية البسيطة، ومن ثم تحويل توصياتها إلى مشاريع قوانين تُحال إلى اللجان المختصة قبل عرضها للتصويت العام.
وتشير مواقف بهتشلي إلى رغبة واضحة في إدارة الانتقال نحو "تركيا من دون إرهاب" عبر المسار التشريعي، بما يضمن استيعاب المطالب الكردية ضمن الأطر الدستورية، ويحصّن البلاد من العودة إلى دوامة العنف، في وقت يُنتظر فيه موقف الحكومة والأحزاب الكردية من هذه المبادرة.
يذكر أن حزب العمال الكردستاني أعلن خلال الأيام الماضية حلّ نفسه، وإنهاء العمل المسلح الذي استمر 47 عامًا، استجابة لدعوة أوجلان.
وتأتي هذه الخطوة تتويجًا لمسار طويل بدأ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تخللته مشاورات داخلية وزيارات متعددة لأوجلان، وصولًا إلى الإعلان الرسمي عن إسدال الستار على الصراع المسلح، الذي كان من أبرز ملفات التوتر في الداخل التركي لعقود.