تقرير: مجموعة سودانية متهمة بالتطهير العرقي لاتزال نشطة على إكس
تاريخ النشر: 8th, February 2024 GMT
رغم مقتل الآلاف في السودان، لا تزال إحدى الجماعات المسؤولة عما وصفه وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بـ "الجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي" نشطة على موقع "إكس".
والسودان غارق في صراع بين القوات المسلحة السودانية التابعة للحكومة وقوات الدعم السريع.
ووجد تقرير حديث للأمم المتحدة أن قوات الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تدعمها مجموعة المرتزقة الروسية فاغنر، مسؤولة عن ذبح ما بين 10 ألف و15 ألف شخص في منطقة دارفور في البلاد، وفق ما نقل موقع "وايرد".
وفي يناير، قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان لمجلس الأمن الدولي إن لديه "أسبابا للاعتقاد" بأن طرفي النزاع في السودان مسؤولان عن جرائم حرب.
واستهدفت قوات الدعم السريع بشكل خاص جماعة المساليت غير العربية في منطقة دارفور في البلاد. حتى مع ظهور أدلة متزايدة على أن المجموعة مسؤولة عن العنف الجنسي الجماعي والإبادة الجماعية المحتملة، استمرت المجموعة في التغريد لأكثر من 150 ألف متابع.
وعلى حسابها على "إكس"، تشارك الجماعة مقاطع فيديو وصورا لأعضاء يوزعون "مساعدات إنسانية" وتشارك "بيانات إعلامية" حول انتصارات الجماعة في ساحة المعركة.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي، عندما ذكرت مجموعة "Access Now" غير الربحية أن قوات الدعم السريع قد أغلقت الإنترنت في السودان، ادعى محتوى المجموعة على "إكس" أنهم كانوا يقدمون مساعدات إنسانية.
وعلى الرغم من أن الجماعة هي، بكل المقاييس، مجموعة عنيفة، إلا أن المحتوى الموجود على حساب "إكس" الخاص بها ليس كذلك، وفق التقرير.
وفي وقت أن "ميتا" و "يوتوب" أزالتا حسابات قوات الدعم، فإن استمرار وجود المجموعة على "إكس" يسلط الضوء على منطقة رمادية في كيفية تعريف المنصات للعنف ومراقبته، بحسب التقرير.
ويقول محمد سليمان، الباحث السوداني في مختبر سيفيك للذكاء الاصطناعي بجامعة نورث إيسترن: "إنهم يستخدمون تويتر، للتواصل مع العالم الغربي"، وأضاف "ينشرون باللغة الإنكليزية. إنهم يحاولون أن يبدوا كجيش محترف".
وعلى النقيض من ذلك، "كانوا يحاولون التواصل مع الشعب السوداني على فيسبوك، وكانوا ينشرون في الغالب باللغة العربية"، بحسب الباحث
وعلى الرغم من أن حساب "إكس" يبدو أنه يلعب في المقام الأول دورا يشبه ما تلعبه دوائر العلاقات العامة للمجموعة، إلا أن قوات الدعم السريع لديها تاريخ في استخدام المنصة بطرق "أكثر مكرا"، بحسب التقرير.
ووجد تقرير صدر، في أبريل عام 2023، عن مختبر تابع للمجلس الأطلسي (DFRLab) أن أكثر من 900 حساب كانت تستخدم للترويج لقوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، المعروف أيضا بلقب "حميدتي".
تقول نايت، الباحثة في "DFRLab" ومؤلفة التقرير: "من الصعب تحديد الجمهور العام للجماعة"، مضيفة "لكن حقيقة أن ترجمتهم الكثير من الأعمال إلى اللغة الإنكليزية تشير إلى أنهم على الأرجح يدركون حقيقة أن الأشخاص الذين يشاهدون محتواهم على تويتر لا يتحدثون العربية، مما يعني أنهم يستهدفون جمهورا دوليا على الأرجح".
وفي العام الماضي، أزال كل من يوتيوب وميتا الصفحات التابعة للجماعة وحميدتي على منصتيهما. وفعل يوتيوب ذلك بعد أن اتصل بهم سليمان.
ويبدو أن صفحة فيسبوك جديدة للجماعة قد بدأت في ديسمبر، ولكن بعد أن تواصلت "وايرد" مع ميتا للسؤال عن الصفحة، أزالتها ميتا. وأكد المتحدث باسم الشركة، كوري شامبليس، لموقع "وايرد" أنه "تمت إزالة قوات الدعم السريع وقادتها من منصاتنا لانتهاكهم سياسة المنظمات".
وفقا لسياسات "إكس"، تحظر المنصة "المنظمات الإرهابية أو الجماعات المتطرفة العنيفة أو مرتكبي الهجمات العنيفة أو الأفراد الذين يروجون لأنشطتهم غير المشروعة".
وقال موظف سابق في تويتر، طلب عدم الكشف عن هويته، للموقع إنه حتى قبل استحواذ إليون ماسك على المنصة، كانت الجماعة ستقع في منطقة رمادية للمنصة، لأن الولايات المتحدة لا تعتبر قوات الدعم السريع منظمة إرهابية.
وقال الموظف السابق: "سمح تويتر لبعض المنظمات العنيفة على المنصة"، على سبيل المثال، كان لدى طالبان حساب على تويتر حتى قبل وصولها إلى السلطة في عام 2021".
من جانبها، تنفي قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وتصر على نفي أي تجاوزات ارتكبها أفرادها، وقالت إن أيا من جنودها الذين يتبين تورطهم سيواجه العدالة.
وفي وقت سابق، قال المستشار الإعلامي لقائد قوات الدعم السريع، أحمد عابدين، "نحن نثق في قواتنا، ونثق في القيادة، وبالتأكيد لا يوجد من جنودنا أو من قادتنا أو من أفرادهم، من يفعل مثل هذه الأفعال".
وأضاف في تصريح سابق لموقع "الحرة": "نحن على استعداد للتحقيق من أي لجنة وطنية محايدة، وعلى استعداد للتحقيق من أي لجنة دولية، بشرط أن يكون الأمر حياديا، وأنا متأكد أن هذه اللجان ستصل إلى الصانع الحقيقي لهذه الأفلام".
ومنذ أبريل عام 2023، أدت الحرب في السودان بين القوات الموالية لقائد الجيش عبد الفتاح البرهان ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، المعروف باسم حميدتي، إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص وتشريد 7,5 ملايين.
واتهمت واشنطن الجانبين بارتكاب انتهاكات، كما ألقى كلا الطرفين بمسؤولية سقوط قتلى مدنيين على الجانب الآخر، ويذكر زن الجيش السوداني أيضا نفى ارتكاب انتهاكات بحق مدنيين خلال معاركه مع قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان
إقرأ أيضاً:
هل تغير معارك كسر العظم في غرب السودان الخريطة العسكرية؟
الخرطوم- اتسع نطاق المواجهات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في ولايات إقليم كردفان الثلاث، ويرى خبراء أن قيادة الدعم السريع تسعى لقطع الطريق أمام الجيش المندفع نحو إقليم دارفور، حتى لا تدافع عن مدنه داخل محيطها. ويعتقد مراقبون أن معارك غرب كردفان يمكن أن تغيّر موازين القوة والخريطة العسكرية في غرب السودان.
وعقب انتصار الجيش في وسط السودان خاصة في ولايات سنار والجزيرة والخرطوم، بدأ الزحف نحو إقليم دارفور عبر ولايات كردفان الثلاث، وهي شمال وجنوب وغرب كردفان، لتأمين الخرطوم ووسط البلاد وإبعادها عن دائرة الخطر.
ونجح الجيش في التوسع في الجزء الجنوبي من ولاية شمال كردفان، بعد استعادته مدينتي "أم روابة" و"الرهد" وإنهاء حصار "الأبيّض" عاصمة الولاية، بينما لا تزال محليات شمال الولاية -وتشمل "بارا" و"غرب بارا" و"الحمرة" و"سودري"- تحت سيطرة قوات الدعم السريع وانتشارها.
خريطة السيطرةيتقاسم الجيش وقوات الدعم السريع السيطرة على مناطق ولاية غرب كردفان المتاخمة لإقليم دارفور، حيث تخضع للدعم السريع مناطق "الفولة" و"المجلد" و"أبو زبد" و"السنوط" و"غبيش" "وودبندا" و"الإضية" و"كيلك" ولقاوة".
من جهة أخرى، يسيطر الجيش في غرب كردفان على بعض المدن مثل "بابنوسة" التي توجد بها قيادة الفرقة 22 مشاة، و"الخوي"، و"هجليج" الغنية بالنفط.
إعلانوفي ولاية جنوب كردفان يسيطر الجيش على معظم مدن الولاية الكبيرة مثل "كادوقلي" عاصمة الولاية، و"الدلنج" و"أبو جبيهة" و"العباسية" و"تقلي" و"كالوقي"، كما استعاد يوم الخميس بلدة "الدحيليب" من مقاتلي الحركة الشعبية- شمال بقيادة عبد الحلو، التي تقع في شرق "كادوا" معقل الحركة.
بالمقابل، تسيطر الحركة الشعبية منذ أكثر من 3 عقود على الجزء الجنوبي الغربي من ولاية جنوب كردفان، وتشمل محليات "البرام" و"أم دورين" و"هيبان، التي تضم مدينة كاودا العاصمة الإدارية للحركة وأنشأت إدارات مدنية فيها.
أما قوات الدعم السريع فتنتشر في شمال ولاية جنوب كردفان، في محلية "القوز" التي تشهد مواجهات دامية بين الطرفين بعد تقدم الجيش قبل يومين.
واستعاد الجيش السيطرة يوم الأربعاء الماضي على مدينة "الحمادي" التي ظلت تحت سيطرة الدعم السريع من أول أيام الحرب، كما يقترب من استعادة السيطرة على مدينة "الدبيبات" آخر معاقل الدعم السريع بالولاية.
تقول مصادر عسكرية للجزيرة نت إن الدعم السريع يستشعر الخطر من القوات المتجولة "متحرك الصياد" (المتحرك قوة عسكرية) التي تضم قوات عالية التدريب من الجيش والقوة المشتركة لحركات دارفور وكتائب الإسناد، ولديها أسلحة نوعية وأجهزة وعتاد لمجابهة كافة مراحل القتال وخطوط إمداد لوجستية تمكنها من الوصول إلى دارفور.
ودفعت قوات الدعم السريع منذ أسبوعين بتعزيزات عسكرية ضخمة نحو مدينة النهود العاصمة المؤقتة لولاية غرب كردفان، والتي تضم قيادات أبرزها رئيس المجلس الاستشاري لقوات الدعم السريع حذيفة أبو نوبة، والمتحدث باسم القوات الفاتح قرشي، حسب المصادر العسكرية.
واستطاعت قوات الدعم السريع في مطلع مايو/أيار الجاري السيطرة على مدينة "النهود" التي تعد منطقة إستراتيجية تربط بين كردفان ودارفور، وبها أكبر بورصة للفول السوداني والصمغ العربي، وتضم أبرز أسواق الماشية في غرب السودان.
إعلانكذلك تقدمت الدعم السريع وسيطرت على منطقة "الخوي" غرب النهود، وهي في طريقها إلى الأبيّض عاصمة ولاية شمال كردفان، غير أن الجيش استعاد المنطقة وكبدها خسائر فادحة عدّتها المصادر العسكرية التي تحدثت للجزيرة نت أنها تماثل الضربة التي تلقتها قوات الدعم السريع في جبل موية بولاية سنار في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وتعتقد المصادر نفسها أن ضربة جبل موية كانت قاصمة ظهر للدعم السريع في وسط السودان، وفتحت الباب أمام تحرير ولايتي سنار ثم الجزيرة.
من جانبه، وصف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، في منشور عبر صفحته على موقع "فيسبوك"، ما حدث في "الخوي" وما حولها بأنها "معركة كسر العظم"، بعدما دفعت قوات الدعم السريع بمعظم احتياط قواتها وعتادها الحربي، وقال إن الطريق الآن بات سالكا من كردفان إلى الفاشر.
وفي المقابل، قالت قوات الدعم السريع إنها أوقعت خسائر كبيرة في صفوف الجيش وحلفائه، وخلفت مئات القتلى وغنمت عشرات المركبات، مشيرة إلى أنها عازمة على التقدم ميدانيا في كردفان ودارفور.
موازين القوةوتعليقا على تطورات الأوضاع في ولاية غرب كردفان، يقول الخبير العسكري عميد عمر باشري إن قوات الدعم السريع في سبيل تأمين وجودها في مدينة النهود واستعادة الخوي سحبت عددا كبيرا من قواتها التي كانت متمركزة حول مدينة الفاشر، ومن الضعين في شرق دارفور، ومحور شمال الصحراء في مناطق الراهب والعطرون عبر حمرة الشيخ.
وحسب حديث الخبير العسكري للجزيرة نت، فإن هذه الحشود قصدت منها قوات الدعم السريع إنشاء خطوط دفاعية تبدأ من الخوي والنهود، ثم تتواصل غربا في مناطق بروش وجبل حلة وأم كدادة، وصولا إلى الكومة شرقي الفاشر.
ويعتقد المتحدث أن الهزيمة القاسية التي تلقتها قوات الدعم السريع تمهد الطريق للتقدم لاسترداد النهود والتقدم نحو الفاشر، بعدما صارت قواتها مبعثرة في اتجاهات عدة مع تقدم الجيش جنوبًا أيضا عبر "متحرك الصياد" بالاتجاه الآخر، وتحريره منطقة الحمادي واقترابه من الدبيبات حاضرة محلية القوز في جنوب كردفان.
أما الباحث والخبير العسكري أبو بكر عبد الرحيم فيرى أن معارك غرب كردفان تمثل للجيش مفتاحا للتوغل نحو إقليم دارفور، وتأمين ظهر الأبيض حاضرة شمال كردفان، بينما تعني لقوات الدعم السريع نقطة لتأمين سيطرتها على مواقع بكردفان ودارفور والزحف نحو الأبيض.
إعلانويوضح الباحث للجزيرة نت أن معارك غرب كردفان تعد نقطة سيطرة إستراتيجية على خطوط الحركة بين الأبيّض والفاشر، وبين ولايات دارفور وولاية شمال كردفان المتاخمة لولاية الخرطوم.
ومن يسيطر على غرب كردفان يسيطر فعليا على طرق الإمداد ونقاط التدخل نحو دارفور وشمال كردفان، وحتى أطراف جنوب ليبيا، أما سياسيا فالسيطرة على الخوي والنهود تعني إحداث تحول في ميزان القوة، وفقا للباحث.