خبراء أمميون: تنفيذ الاحتلال اغتيالا داخل مستشفى يرقى لجريمة حرب
تاريخ النشر: 9th, February 2024 GMT
قال خبراء في الأمم المتحدة، إن إقدام الاحتلال على اغتيال 3 فلسطينيين، في مستشفى بالضفة الغربية الشهر الماضي، عبر التخفي بزي مسعفين ونساء، أمر يصل إلى جريمة حرب.
وفي 30 كانون الثاني/يناير الماضي، اغتالت قوة خاصة من جيش الاحتلال، الشقيقين محمد وباسل أيمن الغزاوي، ومحمد وليد جلامنة، داخل مستشفى ابن سينا في مدينة جنين، علما أن الشهيد باسل كان مصابا ويتلقى العلاج في المستشفى منذ 25 تشرين أول/ أكتوبر 2023.
وأظهر مقطع فيديو من كاميرات المراقبة بالمستشفى مجموعة تتألف من نحو عشرة أشخاص يرتدون ملابس مدنيين ومسعفين ومنهم ثلاثة يرتدون الحجاب وملابس نسائية ويعبرون من أحد الممرات وهم مسلحون ببنادق هجومية.
وذكر خبراء الأمم المتحدة في بيان "بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن قتل مريض مصاب أعزل يعالج في مستشفى يصل إلى حد جريمة الحرب".
وأضافوا "بتنكرهم ليظهروا على أنهم طاقم طبي ومدنيون مسالمون ومحميون، ارتكبت القوات الإسرائيلية أيضا لأول وهلة جريمة حرب هي الغدر، وهي محظورة تحت أي ظرف".
كما شددوا على قلق المجتمع الدولي الطويل الأمد إزاء ثقافة الإفلات من العقاب التي تنتهجها إسرائيل فيما يتعلق بانتهاكات القانون الدولي التي يرتكبها أفرادها. وحثوا في السياق المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على فتح تحقيق سريع في عمليات القتل.
وقال الخبراء: "إننا نحث جميع الدول على الوفاء بالتزاماتها القانونية الدولية لضمان احترام القانون الدولي، بما في ذلك قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، والتعاون مع التحقيقات الحالية التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية".
وشارك في التوقيع على البيان، المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب بن شاول، والمقرر الخاص المعني بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية تلالينغ موفوكينغ، والمقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفا موريس تيدبال-بينز، والمتخصصة في مجال حقوق الإنسان في الأمم المتحدة مارغريت ساترثويت.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال اغتيال فلسطينيين فلسطين اغتيال الاحتلال جرائم حرب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جرائم استهداف الأعيان المدنية في القانون الدولي
الأعيان أو المرافق المدنية هي كل ما ليس له علاقة بالحرب مثل المدارس والمستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء وتحلية المياه ومحطات الوقود وغيرها والتي لا يجوز المساس بها ولا تدميرها حتى لو تحصّن بها الخصم أو احتمى بها؛ هذا اذا كانت في ساحات المواجهة والقتال حتى لو كان تدميرها سيؤدي إلى تحقيق مكسب استراتيجي؛ إما أذا كانت بعيدة عن ساحات المواجهة فإنه لا يجوز استهدافها ويعتبر تدميرها جريمة حرب يعاقب عليها القانون .
منع دخول المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية أيضا وفرض الحصار يعد جريمة حرب وتلتزم السلطات الاستعمارية بإدخال المساعدات ولا يجوز لها بحال من الأحوال منع إدخال المساعدات أو عرقلة دخولها ويجب إدخالها حتى لو رفضت ذلك؛ وهذه المبادئ مُقرة في القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان والعهود والمواثيق الدولية، ولكن المسألة في ظل سياسات القطب الأوحد تخضع للقوة والسيطرة لا العدالة والقانون .
مبرارات المجرمين والداعمين لهم، كما يذيعون ذلك من خلال تصريحاتهم وأحاديثهم في فلسطين، أن حماس تستخدم الأطفال والمدنيين دروعا بشرية؛ وتستخدم المستشفيات والمدارس ومخيمات للجوء الإنساني لتحتمي بها؛ الإجرام لا يستحي فقد قتل الآلاف من الأطفال؛ ألقى على مساحة من الأرض محاصرة ما يعادل خمس قنابل ذرية ثم يقول إن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية.
تم قصف الموانئ ومخازن النفط والمصانع والمستشفيات وصالات الأعراس والعزاء والطرقات على أنها أهداف عسكرية، لم تحتم بها القوات المسلحة اليمنية ولم تستخدم المطارات لتسليح الطائرات ولا لإطلاق الصواريخ أو تموينها؛ سواء في الحروب السابقة مع وكلاء الحلف الصهيوني الصليبي من (الصهاينة العرب) أو في المواجهة المباشرة مع صهاينة الغرب .
قادة التحالف الصهيوني الصليبي يعلمون ذلك ويتعمدون قتل الأبرياء وانتهاك القوانين والمواثيق والعهود الدولية، لأن الإجرام والاستعمار الاستيطاني تقوم استراتيجيته على الإبادة وعدم احترام القوانين إذا كانت لا تتوافق مع مصالحه وتحقيق مكاسبه، فكيان الاحتلال لم يستول على فلسطين بموجب القانون، بل بموجب القوة ومثل ذلك أمريكا وبريطانيا وكل الإمبراطوريات فعلت ذلك إلا القليل منها، وحينما طالب الرئيس الفرنسي الأسبق ماكرون إسرائيل بقبول حل الدولتين رد عليه (نتن ياهو) القانون والعدالة لا تساوي شيئا لهم إلا بمقدار ما تسمح لهم بقتل وإبادة الآخرين، والعالم يعلم ذلك أنهم يدمرون المنشآت المدنية في كل مكان على إنها أهداف عسكرية (المستشفيات والمصانع ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وخزانات الوقود والمطارات والموانئ) وغير ذلك من المنشآت التي يحميها القانون؛ فرق كبير بين مطار مدني لم يستخدم لإقلاع الطائرات الحربية ولم يستخدم كقاعدة عسكرية، بل مطار مدني للطائرات المدنية؛ وكذلك الموانئ المخصصة لاستقبال شحنات النفط وتوريدها كرأس عيسى؛ وميناء لاستقبال واردات وصادرات تموينية لا علاقة لها بالحرب كميناء الحديدة بخلاف ذلك مطارات العدو الصهيوني التي يستخدمها لشن الحروب على غزة واليمن وسوريا ولبنان وايران .
الوزير اليهودي عميحاي الياهو قال: (لا توجد مشكلة في قصف مخازن الوقود والغذاء، يجب أن يجوّع سكان غزة المدنيون الذين يمنحون حماس الدعم المعنوي)، وهو ما يؤكد علمهم بجرائمهم وعدم اكتراثهم للآخرين ولا للمجتمع الدولي.
المقاومة لم يحتم المدنيين ولا الأطفال دروعا بشرية والجيش اليمني لم يحتمى بمصانع الإسمنت ولا بميناء الحديدة حتى يتم الهجوم وعليها وتدميرها وبشهادة الجميع، فلواء الاحتياط اليهودي يستحاق بريك يعترف (ومن يقول إن المقاومة تستخدم المدنيين أو الأطفال دروعا بشرية في منطقة من أكثر مناطق العالم ازدحاما بالسكان هو ذاته من ألقى آلاف الأطنان من القنابل عليها وحولها إلى كومة من الخراب والدمار بشكل لم يسبق له مثيل في الحروب حتى الآن).
الإرهاب الأمريكي والصهيوني يريد تدمير المرافق الحيوية والتي لا علاقة لها بالأهداف العسكرية، مع انه بإمكانه إيقاف جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري وإيقاف حمامات الدماء، لكنه يسعى إلى استخدام الإجرام غاية ووسيلة وهدفا في كل بقاع العالم لبسط نفوذه وتعزيز هيمنته وفرض سياساته وإملاءاته.
العالم اليوم وبفضل طوفان الأقصى يعلمون حقيقة التحالف الصهيوني الصليبي الذي تقوده أمريكا أنه تحالف إجرامي يريد تدمير الأمتين العربية والإسلامية وهو ذاته من دمّر كل الأنظمة والدول التي لا تنفذ سياساته، وهو ما وثقه الخبير الفرنسي مؤسس ومدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس في كتابه بقوله (لا أحد يمكنه القول نحن لا نعلم من يقولون –لا نعلم- لا يريدون أن يعلموا، نحن إذاً نعلم ما يحدث وهو غير مقبول، سيكون علينا أن نشهد أمام التاريخ كيف سمحنا بمثل هذه المأساة ومثل هذا الانتهاك للإنسانية دون رد فعل).
لم يعد هناك من يجهل حقيقة الإجرام الذي يمارسه التحالف الصهيوني الصليبي، لكن هناك أناساً بلغ بهم الانحطاط إلى مستويات قياسية، ما جعلهم يؤيدون الإجرام ويحاولون خداع الآخرين من خلال نشر الدعايات الكاذبة والمضللة، سواء من خلال منابر الإعلام أو منابر المساجد أو وسائل التواصل الاجتماعي، فلم تعد خصومتهم مع النظام كما هو حال اليمن بل تعدى ذلك إلى خصومتهم مع الوطن؛ وفي غزة لم تعد خصومتهم مع المقاومة، بل إنها خصومة مع الدين والعقيدة والإنسانية؛ لصالح دعم الإجرام والطغيان والاستكبار ومشاريعه الاستعمارية والاستيطانية .
الإجرام الصهيوني يتحدث عن إمكانياته وقدراته التي يستطيع بها تدمير الأهداف المدنية بكل وضوح وقتل وإبادة الأبرياء من السكان المدنيين، رغم أن المادة (51) من البروتوكول الأول الفقرة-2-تنص على:- “لا يجوز أن يكون السكان المدنيون بصفتهم هذه؛ وكذا الأشخاص المدنيون، محلا للهجوم، وتحظر أعمال التهديد به الرامية أساسا إلى بث الذعر بين السكان المدنيين”، وتحظر المادة 56 من البروتوكول الهجمات ضد الإشغال الهندسية والمنشآت التي تحوي قوى خطرة مثل السدود والجسور والمحطات النووية، فهل احترم الإجرام الصهيوني الصليبي في حروبه بعضا من هذه المحظورات؟
لقد وصل الأمر إلى استهداف المدارس والمستشفيات ومخيمات اللجوء الإنساني، والمبررات جاهزة أن المقاومة تستخدم الأطفال دروعا بشرية؛ وتارة تستخدم المدنيين دروعا بشرية، لكن المعلوم لدى العالم أجمع أن المقاومة تستهدف الآليات والجنود والمدرعات دون المواطنين، ويستهدف الجيش اليمني سفن الإمداد للكيان المحتل التي تنقل إليه المؤن والعتاد وكذلك سفن التحالف الذي تقوده أمريكا من أجل تطبيق قرارات الشرعية الدولية ومنع ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية وجرائم التهجير القسري للأشقاء في غزة؛ ومن أجل رفع الحصار الإجرامي الذي يريد أن يبيدهم جوعا وعطشا .
اليمن اليوم يدفع فاتورة المواجهة مع التحالف الإجرامي؛ ونصرة المظلومين وهي أثمان العزة والكرامة والإنسانية، أما أثمان الخيانة والعمالة والتخاذل والانهزام فضريبتها ستكون أضعافا كثيرة، أولها عدم الإيمان بالله والثقة به والتوكل عليه قال تعالى:- ((الذين ءامنوا يقاتلون في سبيل الله، والذين كفروا يقاتلون في سبيل الطاغوت ،فقاتلوا أولياء الشيطان إن كيد الشيطان كان ضعيفا ))النساء 75 .
صحيح أن العدوان اختار المعركة ووسائلها، لكن عدم مواجهته والتصدي له لا يمت إلى الإيمان بصلة خاصة وأن الجهاد اليوم فرض عين، لأنه جهاد دفع وتحرير لا جهاد طلب؛ فإذا نزل العدو بأرض إسلامية وجب على أهلها دفعه والتصدي له وإذا لم يكونوا قادرين على مواجهته إلا بمجموع الأمة، فهنا يكون الوجوب العيني على الأمة جميعا.