ازدواجية معايير.. العالم لا يكترث لقتل وتهجير سكان غزة ولا يهمه إلا أسرى إسرائيل
تاريخ النشر: 10th, February 2024 GMT
بينما تتكشف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ليراها العالم أجمع في الوقت الحقيقي، لم يتمكن زعماء العالم إلا من مناقشة "وقفات التوقف" الإنسانية، بدلاً من وقف إطلاق النار.
وحتى سياق "وقف إطلاق النار" المؤقت هذا في غير محله إلى حد كبير، حيث ينصب التركيز فقط على الأسرى الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس، على الرغم من أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليس لديه أي مخاوف من أن ينتهي بهم الأمر إلى أضرار جانبية، بينما يسعى إلى الإبادة الكاملة ليس لـ"حماس" فقط، ولكن أيضًا لجميع السكان الفلسطينيين في غزة.
هكذا تتحدث رومانا وادي، في مقال لموقع "ميدل إيست مونيتور"، وترجمه "الخليج الجديد"، تعليقا على رفض نتنياهو اقتراح "حماس" بوقف القتال لمدة 135 يوما يتم خلالها إطلاق سراح جميع الأسرى تدريجيا، مقابل إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، ووقف الحرب.
ورغم أن رفض نتنياهو كان متوقعا، إلا أنه لا يزال مدعوما إلى حد كبير بالخطاب الأمريكي، الذي يركز فقط على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، ويحمل "حماس" المسؤولية عن جميع الوفيات بين المدنيين في غزة، على الرغم من حقيقة أن إسرائيل هي التي تقصف القطاع بشكل كامل.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، الخميس، في القدس، فيما يتعلق باقتراح "حماس": "نحن ننظر إليه بشكل مكثف، كما أعرف، حكومة إسرائيل".
وأضاف: "نحن نركز بشدة على القيام بهذا العمل، ونأمل أن نتمكن من استئناف إطلاق سراح الأسرى الذي توقف منذ عدة أشهر."
اقرأ أيضاً
خطاب الإبادة الجماعية الإسرائيلي.. الازدواجية الغربية تجرم صراخ الضحية
وبطبيعة الحال، لم يرد أي ذكر لحقيقة مفادها أن إسرائيل كانت متلهفة إلى استئناف قصف غزة، حتى أنها لم توافق حتى الآن على هدنة إنسانية هزيلة أخرى، ولا حتى لإنقاذ مستوطنيها.
ولكن على الرغم من رفض نتنياهو مجرد النظر في سلامة الأسرى الإسرائيليين، فإن أي صفقة لا تزال قيد المناقشة في سياق تأمين إطلاق سراحهم.
وهكذا، تظل الرواية تحت سيطرة إسرائيل، وكل ما تبقى للمجتمع الدولي أن يفعله، هو التظاهر بأي قلق والحديث عن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.
ووفق رومانا، فإن ما يحدث للفلسطينيين في غزة لم يكن قط مصدر قلق لزعماء العالم، الذين يتظاهرون بحل المجاعة الجماعية بشاحنات المساعدات الإنسانية التي يستهدفها الجيش الإسرائيلي، والذين أوقفوا تمويل "أونروا"، مع علمهم التام بأنهم الآن متواطئون بشكل علني، في الإبادة الجماعية.
وتتساءل: "هل الأولويات في غير محلها إلى الحد الذي يجعل زعماء العالم غير قادرين على التعبير عن ضرورة وقف إطلاق النار الدائم، كوسيلة لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني؟".
قبل أن تضيف: "إن وقف إطلاق النار يجب أن يفيد الفلسطينيين أولاً وقبل كل شيء، إنهم سكان على وشك الإبادة أو التهجير الدائم، ويواجهون مجاعة جماعية كجزء من أعمال الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل".
اقرأ أيضاً
بن جاسم: "رمي الإسرائيليين بالبحر" و"رمي سكان غزة خارجها" تكشف ازدواجية المعايير الدولية
وتنتقد الكاتبة التركيز الدولي على الأسرى الإسرائيليين الذين تبقيهم الحكومة الإسرائيلية معرضين للخطر لتحقيق "النصر الكامل" على "حماس".
وتتابع: "يجب على نتنياهو ووزرائه القتلة أن يعلموا أن الأفكار لا يمكن قتلها، وأن المقاومة ضد الاستعمار هي مفهوم بقدر ما هي عمل مشروع".
وتخلص رومانا، إلى أنه "إذا كان العالم راغباً في وقف الإبادة الجماعية، وهو متردد بشكل واضح حتى الآن في القيام بذلك، فإن الدعوة إلى وقف دائم لإطلاق النار لابد وأن تتم مع وضع احتياجات الفلسطينيين الملحة في المقام الأول في أذهان الجميع".
وتضيف: "ليست هناك حاجة لمناقشة كيفية وقف الإبادة الجماعية، أو ما إذا كان ينبغي وقفها، لأنها تشكل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي".
وتزيد: "مع ذلك، فإن الحديث عن الأسرى الإسرائيليين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من صفقة يرفض نتنياهو قبولها، يظل هو السرد الدافع".
وتختتم: "ما هو مفقود بوضوح من الخطاب، ومع ذلك يظل مرئيًا على مرأى من الجميع، هو أن نتنياهو قد وسّع معايير ما يشكل انتهاكًا مقبولاً للقانون الدولي، وهو في حد ذاته انحراف، إلى نقطة اللاعودة، مع الإفلات التام من العقاب.. وهذا يجب أن يتوقف".
اقرأ أيضاً
الملكة رانيا تستنكر قصف غزة وازدواجية الغرب.. كيف أحرجت مذيعة CNN؟ (فيديو)
المصدر | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل الاسرى الأسرى الإسرائیلیین الإبادة الجماعیة وقف إطلاق النار إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
جيش الاحتلال يفرج عن 5 أسرى من غزة ويمنع الوصول لباقي المعتقلين
استقبل مستشفى حكومي في قطاع غزة، الأحد، 5 أسرى فلسطينيين أفرج عنهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أشهر من الاعتقال، وسط ظروف تصفها مؤسسات حقوقية بـ"القاسية".
وأفاد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس، في بيان، إن مستشفى "شهداء الأقصى" بمدينة دير البلح وسط القطاع، استقبل الأسرى الخمسة.
ولم يذكر المكتب تفاصيل عن الحالة الصحية للأسرى المفرج عنهم، غير أن معتقلين سابقين أفادوا بأن العديد من الأسرى يفرج عنهم وهم يعانون سوء تغذية وإصابات جراء تعذيب جسدي شديد داخل السجون الإسرائيلية.
من جانبها، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في بيان، إنها "سهلت نقل 5 معتقلين أطلق سراحهم من معبر كرم أبو سالم (جنوب) إلى مستشفى شهداء الأقصى"، مؤكدة أن وصول طواقمها إلى المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ما يزال معلقا.
وشددت على ضرورة إبلاغها بأسماء المعتقلين كافة والسماح لها بالوصول إليهم، موضحة أن القانون الدولي الإنساني يلزم بمعاملة المعتقلين معاملة إنسانية، وتوفير ظروف احتجاز لائقة، والسماح لهم بالتواصل مع عائلاتهم.
وأكدت اللجنة أنها تواصل الحوار مع السلطات الإسرائيلية، بهدف استئناف الزيارات لجميع المعتقلين الفلسطينيين.
وبين الحين والآخر، يفرج الاحتلال عن أسرى فلسطينيين من قطاع غزة اعتقلتهم لأشهر منذ بدء حرب الإبادة الجماعية في 8 تشرين الأول/ 2023، وسط ظروف تفتقر للحد الأدنى من المعايير الإنسانية، ويتعرضون فيها لعمليات تعذيب، حسب شهادات موثقة.
ولم يفصح الاحتلال عن عدد الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم من غزة، إلا أنه سلم وللمرة الأولى لحماس، قائمة بأسماء 1468 أسيرا، أعلنت عنها الحركة في 16 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وأفادت الحركة، في بيان حينها، أن ذلك تم "في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة التبادل وتبادل المعلومات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، وبناءً على التواصل الذي جرى عبر الوسطاء واستمر لأكثر من شهر".
وشددت حماس، على أن الاحتلال ما زال "يخفي قسرا في سجونه ومعتقلاته أسماء وأعدادا أخرى من الأسرى، ويرفض الإفصاح عنها".
وضمن اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أفرج الاحتلال عن نحو 1700 أسير من غزة، ووصل معظم المفرج عنهم وقتها في حالة صحية متدهورة، وتحدث عدد منهم عن تعرضهم لتعذيب وتجويع وإهانة داخل السجون الإسرائيلية.
ولا يزال يقبع في سجون الاحتلال أكثر من 10 آلاف فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد من المعتقلين، وفقا لمنظمات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية.
وأنهى الاتفاق حرب إبادة إسرائيلية في غزة استمرت عامين، وخلفت أكثر من 70 ألف شهيد فلسطيني وما يفوق 171 ألف مصاب، معظمهم من الأطفال والنساء.