التَّعليم الديني وحتميَّة الحوار الإسلامي الإسلامي.. في ندوةٍ فكريَّةٍ بجناح مجلس حكماء المسلمين
تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT
شَهِدَ جناح مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، ندوةً فكريةً بعنوان: "التعليم الديني وحتمية الحوار الإسلامي–الإسلامي: نحو وعي يجمع الأمة ولا يفرقها"، وذلك بمشاركة الدكتور صلاح الدين السامرائي، عميد كلية الإمام الأعظم الجامعة، وأدارها الدكتور سمير بودينار، مدير مركز الحكماء لبحوث السلام.
وفي بداية الندوة، أكَّد الدكتور سمير بو دينار أن هذه الفاعلية تأتي ضمن سلسلة فعاليات فكريَّة تهدف إلى معالجة أحد أخطر الموضوعات المرتبطة بواقع الأمة اليوم، وهو وحدة الصِّف الإسلامي ومواجهة مظاهر التَّباعد الفكري والمذهبي، مؤكدًا أن التَّعليم الديني ليس مجرَّد منهج معرفي بل جذور تمتدُّ في عمق الهوية وتشكِّل طريقة فهم الأجيال لتراثها.
من جانبه، أعرب الدكتور صلاح الدين السامرائي عن تقديره لجهود مجلس حكماء المسلمين برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من أجل تعزيز الحوار بين مكوِّنات الأمة الإسلامية، التي يشكِّل التعليم مرتكزًا رئيسيًّا في التوعية بأهميتها من جانب ومكافحة خطابات التَّفرقة والكراهية والتعصب من جانب آخر.
وأضاف أنَّ التعليم الديني والمؤسسات الشرعية يشكِّلان محورًا أساسيًّا في بناء وعي أبناء الأمة، ليس فقط على مستوى التخصص للأكاديميين والطَّلبة، بل كذلك على مستوى المجتمع الشامل الذي يحتاج إلى رؤية دينيَّة منفتحة، مشيرًا إلى أن التعليم الديني يقدِّم مهمة عظيمة، لكنَّه في الوقت ذاته قد يكون على قدرٍ عالٍ من الخطورة إذا أسيء تقديمه أو فُهم بسطحيَّة، فالنصوص الشرعية واسعةٌ والمداخل للتفسير متعدِّدة، ومن الضَّروري أن تقدم المؤسسات التعليمية مناهج دقيقة تقدم الدين بلغة علميَّة رصينة.
وأوضح السامرائي أنه إذا غاب الفَهم السَّليم للنصوص تحولت المعرفة إلى باب للانغلاق أو التطرُّف؛ لذلك فإنَّه من المهم العمل على بناء مناهج واعية متوازنة تشمل علوم الدين وعلوم العصر، مشيدًا بنموذج الأزهر الذي يدرس علوم الطَّبيعة والفلك إلى جانب الفقه والقرآن والحديث، لافتًا إلى أنَّ العالم الشرعي لا بدَّ أن يحيط بسنن الكون الذي يخاطبه الدِّين.
وأشار السامرائي إلى أنَّ القرآن نفسه يؤسس لقاعدة الاختلاف الطبيعي والسنني بين البشر، وأن التعدُّد في الفَّهم والاجتهاد ليس دليلًا على التناقض، بل مساحة للثراء حين يدار بعقل، مؤكدًا أن الأمَّة لم تُبنَ على رأي واحد، بل على آراء متعددة، وقد كان الاختلاف بين الأئمَّة الكبار رحمةً واتساعًا؛ فالمشكلة ليست في الاختلاف بل حين يتحول إلى إقصاء وتكفير، موضحًا أنَّ ما تحتاجه الأمَّة هو أن يتحول الخلاف إلى طاقة معرفية تُغني الفقه والفكر، لا إلى صراعٍ يقطع الجسور.
ويشارك مجلس حكماء المسلمين في معرض العراق الدولي للكتاب، وذلك انطلاقًا من رسالته الهادفَة إلى تعزيز السِّلم وترسيخ قيم الحوار والتَّسامح ومد جسور التعاون بين بني البشر على اختلاف أجناسهم ومعتقداتهم؛ حيث يقع جناح المجلس في أرض معرض بغداد الدولي جناح رقم 16 - H6.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكماء المسلمين مجلس حكماء المسلمين التعليم الديني بمعرض العراق الدولي للكتاب مجلس حکماء المسلمین
إقرأ أيضاً:
الأوقاف تتوعد المخالفين.. رئيس القطاع الديني في جولة مفاجئة بإدارات القاهرة
نفذ الدكتور السيد عبد الباري، رئيس القطاع الديني بوازرة الأوقاف ، جولة تفقدية موسعة صباح اليوم، رافقه خلالها الشيخ محمد إبراهيم سليمان، مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية والحوكمة، وفريق من أعضاء الحوكمة، حيث شملت الجولة عددًا من إدارات الأوقاف الفرعية بمحافظة القاهرة.
وجاءت هذه الجولة تنفيذًا مباشرًا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، الذي وجّه بضرورة تكثيف المتابعة الميدانية داخل دواوين المديريات والإدارات التابعة لها، لضبط منظومة العمل، وكشف أوجه القصور، ومحاسبة المقصرين بما يضمن احترام القواعد التنظيمية وسيادة الانضباط.
وشملت الزيارة إدارات المطرية والنزهة وشرق القاهرة، وأسفر المرور التفتيشي عن ضبط عدد من المخالفات الإدارية وتخلفات الحضور والانصراف بين بعض العاملين، وقد بدأت الجهات المختصة بالفعل اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفات التي تم رصدها خلال الجولة.
وأكدت وزارة الأوقاف أنها ماضية في تنفيذ هذه الحملات الرقابية على مستوى الجمهورية بالكامل دون أي استثناء، تنفيذًا لتوجيهات الوزير بتشديد الرقابة وتفعيل الحوكمة بشكل مضاعف، وعدم التهاون مطلقًا مع أي تقصير أو مخالفة قد تمس انتظام العمل أو تخل بواجبات الوظيفة.
وفي ختام بيانها، وجهت الوزارة الشكر للعاملين الملتزمين الذين يؤدون مهامهم بأمانة وانضباط، مؤكدة أنها تهيب بجميع المنتسبين إليها ضرورة الالتزام التام بالتعليمات الرسمية والضوابط المنظمة للعمل، حرصًا على الارتقاء بالأداء وتحقيق رسالة الوزارة في أعلى صورها.