صحيفة التغيير السودانية:
2025-12-09@13:47:58 GMT

Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع

تاريخ النشر: 8th, December 2025 GMT

Local ONLY يا له من خطاب كراهية مفزع

خالد فضل

والقصة من منطقة فاونتين ستيت بمدينة لندنديري  بإيرلندا الشمالية , لعائلة سودانية لجأت إلى هناك منذ ديسمبر 2024م . السيدة هالة أحمد وأطفالها الأربعة . الحادثة وجدت استنكارا شاملا , مفتش الشرطة الإيرلندي مايكل جاهان قال إنّ ما حدث غير مقبول على الإطلاق . ( يستحق)  الجميع هنا أن يعيشوا  دون خوف أو ترهيب ,   العاملة المجتمعية جانيت واراك التي تدير نادي شباب الكاتدرائية عبرت عن حزنها الشديد للحادثة , ووصفت هالة وعائلتها بأنهم (ثروة) للمجتمع  المحلي , ويجب على من فعل ذلك أن يلتقي بهم ليعرف قيمتهم .

منتدى مهاجري الشمال الغربي وصف ما حدث بالفعل المقزز , وتعهد بتقديم كل الدعم للعائلة , مطالبا السياسيين باتخاذ مواقف صارمة ضد هذا الإعتداء العنصري . وبالفعل أدانه عدد من القوى السياسية والمدنية بمن فيهم نواب برلمانيون , أجمعوا على رفضهم للحادث وإدانتهم لأفعال الكراهية والعنصرية .

أتدرون ما الفعل المقيت الذي استوجب كل هذه الردود ؟ حسنا سنعود بعد قليل . فقد تطابقت إفادات بعض الناجين/ات من حوادث عنف ممنهجة في السودان , من كمبو طيبة شرقي ودمدني بولاية الجزيرة مرورا بولاية الخرطوم  و سنار ,  وصولا للجنينة في أقصى غربي البلاد _ الشاكية جرحها للصديد _ كما في قول عاطف خيري  , المهاجمون في كمبو طيبة كانوا يقولون لنا ( يا عبيد ) لا تستحقون العيش هنا , وكذا الحال في الجنينة يردد المهاجمون المسلحون .وفي قرية الخيرات بشرق النيل في الخرطوم وقفت إحدى السيدات تخطب وسط الركام؛ تقول إنّ أحدهم قال لهم إنتو العبيد نطردكم لغاية كاودا .   أمّا في بعض مناطق ولاية سنار فإن بعض الدعوات نشرت على وسائط التواصل الإجتماعي تدعو إلى ترحيل بعض المجموعات القبلية المعروفة من قراها إلى   ديارها في غرب السودان , هذه المرّة ليس بوصفهم (عبيد) لكنهم يدمغون بصفة (الجنجويد) . في ولاية نهر النيل ؛ عندما انشق أبو أحمد علي على رأس مجموعة مسلحة في مناطق الباوقة , معلنا رفضه لهيمنة عناصر الكيزان على قيادة المقاومة الشعبية هناك , بيد أنه طالب بإقصاء المنحدرين من غرب السودان من مناطق التعدين عن معدن الذهب النفيس . فيما شاع  تطبيق ما يسمى بقانون الوجوه الغريبة في مناطق سيطرة الجيش , وهو قانون غير مكتويب لكنه منفذ في الإرتكازات العسكرية حيث يستهدف أبناء اثنيات محددة من غرب السودان , يتم توقيفهم وحبسهم على ذمة التحيق لمجرد سحنتهم أو لهجتهم , فالجميع في بعض المكونات السودانية متهمون حتى تثبت براءتهم !! كما تمتد هذه الممارسة في حملات الدهم والملاحقات الأمنية للمواطنين وحبس بعضهم وتعذيبه في المعتقلات مما أدى لوفاة بعضهم في تلك الأقبية المجهولة , كما حوكم بعضهم بالإعدام بتهم التعاون مع الدعم السريع .

في المقابل , سيصبح (الجلابي) هدفا مشروعا للإنتقام في بعض الحالات , وبدون مكتوب أو مرسوم صادر عن سلطة تأسيس أو قيادة الدعم السريع . حدث هذا ضد ابن خالي الشاب الشيخ في مدينة النهود صبيحة اجتياحها من جانب قوات الدعم السريع , فلقى ربه شهيدا بإذن الله  , فهو لم يك والغا في الحرب أو متعاونا مع أي طرف فيها بل ظل لسنوات يسعى لكسب رزقه في السوق الكبير . أغتيل داخل المنزل مع ترديد عبارات (الجلابي الدخيل) !!

تلك آثام الحرب , ونتائج خطاب الكراهية والعنصرية والجهوية , وما الحرب إلا ما علمتم وذقتم على قول الشاعر الحكيم زهير , أبرياء بالملايين , وجدوا أنفسهم في مواجهة مصير مفزع , وأهوال جسام , لمجرد السحنة , الجهة , العرق . من قضى منهم بالرصاص أو  البراميل المفخخة التي تنهمر على الأسواق ومناسبات التجمعات حتى المستشفيات ودور العبادة , أو المسيرات التي تقصف عمدا في كمو أو معبر أدري أو سوق الكومة  . الجميع هنا في السودان غرباء ( غير محليون) . وفي ضاحية بمدينة إيرلندية ؛ تنهض المدينة مفزوعة , كل فئات المجتمع , ترفض خطاب الكراهية والعنصرية , وتشيد بالثروة الهائلة التي يمثلها وجود هالة وأطفالها  , لا غرو أن حازت إيرلندا على المرتبة الأولى ذات عام مضى في ترتيب معايير إسلامية الدول الذي أعده الأستاذان المسلمان حسين سكاري وعبدالرحمن زاده في جامعة جورج واشنطن الأمريكية  منذ عقد وبضع سنوات , ويتم تجديده سنويا .

لا غرو أن حازت إيرلندا على المراتب العليا في تصنيف جودة التعليم , حقوق الإنسان , الإزدهار والتنمية , وحسن  الاخلاق . فهاهم الإيرلنديون ينهضون مفزوعين مهلوعين , تتواتر أدبيات شجبهم وإدانتهم , ويعلنون تضامنهم مع تلك الأسرة السودانية التي لجأت إليهم هربا من لهيب الحرب وخطاب الكراهية والإنتقام في البلد الذي يتزعمه أقزام باسم الإسلام .. إنّ عبارة (محليون فقط) باللغة الإنجليزية , رسم وسهم في إتجاه البيت ؛  بالبوهية على جدران سور منزل تلك السيدة وأطفالها ؛ كان وحده كفيلا بتلك الهبة الإنسانية  الواسعة , والرفض المغلّظ من جميع فئات المجتمع المحلي .

هنيئا لهالة وأطفالها الإنعتاق من ربقة مجتمع يدعو حملة الدكتوراة فيها إلى الذبح والسلخ للمختلفين , يدعو دعاة دينها المزيفون إلى مواصلة الحرب إلى يوم الدين فيما كولوم استود النائب البرلماني عن الحزب  الديمقراطي الإجتماعي العمالي يصف العبارة بأنه هجوم مثير للكراهية ويجب محاسبة المعتدين الآثمين , أما كارين ماكود المتحدثة باسم الوزارة فقد قالت إنها ألتقت بهذه العائلة من قبل وهم أناس رائعون ويقدمون  الكثير لمجتمع ديري غض الطرف عن المكان الذي جاءوا منه . ولكن  بلد يتزعمه الكيزان هل مرجو فيه خير  !!

الوسومخالد فضل

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: خالد فضل

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان

أعلنت قوات الدعم السريع، الإثنين، سيطرتها على منطقة هجليج النفطية وكامل إقليم غرب كردفان، الذي يشكل مركز عصب الاقتصاد السوداني.


وقالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت على المنطقة بعد التصدي لهجوم من الجيش، مشيرة إلى "هروب أعداد كبيرة من ضباط وجنود اللواء 90 التابع للجيش إلى خارج حدود البلاد".

واعتبر بيان صادر عن قوات الدعم السريع أن "السيطرة على منطقة هجليج تشكل نقطة محورية، بما تمثله المنطقة من أهمية اقتصادية ظلت تشكل موردا مهما لتمويل الحرب وتوسيع نطاقها وإطالة أمدها".

وتعهدت قوات الدعم السريع بـ"تأمين وحماية المنشآت النفطية الحيوية بالمنطقة لضمان مصالح دولة جنوب السودان، التي تعتمد بشكل كبير على موارد النفط الذي يتدفق عبر الأراضي السودانية للأسواق العالمية".

وأكد البيان "توفير الحماية اللازمة لجميع الفرق الهندسية والفنية والعاملين في المنشآت النفطية، بما يوفر البيئة الملائمة لهم لأداء أعمالهم".

وجددت قوات الدعم السريع "التزامها بالهدنة الإنسانية المعلنة من جانبها، مع احتفاظها بحق الدفاع عن النفس".

ويضم إقليم غرب كردفان أكبر حقول النفط في السودان، كما يعتبر أكبر معقل للثروة الحيوانية والصمغ العربي في البلاد.

وتنتج منطقة هجليج في الظروف الطبيعية نحو 600 ألف برميل نفط يوميا، وتشكل مصدرا رئيسيا لإيرادات السودان.

كما تكمن أهمية الإقليم في أنه يشكل معبرا حدوديا مهما يربط السودان بعدد من دول الجوار، من بينها تشاد وليبيا وجنوب السودان.

وتقع منطقة غرب كردفان عند التقاء خط سكك حديدية يربط 3 مدن رئيسية، هي كوستي في ولاية النيل الأبيض ونيالا مقر حكومة تحالف "تأسيس" التي تم تشكيلها مؤخرا، إضافة إلى مدينة واو في دولة جنوب السودان.

وبعد إكمال قوات الدعم السريع السيطرة على إقليم دارفور في 26 أكتوبر الماضي، تركزت المعارك في إقليم كردفان، مما أسفر عن سيطرتها على بابنوسة ومناطق واسعة من الإقليم الذي يشكل، إلى جانب دارفور، قرابة نصف مساحة البلاد، ويعيش به نحو 30 بالمئة من سكانه، ويملك 35 بالمئة من موارده الاقتصادية.

مقالات مشابهة

  • الجيش ينسحب من حقل هجليج النفطي بعد سيطرة الدعم السريع في السودان
  • وزير العدل السوداني: مبادرة ولي العهد السعودي ولقائه ترامب فرصة لإنهاء الحرب
  • قسد تدين الهتافات التحريضية: ممارسات تهدف لتأجيج الكراهية
  • السودان .. الدعم السريع يسيطر على أكبر حقل نفطي غرب كردفان
  • الدعم السريع يسيطر على أهم منطقة نفطية في السودان
  • قوات الدعم السريع تسيطر على حقل هجليج الاستراتيجي.. ما دلالات الخطوة على الحرب في السودان؟
  • انقطاع للتيار الكهربائي عن معظم ولايات السودان
  • أمريكا كانت تعرف، فلماذا سمحت بذبح السودانيين؟
  • زيلينسكي: أوكرانيا وأمريكا ناقشتا القضايا الرئيسية التي قد تضمن إنهاء الحرب