تزامنا مع التهديد باجتياحها.. لماذا تستهدف إسرائيل شرطة رفح؟
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
غزة- بالتزامن مع تعالي الأصوات في إسرائيل تلويحا بعملية عسكرية واسعة في مدينة رفح تشهد هذه المدينة في أقصى جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر استهدافا لدوريات الشرطة المكلفة بحفظ الأمن وتأمين شاحنات المساعدات الإنسانية.
وخلال الأيام الأربعة الماضية استشهد 12 من قادة وعناصر الشرطة التابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة رفح جراء غارات جوية إسرائيلية استهدفت سياراتهم الشخصية وسيارات رسمية مميزة بألوان وعلامات الشرطة وتعمل على ضبط الحالة الأمنية وتأمين شاحنات المساعدات الواردة من معبر رفح البري مع مصر.
وتضع أوساط فلسطينية هذا الاستهداف في سياق "مخطط ممنهج" هدفه إرباك الجبهة الداخلية وخلق حالة من الفوضى والفلتان الأمني تسعى إليها إسرائيل، تزامنا مع تلويحها بشن عملية عسكرية برية واسعة في مدينة رفح التي تؤوي -بحسب المكتب الإعلامي الحكومي- زهاء 1.4 مليون نسمة يمثلون أكثر من نصف سكان القطاع.
وتعقيبا على عمليات الاستهداف المتنامية ضد شرطة رفح، قال مديرها العميد رياض القاضي إنها "جريمة مخالفة للقانون الدولي والإنساني"، وتهدف إلى "ضرب الجبهة الداخلية".
وفي تصريحات له عممتها الشرطة، قال القاضي إن "عناصر الشرطة معروفون ومنتشرون في الشوارع والأماكن العامة بزيهم الرسمي (..)، والشرطة بكافة إدارتها تواصل العمل على مدار الساعة لتأمين الجبهة الداخلية، وتنظيم الأمور الحياتية اليومية، وحماية المؤسسات العامة والأسواق في ظل العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني".
وطمأن مدير الشرطة سكان رفح والنازحين إليها بأن قوى الشرطة "ستواصل القيام بمهامها للحفاظ على الأمن والاستقرار، وستبقى إلى جانبهم رغم الاستهداف، ولن نتراجع عن ذلك مهما كانت التضحيات".
بدوره، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور حسام الدجني في هذا الاستهداف المركز والمتنامي ضد الشرطة مخططا من إسرائيل تسعى من خلاله إلى "خلخلة الأمن الداخلي وضرب الحاضنة الشعبية والجبهة الداخلية في قطاع غزة".
وهذا الاستهداف -برأي الدجني- هو حلقة من مسلسل إسرائيلي كبير لم يستثن شاحنات المساعدات، ومن بينها مساعدات تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) واستهداف 120 شخصا من القائمين بالعمل الإغاثي في المؤسسات الدولية، وكذلك استهداف موظفين تابعين لوزارة التنمية الاجتماعية في السلطة الفلسطينية برام الله.
واستنادا إلى ذلك يعتقد الدجني في حديثه للجزيرة نت أن العملية متكاملة ضمن إطار حرب على الإنسانية، وهي جزء من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل للشهر الخامس على التوالي.
ولا يستبعد الدجني أن يكون استهداف الشرطة والتضييق على منظومة العمل الإنساني محاولة من إسرائيل لـ"تقليم أظافر كل منظومة العمل الشرطي والأمني والإنساني في رفح من أجل التمهيد لعملية برية واسعة، وقد يكون من أجل الضغط لتحقيق مكاسب في عملية التفاوض (صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار) بالقاهرة".
تقويض حكم حماس
من جهته، يقول المحلل السياسي إبراهيم المدهون للجزيرة نت إن "الاحتلال معني بإحداث فراغ في قطاع غزة والضغط على الحاضنة الشعبية عن طريق الفوضى وزعزعة الأمن من أجل أن يتحول الشعب الفلسطيني من حالة صمود وتماسك وتنظيم إلى حالة تشتت وتشريد وفوضى".
ومن بين أهداف الاحتلال لاستهداف الشرطة -وفقا للمدهون- "ضرب جميع مشاهد ومظاهر سيادة الحكومة التي تقودها حماس لإظهار أنه حقق إنجازا ملموسا، وبعدما استهدف المنظومة الصحية والتعليمية وكل مفاصل الحياة ومرافقها في قطاع غزة يريد الآن تدمير المنظومة الأمنية من أجل تقويض أي استقرار عنوانه حركة حماس".
وقال "إن الاحتلال يريد خلق وقائع جديدة يستطيع من خلالها التحكم بشكل ومستقبل قطاع غزة بعد الحرب، ولذلك يحارب كل مظاهر الأمن والاستقرار بكل السبل".
وفي بيان موقف، قالت "الجبهة الداخلية" -وهي منصات رقمية تساند المقاومة الفلسطينية- إن الشرطة شكلت "درع المقاومة الحصين ووقفت سدا منيعا أمام محاولات العابثين بالأمن الداخلي والساعين لإثارة الفوضى والتعدي على الحقوق وتجاوز القانون، وقامت بتأمين شاحنات المساعدات الإنسانية -ولا سيما إلى محافظتي غزة والشمال- رغم الخطورة الشديدة التي ترافق تلك المهمات".
وثمنت الجبهة الداخلية "دور الشرطة والأجهزة الأمنية في حماية ظهر المقاومة والتصدي للمخالفات الأمنية والاقتصادية ومكافحة الجرائم وملاحقة المشبوهين".
ومن أجل استمرارية هذا الدور دعت إلى "تكاتف الجهود من مختلف شرائح شعبنا وأطيافه، وليقف الجميع أمام مسؤولياته من أجل الحفاظ على الأمن والسلم المجتمعي وحماية ظهر المقاومة".
وكأحد الحلول لمواجهة هذا المخطط يقترح الدجني تشكيل "خلايا ولجان أحياء في المناطق والحواري والمخيمات لكبح كل من تسول له نفسه القيام بأفعال لا تخدم إلا الاحتلال وتدعم مخططاته بإشاعة الفوضى".
وليس بعيدا عما اقترحه الدجني يدعو المدهون المنظومة الأمنية والشرطية إلى ابتكار أدوات لتجنب الاستهداف الإسرائيلي بالتمويه وإخفاء التحرك اللافت في الميدان، وابتداع سبل جديدة تستطيع من خلالها القيام بدورها في التعاون مع القوى الشعبية والعشائر بالمدن والأحياء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شاحنات المساعدات الجبهة الداخلیة قطاع غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
شرطة نيويورك تعتقل العشرات في حرم جامعة كولومبيا إثر اعتصام مؤيد لغزة
شهدت جامعة كولومبيا في نيويورك واحدة من أكبر موجات الاحتجاج الطلابي المؤيدة للفلسطينيين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث اعتقلت شرطة نيويورك عشرات الطلاب بعد أن شغلوا جزءًا من المكتبة الرئيسية للحرم الجامعي في إطار الحركة الاحتجاجية. اعلان
وبحسب مشاهدات ميدانية، اعتقلت الشرطة بين 40 و50 طالبًا، مكبلي الأيدي بأربطة بلاستيكية، واقتادتهم إلى شاحنات وحافلات تابعة لإدارة شرطة نيويورك خارج مبنى مكتبة بتلر. وجاءت هذه الاعتقالات عقب اقتحام عناصر الشرطة للمبنى المؤلف من ستة طوابق لإخراج المتظاهرين الذين رفضوا المغادرة.
وجاء تدخل الشرطة بناءً على طلب من إدارة الجامعة، التي اتهمت الطلاب المتظاهرين بـ"احتلال غير مشروع" لقسم من الطابق الثاني في قاعة القراءة الرئيسية.
وتداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورًا تُظهر عشرات المحتجين، معظمهم يرتدون أقنعة، وهم يقرعون الطبول ويقفون على الطاولات، رافعين لافتات كُتب عليها “إضراب من أجل غزة”.
توتر عند مدخل المكتبة واتهامات بالعنفقبيل وصول الشرطة، أقدم أفراد السلامة العامة في الجامعة على إغلاق أبواب المكتبة الرئيسية لمنع دخول مزيد من الطلاب، ما أدى إلى حالة من التدافع خارج المبنى. وبحسب شهود، أُصيب أحد الطلاب خلال المشاجرة.
وبعد إغلاق المداخل، احتشد عدد متزايد من المتظاهرين خارج المكتبة، قبل أن يتمدد الحراك إلى الشوارع المحاذية لبوابات الحرم الجامعي.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، اتهمت إحدى المنظمات الطلابية أمن الجامعة بـ"الاعتداء على المتظاهرين"، مشيرةً إلى أن بعض المشاركين رفضوا إبراز بطاقاتهم الجامعية للمسؤولين.
من جهتها، قالت حاكمة ولاية نيويورك كاثي هوكول إن "لكل شخص الحق في الاحتجاج السلمي، لكن العنف أو التخريب أو تدمير الممتلكات غير مقبول"، وفق ما نشرته عبر حسابها على وسائل التواصل.
مطالب بمقاطعة الاستثمارات المرتبطة بإسرائيلأعادت منظمة "كولومبيا يونيفرسيتي أبارتهايد ديفست"، وهي تحالف طلابي داخل جامعة كولومبيا، نشر مطالب دعت فيها الجامعة إلى وقف استثمار هباتها المالية، التي تبلغ 14.8 مليار دولار، في شركات تصنيع الأسلحة والمؤسسات التي تدعم "الاحتلال العسكري الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية".
Relatedألمانيا: الشرطة تعتدي على طلاب خلال تظاهرة مؤيدة لفلسطين وتفتح تحقيقًا جنائيًاالسلطات الأمريكية تعتقل الناشط محمود خليل قائد الحراك الطلابي المناصر لفلسطين في جامعة كولومبيامن ماساشوستس إلى ألاباما.. إلغاء تأشيرات طلاب دوليين في عدة جامعات أمريكيةوتُعد جامعة كولومبيا واحدة من أبرز ساحات التعبئة الطلابية المناهضة لإسرائيل، وقد تصدّرت العام الماضي المشهد الاحتجاجي الجامعي في الولايات المتحدة رفضًا للحرب الإسرائيلية على غزة.
وفي سياق متصل، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفع باتجاه ترحيل بعض الطلاب الدوليين المؤيدين للفلسطينيين من الجامعات الأمريكية، بدعوى أن نشاطهم "قد يضر بالمصالح الخارجية للولايات المتحدة".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة