محللون إسرائيليون: اجتياح رفح لن يكون وشيكا لهذه الأسباب
تاريخ النشر: 11th, February 2024 GMT
بينما يري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن اجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة، ضرورة حتمية للقضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، يستبعد محللون إسرائيليون أن تكون تجرى العملية في وقت قريب، حسبما نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.
والأحد صادق الجيش الإسرائيلي، على خطة عملياتية لشنّ عملية برية عسكرية في رفح التي تؤوي نحو مليون و300 ألف فلسطيني اضطروا إلى النزوح إليها من محافظات أخرى، والتي تقع على الحدود مع مصر.
وذكر المحللون أن التخطيط لتنفيذ العملية سوف يستغرق بعض الوقت، لأنها محفوفة بالتعقيد وتثير انتقادات بشأن التأثير الكارثي المحتمل الذي قد تحدثه مثل هذه العملية على أكثر من مليون من سكان غزة الذين لجأوا هناك.
وسيكون التحدي الرئيسي الذي تواجهه القوات الإسرائيلية هو كيفية نقل المدنيين الذين احتشدوا في المدينة بعيداً عن الأذى، رغم أن نتنياهو مزاعم نتنياهو بأنه سيتم توفير "ممر آمن" لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الموجودين برفح قبل الهجوم البري المحتمل على المدينة.
وفر العديد من سكان غزة إلى رفح بناء على تعليمات من الجيش الإسرائيلي لتجنب القتال شمالاً في غزة، وقد أعربت مجموعة من الزعماء الدوليين عن مخاوفهم من أن الناس هناك ليس لديهم مكان يذهبون إليه.
ويؤدي احتمال الهجوم على رفح إلى خلق توترات مع مصر، التي تخشى تدفق اللاجئين الفلسطينيين عبر حدودها بشكل مزعزع للاستقرار.
وبحسب الصحيفة فإن مصر شريك استراتيجي مهم لإسرائيل في المنطقة ولعبت دورا رئيسيا في المفاوضات الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين الذين تحتجزهم حماس.
شهر رمضان
وإلي جانب التداعيات الإنسانية الكارثية المحتملة، أثارت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مخاوف بشأن اجتياح لرفح يتزامن مع شهر رمضان المبارك، وفقًا لتقرير في وسائل الإعلام الإسرائيلية.
ويمكن اعتبار أي هجوم خلال شهر رمضان - والذي من المتوقع أن يبدأ في 10 مارس/آذار، بمثابة استفزاز بشكل خاص للمسلمين في المنطقة وخارجها.
ويقول مسؤولون إسرائيليون إن الجيش ما زال يعمل على خططه لاجتياح رفح وإنها لم تعرض بعد على نتنياهو.
اقرأ أيضاً
الإمارات تحذر من انعكاسات إنسانية خطيرة حال اجتياح إسرائيل لرفح
لكن في المقابل، استخدم البعض لهجة متحدية بشأن الهجوم المحتمل على رفح التي وصفها المسؤولون بأنها آخر معقل لحماس في غزة.
وقال وزير الزراعة والوزير السابق للأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر، للإذاعة الإسرائيلية " العملية في رفح ستحدث"
وأضاف: “سيبدأ الهجوم وسينتهي، تمامًا كما هو الحال في أماكن أخرى”.
ورفض ديختر الذي ينتمي لحزب الليكود فكرة أن شهر رمضان من الممكن أن يمثل قيود على الهجوم، مؤكدا "رمضان ليس شهرا خاليا من الحروب، ولم يكن كذلك أبدا”.
وأشار إلى أن مصر خاضت حربا ضد إسرائيل عام 1973 خلال شهر رمضان.
عملية معقدة
وبحسب مسؤولين ومحللين إسرائيليون إن تل أبيب تدرك تماما الصعوبات التي تعترض شن عملية برية في رفح المتاخمة للحدود المصرية
وقال يعقوب عميدرور، المستشار العام السابق للأمن القومي: "إن إسرائيل تدرك أن رفح قضية معقدة"، معقبا " الهجوم ليس وشيكا لكنه يجب تنفيذه"
وأضاف "لكي تحقق إسرائيل أهدافها الحربية المتمثلة في تفكيك قدرات حماس العسكرية وقدرتها على الحكم، فإن الجيش "يجب أن يذهب إلى رفح" لتدميرها كتائب حماس المتبقية هناك.
وبحسب الصحيفة فإن هذا يعني أن المدنيين في رفح سوف يحتاجون إلى نقلهم في مكان أخر.
والأحد، ادعى نتنياهو أن إسرائيل تعمل على "خطة تفصيلية" بشأن إجلاء أكثر من مليون من سكان القطاع الذين فروا من الهجمات الإسرائيلية ولجأوا إلى رفح، وتوفير "ممر آمن" قبل اجتياحها.
وبينما لم يقدم نتنياهو أي تفاصيل بشأن مكان وكيفية حدوث خطة النقل والممر الآمن، اقترح ديختر إمكانية نقل سكان غزة إلى منطقة تقع غرب رفح على طول شاطئ البحر.
واقترح عميدرور خيارات أخرى، بما في ذلك نقل النازحين من رفح إلى بعض المناطق في وسط غزة والتي لم ينشط فيه الجيش الإسرائيلي بعد، أو مدينة خان يونس القريبة، بمجرد أن تنهي إسرائيل حملتها هناك.
اقرأ أيضاً
مصر لحماس: عملية إسرائيلية في رفح خلال أسبوعين حال عدم التوصل لاتفاق حول الأسرى
المصدر | نيويورك تايمز- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: رفح مدينة رفح شهر رمضان خان يونس ممر آمن مسؤولون إسرائيليون شهر رمضان فی رفح
إقرأ أيضاً:
نواب وصحفيون أميركيون: واشنطن لا تحاسب إسرائيل على القتل الممنهج للصحفيين
انتقد مشرعون وصحفيون أميركيون صمت الولايات المتحدة على الاستهداف الإسرائيلي المتواصل للصحفيين في فلسطين ولبنان واليمن، وطالبوا واشنطن بالعثور على الجنود المتورطين في هذه الجرائم ومحاسبتهم.
جاء ذلك في مؤتمر صحفي مشترك عقدته اليوم الخميس لجنة حماية الصحفيين "سي بي جيه" (CPJ) ومنظمة العفو الدولية (أمنستي) وعدد من نواب الكونغرس الأميركي بشأن قتل إسرائيل المتواصل للصحفيين.
وخلال المؤتمر، قال السيناتور كريس فان هولن إن إسرائيل لم تحاسب حتى الآن على قتل صحفية الجزيرة شيرين أبو عاقلة، التي كانت تحمل الجنسية الأميركية.
وأضاف أنه لا أحد رأى مساءلة لمن قتلوا 246 صحفيا وعاملا بالمجال الإعلامي في قطاع غزة ولبنان وإيران واليمن خلال العام الماضي، الذي وصفه بأنه كان الأكثر فتكا بالصحفيين منذ أكثر من 3 عقود.
وأكد فان هولن أنه "لا يمكننا أن ننعم بالسلام والعدالة ما لم نسع لمعرفة الحقيقة، وهذا ما يفعله الصحفيون"، مضيفا "علينا أن نقف إلى جانبهم وأن نعمل على تحقيق العدالة للصحفيين حول العالم".
واتهم السيناتور الأميركي إدارتي جو بايدن ودونالد ترامب بالتقصير في مسألة محاسبة الهجوم على الصحفيين، قائلا إن الولايات المتحدة تدعي أن حماية الأميركيين في الخارج أولوية بالنسبة لها، لكنها تفشل في ذلك.
نتنياهو يستهدف الصحفيين
كما اتهمت النائبة بيكا بالينت حكومة بنيامين نتيناهو، التي وصفتها بالمتطرفة، بمواصلة ارتكاب أعمال عنف ضد المدنيين دون مساءلة، مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم الذي استهدف الصحفيين في جنوب لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
بدوره، قال المصور الصحفي ديلين كولنت، الذي يعمل مع وكالة "إيه إف بي"، إنه أصيب في الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف مجموعة صحفيين جنوبي لبنان في أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وأدى الهجوم إلى مقتل وسام عبد الله الذي كان يعمل مصورا مع وكالة رويترز، وبتر قدم الصحفية كريستين العاصي التي قال كولنت إن دبابة إسرائيلية حاولت قتله عندما كان يحاول إنقاذها.
إعلانوأضاف "كنا نغطي الأحداث مع صحفيين من مؤسسات أخرى تمتلك عقودا من الخبرة بينها الجزيرة، وكنا نقف على قمة تلة واضحة جدا للإسرائيليين وللمسيرات التي كانت تمر من فوقنا".
وتابع المصور الأميركي "كنا أيضا نلبس سترات الصحفيين وكانت علامة الصحافة على السيارات وكان هناك بث مباشر وقد مرت المسيرات 25 مرة قبل الاستهداف، واعتقدنا أن هذا سيكون في صالحنا، لكن الدبابات استهدفتنا مرتين خلال 37 ثانية، فقتلت عصام فورا وأصابت كريستين التي كانت تبلغ من العمر 28 عاما".
وأكد أن الدبابة الإسرائيلية فتحت النار عليه لدقائق عندما حاول مساعدة زميلته المصابة، وكانت تريد قتل كل من نجا من الهجوم، مضيفا "لم تكن هذه حادثة معزولة، كان هجوما في وضح النهار".
وقال كولينت إنه التقى مشرعين ومحققين في مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) وممثلين عن الخارجية الأميركية، وقدم لهم فيديوهات ونسخا من التحقيق لكنهم لم يفعلوا أي شيء، مضيفا "كنت أعتقد أن دولتي ستناضل من أجلي كأميركي وأنها ستحاول الحصول على إجابات عندما يصاب مواطن أميركي على (أرض) واحد من أقرب حلفائنا".
وتابع "على مدار عامين كاملين لم نتلق سوى الصمت من إدارة بايدن وإدارة ترامب، وشهدنا على تكرار الهجمات على الصحفيين في غزة والإفلات من العقاب".
وختم المصور الأميركي بالقول "يمكن للحكومة الأميركية العثور على الجنود الإسرائيليين والأشخاص الذين سمحوا بهذه الهجمات التي مرت دون أي محاسبة حتى اليوم، والتي تكررت عشرات المرات في غزة".