إقتصاد اتفاق الحبوب ينهار... من هي الدول المتضررة؟
تاريخ النشر: 20th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة لبنان عن اتفاق الحبوب ينهار . من هي الدول المتضررة؟، وسط تبادل روسيا وخصومها والأمم المتحدة الاتهامات بشأن المسؤولية عن انهيار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، يبقى المتضرّر الأكبر .،بحسب ما نشر لبنان 24، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات اتفاق الحبوب ينهار.
وسط تبادل روسيا وخصومها والأمم المتحدة الاتهامات بشأن المسؤولية عن انهيار اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية من موانئ البحر الأسود، يبقى المتضرّر الأكبر من هذا الصراع هو الدول المعتمدة على موسكو وكييف في استيراد معظم حاجتها من الحبوب. يفنّد باحثان سياسيان لموقع "سكاي نيوز عربية"، حجج روسيا لقرارها بالانسحاب من الاتفاق، وما هي الدول الأكثر تضررا، وماذا سيصل لمنطقة الشرق الأوسط من لهيب هذا الصراع.
أعلنت موسكو، الإثنين، انسحابها من "مبادرة البحر الأسود لنقل الحبوب" التي عقدتها مع كييف بوساطة من الأمم المتحدة وأوكرانيا يوليو 2022، للسماح بتأمين تصدير الحبوب وسط الحرب الدائرة منذ فبراير 2022، وتم تجديده عدة مرات، قبل أن ينتهي في 17 يوليو وتعلن موسكو تعليقه.
و يُرجع خبير العلاقات الدولية، محمد اليمني، استخدام روسيا لاتفاق الحبوب كورقة ضغط على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلى أنهما "يدعمان أوكرانيا بقوة، وتعلم حاجتهما لاستئناف الاتفاق".
الدول الأكثر تضررا
يتفق المحللان السياسيان بشأن أن المتضرر الأكبر من هذا النزاع بين روسيا وخصومها هو الدول الفقيرة، والأكثر احتياجا للحبوب، وهي الدول الأبعد عن الحرب الدائرة في أوكرانيا وأسبابها.
هذه الدول حسب محمد اليمني هي:
⦁ في قارة إفريقيا: نيجيريا، مالي، السنغال، جمهورية إفريقيا الوسطى، خصوصا أن لديها أزمات غذائية وصحية من الدرجة الأولى منذ زمن طويل.
⦁ في المنطقة العربية: الدول الأكثر استيرادا للحبوب من أوكرانيا، وهي: مصر (تستورد منها 53% من احتياجاتها)، ليبيا (تستورد 40%)، الجزائر (تستورد 30%). يلفت خليل عزيمة النظر إلى أن الضرر سيشمل ارتفاع الأسعار "ما قد يؤدي لمجاعات في أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية".وفق إحصائية أميركية، يتابع عزيمة، فإنه يوجد أكثر من 550 مليون نسمة يعانون الفقر حول العالم، قد يزيدون إلى 800 مليون بعد انهيار اتفاق الحبوب.
لذا يتوقع الباحث أن "تجري مشاورات لتمديد الاتفاق، ويمكن أن تنجح وساطة لتركيا في هذا، لكن يجب إيجاد حل دائم؛ حتى لا يبقى السيف الروسي فوق رقاب الدول الفقيرة، ومنها دول عربية"، حسب تعبيره. (سكاي نيوز عربية)
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
سلطنة عُمان.. علاقات دبلوماسية متوازنة وثقة صلبة من الجميع
محمد المعتصم **
في منطقة تمتلئ بالتوترات والتحالفات التي تتبدل بحسب توافقات ومصالح، برزت سلطنة عُمان كاستثناء لافت؛ بعد أن اختارت منذ عقود سياسة الحياد الإيجابي، مع مزيج من الدبلوماسية المتوازنة والوساطة الصامتة. هذا المسار جعل من العاصمة مسقط مركزًا دبلوماسيًا يُمكن أن «يُهمس فيه» مع الجميع ويستمع إليه الجميع، وهم يدركون أنهم يتحدثون مع دولة أمينة في الطرح وفي التدخل، الولايات المتحدة، إيران، الدول الخليجية، وحتى القوى الدولية الكبرى يدركون أهمية هذا الدور الذي جعل السلطنة تحظى باحترام واسع، وثقة متجددة، وقدرة على لعب دور محوري عندما تشتد الأزمات.
تعود جذور سياسة الحياد العُماني إلى فهم واقعي لطبيعة المنطقة، عُمان رأت في عدم الانحياز إلى أحد الأطراف مخرجًا للحفاظ على استقرارها الداخلي وعلى مصالحها الاقتصادية أولًا.
الحياد العُماني ليس مجرد موقف مرحلي؛ بل هو جزء من هوية دبلوماسية: «الحياد الإيجابي» كما تصفه الدوائر الرسمية. نهج يعتمد على احترام سيادة الدول، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، الالتزام بالقانون الدولي، والعمل الدبلوماسي الهادئ بعيدًا عن التصعيد.
هذا التوجه ساعد عُمان على تجنب الانخراط في النزاعات الإقليمية، وفتح لها باب الوساطة حين تتصاعد الأزمات.
وقد حافظت السلطنة على الحياد عبر أدواتها الدبلوماسية المتوازنة، مكنتها من بناء علاقات خارجية متعددة الأبعاد، حيث حافظت السلطنة على علاقات مفتوحة مع طيف واسع من الدول: من دول الخليج، إلى إيران، إلى الغرب (أوروبا، الولايات المتحدة)، بل وحتى الدول الناشئة. هذا «التوازن» يمنحها موضع ثقة من الأطراف المتناقضة.
أضف إلى ذلك هو اعتمادها على الوساطة خلف الكواليس، فبدلًا من التصريحات النارية والإدانات العلنية، تختار مسقط «القناة المغلقة» للحوار. في كثير من القضايا - من النووي الإيراني إلى أوضاع اليمن - وغيرها من القضايا التي تتحرك فيها بصمت بعيدًا عن الضجيج وبعيدًا عن المزايدات، حيث تعتمد على السرية والحيطة؛ فالدخول في التفاصيل علانية قد يُفسد الوساطة.
مبدأ «الحياد الصامت» منح عُمان مصداقية لدى الجميع... عُمان لا تدخل في نزاع عسكري أو تحالف مسلح. اقتصادها ما يزال يعتمد بنحو 70% على النفط والغاز، لكنها منذ سنوات بدأت خطوات فاعلة ومؤثرة لتنويع الاقتصاد. وهذا النهج العُماني الأصيل منحها مساحةً للمناورة الدبلوماسية بعيدًا عن التحزبات والتحالفات العسكرية.
الوساطة في الملف النووي الإيراني من أبرز الملفات التي أدرك فيها العالم حجم الدبلوماسية العُمانية، مارست عُمان دورًا محوريًا في وساطة سرية بين إيران والغرب. وفي 2025، أعلنت عُمان أنها عرضت عناصر من مقترح أمريكي على الجانب الإيراني خلال زيارات دبلوماسية قصيرة، في إطار جهود لإنهاء الجمود حول الملف النووي.
هذا الدور يعكس ثقة الطرفين بمسقط، الولايات المتحدة، لإيصال رسائلها إلى طهران. طهران، لكونها ترى في مسقط قناة آمنة وموثوقة تفتح لها أفق تفاهم بديل عن المواجهة.
ثاني الأزمات التي تدخلت فيها السلطنة كانت أثناء الأزمة اليمنية وتصاعد التوتر في البحر الأحمر وباب المندب، تدخلت عُمان كوسيط لطرح هدنة وقبول التفاوض بين الأطراف، وفي مايو 2025، أعلنت سلطنة عُمان أنها نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة أنصار الله في اليمن، وهو تحرك يُظهر قدرتها على التعامل باحترافية شديدة مع جبهات التوتر بلباقة.
إنَّ السياسة العُمانية لم تكن وليدة اللحظة؛ فخلال الحرب العراقية - الإيرانية في ثمانينيات القرن الماضي، حافظت مسقط على حيادها، ولم تساند أي طرف. كذلك، أثناء احتلال الكويت ثم تحريرها، اتخذت موقفًا متوازنًا، أكّد على احترام السيادة، دون الانزلاق في محاذير الانحياز.
وعندما قاطعت الدول العربية مصر بعد توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل رفضت سلطنة عُمان المقاطعة، وبقيت على علاقات مع مصر، وهو الموقف الذي ما تزال مصر تذكره إلى الآن، واستمر صداه بدايةً من حكم الرئيس محمد أنور السادات والرئيس محمد حسني مبارك؛ وصولًا إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي يحمل تقديرًا خاصًا لسلطنة عُمان.
باختصارٍ.. سجل سلطنة عُمان في التعامل الهادئ مع القضايا الكبرى، جعلها أقرب لأن تكون «سويسرا الخليج»، أو كما وصفها بعض الباحثين بأنها: «دولة مؤثرة للغاية عبر ذكائها الدبلوماسي».
** كاتب صحفي مصري