أكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28 أن الرؤية الاستشرافية لقيادة دولة الإمارات عززت ريادة الدولة في العمل المناخي وأثبتت قدرة مبادراتها على تحويل التحديات إلى فرص للنمو المستدام عالمياً، ودعم المجتمعات والدول الأكثر عرضة لتداعيات تغير المناخ.


جاء ذلك خلال مشاركة معاليه في القمة العالمية للحكومات في دبي. وقال إن "اتفاق الإمارات"، الذي نجحت رئاسة COP28 في حشد توافق عالمي عليه، هو المعيار الجديد لطموحات العمل المناخي والتنمية المستدامة عالمياً ويتضمن مجموعة من التدابير غير المسبوقة التي تضع الأسس لخطة شاملة ومتكاملة للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز الارتفاع في حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية.
وشدد معاليه على ضرورة بدء العمل لدعم الاتفاق بالإجراءات اللازمة لنجاحه وتنفيذ بنوده، وإثبات إمكانية تحويل هذا الاتفاق غير المسبوق إلى نتائج غير مسبوقة، موضحاً أن معيار النجاح والتقدم هو تحقيق إنجازات ملموسة، وليس الاكتفاء بالوعود.
واستعرض معاليه، في جلسة نقاشية ضمن فعاليات القمة تحت عنوان "تنفيذ اتفاق الإمارات.. تحويل التوافق إلى عمل ملموس"، مختلف الإنجازات النوعية للاتفاق التاريخي، والعوامل الحاسمة لتنفيذه بنجاح، ومتطلبات الحفاظ على إمكانية تحقيق هدف 1.5 درجة مئوية.
كان من بين المشاركين في الجلسة كريستالينا غورغييفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي؛ وسيمون ستيل الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ ومعالي مختار باباييف، وزير البيئة والموارد الطبيعية في أذربيجان الرئيس المعين لمؤتمر الأطراف COP29 إلى جانب كلٍ من معالي الدكتور معاوية خالد الردايدة، وزير البيئة الأردني ومعالي صابر حسين شودري، وزير البيئة والغابات وتغير المناخ في بنغلادش.
وأكد معاليه ضرورة تكثيف الجهود خلال المرحلة الحالية والحفاظ على الزخم السياسي واستمرارية البناء على نتائج ومخرجات مؤتمرات الأطراف المتعاقبة انطلاقاً من أهمية الشراكات النوعية وتضافر الجهود في تحقيق التقدم المنشود من خلال إنجازات غير مسبوقة، موضحاً أن "اتفاق الإمارات" يضع خريطة طريق للقيام بذلك وتحويل الالتزامات إلى إجراءات ملموسة، وضمان التنفيذ الفعال على مستوى العالم.
وأشاد معاليه بإنجازات المؤتمر، ونجاح الدول في تجاوز التوترات الجيوسياسية، مؤكداً ضرورة وفاء جميع الأطراف بالتزاماتها واحترام تعهداتها لتحقيق التقدم الذي يحتاج إليه كوكب الأرض وجميع سكانه.
وأشار معاليه إلى إطلاق دولة الإمارات "ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف" بالمشاركة مع أذربيجان والبرازيل، لتشجيع استمرارية العمل وتنسيق الجهود رسمياً بين COP28 ورئاستَي كلٍ من COP29 التي تتولاها أذربيجان، وCOP30 التي تتولاها البرازيل، وذلك بهدف الحفاظ على الزخم الذي تَحقق، واستمرار التعاون والعمل المشترك، وتكثيف الجهود لتنفيذ التعهدات والالتزامات.
وأكد معاليه ضرورة الاستفادة من كل الفعاليات المناخية العالمية بدايةً من COP28 في دبي مروراً بـ COP29 في باكو وحتى COP30 في بيليم، لتعزيز العمل المطلوب وتحويل التعهدات إلى نتائج ملموسة.
وحسب بنود الاتفاق، يتعين على الدول تعزيز مساهماتها المحددة وطنياً، وخفض الانبعاثات على نطاق الاقتصادات بأكملها، وزيادة الاستثمارات المناخية. لذا، دعا معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر إلى متابعة تنفيذ التزامات التمويل المناخي بصفته عاملاً حاسماً في النجاح، نظراً لأهميته البالغة في تفعيل عناصر العمل المناخي كافة. وأوضح أن تحديد هدف جماعي جديد للتمويل المناخي من النتائج الرئيسة المرتقبة من مؤتمر COP29.
وخلال الجلسة، لفت معاليه إلى مهمته كعضو منتدب ورئيس تنفيذي لشركة (أدنوك)، مؤكداً أن خبرته في جميع أنواع الطاقة دعمت التوصل إلى مخرجات ونتائج COP28 وأن حرصه على إشراك قطاع الطاقة في المفاوضات عزز فاعلية خطة عمل رئاسة المؤتمر وأشار إلى أن أدنوك تستهدف تحقيق صافي انبعاثات صفري بحلول عام 2045.
وأكد معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر حاجة العالم إلى الوصول للحياد المناخي بحلول عام 2050، مع مراعاة اختلاف سرعة مسارات العمل وفق الظروف المتباينة للدول والقطاعات، مشدداً على أن الحفاظ على أمن الطاقة باستخدام الخيارات الأقل كثافة للانبعاثات سيكون من العوامل المهمة والحاسمة خلال الفترة الانتقالية، وأن الدرس الأساسي المستفاد من COP28 هو أن التقدم المنشود يتحقق من خلال التكاتف وتوحيد الجهود وليس الاستقطاب وتوجيه أصابع الاتهام.
جدير بالذكر أن "اتفاق الإمارات" التاريخي، الذي تم التوصل إليه في ختام COP28 خلال شهر ديسمبر 2023 في دبي، شكَّل منذ إقراره تقدماً جوهرياً في العمل المناخي متعدد الأطراف، وساهم في ترسيخ مكانة دولة الإمارات وتعزيز ريادتها العالمية في مجال العمل المناخي والتنموي ضمن منظومة العمل الدولي، وأثبت قدرتها على قيادة الجهود الهادفة لبناء مستقبل أفضل للبشرية وكوكب الأرض، وأثبت أيضا جدوى العمل متعدد الأطراف وإمكانية نجاحه في الوصول للأهداف العالمية حتى في الأوقات التي تشهد توترات جيوسياسية.
كانت النظرة الشاملة من الأسباب الرئيسة لنجاح COP28 وساهم تبنّي دولة الإمارات ورئاسة المؤتمر لمفهوم "المجلس" خلال الاجتماعات التفاوضية في احتواء ومشاركة الجميع على قدم المساواة بشكل متكافئ، واستفادت الدولة من علاقاتها الطيبة مع كبار منتجي النفط ومستهلكيه، خاصةً الولايات المتحدة الأميركية والصين والهند ودول أوبك+ للوصول للنتائج المرجوّة.
كان إطلاق دولة الإمارات صندوق "ألتيرّا" بقيمة 30 مليار دولار أميركي، وهو أول صندوق استثماري خاص يركز بشكل كامل على الحلول المناخية، خطوة تحفيزية قوية ساهمت في تأكيد الثقة بجدوى الفرص الاستثمارية التي يتيحها العمل المناخي. ولأول مرة في تاريخ مؤتمرات الأطراف، تضمن "اتفاق الإمارات"، الذي توافقت عليه كافة الأطراف، نصاً حول الالتزام بتحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي إلى منظومة طاقة خالية من مصادر الوقود التقليدي الذي لا يتم تخفيف انبعاثاته، ووضع أهداف محددة زمنياً لزيادة القدرة الإنتاجية العالمية لمصادر الطاقة المتجددة ثلاث مرات، ووقف إزالة الغابات، ومضاعفة كفاءة الطاقة بحلول عام 2030.
بالإضافة إلى ذلك، تم بموجب "اتفاق الإمارات" تفعيل وبدء تمويل الصندوق العالمي المختص بمعالجة تداعيات تغير المناخ، وتعزيز مبدأ احتواء الجميع من خلال اتفاق الأطراف على إدراج مهمة رائد المناخ للشباب بشكل رسمي في منظومة عمل مؤتمرات الأطراف القادمة. كما دعا الاتفاق جميع القطاعات إلى الاستفادة من التقنيات والكوادر البشرية والموارد المالية المتاحة من أجل العمل على خفض الانبعاثات، ونص على أن التمويل المناخي عاملُ نجاحٍ حاسمٌ لتحقيق الأهداف المناخية، ودعا أيضاً قطاع النفط والغاز إلى تعزيز مشاركته في العمل المناخي.
وتعهدت شركات تمثل 40% من إنتاج النفط العالمي بإزالة انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030، والوصول إلى الحياد المناخي بحلول عام 2050 أو قبله.
وجاء الاتفاق استجابةً لنتائج أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس ولخطة العمل المتكاملة التي وضعتها رئاسة COP28 والتي ركَّزت على تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل المؤتمر، وإشراك قطاع الطاقة في مفاوضات المناخ العالمية.
تحتاج الدول إلى توفير التمويل الكافي للصندوق العالمي المختص بالمناخ ومعالجة تداعياته، وتطوير أداء مؤسسات التمويل الدولية، وتحفيز القطاع الخاص والاستفادة من جهوده لزيادة الاستثمارات في قطاع الطاقة النظيفة ثلاث مرات لتصل إلى 4.5 تريليون دولار سنوياً بحلول عام 2030.
ويتطلب القيام بذلك تبنِّى الحكومات ذهنية إيجابية جديدة تنظر إلى التحديات المناخية كفرص لخلق قطاعات ووظائف جديدة، ونموذج جديد للنمو الاجتماعي والاقتصادي منخفض الانبعاثات.

أخبار ذات صلة على هامش قمة الحكومات.. توقيع مذكرة تفاهم بين "الداخلية" وغرفة عجمان رئيس "دافوس": الإمارات تلتزم نهجاً تطلعياً استشرافياً المصدر: وام

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: سلطان الجابر كوب 28 القمة العالمية للحكومات قمة الحكومات اتفاق الإمارات معالی الدکتور دولة الإمارات العمل المناخی قطاع الطاقة بحلول عام

إقرأ أيضاً:

إجتماع الحكومة يدرس تفاصيل الإكتتاب ببرنامج عدل 3

ترأس الوزير الأول، نذير العرباوي، اليوم الأربعاء، اجتماعًا للحكومة، درست فيه مشروع مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم شروط وكيفيات اقتناء المساكن العمومية المنجزة في إطار البيع بالإيجار.

وجاء في بيان لمصالح الوزير الأول، أنه “وفي إطار تنفيذ القرارات المتخذة من طرف رئيس الجمهورية خلال زيارته إلى ولاية خنشلة، بتاريخ 30 ماي 2024، والمتعلقة بفتح التسجيلات في برنامج “عدل 3″ ابتداء من 05 جويلية 2024، درست الحكومة مشروع مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم شروط وكيفيات اقتناء المساكن العمومية المنجزة في إطار البيع بالإيجار”.

ويهدف المشروع إلى ضمان تسيير أمثل لعملية الاستفادة من هذه المساكن منذ تسجيل الطلب عبر المنصة الإلكترونية إلى غاية نقل ملكية السكن إلى المستفيد.

كما خصص الإجتماع كذلك لدراسة مشروع مرسوم تنفيذي يحدد كيفيات جمركة خطوط ومعدات الإنتاج وكذا المعدات والعتاد الفلاحي.

ويندرج المشروع، ضمن التدابير التي أقرها السيد رئيس الجمهورية من أجل دعم ومرافقة الاستثمار وعصرنة النشاط الفلاحي. لاسيما من خلال تمكين المتعاملين الاقتصاديين من الاستفادة من الفرص التي تتيحها الأسواق الدولية في هذا المجال.

كما درست الحكومة سبل تعزيز الإطار التنظيمي المتعلق بالتغطية الصحية لفائدة المعوزين وخاصة فيما يتعلق بضمان الحصول الفوري والمنتظم على الأدوية لاسيما للمصابين بمرض مزمن.

هذا  قد واصلت الحكومة دراسة القواعد التنظيمية لإنشاء الوكالة الوطنية للتجهيزات العمومية واستمعت إلى عرض حول الاجراءات المتخذة لتوفير الموارد المائية الصالحة للشرب بالإضافة إلى عرض حول سير حملة الحصاد والدرس لموسم 2023/2024.

حيث تم استعراض مختلف التدابير المتخذة لتأطير ومرافقة هذه العملية من خلال حشد مجمل الوسائل الضرورية من طرف السلطات العمومية.

وأخيرا، اعتمدت الحكومة مشروع برنامج يهدف إلى تشجيع الشركات الناشئة من خلال التكوين والاستلهام من التجارب والنماذج الناجحة في العالم تنفيذا لتعليمات السيد رئيس الجمهورية الهادفة إلى تنمية اقتصاد المعرفة و تسريع الابتكار التكنولوجي في بلادنا.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • دعوة لرفع سقف الطموح المناخي لدعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات»
  • دعوة إلى رفع سقف الطموح المناخي
  • إشادة إماراتية بنهج «بريكس» الشامل في تعزيز الشراكات
  • «الإمارات للألمنيوم» تطلق إطار عمل التمويل الأخضر
  • من جنيف السكوري: المغرب رائد دولي في إعادة صياغة العقد الاجتماعي
  • إجتماع الحكومة يدرس تفاصيل الإكتتاب ببرنامج عدل 3
  • «التكيف مع التغيرات المناخية».. ندوة تثقيفية بجامعة كفر الشيخ
  • جوتيريش: نحث جميع الأطراف على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • تعاون بين ديليفرو وهيومانترا.. إطلاق محطة مرطبات متنقلة في إطار مبادرة صيفية لسائقي التوصيل في الإمارات
  • تعاون بين «أنور قرقاش الدبلوماسية» و«g7+» و«التنمية البريطاني»