مطر الطاير: دبي رائدة عالمياً في تبني النهج الاستباقي
تاريخ النشر: 13th, February 2024 GMT
دبي: «الخليج»
افتتح مطر الطاير، المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، منتدى مستقبل التنقّل، الذي استضافته «القمة العالمية للحكومات 2024»، بالشراكة مع هيئة الطرق والمواصلات، و(UP Summit).
أكد أن الرؤية الملهمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، «رعاه الله»، هي المحرك الرئيسي لقصة نجاح دبي في تقديم تجربة فريدة للعالم، حيث شكل سموّه فريق عمل متخصّصاً تحت قيادته لضمان تحقيق الرؤية والخطط المطلوبة، واعتماده توظيف التقنيات الحديثة والتوجيهات الحكومية الواضحة تجاه الابتكار والتي مكنتها من التغلب على مختلف التحديات.
ويدعم منتدى مستقبل التنقل رسالة القمة التي تنعقد في دورتها الحادية عشرة تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، من خلال تسليطه الضوء على أحدث التوجهات والحلول المبتكرة للتنقل في مدن ومجتمعات المستقبل الذكية.
وقال الطاير: «تبرز أهمية منتدى مستقبل التنقّل في القمة العالمية للحكومات من حيث مواكبته للتوجهات العالمية نحو تحقيق الحلول المستدامة، إذ تعد المناقشات التي يطرحها المشاركون في المنتدى حاسمة في تشكيل السياسات والاستراتيجيات المستقبلية في هذا القطاع الحيوي، مما يعزز دور المنتدى كمحفز للتغيير في المشهد العالمي لقطاع النقل وتأثيره، من خلال جمع خبراء الصناعة وواضعي السياسات والقادة الماليين في وضع أسسٍ لمستقبل أكثر اتصالاً واستدامة وفعالية».
وأضاف: «يُسعِدُني أن أتحدّث إليكم عن الخطوات التي اتخذتها دبي في مسيرتها لاستشراف مستقبل التنقّل، وقد أصبحت الإمارة رائدة عالمياً في تبني النهج الاستباقي في اختبار وتطبيق التقنيات الحديثة وكذلك نموذجاً في احتضان الابتكار وتعزيزه في جميع المجالات، ومنها مجال النقل بمختلف أنواعه».
وأوضح أن القيادة الرشيدة استشرفت مبكراً التوجهات التي يشهدها العالم في التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، حيث أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، في عام 2016، استراتيجية دبي للتنقّل ذاتي القيادة، الهادفة لتحويل 25% من الرحلات في دبي إلى رحلات ذاتية القيادة بحلول العام 2030، ويُتوقع أن يسهم تطبيق هذه الاستراتيجية في توفير 22 مليار درهم، إلى جانب تعزيز السلامة والكفاءة والاستدامة في النظام البيئي للنقل في المدينة، واعتماد استراتيجية صفر انبعاثات كربونية بحلول العام 2050، لإبراز التزام دبي بتقديم حلول مبتكرة ومستدامة لنظام نقل بيئي أكثر اخضراراً. وقال إن النهج الاستباقي لدبي في تبني وتجربة التقنيات الحديثة يُعتَبَرُ شاهداً على التفكير المتقدّم لنهج الإمارة، ونحن نُقِرُّ بأهمية ترسيخ موقع الإمارة في الصدارة في تطبيق حلول النقل المتقدمة، وإنه من خلال السعي الدؤوب وتطبيق تقنيات فائقة التطوّر، أصبحت دبي مُحرّكاً لهذا التطور، ونحن نثبت ذلك من خلال تطوير التشريعات المستقبلية لتبني التقنيات الحديثة مثل قانون تنظيم اختبار وتشغيل المركبات ذاتية القيادة، التي مهّدت الطريق إلى تجربة تشغيل أول رحلة لمركبات (شيفروليه بولت) الكهربائية ذاتية القيادة، لتكون دبي المدينة الأولى عالمياً خارج الولايات المتحدة الأمريكية في التشغيل لمركبات الشركة ذاتية القيادة.
وأشار إلى أن توظيف هيئة الطرق والمواصلات لتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، في أنظمة إدارة الحركة المرورية، ساهم في تعزيز انسيابية المرور وتقليل الازدحام وتعزيز كفاءة وسائل النقل الجماعي.
وأكّد مطر الطاير، أن دبي تبرز في مقدمة المدن في مجال الابتكار باعتبارها حاضنة لتجربة وتطبيق حلول التنقّل المبتكرة، وهذا الأمر عزز ريادتها العالمية في هذا الجانب، وساهم في خلق بيئة تتسم بالديناميكية لتطّر تقنيات النقل، حيث نظمت الهيئة ثلاث دورات من مؤتمر وتحدي دبي العالمي للتنقّل ذاتي القيادة، والتي شهدت مشاركة واسعة من الخبراء والمبتكرين والمستثمرين، إضافة لعقد شراكات استراتيجية مع الشركات والمؤسسات المشاركة.
ويستفيد منتدى مستقبل التنقل من موقع «القمة العالمية للحكومات» لاستشراف آفاق مستقبلية واعدة للقطاع، باعتبارها تجمعاً عالمياً لنخبة من القادة والخبراء الذين يبحثون التوجهات والتحولات المستقبلية العالمية الكبرى والرؤى الحديثة لنخبة من قادة الحكومات والوزراء وكبار المسؤولين وصنّاع القرار، فضلاً عن رؤاهم في تطوير حلول مبتكرة للتحديات العالمية وتحسين حياة المجتمعات حول العالم.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات مطر الطاير القمة العالمية للحكومات الإمارات التقنیات الحدیثة ذاتیة القیادة التنق ل من خلال
إقرأ أيضاً:
كارنيغي: ما الأهداف التي تسعى روسيا إلى تحقيقها من الصراع في اليمن؟ (ترجمة خاصة)
سلط مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق الأوسط الضوء على التقارب الروسي الحوثي في اليمن، في ظل الصراع والتجاذبات التي تشهدها اليمن والمنطقة على مدى العقد الأخير.
وقال المركز في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن الكرملين عزز مؤخرًا اتصالاته مع الحوثيين في اليمن، مما زاد الآمال في إمكانية استخدام نفوذه معهم للمساعدة في إيجاد تسوية للصراع هناك. إلا أن موسكو، في الوقت الحالي، غير راغبة ولا قادرة على كبح جماح الحوثيين.
وأضاف "في الأسبوع الماضي، أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محادثات في موسكو مع نظيره اليمني، رشاد العليمي. وتعول الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا على تلقي مساعدات اقتصادية وغذائية من روسيا، وتأمل على الأرجح أن تستخدم موسكو نفوذها لدى الحوثيين لتحسين الوضع في البلد الذي مزقته الحرب".
وتطرق التقرير إلى الصراع في اليمن منذ عقد ممثلا بالحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا بدعم السعودية، وجماعة الحوثي المدعومة من إيران والمجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن عن شماله بدعم وتمويل إماراتي.
وحسب التقرير فإن موسكو ليست في عجلة من أمرها لإغداق اليمن بالمساعدات الإنسانية، لكنها مستعدة لمناقشة التعاون في بعض المجالات، مثل استكشاف حقول النفط اليمنية. كما يعتزم البلدان تكثيف العمل المشترك في قطاع الوقود والطاقة بشكل عام، وهو ما اتفق عليه مؤخرًا نائب وزير الطاقة الروسي، رومان مارشافين، والسفير اليمني لدى موسكو، أحمد الوحيشي.
وأوضح أصبحت اليمن أيضًا من أكبر مستوردي الحبوب الروسية، حيث اشترت حوالي مليوني طن العام الماضي. ومن المقرر عقد الاجتماع الأول للجنة الحكومية الروسية اليمنية المشتركة هذا العام. إلا أن القضية الرئيسية في العلاقات بين البلدين تظل مشاركة موسكو المحتملة في تسوية الحرب الأهلية اليمنية.
وتاعب "لسنوات عديدة لم يكن لروسيا أي اهتمام خاص بالنزاع، ولم تدعم طرفًا على حساب آخر. ولا يزال المسؤولون الروس يؤكدون على موقفهم المتساوي، حيث يعقدون اجتماعات منتظمة مع ممثلي كل من الحكومة المعترف بها دوليًا والحوثيين، بالإضافة إلى الانفصاليين الجنوبيين. ولكن منذ بدء الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا، بدأ الحوثيون، بأيديولوجيتهم المتشددة المعادية للغرب وهجماتهم على السفن الغربية المارة، يجذبون اهتمامًا خاصًا من الكرملين، لدرجة تطوير التعاون العسكري.
وأشار إلى أن مستشارين عسكريين يعملون من جهاز الاستخبارات العسكرية الروسي (GRU) في صنعاء، ويتزايد عدد تقارير خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن محاولات تهريب أسلحة إلى اليمن بخصائص وعلامات تقنية مماثلة لتلك المصنعة في روسيا.
في خريف العام الماضي، تبيّن أن الجانب الروسي كان يجري محادثات مع الحوثيين (عبر وسيط إيراني) بشأن نقل صواريخ ياخونت المضادة للسفن (المعروفة أيضًا باسم P-800 Oniks). أحد المفاوضين من الجانب الروسي هو فيكتور بوت، الذي حُكم عليه سابقًا بالسجن خمسة وعشرين عامًا في الولايات المتحدة بتهمة الاتجار غير المشروع بالأسلحة، ولكن أُطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين موسكو وواشنطن عام 2022. حسب التقرير
وطبقا للتقرير فقد أثبت الحوثيون فائدتهم للكرملين، وذلك بالأساس لأنهم يصرفون انتباه الغرب وموارده عن دعم أوكرانيا. إضافةً إلى ذلك، تبدو فرصهم في الحرب الأهلية جيدة حاليًا: فقد عززت الغارات الجوية الأخيرة التي شنتها الولايات المتحدة وإسرائيل على اليمن الدعم الشعبي للحوثيين. بدورهم، يواصلون قصف الأراضي الإسرائيلية، ومن المحتمل أن تكون موسكو متورطة هنا أيضًا، حيث تزودهم ببيانات الأقمار الصناعية.
في المقابل، دعم الحوثيون موسكو في قضايا تهمها، مؤيدين ادعاءاتها بتزعمها زعيمة معاداة الغرب عالميًا. ووفقًا للمتمردين اليمنيين، على سبيل المثال، فإن الحرب في أوكرانيا كانت بسبب السياسة الأمريكية. في صيف عام 2024، تضافرت جهود روسيا والحوثيين لخداع مئات اليمنيين ودفعهم للقتال في أوكرانيا، كما جاء في التقرير.
ورغم نفيها رسميًا تقديم أي دعم عسكري للحوثيين، يؤكد التقرير أن روسيا، إلى جانب إيران، من الدول القليلة التي تتفاعل بنشاط مع الحوثيين، بما في ذلك على المستوى الدبلوماسي. وتقول قيادة الحوثيين إنها تشترك مع روسيا في أهداف مشتركة في الشرق الأوسط، وقد دعت موسكو واشنطن إلى إعادة النظر في قرارها بتصنيف الحوثيين منظمة إرهابية.
وأردف "هذا التقارب بين موسكو والحوثيين يجعل من المهم للأطراف الأخرى في الصراع اليمني بناء اتصالات مع روسيا أيضًا. بالإضافة إلى الزيارة الرئاسية إلى موسكو الأسبوع الماضي، التقى نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف بالسفير الوحيشي أربع مرات هذا العام وحده. وتتوقع الحكومة اليمنية الرسمية بوضوح أن يتمكن الكرملين من المساعدة في تحسين الوضع في البلاد، بما في ذلك كبح جماح أنشطة الحوثيين المتطرفة في الداخل.
"على أي حال، ليس هناك من يلجأ إليه سوى موسكو. حتى وقت قريب، كانت الحكومة اليمنية الرسمية تأمل أن تُمكّنها الغارات الجوية الأمريكية من شن عملية برية ناجحة ضد المتمردين واستعادة السيطرة على الأراضي التي خسرتها. لكن التوقف السريع للعملية الأمريكية في أوائل مايو أظهر أن الأمريكيين ليسوا مستعدين للتورط في صراع طويل الأمد مع أنصار الله، خاصة في ظل المفاوضات الجارية مع إيران" طبقا للتقرير.
وختم مركز مالكوم كير-كارنيغي للشرق تقريره بالقول "الآمال المعقودة على دعم روسيا لحل الصراع في اليمن على الأرجح غير مبررة، فالحرب في أوكرانيا تستنزف موارد موسكو بشكل كبير، والكرملين بالتأكيد غير مستعد لإعادة توجيه هذه الموارد إلى الحرب الأهلية في اليمن. على العكس من ذلك، فإن نجاح الحوثيين، الذين شلّوا حوالي 12% من التجارة الدولية، مما شتت انتباه الغرب، يناسب الجانب الروسي تمامًا. بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا العام الماضي، لم يتبقَّ لروسيا الكثير من الحلفاء في الشرق الأوسط، وهي غير مستعدة للمخاطرة بالقلة المتبقية من أجل الاستقرار الدولي".