تزامنا مع يوم ميلاده الـ99.. ديفيد أتينبورو يسلط الضوء على أهم مكان على وجه الأرض
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أمواج متلاطمة، ورذاذ بحر متلألئ، واتساع هادئ للمحيط باللون الأزرق الداكن، هذه هي الصور التي تفتتح أحدث أفلام مقدّم البرامج المخضرم "Ocean with David Attenborough" (المحيط مع ديفيد أتينبورو).
بعد عقود من رواية قصص الحياة على كوكب الأرض، يخاطب أتينبورو المشاهدين قائلا: "أهم مكان على وجه الأرض ليس على اليابسة، بل في البحر".
عُرض الفيلم، الذي أُطلق في صالات السينما، وسيتوفر للبث عالميًا على منصتي "ديزني+" و"هولو" في يونيو/ حزيران المقبل، تزامنًا مع يوم ميلاد أتينبورو الـ99، ويسلط الضوء على كيفية تغيّر المحيط خلال فترة حياته.
قال أتينبورو في بيان صحفي: "على مدى الـ100 عام الماضية، كشف العلماء والمستكشفون عن أنواع جديدة مذهلة، وهِجرات ملحمية، وأنظمة بيئية متشابكة ومبهرة تفوق كل ما كنت أتصوره حين كنت شابًا".
وأضاف: "في هذا الفيلم، نشارك تلك الاكتشافات الرائعة، ونكشف عن سبب تدهور صحة محيطاتنا، وربما الأهم من ذلك، نُظهر كيف يمكننا استعادتها إلى حالتها الصحية".
يأخذ الفيلم الوثائقي الطويل المشاهدين في رحلة إلى الشعاب المرجانية، وغابات عشب البحر، والجبال البحرية الشاهقة، حيث يعرض عجائب العالم تحت الماء والدور الحيوي الذي يلعبه المحيط في حماية كوكب الأرض من كارثة مناخية، كونه أكبر خزان للكربون.
لكن المحيط يواجه أيضًا تهديدات خطيرة. وتم تصوير الفيلم في وقت كان فيه الكوكب يشهد موجة حر شديدة، وتظهر آثار تبييض المرجان الجماعي الناتج عن ذلك مثل المقابر المترامية الأطراف من الشعاب المرجانية البيضاء الزاهية، الخالية من الحياة البحرية.
تُظهر لقطات استثنائية تم تصويرها قبالة سواحل بريطانيا وفي البحر الأبيض المتوسط مدى الدمار الذي تسببه عمليات صيد الأسماك الصناعي. حيث تم تصوير قوارب الجر القاعي وهي تسحب شباكًا بسلاسل ثقيلة في قاع البحر، فتلتقط الكائنات عشوائيًا في طريقها، وتثير سحبًا كثيفة من الرواسب الغنية بالكربون.
يروي أتينبورو أنه "يمكن رؤية آثار الدمار من الفضاء،" مضيفًا أن العملية لا تطلق كميات هائلة من ثاني أكسيد الكربون فحسب، بل أن الكثير مما تجمعه الشباك يُرمى جانبًا، نظرًا لأن الصيادين يستهدفون عادة نوعًا واحدًا فقط من الأسماك".
ويتابع: "من الصعب تخيل طريقة أكثر هدرًا لصيد الأسماك".
هذه الممارسة لا تدمّر النظم البيئية البحرية بالكامل فحسب، بل تضر أيضًا بالمجتمعات الساحلية التي تعتمد على الأسماك كمصدر للرزق. وتقوم السفن الصناعية لصيد الأسماك، التي يصفها أتينبورو بـ"المصانع الضخمة في البحر"، بالتهام كل شيء، وتترك القليل للسكان المحليين.
إنها شكل من أشكال "الاستعمار الحديث"، على حد تعبيره، وقد وصلت حتى إلى أعماق القارة القطبية الجنوبية.
"لحظة تغيير"رغم كل ذلك، فإن أتينبورو لا يزال يتحلى بالأمل، إذ أشار إلى القدرة المذهلة للمحيط على التعافي عندما يُمنح المساحة اللازمة لذلك.
في دول المحيط الهادئ مثل كيريباتي وبالاو، وفي مقاطعة بابوا الغربية الإندونيسية، استعادت الشعاب المرجانية التي عانت من أحداث التبييض الجماعي حياتها من جديد، وعادت الحياة إلى المناطق التي مُنع فيها الصيد، مثل المحميات البحرية الصغيرة في البحر الأبيض المتوسط.
يسلط الفيلم الضوء على النصب التذكاري القومي البحري الأمريكي (Papahānaumokuākea)، أي أكبر منطقة حظر صيد في العالم، قبالة سواحل هاواي، حيث أفاد الصيادون المحليون بوفرة مخزون الأسماك، مع تعافي أعدادها، فضلًا عن تزايد أعداد طيور البحر مثل القطرس.
وقال إنريك سالا، وهو مؤسس برنامج "البحار البكر" التابع لـ"ناشيونال جيوغرافيك" والمستشار العلمي للفيلم، إنه شهد بنفسه تعافي المحيط المذهل، خلال الغوص في جزر الخط الجنوبية، حيث نفق نصف عدد الشعاب المرجانية بعد موجات الحر البحرية قبل عقد من الزمن.
وأوضح: "بعد أربع سنوات، تعافت بالكامل، لأن الأسماك كانت موجودة، وساعدت على تنظيف الشعاب المرجانية".
ويشعر سالا بالتفاؤل بأن المحيط يمكن إنقاذه إذا تحركنا الآن، لافتًا إلى أن هناك ثلاثة تهديدات رئيسية، وهي الاحتباس الحراري، وتلوث البلاستيك، والإفراط في الصيد.
لكن، لا تكمن الرسالة الرئيسية للفيلم بتشويه الصيد بكل أشكاله، بل في إبراز المناطق ذات الأولوية التي يجب حمايتها بالكامل، مع تحديد واضح لمناطق الحظر التام للصيد.
البيئةالصيدكوكب الأرضنشر الأربعاء، 04 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: البيئة الصيد كوكب الأرض الشعاب المرجانیة الضوء على فی البحر
إقرأ أيضاً:
ديفيد ريدي يصف التجربة المصرية في الصحة الوقائية بـ "النموذج المشرق"
أشاد ديفيد ريدي، المدير العام للاتحاد الدولي للمصنعين والجمعيات الصيدلانية (IFPMA)، بالتجربة المصرية في مجال الصحة الوقائية، واصفًا إياها بـ «النموذج المشرق» للتقدم الناجح.
وأكد «ريدي» في كلمته خلال جلسة بعنوان «النهج القائم على الوقاية لتعزيز الصحة والنمو الاقتصادي»، ضمن فعاليات مؤتمر الصحة العالمية المنعقد في برلين، أن هذا الإنجاز الذي حققته مصر يعكس ريادتها في تبني سياسات صحية وقائية متقدمة، مدعومة بالقيادة السياسية الحكيمة والشراكات الفعالة.
واستعرض «ريدي» نجاحات «المبادرة الرئاسية لصحة المرأة» التي أطلقتها وزارة الصحة والسكان بتكليف من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي عام 2020،. تعتمد نهجًا شاملًا يركز على الوقاية والكشف المبكر، محققةً نتائج غير مسبوقة، حيث شملت أعمال الفحص الطبي أكثر من 33 مليون امرأة على مستوى الجمهورية، مع ارتفاع نسبة التشخيص المبكر لسرطان الثدي من 30% إلى 80%، وانخفاض نسبة التشخيص في المراحل المتأخرة من 70% إلى 20%، وهو ما وصفه ريدي بـ«التحول المذهل» الذي يبرز كفاءة المنظومة الوقائية المصرية، كما ساهمت المبادرة في تقليص فترة الانتظار بين التشخيص وبدء العلاج من 120 يومًا إلى 49 يومًا، مما عزز كفاءة الرعاية الصحية ورفع جودة حياة المستفيدات.
وأشار «ريدي» إلى تحقيق وفورات اقتصادية بلغت 127 مليون دولار أمريكي، مؤكدًا أن هذا الإنجاز لم يكن ليتحقق لولا التزام الحكومة المصرية، وقيادتها الرشيدة، والتعاون البنّاء مع القطاع الصناعي والشركاء الدوليين.
وتعليقا على كلمة السيد ديفيد ريد، أكد الدكتور خالد عبدالغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، أن هذا التقدير الدولي يعكس المكانة البارزة للتجربة المصرية في الصحة الوقائية على المستويين الإقليمي والعالمي، بما يتماشى مع رؤية الدولة لبناء نظام صحي شامل يتوافق مع أفضل الممارسات العالمية، ويضع صحة الإنسان في صدارة أولوياته.