جاء الرسول صلى الله عليه وسلم ليختم الرسالة، ويتمم على كل ما اتفق عليه الأنبياء الذين سبقوه، وتزوج النبي محمد صلى الله عليه وسلم بـ «11 سيدة» وأطلق عليهن لقب أمهات المؤمنين، وذلك لتكريم وإجلال شأنهن وإعلاء شرفهن وقدرهن، إذ قال الله عز وجل «النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ»، في سورة الأحزاب الآية 6، وفقًا لدار الإفتاء المصرية عبر موقعها الرسمي، فمن هي؟.

صفية بنت حيي بن أخطب زوجة رسول الله

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم، من صفية بنت حيي بن أخطب، رضي الله عنها، إ كانت مشهورة بين قومها بالجمال، وقبل أن يتزوجها النبي الكريم كانت زوجة لـ سلام بن مشكم أحد أبرز فوارس قومها وأكبر شعراءهم، وتزوجت من بعده كنانة بن أبي الحقيقة، وقتل يوم خيبر وأخذت من ضمن الأسرى.

وخيرها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بين الإسلام والزواج منه وبين حريتها والبقاء على دينها وأن تلحق بقومها، واختارت الإسلام، فقالت صفية: «لقد هويت الإسلام وصدقت بك قبل أن تدعوني حيث صرت لرحلك وما لي في اليهودية أرب، وما لي فيها والد ولا أخ، وخيرتني الكفر والإسلام، فالله ورسوله أحب إليَ من العتق وأن أرجع إلى قومي».

وأعتقها الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وجعل عتقها صداقها، وروى البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: "قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ خَيْبَرَ، فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الحِصْنَ ذُكِرَ لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيِّ بْنِ أَخْطَبَ، وَقَدْ قُتِلَ زَوْجُهَا، وَكَانَتْ عَرُوسًا، فَاصْطَفَاهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ لِنَفْسِهِ، فَخَرَجَ بِهَا حَتَّى بَلَغْنَا سَدَّ الرَّوْحَاءِ حَلَّتْ فَبَنَى بِهَا، ثُمَّ صَنَعَ حَيْسًا فِي نِطَعٍ صَغِيرٍ.

ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «آذِنْ مَنْ حَوْلَكَ»، فَكَانَتْ تِلْكَ وَلِيمَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ عَلَى صَفِيَّةَ، ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَى المَدِينَةِ قَالَ: فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ يُحَوِّي لَهَا وَرَاءَهُ بِعَبَاءَةٍ، ثُمَّ يَجْلِسُ عِنْدَ بَعِيرِهِ، فَيَضَعُ رُكْبَتَهُ فَتَضَعُ صَفِيَّةُ رِجْلَهَا عَلَى رُكْبَتِهِ حَتَّى تَرْكَبَ".

أم المؤمنين صفية رضي الله عنها

وذكرت دار الإفتاء أن الحكمة من زواج النبي بـ أم المؤمنين صفية هو إيجاد روابط مصاهرة بينه وبين اليهود، وذلك لتخفيف عداءهم له وللدعوة ولتكون تمهيد لقبولهم الإسلام، إذ كانت تشتعل مشاعر الغيرة بين زوجات الرسول السيدة "حفصة والسيدة عائشة والسيدة صفية".

وجاءت صفية في يوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتكيهما له، فقالت صفية: دخل عليا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبلغني عن عائشة وحفصة كلام، فذكرت له ذلك، فقال الرسول صلي الله عليه وسلم ألا قلت، وكيف تكونان خيرا مني، وزوجي محمد، وأبي هارون، وعمي موسى وكان بلغها أنهما قالتا: نحن أكرم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منها، نحن أزواجه، وبنات عمه.

أم المؤمنين صفية كانت أوصت بثلث تركتها، وذلك الجزء الجائز فيه الوصية، بأن تذهب لأخيها اليهودي، وكان يبلغ 30 ألفًا، إذ أن صفية كانت باعت حجرتها من معاوية بـ 100 ألف، وكان لها أخ يهودي وعرضت عليه أن يسلم لكنه أبى، فأوصت له بثلث المئة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أم المؤمنين زوجات النبي الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الأنبياء صلى الله علیه وسلم رسول الله ى الله ع ول الله

إقرأ أيضاً:

أحمد الطلحي: المدينة المنورة قُبَّة الإسلام ومَوطِن الحلال والحرام كما سماها رسول الله

قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وصف المدينة المنورة في حديث عظيم بأنها: "قُبَّة الإسلام، ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومَتْبَوأ الحلال والحرام"، مؤكدًا أن هذه الصفات النبوية ليست مجرد كلمات، بل هي إشارات عميقة لمعاني ومقامات عظيمة للمدينة النبوية.

وأوضح الشيخ أحمد الطلحي، خلال فتوى له اليوم الخميس، أن النبي ﷺ حين قال إن المدينة قُبَّة الإسلام، كان يقصد أنها الموطن الذي اجتمع فيه المسلمون بعد هجرتهم من مكة، فصارت المدينة حاويةً لهم جميعًا، كمثل القُبَّة التي تجمع تحتها الناس، وفيها وُلد المجتمع الإسلامي الأول بكل ما يحمل من أمن وأمان، وجمال وجلال، في ظل حضور النبي الأعظم ﷺ.

أدعية الزلازل والهزات الأرضية.. رددها تحميك من شر الكوارث الطبيعيةدعاء الزلزال.. المأثور عن النبي عند وقوع الكوارث الطبيعية

وأضاف أن تسميتها بدار الإيمان لها دلالتها الواضحة، إذ في المدينة ظهر الإيمان وازدهر، وسماها الله تعالى بذلك في القرآن الكريم، في قوله: "وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ"، مشيرًا إلى أن التفسير يُجمع على أن الدار المقصودة هنا هي المدينة المنورة، فجعل الله الإيمان مقرونًا بها.

كما بيّن أن وصف المدينة بأنها "مَتْبَوأ الحلال والحرام" يعني أنها المكان الذي استقر فيه التشريع، حيث نزلت غالبية الأحكام الشرعية في المدينة، واستقر فيها العلم، وتكون فيها الفقه، وأُرسيت فيها معالم الدين، مشيرًا إلى أن كلمة "متبوأ" تعني التمكُّن والاستقرار، أي أن الحلال والحرام استقرا فيها وتحددت معالمهما في المدينة.

وتابع: "من ذاق عرف، ومن عرف اغترف، ومن زار المدينة وجد فيها من أنوار النبي ﷺ ما يملأ القلب إيمانًا وطمأنينةً وشوقًا، فهي قُبَّة الإسلام، ومَصنع الإيمان، وموطن التشريع. فصَلُّوا عليه وسلموا تسليمًا، شوقًا إلى نوره ﷺ وإلى نور مدينته المنورة".

طباعة شارك المدينة المنورة وصف المدينة المنورة الصفات النبوية

مقالات مشابهة

  • هل مات الرسول متأثرا بالسم؟ عالم أزهري يحسم الجدل في كيفية وفاة النبي
  • بئر غرس بالمدينة المنورة.. ماء أحبه الرسول الكريم وأوصى بالغسل منه
  • هل هناك علامات لـ ساعة الاستجابة يوم الجمعة؟.. اعرف وقتها
  • كيف تعرض أسماء من صلى على النبي يوم الجمعة؟
  • الأزهر: الإباحية مصيبة .. وأخطرها اختبار صدقك مع الخالق أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ
  • أحمد الطلحي: المدينة المنورة قُبَّة الإسلام ومَوطِن الحلال والحرام كما سماها رسول الله
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الوعي المجتمعي له دوره الكبير في مواجهة الشائعات
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • فضل الحج في الإسلام .. يُنقّي العبد من الذنوب والآثام
  • بشارات الرسول لأمته في صلاة الفجر.. داوم عليها في جماعة لتغتنمها