انطلقت بولاية بدية بمحافظة شمال الشرقية اليوم أعمال مؤتمر "تمكين" الأول للذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال -الفرص والتحديات-، تحت شعار "الذكاء الاصطناعي مفتاح الريادة والابتكار"، بمشاركة واسعة من المسؤولين والباحثين وطلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي والمهتمين بالذكاء الاصطناعي من داخل سلطنة عمان وخارجها، ويستمر ثلاثة أيام.

رعى افتتاح الملتقى سعادة محمود بن يحيى الذهلي محافظ شمال الشرقية، الذي قال: إن استضافت المحافظة لمؤتمر تمكين الأول للذكاء الاصطناعي والابتكار وريادة الأعمال يدعم مرتكزات رؤية عُمان 2040 التي تتناغم مع ما تتميز به المحافظة شمال الشرقية من ميزة في مجال تقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، التي ترتكز بتعزيز الوعي والاهتمام بعلوم الفضاء وغيره من التقنيات والتكنولوجيا والاستثمار في هذه القطاعات الحيوية، وما استضافت المحافظة لهذا الحدث المهم إلا دليل على ترسيخ تلك المرتكزات في الرؤية الوطنية، بالإضافة إلى أن هذا القطاع يشهد تنافسًا على مختلف الأصعدة وهي ما تتواءم مع الاستراتيجية العمرانية التي تهدف إلى جعل محافظة شمال الشرقية مركز وطنيًا مرموقًا في هندسة التكنولوجيا التطبيقية والتقنية المتقدمة، إلى جانب السعي لشجيع الشباب وتحفيزهم من مختلف المستويات على المشاركة الفعالة في هذا القطاع الذي تعول عليه سلطنة عُمان الكثير خلال المرحلة القادمة من مراحل البناء الوطني.

وبين سعادته أن تأثيرات الذكاء الاصطناعي على الحياة يحتم علينا مواكبة التوجهات والسياسة الوطنية في هذا المجال والعمل جنبًا إلى جنب مع باقي القطاعات المعنية على إيجاد برامج وطنية على مستوى المحافظة تسهم في إيجاد صناعة وطنية في الاقتصاد الوطني، وتعزيز القيمة المضافة، وإيجاد فرصة للشباب العماني بصورة مستدامة، وبحث الشراكات مع مؤسسات القطاع الخاص، وذلك وفق ما تحدده مسارات المرتكزات الرئيسية للاقتصاد الرقمي للبلاد ووفق حوكمة تحقق الأهداف الوطنية، حيث نسعى في محافظة شمال الشرقية إلى توطين أنظمة الذكاء الاصطناعي بما يخدم التوجهات والغايات التي تحقق قوة في اقتصاد المحافظة ونمائه مدعومًا بكل تأكيد بالاقتصاد الرقمي المبني على التكنولوجيا والتقنية.

وقال خميس بن عبيد العجمي رئيس مجلس إدارة مجموعة تمكين الاستثمارية رئيس المؤتمر في كلمته المرئية خلال حفل الافتتاح: إن المؤتمر يستهدف عددا من الجهات الحكومية بالقطاعين العام والخاص المعنية بتطوير الذكاء الاصطناعي، ورواد الأعمال ومديري الشركات لاستكشاف الفرص الجديدة لاستخدام الذكاء الاصطناعي في مشاريعهم وأعمالهم، والباحثين الأكاديميين لمشاركة أحدث الأبحاث والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي، وصناع القرار والمسؤولين الحكوميين لفهم كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في السياسات والبرامج العامة، والمهندسون والتقنيون لتعزيز مهاراتهم التقنية ومعرفتهم بأحدث التقنيات في مجال الذكاء الاصطناعي، والمستثمرين لاكتشاف الفرص الاستثمارية في مشاريع وشركات تقنية مبتكرة، والطلاب والشباب المهتمون بالتكنولوجيا لاكتساب المعرفة والتجربة في المجالات المستقبلية الواعدة.

مبينًا أن المؤتمر يتضمن تقديم 12 ورقة عمل علمية على مدى ثلاثة أيام، تناقش تسعة محاور رئيسية تتناول تطوير الذكاء الاصطناعي والابتكار وذلك من خلال استكشاف التقنيات الجديدة والابتكارات في مجال الذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقها في مختلف القطاعات، وريادة الأعمال في عصر الذكاء الاصطناعي من خلال مناقشة دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل المشاريع الجديدة ودعم رواد الأعمال وتحفيز النمو الاقتصادي، وتأثير الذكاء الاصطناعي على العمل والتوظيف عبر تقييم كيفية تأثير التقنيات الذكية على سوق العمل، وتغيير متطلبات المهارات الوظيفية، والذكاء الاصطناعي والتحديات الأخلاقية لمناقشة الجوانب الأخلاقية والقانونية لتطبيق الذكاء الاصطناعي مثل: الخصوصية والأمان الرقمي، والتعاون الدولي والإقليمي في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال بناء الشراكات والتعاون بين الدول والمنظمات لتعزيز البحث والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة من خلال استعراض أمثلة على استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم، والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، ويناقش هذا المحور أهم التخوفات التي تنتاب مقدمي الخدمة حول الاختراق للمنظومات، والذكاء الاصطناعي في التعليم والتدريب، ويناقش هذا المحور أهم التطورات التي قد تطرأ على المنظومة التعليمية والتدريبية في ظل الذكاء الاصطناعي، والذكاء الاصطناعي والتشريعات، ويتم فيه مناقشة التشريعات واللوائح المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وذلك بمشاركة عدد من الخبراء والمختصين في مجال الذكاء الاصطناعي من داخل سلطنة عمان وخارجها.

تضمن المؤتمر في يومه الأول تقديم ورقتي عمل، تحدثت الورقة الأولى عن "البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة للدكتور سالم بن حميد الشعيلي من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، فيما تناولت الورقة الثانية "تحسين عمليات التعليم والتعليم باستخدام التقنيات التفاعلية المدعومة بالذكاء الاصطناعي قدمتها الدكتورة لبنى حسين العجمي من جامعة الملك خالد بالمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى عقد جلسة نقاشية بمشاركة عدد من الأكاديميين والمختصين في علوم الذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر انطلق بعقد عدد من حلقات العمل التدريبية والجلسات النقاشية التي يقدم خلال عدد من أوراق العمل أبرزها ورقة عمل عن "الابتكار والنمذجة في ريادة الأعمال"، وأخرى بعنوان "فرص ومهارات التنمية الذاتية في عصر ثورة الذكاء الاصطناعي"، وورقة عمل ثالثة بعنوان" القيادة والابتكار وتحديات المستقبل"، وورقة عمل رابعة بعنوان " مهارات الصوت في ظل الذكاء الاصطناعي"، بالإضافة إلى عقد جلسة نقاشية لمناقشة محتوى الأوراق المقدمة، بالإضافة إلى جلسات عمل نقاشية سلطت الضوء على الفرص الجديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي والابتكار في مجال ريادة الأعمال مع التركيز على تطوير الصناعات والخدمات المحلية، ومناقشة التحديات الرئيسية التي تواجه المنطقة العربية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي واستراتيجيات التغلب عليها، وإنشاء منصة للتواصل بين الخبراء والباحثين ورواد الأعمال لتبادل الأفكار والخبرات، وتشجيع الابتكار والتطوير في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتحفيز الاستثمار في هذه المجالات، والتركيز على تطوير المهارات والكفاءات اللازمة للعصر الرقمي وتعزيز قدرات الشباب والمبتكرين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی مجال الذکاء الاصطناعی الاصطناعی والابتکار الذکاء الاصطناعی من الذکاء الاصطناعی فی والذکاء الاصطناعی وریادة الأعمال شمال الشرقیة بالإضافة إلى من خلال عدد من

إقرأ أيضاً:

المملكة المتحدة ترسخ ريادتها في الذكاء الاصطناعي

تواصل المملكة المتحدة تعزيز موقعها الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي، متفوقة على نظرائها الأوروبيين في عدد الشركات الناشئة التي تحصل على تمويل جديد، وفي حجم الاستثمارات الخاصة الإجمالية خلال عام 2024. ومنذ عام 2013، نجحت مشاريع الذكاء الاصطناعي البريطانية في جذب تمويل خاص يقدر بنحو 22 مليار جنيه إسترليني، في مؤشر واضح على استمرار ثقة المستثمرين في بيئة الابتكار البريطانية، موطن شركات كبرى مثل DeepMind وStability AI وWayve.
وخلال فعاليات «أسبوع لندن للتقنية»، كشفت دراسة بحثية أعدتها مؤسسة Public First عن علاقة وثيقة بين البنية التحتية المتقدمة للذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، والنمو الاقتصادي الشامل. وأشارت التحليلات إلى أن التوسع المتواضع في قدرة مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي يمكن أن يضيف قرابة 5 مليارات جنيه سنويا للاقتصاد البريطاني، بينما قد يسفر توسيع هذه القدرة إلى الضعف عن تحقيق مكاسب اقتصادية سنوية تصل إلى 36.5 مليار جنيه.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة خدمات الحوسبة السحابية Nscale خلال أسبوع لندن للتقنية عزمها نشر 10,000 وحدة معالجة من طراز NVIDIA Blackwell في المملكة المتحدة بحلول أواخر عام 2026. من جانبها، كشفت شركة Nebius عن خطط لإقامة أول مصنع للذكاء الاصطناعي في البلاد، يضيف 4,000 وحدة معالجة أخرى، لتوفير قوة حوسبية عالية مطلوبة بشدة من قبل مؤسسات البحث والجامعات والخدمات العامة، بما في ذلك هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) التي تعاني من نقص دائم في التمويل.

مبادرة لتأهيل المهارات 
رغم أهمية البنية التحتية، إلا أن توفر الأجهزة لا يكفي وحده. فهناك تحد بارز يتمثل في نقص الكفاءات القادرة على الاستفادة من هذه القدرات. وللتعامل مع هذه الفجوة، أعلنت شركة NVIDIA عن دعمها للمبادرة الوطنية البريطانية لتأهيل المهارات، من خلال إنشاء مركز تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في بريطانيا، يهدف إلى تقديم تدريب عملي في مجالات الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والحوسبة المتقدمة.
وأوضح بيان صادر عن الشركة أن المركز سيركز على تدريب متخصصين في نماذج الذكاء الاصطناعي الأساسية، والذكاء الاصطناعي المجسّد، وعلوم المواد، ونمذجة النظم البيئية والجيولوجية.
وفي القطاع المالي، الذي يُعد أحد أبرز مصادر القوة الاقتصادية للمملكة المتحدة، تستعد هيئة الرقابة المالية لإطلاق بيئة اختبار افتراضية «sandbox» مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تسمح بتجريب الحلول الجديدة في مجال المصارف والتمويل ضمن بيئة آمنة. وستوفر NayaOne البنية التحتية، بينما تتولى NVIDIA دعم هذا النظام تكنولوجيا.
وقال سومانث كومار، كبير مسؤولي التكنولوجيا للقطاع المصرفي والمالي في NTT DATA المملكة المتحدة وأيرلندا: «كل إجراء في بيئة الـsandbox يترك أثرًا، وهو ما يفرض على البنوك الالتزام بإطار تنظيمي صارم حتى خلال المراحل التجريبية. يتعين على المؤسسات توثيق كيفية بناء النماذج، وتفسير نتائجها، وضمان إمكانية تتبع مصادر البيانات».
وأضاف كومار: «هذه المبادرة تمثل فرصة حقيقية للمؤسسات لتطوير قدراتها الداخلية على استخدام الذكاء الاصطناعي بمسؤولية. ومن جهة أخرى، تمكّن الحكومة من الحفاظ على التنافسية البريطانية وتعزيز الابتكار ضمن إطار تنظيمي متوازن يحمي المستهلك».

الابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي
أعلنت Barclays Eagle Labs عن إنشاء مركز ابتكار جديد في لندن، سيكون بمثابة منصة انطلاق للشركات الناشئة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات العميقة. وستحظى المشاريع الواعدة بفرصة الانضمام إلى برنامج NVIDIA Inception، مما يفتح لها أبواب الوصول إلى أدوات متقدمة وبرامج تدريبية نوعية كانت لتظل بعيدة المنال لولا ذلك.
وفي تعليق له، قال مارك بوست، الرئيس التنفيذي لشركة Civo: «لطالما تحدثنا عن ريادة المملكة المتحدة في الذكاء الاصطناعي، لكن ما نراه الآن هو خطوات فعلية: استثمارات في البنية التحتية، وتدريب للمطورين، وأبحاث وتطوير جادة».
وتابع بوست: «مركز NVIDIA الجديد مبادرة مهمة لسد فجوة المهارات، وإعداد الجيل المقبل من المواهب المحلية في مجال الحوسبة المعجلة وهندسة الذكاء الاصطناعي وتطوير النماذج».
وتطرق بوست إلى قضية بدأت تحظى باهتمام متزايد في دوائر صنع القرار: السيادة التقنية.
وقال: «إذا أردنا بناء قدرة وطنية طويلة المدى، فعلينا تقليل اعتمادنا على الحوسبة الخارجية. ينبغي للمملكة المتحدة أن توازن بين الشراكات العالمية والاستثمار في البنية التحتية المحلية والمعايير المفتوحة والتقنيات التي يمكننا تطويرها بأنفسنا. هذا هو مفتاح الحفاظ على مرونتنا وتنافسيتنا».

تنسيق بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص
وبخلاف ما اعتدنا عليه من مبادرات حكومية أو حملات علاقات عامة من الشركات، يبدو أن هذه الشراكة بين المملكة المتحدة وNVIDIA تنطوي على تنسيق حقيقي بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والجامعات، مع تركيز واضح على تلبية الاحتياجات الآنية وبناء أسس مستقبلية صلبة.
ورغم أن النتائج الاقتصادية المتوقعة لا تزال في طور التحقق، فإن المملكة المتحدة تبدو، لأول مرة منذ سنوات، وكأنها تلعب على نقاط قوتها بذكاء: مؤسسات بحثية من الطراز العالمي، قطاع مالي نابض، تنظيم براغماتي، وقدرات حوسبية ومهارية تتنامى بسرعة — وهي جميعها عناصر قد تجعل من الطموح في أن تصبح قوة عالمية في الذكاء الاصطناعي حقيقة ملموسة.

أسامة عثمان (أبوظبي)

أخبار ذات صلة كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟ روبوت صيني يلتحق بأول مدرسة افتراضية لتدريب الآلات الذكية

مقالات مشابهة

  • المملكة المتحدة ترسخ ريادتها في الذكاء الاصطناعي
  • كيف يساعد الذكاء الاصطناعي على إنقاص الوزن؟
  • “جوجل” تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي “جيميني” لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • «جوجل» تتيح استخدام نموذج الذكاء الاصطناعي «جيميني» لتلخيص رسائل البريد الإلكتروني
  • درونات الذكاء الاصطناعي تحرس أقدام الحجاج.. ثورة تقنية في موسم الحج!
  • جامعة القاهرة تتصدّر أبحاث الذكاء الاصطناعي في مصر بـ2,191 بحثًا
  • «شرطة دبي» تنظم ورشة تعريفية لتطبيقات الذكاء الاصطناعي
  • خلال محاكمة.. الذكاء الاصطناعي يحيل إلى مرجع غير موجود
  • الفيفا تعلن إعتماد نظام جديد لكشف التسلل بإستخدام الذكاء الاصطناعي
  • هل تعيد بيربليكسيتي تعريف أبحاث الذكاء الاصطناعي؟