عربي21:
2024-06-16@08:32:53 GMT

الرئاسة الأميركية والمسألة العُمْرية

تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT

من بين أهم المهارات السياسية الواجب توفرها فيمن يشغل منصب الرئاسة الأميركية، القدرة على إقناع أعضاء الكونغرس وأعضاء حزبه وعامة الشعب بالمبادرات التي سيتخذها، والأولويات الأساسية التي يراها.
هنا يبدو المشهد مرتبطاً ارتباطاً جذرياً بالقدرات الذهنية للرئيس، على مستوى زمني ثلاثي الأبعاد: درايته بالماضي، ومعاصرته وفهمه للحاضر، ناهيك عن رؤيته الاستشرافية للمستقبل.


باتت مسألة عمر الرئيس تمثل محوراً مركزياً في التصويت له أو الامتناع عن دعمه، وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة شهدت مرشحين متقدمين في العمر من قبل، وقد كان آخرهم الرئيس الجمهوري رونالد ريغان، فإن أعمارهم لم تمنع نجاحاتهم.
اليوم يسعى الرئيس الأميركي جو بادين لإعادة انتخابه رئيساً، وهو في الثانية والثمانين من عمره، بينما منافسه الرئيس السابق دونالد ترمب، يبلغ السابعة والسبعين.
هل التقدم في العمر يمثل عائقاً في طريق أي مرشح لمقعد الرئاسة؟
ينبغي ربط الجواب بالمكانة، بمعنى أن من سيشغل المكتب البيضاوي، سوف يصبح -ولو بصورة مجازية- مدير مجلس إدارة الكون، وللقارئ أن يتخيل ما الذي يمكن أن يصيب المسكونة وساكنيها من جراء أي اضطراب ذهني، أو نقص في الذاكرة، يحل بصاحب ذاك المقعد الوثير.
انفجر الحديث في الأيام القليلة المنصرمة عن قضية عمر المرشح جو بايدن، والذي تكلم بصورة بعيدة عن الواقع بكثير من العلل في الذاكرة، كحديثه عن لقاءات جمعته برؤساء قضوا منذ أكثر من عقدين، مثل الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتران.
هل تلقَّى بايدن طعنة نافذة في الأيام القليلة الماضية، تزعج الديمقراطيين بأكثر من تأثيرها عليه، انطلاقاً من قناعة بأن مستقبله بات خلفه وليس أمامه، وعلى هذا الأساس تدور عقارب الساعة سريعة بحثاً عن خليفة له؟
مؤكد أن التقرير الذي أصدره المدعي العام الخاص، روبرت هور، قد سلَّط الضوء على «الذاكرة الضعيفة» لبايدن.
هور برَّأ بايدن من سوء التصرف بالوثائق السرية، أي انتفاء سوء النية سياسياً؛ لكنه عمَّق فكرة «الذاكرة الضعيفة» للرئيس الذي يسعى لإعادة انتخابه قبل نهاية العام الحالي.
لم يعد أمر ذاكرة بايدن يوارى أو يدارى، وغالب الظن أن ذلك هو سبب تراجع نسب تأييده بشكل عام، وفي مواجهة ترمب بنوع خاص، بينما أظهرت استطلاعات رأي متعددة أن غالبية الأميركيين، جمهوريين وديمقراطيين، لديهم مخاوف بشأن إشكاليته العمرية، وعلى الرغم من سعي مساعديه إلى إظهاره كشخص قوي وقادر على أداء المهمة؛ لكن تقرير هور، وأخطاءه اللفظية، تقطع بأن عمره بات بالفعل عقبة في طريق إعادة انتخابه رئيساً من جديد.
هل أميركا أقل أمناً وأماناً مع رئيس في أوضاع بايدن العمرية؟
لم يوفِّر الجمهوريون من دون أدنى شك أزمة بايدن العمرية، فقد كان لهم –وهو ما فعلوه- أن يعزفوا على الأوتار العقلية المتآكلة للرجل الثمانيني، وهو ما تجلى في تصريحات رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا مكدانيل، التي أشارت إلى أن: «إعادة انتخاب رجل متعاطف ومُسن لا يستطيع تذكر الأحداث الكبرى من حياته إلى المكتب البيضاوي، ستجعل أميركا أقل أماناً بلا شك».
تبدو أميركا اليوم أمام بايدن البريء قانونياً؛ لكنه المقيد سياسياً، وهو ما أكده تقرير هور بالفعل؛ إذ يصعب على أي مدعين عامين أن يحاججوا بسوء نية الرجل في احتفاظه بالوثائق السرية، لظروف ذهنية.
غير أن هذه البراءة تنسحب على وضعيته حينما كان نائباً للرئيس بهذه الحالة العقلية، فما بالنا اليوم بعد أكثر من عقد ونصف عقد من اليوم الذي شغل فيه ذلك المنصب؟
المسألة العمرية تمتد كذلك إلى المرشح الجمهوري والرئيس السابق دونالد ترمب، فقد لام في تصريحات أخيرة له، المرشحة الجمهورية نيكي هايلي، واتهمها بالفشل في وقف الاعتداء على مبنى الكونغرس قبل 3 سنوات.
بدا الأمر وكأنه زلة لسان من جانب ترمب؛ لكنها زلة مخيفة تكاد تُظهر ارتباكاً عقلياً عند الرجل بدوره، فهايلي لم يكن لها أي دور يُذكر في ذلك النهار، ولهذا علَّقت بعبارة لم تخلُ من تشبيه حالة ترمب العقلية بوضع الرئيس الحالي بايدن: «ما يقلقني هو أنني لا أقول شيئاً مهيناً، ولكن عندما نتعامل مع ضغوط الرئاسة، لا يمكن أن يكون لدينا شخص آخر نتساءل عما إذا كان مؤهلاً عقلياً للقيام بذلك».
أما كارثة ترمب الأشد هولاً فجاءت على لسانه، خلال حديثه في تجمع بمدينة كنوواي بولاية ساوث كارولاينا، وفيها أشار إلى تشجيع روسيا لغزو دول من «الناتو» إن لم يدفعوا مساهماتهم المالية.
هل ضبابية الشيخوخة باتت تخيم فوق سماوات أميركا؟
تبدو الازدواجية الأميركية واضحة؛ بل وفاضحة لقضايا كثيرة نادت بها واشنطن– أوباما، في زمن ما عُرف بالربيع العربي المغشوش؛ حيث علت الأصوات بضرورة تمكين الشباب من المسؤولية والسلطة؛ لكن اليوم يتوارى هؤلاء لصالح مرشحين طاعنين في السن.
هل زمن «حكم المسنين» الذي أصاب روسيا قد حل ببلاد العم سام بدورها؟
(الشرق الأوسط)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه بايدن المسنين امريكا عجوز بايدن مسن مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

مجموعة السبع: دعم كامل لخطة الرئيس الأمريكي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أبدت مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى (G7) دعمًا كاملًا لخطة رئيس الولايات المتحدة جو بايدن، بشأن السلام في الشرق الأوسط.

وأعربت مجموعة السبع في مسودة الإعلان الختامي لقمتها المنعقدة في إقليم بوليا جنوب شرقي إيطاليا، والتي أوردتها وكالة الأنباء الإيطالية (آكي) عن "دعمها الكامل والإجماعي للاتفاق الذي توصل إليه الرئيس الأمريكي جو بايدن لوقف فوري لإطلاق النار في غزّة، وإطلاق سراح جميع الرهائن، وإجراء زيادة كبيرة ودائمة لتدفق المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء القطاع، وإنهاء دائم للنزاع".

وناشد زعماء مجموعة السبع (حماس) "قبول وتنفيذ اقتراح وقف إطلاق النار بشكل كامل وبشكل لا لبس فيه، على النحو المبين في القرار 2735".

ورحبت المسودة، بـ"قبول إسرائيل للاقتراح الذي طرحته الإدارة الأمريكية واستعدادها للمضي قدما فيه".

وقال زعماء مجموعة السبع إنهم يساورهم قلق عميق بشأن عواقب العمليات البرية الجارية في رفح على السكان المدنيين، مبينين أن "احتمال شن هجوم عسكري واسع النطاق سيكون له المزيد من العواقب الكارثية على المدنيين.

مقالات مشابهة

  • حرب فيديوهات .. ترامب يسخر من بايدن ويقترف خطأ محرجاً
  • بايدن يعود إلى الولايات المتحدة للتركيز على حملته بعد جولة دولية طويلة
  • انتخابات الرئاسة.. تفاصيل المناظرة الأولى بين بايدن وترامب
  • بايدن وترامب يتفقان على قواعد مناظرتهما التلفزيونية
  • الانتخابات الأميركية: تنافُس حزبي شرس لانتزاع الأغلبية في الكونغرس
  • صحف عالمية: نهاية الحرب في غزة ليست نهاية القتال وبايدن أمام خيارين
  • مجموعة السبع: دعم كامل لخطة الرئيس الأمريكي لوقف فوري لإطلاق النار في غزة
  • ترامب يحتفل بعيد ميلاده اﻟ 78
  • ترمب يحتفل بعيد ميلاده الـ78
  • “ ترمب صغير للغاية” علامة تجارية ممنوعة بأمر المحكمة العليا