لن أحميك إذا لم تدفع.. كيف رد أعضاء الناتو على تصريحات ترامب؟
تاريخ النشر: 15th, February 2024 GMT
رغم تنامي المخاوف الأمنية في أوروبا بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، لا تزال التحركات بين أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" الأوربيين، "بطيئة" وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
ويشير التقرير إلى أن ألمانيا كانت قد دشنت مؤخرا مصنعا للذخيرة، في خطوة لاستعادة الترسانة المستنفدة من قذائف المدفعية، ولكن الإنتاج لن يبدأ قبل عام وسينتج 50 ألف طلقة سنويا.
الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ دعا من جانبه أوروبا إلى زيادة إنتاجها من الأسلحة لدعم أوكرانيا ومنع "عقود محتملة من المواجهة" مع موسكو، وذلك في مقابلة نشرتها وسائل إعلام ألمانية السبت، وفقا لوكالة فرانس برس.
وقال لصحيفة فيلت أم تسونتاغ الألمانية في عددها الأحد "هذا يعني التحول من زمن السلم البطيء إلى إنتاج صراع سريع الوتيرة".
وأصر ستولتنبرغ قبل اجتماع مهم لوزراء دفاع الحلف في بروكسل والذكرى الثانية للحرب الروسية الأوكرانية، على "أننا بحاجة إلى إعادة تشكيل وتوسيع قاعدتنا الصناعية بشكل أسرع، لزيادة الإمدادات إلى أوكرانيا وإعادة ملء مخزوناتنا".
ويجتمع وزراء دفاع الناتو في بروكسل في 15 فبراير، قبل أسبوع من الذكرى السنوية الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا.
الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب رغم أنه ليس في البيت الأبيض حاليا، إلا أن تصريحاته السبت أثارت حفيظة بعض الدول، والتي قال فيها "إنه لن يرغب في حماية الدول الأعضاء في حلف الأطلسي من أي هجوم مستقبلي من روسيا إذا تأخرت مساهماتها في الحلف"، وفقا لرويترز.
وكان ترامب أدلى بتصريحاته السبت خلال تجمع انتخابي في ساوث كارولاينا، مشيرا إلى محادثة قال إنه أجراها مع رئيس إحدى دول الناتو، دون أن يذكر اسمه.
وقال ترامب "وقف رئيس دولة كبيرة، وقال: حسنا يا سيدي، إذا لم ندفع وتعرضنا لهجوم من روسيا، هل ستحموننا؟ فقلت لم تدفع إذا أنت متأخر في السداد. لا، لن أحميك، بل سأشجعهم على القيام بما يريدون. عليك أن تدفع. عليك أن تسدد فواتيرك".
الرئيس الأميركي الديمقراطي، جو بايدن وصف الثلاثاء تصريحات ترامب أنها "خطيرة" و"غير أميركية" و"غبية" و"مخزية".
واتهم بايدن البالغ 81 عاما سلفه بالرضوخ للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأضاف "هل يمكنكم أن تتخيلوا رئيسا سابقا للولايات المتحدة يقول ذلك؟ العالم بأسره سمع ذلك. والأسوأ هو أنه يعني ما يقول".
وتابع "لم ينحن أي رئيس آخر في تاريخنا لدكتاتور روسي. سأقولها بأوضح ما يمكنني: لن أفعل ذلك إطلاقا".
"الجميع للواحد والواحد للجميع"المستشار الألماني أولاف شولتس قال في مؤتمر صحفي برفقة رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك الاثنين "إن وعد الناتو بالحماية يتم تطبيقه من دون تحفظ. الجميع للواحد والواحد للجميع".
وأضاف "أنه متأكد تماما أن الناتو يلعب دورا حيويا للأمن عبر الاطلسي"، مشددا على التزام الجميع بهذا الأمر بما في ذلك الولايات المتحدة.
وذكر شولتس أن أي "إضفاء طابع نسبي على ضمانات المساعدة التي يقدمها الناتو هو أمر غير مسؤول وخطير ويصب في مصلحة روسيا فقط، ولا يسمح لأحد بالتلاعب في أمن أوروبا أو عقد صفقات معه"، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.
وقال "سنعزز حلف شمال الأطلسي من أجل أمن أوروبا".
من جانبه رد رئيس الوزراء البولندي توسك بأن كلمات الرئيس الأميركي السابق، ترامب كانت بمثابه "دش بارد"، مشيرا إلى أن وارسو تنفق 4 في المئة من ناتجها القومي على الدفاع.
وأضاف " من الواضح أننا في أوروبا ينبغي لنا أن نتوقع من شركائنا بما في ذلك أولئك الذين يعيشون على الجانب الآخر من المحيط أن يحترموا هذا المبدأ".
وقال توسك منتقدا في منشور على منصة إكس "أعزائي أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين في أميركا، لا بد أن رونالد ريغان الذي ساعد الملايين منا على استعادة الحرية والاستقلال يتقلب في قبره اليوم. عار عليكم".
خلال فترة رئاسته للولايات المتحدة (2017-2021) انتقد ترامب حلفاء واشنطن في الناتو للضغط عليهم من أجل زيادة النفقات الدفاعية، ونسب إلى نفسه الفضل في زيادة الانفاق.
زيادة الإنفاقوكانت الحرب الروسية على أوكرانيا بمثابة جرس إنذار لدول أوروبية، ودفعت بالناتو إلى جعل هدف 2 في المئة، حدا أدنى للإنفاق الدفاعي لدوله، بحسب تقرير لفرانس برس.
وزادت دول رئيسية مثل ألمانيا حجم إنفاقها ومن المتوقع أن تحقق الهدف هذا العام. غير أن الولايات المتحدة لا تزال تمثل الجزء الأكبر من إجمالي نفقات أعضاء الحلف.
وأعلن الأمين العام للحلف ستولتنبرغ الأربعاء أن 18 من أعضاء الحلف الـ31 هم على مسار تحقيق الهدف المحدد للإنفاق الدفاعي.
وعرض ستولتنبرغ تقديرات جديدة للانفاق الدفاعي، أظهرت أن عدد الدول المتوقع أن تحقق الهدف المتمثل بإنفاق ما لا يقل عن 2 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي على الدفاع، سيصل الى 18، بزيادة عن عددها العام الماضي 11.
وقال للصحفيين قبيل اجتماع لوزراء دفاع دول التكتل "هذا عدد قياسي آخر ويزيد بست مرات عن 2014 عندما أوفى ثلاثة أعضاء في الحلف فقط بالهدف".
ولم يذكر الأمين العام للحلف الدول الأعضاء التي تفي بالتزامها.
لكن بشكل عام، قال إن الأعضاء الأوروبيين وكندا أضافوا أكثر من 600 مليار دولار إلى إنفاقهم الدفاعي منذ وضع الهدف المتمثل بإنفاق ما لا يقل عن 2 في المئة من إجمالي الناتج المحلي على الدفاع، بحسب بيان صحفي نشره البنتاغون.
وعلى خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا في 2022، سجل العام الماضي "ارتفاع غير مسبوق" بنسبة 11 في المئة في إنفاق الأعضاء الأوروبيين وكندا، بحسب ستولتنبرغ.
وكرر ستولتنبرغ تحذيره لترامب بعدم "تقويض" ضمانة الأمن الجماعي للناتو، والقائمة على أن يدافع جميع أعضاء الحلف عن أي عضو آخر إذا تعرض لهجوم.
وقال "لا نتركن مجالا لسوء التقدير أو سوء الفهم في موسكو بشأن استعدادنا والتزامنا، وتصميمنا على حماية أعضاء الحلف".
وتحذر إستونيا من أن روسيا ستضاعف من أعداد قواتها على الحدود مع دول الناتو، بحسب تقرير لموقع ذا هيل.
مخاوف تتنامى في أوروباوأثارت انتقادات ترامب لحلفاء الولايات المتحدة مخاوف لدى المسؤولين الأوروبيين إزاء احتمال تخلي واشنطن عن تحالف عمره 75 عاما في حال أعيد انتخابه رئيسا في وقت لاحق هذا العام.
ولاحقا دافع ترامب عن تصريحاته وشدد على أن ما فعله خلال ولايته جعل التكتل العسكري الغربي "قويا".
والاثنين، قال ترامب في منشور على شبكته "تروث سوشال" للتواصل الاجتماعي "لقد جعلت حلف شمال الأطلسي قوياً، وحتى الجمهوريين المزيفيين والديمقراطيين اليساريين المتطرفين يعترفون بذلك".
وأضاف "عندما قلت للدول العشرين التي لم تدفع حصتها العادلة إنه يتعين عليها أن تدفع وإلا فهي لن تستفيد من الحماية الأميركية، تدفقت الأموال".
وبحسب الرئيس السابق فإن هذه المساهمات المالية تراجعت منذ خروجه من البيت الأبيض "لأنني لم أعد هناك لأقول لهم عليكم أن تدفعوا".
وسبق أن أشاد ترامب بسيد الكرملين واصفا إياه بأنه "عبقري" وبأنه أكثر مصداقية من الاستخبارات الأميركية.
كما سبق لترامب أن قال إنه قادر في حال عاد للرئاسة على وضع حد خلال 24 ساعة للحرب الدائرة في أوكرانيا.
ويأتي ذلك في وقت تتزايد التحذيرات من أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يسعى لاستهداف أعضاء في الحلف إذا خسرت أوكرانيا الحرب.
وقال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس "أعتقد أنه من الأفضل ألا ننظر باستمرار، بترقب وخوف إلى المرشح الجمهوري المحتمل للرئاسة. بدلا من ذلك يجب أن نقوم بواجباتنا".
وقال رئيس أركان الجيش الألماني الجنرال كارستن بروير إنه يتعين على قوات بلاده أن تكون "جاهزة للحرب" في غضون خمس سنوات بسبب تزايد المخاطر.
وقال بروير خلال مقابلة مع صحيفة دي فيلت تنشر الأحد، إنها المرة الأولى منذ انتهاء الحرب الباردة تواجه فيها البلاد "احتمال وقوع حرب يفرضها طرف خارجي".
واضاف بروير أن الجهوزية للحرب تتطلب "تغيير الذهنية" وتحسين التدريب العسكري وقدرات الجيش.
تأتي تعليقاته مع مناشدات متزايدة من أوكرانيا للحصول على قذائف وذخيرة ومساعدات عسكرية أخرى.
وأضاف ستولتنبرغ "ليس هناك تهديد عسكري وشيك ضد أي حليف. وفي الوقت نفسه، نسمع تهديدات منتظمة من الكرملين ضد دول الناتو".
وأكد أن الغزو الروسي لأوكرانيا منذ نحو عامين أظهر أن "السلام في أوروبا لا يمكن اعتباره أمرا مفروغا منه"، مشددا على أهمية حماية الدول الأعضاء في الحلف.
وتابع "طالما استثمرنا في أمننا وبقينا متحدين، سنواصل ردع أي عدوان"، موضحا أن "الناتو لا يسعى إلى الحرب مع روسيا، ولكن علينا أن نستعد لعقود من المواجهة المحتملة".
وقال أيضا "نراقب من كثب ما تفعله روسيا وعززنا وجودنا في الجزء الشرقي من الحلف"، محذرا من أنه "إذا انتصر بوتين في أوكرانيا، فليس هناك ما يضمن أن العدوان الروسي لن يتسع أكثر. لذا فإن دعم أوكرانيا الآن والاستثمار في قدرات الناتو هو أفضل دفاع لنا".
وعقب تصريحات ترامب، قالت فرنسا إن أوروبا في حاجة إلى بوليصة "تأمين على الحياة" أخرى إضافة إلى الناتو لضمان أمن القارة.
وقال ستولتنبرغ إن الردع النووي الأميركي في أوروبا "ينجح وعلينا الاستمرار في ضمان بقائه آمنا وموثوقا".
ويشدد دبلوماسيون من العديد من دول الناتو على أن إبقاء الولايات المتحدة في الحلف يظل أمرا أساسيا لردع التهديد الروسي. لكنهم غير متخوفين من تهديدات ترامب، مؤكدين أن التحالف بقي سالما خلال ولايته الرئاسية الأولى.
واشنطن مستمرة في دعم أوكرانياوبينما يتم التركيز على الإنفاق الدفاعي لحلف شمال الأطلسي، طرحت أيضا قضية دعم أوكرانيا الملحة على طاولة البحث في اجتماع الأربعاء غاب عنه وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن لأسباب صحية.
وقال أوستن في رسالة عبر الفيديو بثت في مستهل الاجتماع "كونوا أكيدين من أن الولايات المتحدة تواصل دعم أوكرانيا بقوة".
ووافق مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء على تمويل للمجهود الحربي في أوكرانيا، لكن يتوقع أن يرفض هذه الحزمة مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون.
وتأتي الشكوك حول مستقبل المساعدات الأميركية في وقت تتقدم روسيا ببطء على خطوط الجبهة.
ووقعت ألمانيا وفرنسا و13 عضوا آخر في حلف شمال الأطلسي خطاب نيات لإطلاق تحالف دفاع جوي للمساعدة في تعزيز قدرات أوكرانيا على حماية نفسها.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة حلف شمال الأطلسی الدول الأعضاء دعم أوکرانیا أعضاء الحلف دول الناتو فی أوروبا أعضاء فی فی الحلف فی المئة فی حلف
إقرأ أيضاً:
أول تصريحات لـ ترامب بعد وقف إطلاق النار بين الهند وباكستان
نقلت قناة القاهرة الإخبارية أولى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الهند وباكستان، والذي تم التوصل إليه مساء السبت، بوساطة أمريكية مباشرة.
وأكد ترامب في تصريحاته، التي بثتها القناة، التزامه بالعمل مع حكومتي الهند وباكستان من أجل استكشاف إمكانية التوصل إلى حل دائم للنزاع المزمن حول إقليم كشمير، مشددًا على أهمية الحلول السلمية وتفادي التصعيد العسكري في المنطقة.
محللة أمريكية: تحولات جوهرية في طريقة تعامل ترامب مع الملف الفلسطيني خلال لقائه بوتين.. عباس يعرب عن رفضه خطة ترامب بشأن غزة ترامب: "سنعمل على تعزيز التجارة مع الهند وباكستان"كما أعلن الرئيس الأمريكي عزمه تعزيز العلاقات التجارية مع البلدين، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى توسيع نطاق التبادل التجاري مع كل من الهند وباكستان خلال المرحلة المقبلة، وذلك في إطار دعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في جنوب آسيا.
وقال ترامب نصًا: «سنعمل على زيادة التجارة مع باكستان والهند بشكل كبير»، في إشارة إلى أهمية العلاقات الاقتصادية كوسيلة لدعم السلام والتعاون الثنائي والإقليمي.
فخور بقيادة الهند وباكستان نحو السلامفي تصريح لافت، عبّر ترامب عن فخره بالدور الذي لعبه في دفع الطرفين إلى الاتفاق على وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن الهند وباكستان أظهرتا وعيًا كبيرًا بأهمية إنهاء النزاع العسكري، واصفًا قرارهما بـ "الذكي والمتزن".
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية عن ترامب قوله: «فخور بقيادة الهند وباكستان ووعيهما بأهمية وقف إطلاق النار»، مؤكدًا أن هذه الخطوة تمثل بداية جديدة نحو تحقيق الاستقرار في واحدة من أكثر المناطق توترًا في العالم.
منشور رسمي على "تروث سوشيال" يؤكد الوساطة الأمريكيةوكان ترامب قد نشر، عبر منصته الخاصة "تروث سوشيال"، بيانًا أوضح فيه أن الولايات المتحدة لعبت دور الوسيط المباشر بين الجانبين، وأثمرت جهودها عن التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن القرار جاء بعد محادثات دبلوماسية مكثفة.
وأشار في منشوره إلى أن البلدين استجابا لدعوة الإدارة الأمريكية لضبط النفس، واتفقا على إنهاء الأزمة العسكرية الحالية، مما يعكس "حسن النية والحكمة في التعامل مع الخلافات"، حسب وصفه.
خلفية الأزمة وتداعياتهاتجدر الإشارة إلى أن التوترات بين الهند وباكستان تصاعدت مؤخرًا في أعقاب اشتباكات حدودية دامية، وسط تبادل للاتهامات بين الطرفين بشأن خرق اتفاقيات وقف إطلاق النار السابقة، والتي ما دام كانت هشة ومؤقتة.
ويُعد النزاع حول إقليم كشمير أحد أقدم وأعقد النزاعات الجيوسياسية في العالم، حيث يطالب كل من الهند وباكستان بالسيادة الكاملة عليه، رغم التقسيم القائم منذ عام 1947.