أين أوروبا من نزاعات الشرق الأوسط في زمن القرار الأميركي؟
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
تواصل الولايات المتحدة قيادة مسار الأحداث، سواء عبر الضربات العسكرية أو التفاهمات السياسية، ما يكرّس واقعًا استراتيجياً تُمسك فيه واشنطن بكافة خيوط اللعبة. اعلان
في خضمّ الصراعات المتتالية التي تهزّ الشرق الأوسط، من الحرب المدمّرة في غزة إلى المواجهة المباشرة بين إسرائيل وإيران، يبرز سؤال جوهري: أين أوروبا من كل هذا؟ فعلى الرغم من النداءات المتكررة لدور أوروبي مستقل وفاعل في القضايا الدولية، تكشف الأحداث الأخيرة عن غياب شبه تام، أو في أفضل الأحوال، حضور رمزي بلا تأثير يُذكر.
تستمر الحرب في قطاع غزة، بظل أوضاع إنسانية متدهورة وأزمة سياسية معقدة. وفي كل مرة، يبدو الصوت الأوروبي خجولا في ظل الجلبة التي يحدثها الصدى القادم من الضفة الأخرى للأطلسي وحالة الانقسام داخل الجسد الأوروبي الواحد ما ينتج عنه إصدار بيانات تعرب عن "قلق عميق" و"دعوات للتهدئة".
الاتحاد الأوروبي، ورغم كونه من أكبر الداعمين الماليين للسلطة الفلسطينية، عجز عن ترجمة هذا التمويل إلى نفوذ سياسي حقيقي على الأرض. كما لم يتمكن من لعب دور وساطة جادّ، حيث تمسك واشنطن بخيوط اللعبة وحرية المبادرة.
حاولت دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا الضغط لوقف إطلاق النار، لكن هذه الجهود بقيت ضمن إطار الاتصالات الهامشية، في وقت كانت الولايات المتحدة ترسم خطوط التهدئة بالتنسيق مع القاهرة والدوحة وتل أبيب.
الملف الإيراني: المفاوضات التي لم تُثمرمنذ انسحاب إدارة ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، خسر الأوروبيون قدرتهم على التأثير الفعلي في الملف الإيراني. ورغم الجهود التي بذلتها الترويكا الأوروبية (ألمانيا، فرنسا، بريطانيا) لإحياء الاتفاق، لم تسفر محادثاتهم مع طهران عن أي نتائج ملموسة.
وخلال اللقاءات الأخيرة مع المسؤولين الإيرانيين، والتي جاءت في ظل التصعيد الإقليمي بين إيران وإسرائيل، بدت أوروبا في موقع المتلقي لا المبادر. لم تتمكن من كبح التصعيد ولا من دفع طهران لتقديم تنازلات، في حين كانت واشنطن تقود الضربات الجوية وترسم خريطة الردود والردود المضادة.
أحد الدبلوماسيين الأوروبيين السابقين، في حديث لمجلة "Foreign Policy"، وصف الموقف الأوروبي بـ"الرمزي"، قائلاً: "نحن موجودون على الطاولة، لكن من دون أدوات ضغط أو قدرة على التأثير".
Relatedفي ظل الخروقات الأمنية.. هل يُمكن لإيران تصنيع قنبلة نووية في السر؟نتنياهو يشكر ترامب: معًا سنجعل الشرق الأوسط عظيمًا من جديد.. هل اقتربت "صفقة غزة"؟ ترامب ينفي تقارير عن مساعدة إيران في برنامج نووي سلميالبُعد البنيوي للأزمة الأوروبيةيكمن جزء من المشكلة في البنية السياسية والأمنية للاتحاد الأوروبي، الذي لا يملك جيشًا موحدًا ولا سياسة خارجية واحدة. تتضارب المصالح بين دوله الأعضاء، فبينما تميل دول مثل فرنسا للانخراط السياسي في الشرق الأوسط، تفضل دول أخرى الحذر وعدم الانجرار إلى مناطق التوتر.
كما أن الاعتماد الأوروبي العميق على المظلة الأميركية، من خلال حلف شمال الأطلسي (الناتو)، يجعل من الصعب تبني مواقف مغايرة لواشنطن، خصوصًا في قضايا تمس الأمن الإقليمي والاستراتيجية النووية.
أمريكا: "الكل بالكل" في المنطقةفي مقابل الشلل الأوروبي، تبدو الولايات المتحدة حاضرة في كل تفاصيل الشرق الأوسط. فهي من ترسم حدود التدخل العسكري، وتفاوض في الخفاء وتعلن في العلن.
من قصف المنشآت النووية الإيرانية، إلى ترتيب الهدن في غزة، مرورًا بإدارة علاقات إسرائيل مع جيرانها العرب، لا تكاد تخلو قضية في المنطقة من البصمة الأميركية.
ولعل أبرز تجلٍ لهذا التفرّد كان في الهجمات الأخيرة التي نفذتها واشنطن ضد مواقع نووية إيرانية، دون أن يُسجَّل اعتراض أوروبي يُذكر، بل غالبًا ما تُترك المهمة لوزارة الخارجية الأميركية لتوضيح أو تبرير هذه العمليات.
نحو دور أوروبي أكثر واقعية؟يرى مراقبون أن على أوروبا أن تعيد تعريف أولوياتها الإقليمية، وتبحث عن أدوات أكثر فاعلية من مجرد الإدانة أو المساعدات الإنسانية. البعض يطرح فكرة تفعيل سياسة "الاستقلال الاستراتيجي" التي دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. لكن هذا الطرح، رغم أهميته، لا يزال يواجه مقاومة داخل الاتحاد الأوروبي نفسه.
في ظل هذه التحديات، قد يبقى الدور الأوروبي في الشرق الأوسط مجرد ظلّ لما ترسمه واشنطن، ما لم تبادر القارة العجوز إلى إعادة هيكلة أدواتها الدبلوماسية والعسكرية، وصياغة سياسة خارجية أكثر توحدًا وصلابة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل دونالد ترامب إيران غزة بنيامين نتنياهو سوريا إسرائيل دونالد ترامب إيران غزة بنيامين نتنياهو سوريا الشرق الأوسط إيران فرنسا الولايات المتحدة الأمريكية غزة إسرائيل دونالد ترامب إيران غزة بنيامين نتنياهو سوريا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقاية من الأمراض حركة حماس ضحايا ملياردير جيف بیزوس الولایات المتحدة الشرق الأوسط
إقرأ أيضاً:
«أوميغا سيكي موبيليتي» تطلق أول مصنع لها خارج الهند في «جافزا»
أعلنت شركة «أوميغا سيكي موبيليتي» الهندية، المختصة في تصنيع المركبات الكهربائية، إطلاق أول منشأة صناعية لها خارج الهند لتجميع المركبات الكهربائية في المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا»، باستثمار قدره 92 مليون درهم على مدار خمس سنوات.
أخبار ذات صلةوتمتد المنشأة، التي تُعد الأولى من نوعها في جافزا في مجال المركبات الكهربائية، على مساحة تزيد عن 42 ألف قدم مربع، وستتولى تجميع مركبات «أوميغا سيكي موبيليتي» الكهربائية ذات العجلتين والثلاث عجلات، إلى جانب تخزين وتوزيع مكوّنات السيارات وقطع الغيار، ومن المتوقع أن تبدأ المنشأة أعمالها بحلول نهاية عام 2025.
وبفضل موقعها الاستراتيجي، ستخدم المنشأة أسواق التصدير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وستوفر أكثر من 100 فرصة عمل في المرحلة الأولى، وستسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين دولة الإمارات والهند في مجال التكنولوجيا الصديقة للبيئة.
وقال عبد الله الهاشمي، الرئيس التنفيذي للعمليات، المجمّعات والمناطق الحرة في «دي بي ورلد»، دول مجلس التعاون الخليجي، إن المنشأة تضيف قيمة نوعية إلى منظومة التنقّل المبتكر، وتُعزّز مكانة دبي كمركز عالمي لقطاع السيارات، فيما يتزايد إقبال المصنّعين على جافزا للاستفادة من فرص النمو السريع في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا والمناطق الأخرى، لافتاً إلى التوقعات بأن تصل قيمة سوق المركبات الكهربائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى 14.5 مليار دولار أميركي بحلول عام 2029، وذلك بفضل السياسات الحكومية الداعمة، وارتفاع الطلب، وتوسّع البنية التحتية.
وأشاد أوداي نارنج، المؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة «أوميغا سيكي موبيليتي»، بما توفره جافزا من قدرات ربط تجاري بأكثر من ملياري مستهلك، إلى جانب بيئة الأعمال التي تمكنهم من التوسع بسرعة وكفاءة واستدامة، حيث تهدف الشركة إلى إتاحة حلول التنقل الصديق للبيئة بطريقة مجدية تجاريا للشركاء في الشرق الأوسط وأفريقيا انطلاقاً من دبي.
وأوضح أن الشركة تخطط كذلك لتقديم طرازات تعمل بالغاز الطبيعي المضغوط في بعض الأسواق الأفريقية، حيث يمثل هذا الوقود حلاً عملياً كبديل صديق للبيئة في العديد من المناطق، إلى أن يتم تطوير البنية التحتية للسيارات الكهربائية بشكل أفضل.
المصدر: الاتحاد - أبوظبي