كتب طوني عيسى في "الجمهورية": قال أحد السياسيين الظرفاء، وهو يتابع على الشاشة أخبار الرئيس سعد الحريري في بيروت "عندما يُبدي كل السياسيين بلا استثناء، هذه الرغبة الشديدة في عودته إلى العمل السياسي، يجب أن ينشغل بالنا عليه. ففي لبنان يستحيل على أي سياسي أن يرضي الجميع، من دون» يفوت بالحيط « عاجلاً أو آجلاً .
ثمّة من يسأل: هل فعلاً يريد قادة الطوائف من الحريري أن يعود إلى ممارسة العمل السياسي، زعيماً لحزب وطائفة، ورئيساً محتملاً للحكومة، أم إنهم يناورون؟ وفي عبارة أخرى، هل إنهم متضررون وخاسرون في غيابه، وسيرتاحون لعودته؟ وفي الواقع، ما جرى في ملف عودة الحريري حتى اليوم هو الآتي: حصل الرجل على إشارة مبدئية من المملكة إلى إمكان عودته إلى العمل السياسي، شرط أن يتم ذلك ضمن تسوية تعدّها اللجنة الخماسية، ترضى بها الرياض، وتشمل طهران. لكن التسوية الداخلية مرتبطة بما يجري في الجنوب والتفاهمات المحتملة هناك، بعد انتهاء الحرب في غزة. ولذلك، يمكن اعتبار التسوية مؤجّلة حتى إشعار آخر.
في الانتظار، ما تحقّق حتى الآن يمكن الحفاظ عليه للبناء مستقبلاً. فالإشارة المبدئية إلى عودة الحريري صدرت، ولولا ذلك لما جرى تنظيم حملات الاستقبال الواسعة، حزبياً وشعبياً، ولما جال الحريري على المرجعيات، وأطلق المواقف عبر الإعلام الوثيق الصلة بالمملكة.
ولذلك، عندما تتوافر الظروف المناسبة، ستصبح العودة خياراً وارداً. صحيح أنّ كل طرف داخلي يريد من الحريري أن يُجيّر ما لديه من قوة لترجيح الكفة السياسية وفق مصالحه، إلا أن الحريري نفسه سيلتزم ثابتة واحدة أساسية، هذه المرة، وهي: عدم إغضاب المملكة.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير تركي: لقاء بوتين وأردوغان مؤخرا رسالة إلى العالم حول التسوية في أوكرانيا
تركمانستان – صرح الخبير السياسي التركي حسين باغجي إن محادثات الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان في عشق آباد، وجّهت رسالة بالغة الأهمية إلى المجتمع الدولي حول التسوية في أوكرانيا.
جاء ذلك خلال تعليق باغجي الذي يترأس المجموعة الاستشارية العالمية في أنقرة، على تصريحات الرئيس التركي بعد محادثات مع نظيره الروسي يوم الجمعة في عشق آباد على هامش المنتدى الدولي للسلام والأمن، بأن التسوية السلمية في أوكرانيا “باتت وشيكة ونحن نراها”.
وأضاف الخبير في حديث لمراسل تاس: “نعم، أتفق مع هذا الموقف وانضم إليه. روسيا وتركيا هما القوتان الرئيسيتان في حوض البحر الأسود. من المعروف أن الاجتماع بين رئيسي البلدين كان شاملاً، وفي هذه المرحلة، يمكن أن تستمر جهود الوساطة التركية بين روسيا وأوكرانيا”.
وتابع باغجي القول: “برأيي، تستطيع تركيا، بالتعاون مع الولايات المتحدة، أن تلعبا دورا هاما في حل الأزمة في أوكرانيا. وأعتقد أن هذه المحادثات [في عشق آباد] بالغة الأهمية لما تحمله من رسالة للعالم”.
وكانت الرئاسة التركية أصدرت بيانا في أعقاب محادثات أردوغان وبوتين في تركمانستان قالت فيه إن “الرئيس التركي أكد على أن أنقرة تراقب عن كثب عملية التفاوض لإنهاء النزاع (في أوكرانيا)، وأن بلاده مستعدة في هذا السياق لاستضافة المفاوضات بأي صيغة كانت”.
من جانبه قال الرئيس التركي، معلقا على لقائه مع نظيره الروسي: “أجرينا محادثات مثمرة وإيجابية ومفيدة جدا مع الرئيس بوتين”، وأضاف: “ناقشنا بشكل أساسي الصراع في أوكرانيا وجهود السلام” مشيرا إلى أن الرئيس الروسي على دراية تامة بموقف تركيا من هذه القضية.
المصدر: تاس + RT