وصول فوج أول من شباب الجالية الوطنية بالخارج لإحياء اليوم الوطني للشهيد
تاريخ النشر: 16th, February 2024 GMT
حل ظهر اليوم بالمطار الدولي لوهران “أحمد بن بلة” فوج أوّل من شباب الجالية الوطنية المقيمة بالخارج للمشاركة في قافلة تواصل للتبادل بين الشباب الجزائري.
وجاءت هذه المبادرة بالشراكة بين المجلس الأعلى للشباب مع مسجد باريس الكبير وذلك في إطار إحياء اليوم الوطني للشهيد.
وفي تصريح لـ وأج أوضحت رئيسة لجنة التعاون والعلاقات الدولية بالمجلس الأعلى للشباب لبيض أماني أن “الهدف من هذه القافلة يكمن في تثمين الكفاءات الشبانية الجزائرية في الداخل والخارج وإشراكهم كمساهمين نشطين في مسار التنمية الوطنية”.
وعلى هامش استقبال الفوج الأول من شباب الجالية الوطنية بالخارج المتكون من 7 شباب اكدت لبيض أماني أن القافلة ,التي تضم إجمالا 40 شابا وشابة من الكفاءات الوطنية من الداخل ومن أبناء الجالية بالخارج.
كما ان هذه المبادرة تعتبر “فرصة لهؤلاء لتبادل الخبرات في مختلف المجالات والتخصصات على غرار الثقافة والبحث العلمي والمقاولاتية والتكنولوجيا والابتكار”. تضيف أماني.
في حين كشف منسق القافلة والمكلف بالمجتمع المدني بمسجد باريس الكبير فؤاد ميلودي بأن هذه القافلة المندرجة في إطار الاتفاقية الممضاة بين المجلس الأعلى للشباب ومسجد باريس الكبير “تشكل فرصة للالتقاء والتلاحم مع الشباب الجزائري المقيم بأرض الوطن”.
وللإشارة، سيقوم الفوج الأول من شباب الجالية الوطنية بالخارج مساء اليوم بزيارة مجاملة للمجاهد “بن طاهر عبد الرحمان” بمنزله العائلي وإلى البريد المركزي وساحة أول نوفمبر 1954 والمسرح الجهوي “عبد القادر علولة”.
ومن المتنظر وصول وفد ثاني متكون من 14 شابا وشابة من الجالية الوطنية بالخارج المشارك في القافلة ليلة اليوم إلى مطار وهران الدولي “أحمد بن بلة”.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الجالیة الوطنیة بالخارج
إقرأ أيضاً:
ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: شباب اليوم أحوج ما يكون إلى أخلاق النبوة في زمن التواصل الرقمي
عقد الجامع الأزهر، مساء أمس الأربعاء، ملتقى «مع السيرة النبوية» الأسبوعي، تحت عنوان: «الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية»، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات فضيلة أ.د محمد الضويني، وكيل الأزهر، وبإشراف د. عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، ومتابعة د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
وشهد الملتقى حضور كلٍّ من: أ.د عبد الفتاح خضر، عميد كلية القرآن الكريم السابق، وأستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر، وأ.د حبيب الله حسن، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، وأدار اللقاء الإعلامي سعد المطعني، كبير مذيعي الإذاعة المصرية.
قال الدكتور عبد الفتاح خضر إنّ أول ضابطٍ أخلاقيٍّ ترسَّخ في هدي النبي ﷺ هو ضابط التفاؤل وغرس الأمل في نفوس الناس، حتى في أحلك الظروف. واستشهد فضيلته بموقف النبي ﷺ حين عرض عليه ملك الجبال أن يُطبق الأخشبين على من آذوه، فرفض قائلًا: «لعل الله يُخرج من أصلابهم من يقول لا إله إلا الله»، مشيرًا إلى أن هذا الموقف يحمل من المعاني ما يفيض على قلوب المكروبين والمكتئبين نورًا ورحمة، ويجعل الأمل شعارًا دائمًا في قلب المؤمن.
وأشار فضيلته إلى أن ضابط الأخوّة والمساواة بين أبناء الأمة كان مبدأً أصيلًا في سيرة النبي ﷺ، مؤكدًا أن الأخوّة لا بد أن تكون واقعًا معاشًا لا مجرد شعار، واستشهد بقول أهل اللغة: «إن من لا أخا له كساعٍ إلى الهيجاء بغير سلاح»، داعيًا إلى أن تُنشر ثقافة الأخوّة في البيوت والمؤسسات والمجتمعات، لأنّها هي الحصن الذي يُحفظ به الصف وتُصان به الكرامة.
وأضاف الدكتور خضر أن من أعظم الضوابط التي يجب أن نُحييها: ضابط جبر الخاطر، مبينًا أن اسم الله «الجبار» لا يدل فقط على القهر، بل هو من أبلغ صفات الرحمة، إذ يجبر كسور المنكسرين ويحنو على المكلومين، وعلينا أن نتخلّق بهذه الصفة، فنكون جبّارين للخواطر، لا كاسرين لها، رافعين لمن سقط لا مُثقلين عليه، منصفين في القول، عطوفين في الفعل، فذلك هو الإسلام الذي تمثّل في حياة رسول الله ﷺ.
من جانبه، قال الدكتور حبيب الله حسن: إنّ السيرة النبوية ليست مجرد سردٍ تاريخيّ، بل هي تجسيد حيّ للدين في صورته المتكاملة، عقيدةً وعبادةً وأخلاقًا ومعاملةً. وأكّد فضيلته أن من أسباب ابتعاد كثير من الناس عن الدين وانتشار الإلحاد هو الجهل بحقيقته وتجزئة فهمه، معتبرًا أن من يأخذ ببعض الدين ويترك بعضه قد وقع في معنى قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ﴾، فالدين وحدةٌ متكاملة لا تقوم إلّا بجميع أركانه.
وأوضح فضيلته أن الدين نزل ليُعالج جميع شؤون الحياة، من الإيمان والعبادة، إلى الأخلاق والسلوك، فليس الدين عاطفةً مجرّدةً ولا أحكامًا جامدة، بل هو نورٌ يهدي الإنسان في ظلمات الحياة، يرسم له الصراط المستقيم في كل لحظة من لحظاته. مشيرًا إلى أننا نردّد في صلاتنا ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ﴾ مرارًا، فهل عرفنا حقيقة هذا الصراط؟ إنه الدين الذي جسّده النبي ﷺ بأفعاله وأقواله، لا بما يُنتزع من السياقات ويُستعمل لتبرير الأهواء.
وختم الدكتور حبيب الله حديثه بالتأكيد على أن حياة النبي ﷺ كانت نموذجًا متكاملًا للقدوة الإنسانية، في إيمانه، وعبادته، وأخلاقه، وتعامله مع الناس، وأن من أراد أن يَحيَا حياةً مستقيمة، فليجعل من سيرة النبي ﷺ مرآةً يرى فيها كيف يكون الدين سلوكًا حيًّا، لا مجرد أقوالٍ تُتلى ولا شعاراتٍ تُعلّق.
وفي ختام الملتقى، أكّد الإعلامي سعد المطعني أن الحديث عن الضوابط الأخلاقية في السيرة النبوية لا ينفكّ عن واقعنا المعاصر، لا سيّما في ظلّ انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وما أفرزته من ظواهر مؤلمة في الأخلاق والتعاملات. مشيرًا إلى أن الشباب الذين يُمسكون بهواتفهم ليلًا ونهارًا، بحاجة ماسّة إلى أن يُراجعوا ما يكتبون ويشاركون في ضوء ضوابط النبوة، كحسن الظن، والتثبّت، وجبر الخاطر، وتوقير الكلمة. وأنّ ما عرضَه العلماء من هذه الضوابط جديرٌ بأن يكون منهاجًا عمليًّا لصناعة وعيٍ أخلاقيٍّ رشيد في هذا العصر المتشابك.