«الحركات الصوتية في سورة الأنعام».. رسالة ماجستير بـ«آداب سوهاج»
تاريخ النشر: 18th, February 2024 GMT
شهد الدكتور حسان النعماني رئيس جامعة سوهاج، فعاليات مناقشة رسالة الماجستير في الآداب بقسم اللغة العربية وآدابها المقدمة من الباحثة زينب صلاح صابر عبدالرحمن، وذلك تحت عنوان الحركات الصوتية في سورة الأنعام دراسة وصفية تحليلية، بحضور الدكتور عبد الناصر يس نائب رئيس الجامعة للتعليم والطلاب، والدكتور خالد عبد اللطيف عمران نائب رئيس الجامعة لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، والمحاسب اشرف القاضي أمين عام الجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس وأعضاء الهيكل الإداري بالجامعة.
وأكد النعماني، أهمية البحث العلمي وحرص الجامعة على تشجيع الباحثين ودعمهم من أجل النهوض بالبحث العلمي في كافة المجالات، حيث ضمت هيئة الإشراف الدكتور حازم علي كمال الدين أستاذ العلوم اللغوية بكلية الآداب جامعة سوهاج، والدكتور محمد عبد العال محمد أستاذ النحو والصرف والعروض رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب بسوهاج سابقا.
لجنة المناقشةكما ضمت لجنة الحكم والمناقشة الدكتور حازم علي كمال الدين أستاذ القانون العلوم اللغوية بكلية الآداب بجامعة سوهاج «مشرفا ورئيسا» والدكتور فتوح أحمد خليل أستاذ النحو والصرف والعروض، وعميد كلية الآداب سابقاً «مناقشا» والدكتور عبدالناصر محمود عيسى أستاذ علم اللغة بكلية الآداب بجامعة أسيوط «مناقشا» والدكتور محمد عبد العال محمد أستاذ النحو والصرف والعروض ورئيس قسم اللغة العربية «مشرفا».
ومنحت اللجنة الباحثة درجة الماجستير في الآداب تخصص اللغة العربية بتقدير امتياز مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع المراكز البحثية والجامعات.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: سوهاج جامعة سوهاج الجامعات التعليم العالي سورة الأنعام اللغة العربیة بکلیة الآداب
إقرأ أيضاً:
اللغة والسيادة.. العربية مفتاح النهضة وصوت الهوية
أحمد بن محمد العامري
ahmedalameri@live.com
في التاريخ، ما من أمة نهضت إلا وكانت لغتها هي البوابة الأولى للوعي والتمكين. فاللغة ليست أداة تواصل فحسب، بل هي عقل الأمة المتكلم، وروحها الناطقة، ومرآتها في العالم. وإذا كانت المعرفة قوة، فإن اللغة التي تُنتَج بها المعرفة هي جوهر السيادة.
من هنا، تأتي اللغة العربية ليس بوصفها مجرد لغة قومية أو دينية، بل باعتبارها أساسًا لبناء مشروع حضاري متكامل، يعيد للأمة العربية حضورها الفاعل في عصر التنافس الثقافي والتقني والمعرفي.
إن تمكين اللغة العربية في فضاءات العلم والتعليم والإنتاج والبحث ليس رفاهًا فكريًا، ولا حنينًا تراثيًا، بل هو ضرورة سيادية واستراتيجية. إذ لا يمكن لشعب أن ينهض على أسس مستعارة، ولا لأمة أن تنهض بلغة غيرها. فحين تكون اللغة الأجنبية هي لغة التعليم والبحث والعمل، فإننا نخلق فجوة بين الإنسان وهويته، ونصنع أجيالًا تفكر بلغة الغير، وتحلم بما لا يشبه بيئتها، وتنتج لمن لا يشبهها.
اللغة العربية اليوم تمتلك المقومات التي تؤهلها لأن تكون لغة العصر، فهي لغة ذات جذور فكرية وفلسفية عميقة، وقد أثبتت قدرتها عبر قرون على استيعاب العلوم والفلسفات، من الطب والفلك إلى الرياضيات والمنطق. وقد استطاعت أن تكون لغة العلم في عصور ازدهار الحضارة الإسلامية، عندما كانت بغداد وقرطبة والقيروان مراكز إشعاع معرفي للعالم أجمع، وما كانت تلك النهضة لتحدث لولا أن كان هناك وعي بأهمية اللغة في إنتاج المعرفة لا مجرد نقلها.
اليوم، نحن في مفترق طرق، إما أن نعيد للعربية دورها المركزي في بناء الإنسان العربي، أو نستمر في التبعية المعرفية التي تحول دون امتلاك زمام المستقبل. إن الحديث عن تعريب التعليم، وتوطين المعرفة، ليس مجرد شعار، بل هو مشروع سيادي عميق يرتبط بالاستقلال الحقيقي، ويحرر العقل من الارتهان الثقافي. فالمعرفة حين تُستورد بلغة أخرى، تأتي محمّلة بثقافة الآخر، بقيمه، وبتصوراته عن الإنسان والعالم. وإذا لم نكن حذرين، فإننا لا نأخذ منها فقط أدوات العلم، بل نأخذ معها ملامح التبعية والتنازل عن الذات.
وتمكين اللغة العربية يتطلب منظومة متكاملة، تبدأ من الطفولة، حيث تُزرع في الطفل محبة لغته لا باعتبارها مادة دراسية؛ بل هوية وكرامة. وتمتد إلى الجامعات، حيث يجب أن تُقدَّم العلوم بالعربية مع دعم البحث والترجمة والتأليف. ولا بُد أن تكون بيئة العمل والمؤسسات الرسمية نموذجًا في اعتماد اللغة العربية، ليس من باب الالتزام الشكلي، بل باعتبارها لغة الكفاءة والاحتراف.
أما في المحافل الدولية، فالتحدث بالعربية، حتى لمن يُجيدون غيرها، هو موقف وطني، ورسالة رمزية تقول: "نحن نحترم أنفسنا كما نحترمكم، ونخاطبكم بلغتنا كما تخاطبوننا بلغاتكم." إن هذا الموقف لا يُقلل من القيمة، بل يرفع من مكانتنا، لأن الأمم القوية لا تتنازل عن لغاتها، بل تُصدّرها، وتربط بها منتجاتها، ومعرفتها، وصورتها في الوعي العالمي.
خلاصة القول.. إن اللغة ليست ترفًا ثقافيًا، بل خيار استراتيجي. والحديث عن التنمية لا يكتمل من دون الحديث عن اللغة. والهوية لا تُبنى بلغة مستعارة. وإذا أردنا أن نكون أمةً حرةً، واثقةً، قادرةً على المشاركة في تشكيل ملامح المستقبل، فعلينا أن نعيد الاعتبار للغتنا، لا بوصفها موروثًا، بل باعتبارها أداة للتمكين، ومفتاحًا للنهضة، وصوتًا نُعبّر به عن رؤيتنا في عالم لا يحترم إلا من يحترم نفسه.
لنرفع قيمة اللغة العربية في مدارسنا، وجامعاتنا، ومؤسساتنا، ومؤتمراتنا، ونحملها معنا إلى كل مكان، لأنها ليست مجرد كلمات؛ بل راية سيادة، ودليل وعي، وطريق كرامة.