شدد رئيس الوزراء السوداني السابق عبد الله حمدوك في مقابلة مع "الشرق"، الأحد، على أنه لا حل عسكرياً للأزمة في السودان، مشيراً إلى أن الحل يجب أن يقوم على التفاوض والتشاور بين السودانيين، كما كشف عن وجود اتصالات مع قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان، معرباً عن أمله في أن تتوج تلك الاتصالات بـ"لقاء قريب لدفع جهود حل الأزمة السودانية".



وقال حمدوك الذي كان يترأس وفداً لتنسيقية "تقدم" في مقابلة مع "الشرق" على هامش مشاركته في القمة الإفريقية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إن اللقاءات التي عقدها على هامش القمة مع مختلف المسؤولين الأفارقة والغربيين، أتاحت الفرصة لشرح القضية السودانية وتقديم تصور متكامل لرؤية التنسيقية لحل الأزمة السودانية.

وأضاف في حديثه مع "الشرق" قائلاً: "نعتقد جازمين أنه ليس هناك حل عسكري للأزمة، والحل يجب أن يكون متفاوضاً عليه، ويبدأ بتشاور واسع بين السودانيين".

وتابع أن هذا الحل يجب أن يتم "ضمن ما سميناه الاجتماع التأسيسي الذي يضم القوى الديمقراطية التي تسعى لإيقاف الحرب واستعادة التحول المدني الديمقراطي".

ورجح أن يعقد المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، الذي سبق تأجيله لأكثر من مرة، الشهر المقبل.

ويعيش السودان قتالاً مدمراً بين قوات الدعم السريع، والجيش السوداني، منذ منتصف أبريل الماضي، ما أسفر عن تداعيات كارثية على المستويين السياسي، والاقتصادي، بالإضافة إلى دمار واسع في البنية التحتية، وتردي المنظومة الصحية، وتهديد الأمن الغذائي للملايين من المواطنين.

وتسبب النزاع بكارثة إنسانية، إذ يحتاج حوالى 25 مليون شخص، أي ما يعادل أكثر من نصف السكان، إلى المساعدات، بينهم نحو 18 مليوناً يواجهون انعداماً حاداً للأمن الغذائي، وفق بيانات الأمم المتحدة.

"شبح المجاعة يخيم على البلاد"
وفي هذا الصدد، أشار حمدوك إلى أنه "وجد آذانا صاغية" من كل القادة الذين التقاهم على هامش القمة الإفريقية، مؤكداً أن السودان يمر "بأزمة كارثية في كل شيء"، كما حذر من أن "شبح المجاعة يخيم على كل البلاد".

وقال "أوصلنا لهم ذلك، وطالبنا بضرورة إيصال المعونات الإنسانية لكل السودانيين من كل المداخل، وجدنا تجاوباً كاملاً واستجابة من القادة الأفارقة، ومن خارج القارة لهذا الطرح".

وحذّرت منظمة الصحة العالمية الأسبوع الماضي من أن مناطق نزاع في السودان معرضة لخطر مجاعة "كارثية" بين أبريل ويوليو، وهي "فترة عجاف" بين موسمَي الحصاد، في وقت يكافح الملايين هناك من أجل إطعام أنفسهم.

وخلال الفترة العجاف، أي الفترة التي تسبق الحصاد مباشرة، والتي تستنفد فيها الحبوب من المحصول السابق، ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير مع انخفاض المخزونات.

ويتعرض الأطفال الذين يعانون نقصاً في التغذية لخطر متزايد للوفاة، بسبب أمراض مثل الإسهال والالتهاب الرئوي والحصبة، خصوصاً في سياق يفتقرون فيه إلى خدمات صحية حيوية.

ومن المرتقب أن تعقد فرنسا مؤتمراً دولياً لتسليط الضوء على هذه "الأزمة الخطيرة للغاية"، منتصف أبريل المقبل، وقال وزير الخارجية ستيفان سيجورنيه ينبغي أن يتيح المؤتمر جمع التمويل اللازم للسودان.

ووجهت الأمم المتحدة وشركاؤها نداءً لجمع 4,1 مليار دولار في 7 فبراير للاستجابة للاحتياجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً للمدنيين، بما في ذلك أكثر من 1.6 مليون شخص اضطروا إلى الفرار إلى البلدان المجاورة.

اتصالات مع البرهان
وكشف حمدوك عن وجود اتصالات مع كل من قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، الذي قال إنه التقى به في أديس أبابا في وقت سابق، ووقع إلى جانبه على "إعلان أديس أبابا".

وأشار من جهة أخرى، إلى أنه ما زال يتواصل مع قائد الجيش، وقال "نتمنى ونطمح لأن يستجيب لأن نلتقي معه للتشاور في حل هذه الأزمة التي طالت، والمتضرر الأساسي منها هو المواطن السوداني"، وأكد حمدوك وجود اتصالات هاتفية مع البرهان، وأضاف "أعتقد أنه من الممكن أن تثمر عن لقاء مباشر بيننا".

وعن الأسباب التي أدت إلى تأجيل المؤتمر التأسيسي لتنسيقية "تقدم"، أوضح حمدوك "نحن أحرص ناس على قيام هذا المؤتمر، لأنه سيعمل على ترتيب أوضاع السودان، لكن في نفس الوقت ليس من أهدافنا أن نعقد مؤتمراً بأي شكل".

وأضاف في حديثه لـ"الشرق" أن التنسيقية ترغب في عقد "مؤتمر ناجح تتوفر له المشاركة الواسعة" وتابع "نحن نعمل في ظروف وتحديات كبيرة جداً، لذلك التحضير الجيد والصبر على هذه المسألة، حتى يأتي المؤتمر بمشاركة واسعة، وينجح في معالجة القضايا الأساسية للسودان".

واعتبر حمدوك أن التنسيقية تطمح لأن يعقد المؤتمر في الشهر المقبل، وقال "نؤكد تماماً أننا حريصون على عقد هذا المؤتمر، وليس هناك أي أسباب تحول دون ذلك سوى الحرص على التحضير الجيد لنخرج بالنتائج المرجوة التي تستجيب لتطلعات السودانيين".

 

أديس أبابا- الشرق  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: أدیس أبابا

إقرأ أيضاً:

الذهب يستقر والدولار يكافح مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط

"رويترز": استقر الذهب اليوم الأربعاء بعد انخفاضه في الجلسة السابقة مع تحسن معنويات المستثمرين للإقبال على المخاطرة في أعقاب وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وإيران، بينما تحول التركيز إلى بيانات اقتصادية أمريكية تصدر لاحقا هذا الأسبوع.

ولم يشهد الذهب في المعاملات الفورية تغيرا يذكر ليستقر عند 3325.56 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوعين أمس الثلاثاء.

وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.2 بالمئة إلى 3339.30 دولار. وقال جيوفاني ستونوفو المحلل لدى يو.بي.إس "السبب في تخلي الذهب عن مكاسبه السابقة اليوم يرجع إلى انخفاض حدة التوتر في الشرق الأوسط وتراجع الحاجة إلى أصول الملاذ الآمن. ومع ذلك، فإن الغموض بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني من المرجح أن يجعل المستثمرين يفضلون الاحتفاظ ببعض الذهب".

ويكافح مؤشر الدولار للصعود مجددا بعدما زادت وتيرة الإقبال على المخاطرة من قبل المستثمرين بعد إعلان وقف القتال. ومن شأن تراجع الدولار جعل المعدن النفيس المسعر بالعملة الأمريكية أكثر جاذبية لحائزي العملات الأخرى.

وأظهر تقرير أن بنوك مركزية عالمية تتطلع إلى الابتعاد عن الدولار والاعتماد أكثر على الذهب واليورو واليوان الصيني لتأمين احتياطياتها وسط الاضطراب الجيوسياسي.

ويعد الذهب من أصول الملاذ الآمن في أوقات الاضطرابات ويميل إلى الازدهار في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

ينصب تركيز السوق الآن على بيانات الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي للربع الأول المقرر صدورها غداً الخميس، والتي ستقدم دلائل قوية على وتيرة النمو الاقتصادي.

وفي يوم الجمعة، سيتحول الاهتمام إلى تقرير نفقات الاستهلاك الشخصي الذي يحظى بمتابعة وثيقة، وهو مقياس التضخم المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي.

وقال ستونوفو إنه إذا جاءت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي منخفضة، فإن الضغط على مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) لخفض أسعار الفائدة سيزداد مما يدعم الذهب.

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول لأعضاء الكونجرس الثلاثاء إن الرسوم الجمركية المرتفعة قد تبدأ في رفع التضخم هذا الصيف.

في الوقت نفسه، أظهرت البيانات تدهور ثقة المستهلكين الأمريكيين بشكل غير متوقع في يونيو .

وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبطت الفضة في المعاملات الفورية 0.6 بالمئة إلى 35.70 دولار للأوقية وانخفض البلاتين 1.7 بالمئة إلى 1294.06 دولار ونزل البلاديوم اثنين بالمئة إلى 1044.92 دولار.

الأسهم العالمية

وكافح الدولار لاستعادة قوته اليوم الأربعاء في وقت يقبل فيه المستثمرون على المخاطرة بعد وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وإيران.

وانتعشت الأسواق وارتفع مؤشر الأسهم العالمية لمستوى قياسي خلال الليل،

وكانت تحركات العملات أكثر هدوءا في آسيا اليوم الأربعاء إلا أن اليورو ظل قريبا من أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2021 وبلغ في أحدث التداولات 1.1614 دولار.

وهبط الجنيه الإسترليني 0.03 بالمئة إلى 1.3614 دولار، أما الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر فارتفع بشكل حاد في الجلسة الماضية وصعد في أحدث التداولات 0.1 بالمئة إلى 0.6496 دولار. وتقدم الدولار النيوزيلندي 0.33 بالمئة إلى 0.6027 دولار.

وقال جوزيف كابورسو رئيس قسم الاقتصاد الدولي والمستدام في بنك الكومنولث الأسترالي "السوق تغض الطرف عن بعض المخاطر السلبية... الأمر الذي أفهمه هو أن هذه المشكلة لم تنتهِ بالكامل، مما يعني أنها ربما تعود لتكون محركا لأسعار السلع وأسواق العملات مرة أخرى".

واستقر الفرنك السويسري عند 0.8052 للدولار بعدما سجل أعلى مستوى له في 10 سنوات ونصف السنة اليوم.

وتراجع الين 0.1 بالمئة إلى 145.03 للدولار. وأظهر ملخص للآراء في اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في يونيو اليوم أن بعض صانعي السياسات دعوا إلى إبقاء أسعار الفائدة ثابتة في الوقت الحالي بسبب ضبابية تداعيات الرسوم الجمركية الأمريكية على الاقتصاد الياباني.

ومقابل سلة من العملات، لم يشهد مؤشر الدولار تغيرا يذكر ليبلغ 97.97.

وعززت مجموعة من البيانات الاقتصادية الأمريكية التي جاءت أضعف من المتوقع في الأسابيع الماضية من توقعات خفض الفائدة الأمريكية هذا العام، وتشير العقود الآجلة إلى تيسير نقدي بما يقرب من 60 نقطة أساس بحلول ديسمبر.

مقالات مشابهة

  • الذهب يستقر والدولار يكافح مع انحسار التوترات في الشرق الأوسط
  • الما عندو حمدوك يشتريلو حمدوك!
  • جلسة مفتوحة لمجلس الأمن لمناقشة الأزمة السودانية والأستماع لإحاطة من ممثل الأمين العام
  • “تضامن السودان حكومة وشعباً”.. رئيس مجلس السيادة يجري اتصالا هاتفيا مع أمير دولة قطر
  • السودان: كامل إدريس يعيّن وزيرين جديدين للدفاع والداخلية
  • الغرب بين الدبلوماسية والتردد.. لماذا يخشى مواجهة جذور الأزمة في الشرق الأوسط؟
  • المؤتمر: اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل خطوة نحو تهدئة إقليمية شاملة
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • البرهان يتخذ خطوة.. وينجح في نزع فتيل الأزمة بين رئيس الوزراء وحركات “سلام جوبا”
  • “القسام” تعلن قصف موقعا عسكريا صهيونيا شرقي خان يونس