يخدم وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ومن ثم إيجاد حل سياسي شامل للاحتلال الإسرائيلي، أهداف الاتحاد الأوروبي على مستويات الأمن والنفوذ والمصداقية، إذ يتوافق مع قيم الاتحاد، بحسب الباحث البريطاني إتش هيلير في تحليل بـ"مركز مالكوم كير-كارنيجي للشرق الأوسط".

وأضاف هيلير، في التحليل الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أنه "مع احتدام الحرب بغزة في الجور الجنوبي لأوروبا، يتعين على الاتحاد الأوروبي كمؤسسة، وأوروبا كقارة، أن يدركوا أن هذا الوضع يشكل تهديدا أمنيا لقارتنا".

وأوضح أن "الصراع في غزة لم يعد يقتصر على القطاع، حيث قُتل ما بين 25 ألفا و30 ألف فلسطيني، معظمهم من المدنيين، نتيجة القصف الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي".

و"الحدود المتوترة بين لبنان وإسرائيل، واحتمال أن يجر الإسرائيليون "حزب الله" ولبنان إلى صراع أوسع، كما تواجه القدس الشرقية والضفة الغربية أزمة كبيرة؛ بسبب الاحتلال الإسرائيلي والعنف الذي يمارسه المستوطنون؛ مما أدى إلى مقتل مئات الفلسطينيين، بالإضافة إلى هجمات الحوثيين في اليمن عبر البحر الأحمر، والصراع المتصاعد بين إيران والولايات المتحدة"، بحسب هيلير.

وتابع: "كل هذا قريب من قبرص على الجهة الجنوبية للاتحاد الأوروبي، ويبعد قليلا عن اليونان، وما لا يقل عن نصف الدول التي تندرج ضمن سياسة الجوار الأوروبية، الجزائر وأرمينيا وأذربيجان وبيلاروسيا ومصر وجورجيا وإسرائيل والأردن ولبنان وليبيا ومولدوفا والمغرب وسوريا وفلسطين وتونس وأوكرانيا، قد تتأثر بما يحدث".

اقرأ أيضاً

ناميبيا تُذكِّر ألمانيا بماضيها وترفض دعمها للإبادة الإسرائيلية في غزة

صراع أكثر إقليمية

"قد نحاول أن نعيش في وهم أن ما يحدث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يبقى في المنطقة، لكن الواقع مختلف. وإذا أصبح الصراع في غزة أكثر إقليمية، فقد تنجر أوروبا إلى دورات من التصعيد ستدفع ثمنها باهظا"، كما حذر هيلير.

وأردف: "كما تواجه أوروبا مشكلة إضافية، وهي من صنعها، وتتعلق بمصداقيتها في التعامل مع دول في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، حيث يسود الغضب والمعارضة على نطاق واسع للقصف الإسرائيلي لغزة".

وأكد "تضرر مصداقية أوروبا بشكل خاص، والغرب بشكل عام، على المستوى الدولي بسبب فشلها في دعم القانون الدولي والنظام العالمي العادل".

و"بالنسبة لأغلب دول العالم، فإن هجمات حركة حماس في 7 أكتوبر الماضي جاءت على خلفية الاحتلال الإسرائيلي القائم للأراضي الفلسطينية منذ عقود من الزمن"، وفقا لهيلير.

اقرأ أيضاً

ميدل إيست آي: زعماء أوروبا مستمرون بدعم الإبادة الجماعية في غزة.. ما السبب؟

انقسام حول فلسطين

هيلير قال إنه "على الرغم من اختلاف هذه التحديات، إلا أن هناك حلا موحدا لمعالجتها، وهو أن تتعامل أوروبا مع مثل هذه المواقف عبر التمسك بقيمها الخاصة. وهذا لن ينجح فقط فيما يتعلق بأهداف الاتحاد المعلنة، بل يتماشى أيضا مع المصالح الأوروبية على المستوى الدولي".

ولفت إلى أن "أهداف الاتحاد تتجلى في المادة الثالثة من معاهدة لشبونة، التي تدعم بوضوح حقوق الإنسان وسيادة القانون، ليس فقط في الداخل بل وأيضا في العالم أجمع. لكن هذا النفوذ معرض للخطر اليوم، فالاتحاد منقسم حول فلسطين".

وشدد على أن "تبني سياسة متسقة للاتحاد تتماشى مع القيم الأوروبية، والتي تتضمن دعم القانون الدولي، يعني دفعا أكثر عالمية نحو وقف دائم لإطلاق النار في غزة، بما يخدم جهود التوصل إلى حل سياسي شامل ينهي الاحتلال الإسرائيلي".

اقرأ أيضاً

منتقدا رفض نتنياهو حل الدولتين.. بوريل: هل تحترم إسرائيل القانون الدولي؟

المصدر | إتش هيلير/ مركز مالكوم كير-كارنيجي للشرق الأوسط- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: حرب غزة إسرائيل أوروبا الاحتلال أمن نفوذ فی غزة

إقرأ أيضاً:

اليونيسف: لا نطالب بالمستحيل في غزة بل بتطبيق القانون الدولي

الجديد برس| أكد المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كاظم أبو خلف، أن الكوادر الطبية في قطاع غزة تعمل تحت ضغط شديد، في ظل نقص حاد بالأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة الى انقطاع الكهرباء وشح الوقود اللازم لتشغيل الأجهزة والمعدات الطبية في المستشفيات. وقال أبو خلف في تصريحات نشرها الموقع الرسمي للمنظمة، اليوم السبت، إن الأمم المتحدة لا تطالب بالمستحيل في قطاع غزة، بل تطلب فقط تطبيق القانون الدولي، الذي يكفل للمدنيين الحق في العلاج والحياة والتنقل، مضيفا: “إذا تركت غزة في هذا الوضع، فإننا نواجه كارثة إنسانية لن تمحى آثارها لعقود”. وأشار إلى أن هناك حالات إنسانية حرجة من الأطفال والنساء وكبار السن تموت يوميا بسبب عدم القدرة على تلقى الرعاية الطبية المناسبة، موضحا أن الوضع لا يمكن إصلاحه بالمساعدات فقط، وإنما يتطلب خطة شاملة لإعادة بناء الاقتصاد وتشغيل وفتح المعابر بشكل مستقر يسمح بدخول البضائع والوقود والمستلزمات الطبية. وأضاف أبو خلف أن المنظومة الصحية في قطاع غزة تعرضت لانهيار شبه كامل جراء القصف الإسرائيلي المتواصل والحصار، مشيرا إلى أن عدد المستشفيات التي كانت تعمل قبل الحرب في القطاع 36 مستشفى، إلا أن هذا الرقم انخفض إلى نحو 18 مستشفى فقط، معظمها يعمل بقدرة تشغيلية جزئية لا تتجاوز 50% من طاقتها وأن أكثر من 10500 جريح فلسطيني يحتاجون إلى الخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج العاجل في الخارج، لكن معدل إخراج الحالات لا يزيد على حالتين فقط يوميا. وتابع أنه “إذا استمر الحال على هذا الوضع فنحن بحاجة إلى أكثر من 13 عاما لإتمام خروج جميع المصابين للعلاج”.

مقالات مشابهة

  • ينشأ بموجب قانون جديد.. أهداف المجلس الأعلى لتخطيط وتشغيل القوى العاملة
  • باحث في العلاقات الدولية: ما يحدث بغزة مثال صارخ على النهج الإسرائيلي اللاإنساني
  • نائب بريطاني: أوروبا خارج المفاوضات العالمية ولا تعلم كيف تتعامل مع المسلمين الجدد
  • اليونيسف: لا نطالب بالمستحيل في غزة بل بتطبيق القانون الدولي
  • غويري متحدثا عن اختيار شرقي فرنسا: “لدينا لاعبون بجودة عالية لتحقيق أهداف كبيرة”
  • أسهم أوروبا تتجه لتحقيق مكاسب لسادس أسبوع على التوالي
  • مركز القدس للدراسات: إسرائيل تستغل الدعم الدولي وتقتـ ل الفلسطينيين أمام العالم
  • مصطفى بكري: المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين مستمر
  • عضو دفاع الشيوخ: موجة ضمير أوروبية تلاقى حراكًا مصريًّا ثابتًا لنصرة الفلسطينيين
  • تصعيد بريطاني ضد الاحتلال الإسرائيلي على وقع تفاقم المأساة في غزة