لماذا تحول الموقف الغربي تجاه الأزمة السودانية؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
شهدت مواقف الولايات المتحدة والدول الأوروبية تجاه الحرب في السودان تحولًا جوهريًا خلال الفترة الأخيرة، مع تصاعد الأزمة الإنسانية وتفاقم انتهاكات حقوق الإنسان، إضافة إلى تزايد التدخلات الخارجية في الصراع الدائر. هذا التحول تمثل في تبني سياسات أكثر حزمًا بعد سنوات من التردد والتجاهل.
في 23 مايو 2025، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على الحكومة السودانية، متهمةً الجيش السوداني باستخدام غاز الكلور ضد قوات الدعم السريع.
لكن هذه الخطوة قوبلت بتشكيك واسع من داخل السودان. حيث قال السماني عوض الله، رئيس تحرير صحيفة "الحاكم نيوز"، في تصريحات لـ "الفجر"، إن القرار الأمريكي يحمل أبعادًا سياسية خطيرة ويهدف إلى كسر تقدم الجيش السوداني ميدانيًا.
السماني عوض اللهوأضاف عوض الله: "الولايات المتحدة تحاول التغطية على ما وصفه بـ'الفضيحة الكبرى' بعد أن ضبط الجيش صواريخ أمريكية وأسلحة متطورة في أحد مخازن الدعم السريع"، مشيرًا إلى أن واشنطن سارعت بفرض العقوبات لصرف أنظار الكونغرس الذي بدأ عدد من أعضائه يطالب بوقف بيع الأسلحة خوفًا من تسربها للمليشيات.
وأوضح عوض الله أن "القرار محاولة لإحياء منبر جدة الذي انتهت فاعليته بعد تراجع مليشيا الدعم السريع ميدانيًا، كما أنه شكل من أشكال الابتزاز السياسي للضغط على الحكومة السودانية للجلوس إلى طاولة المفاوضات".
اتهامات بلا أدلة ومقارنات بالعراقوفي السياق نفسه، اعتبر الطيب إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة "الطابية"، في حديث لـ "الفجر"، أن اتهام الجيش السوداني باستخدام أسلحة كيماوية هو "محاولة عبثية لتقويض انتصاراته"، مؤكدًا أن هذه المزاعم لا تستند إلى أي دليل ميداني أو قانوني.
الطيب إبراهيموقال إبراهيم: "التحقيق في مثل هذه القضايا يجب أن يتم عبر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، عبر فرق ميدانية، لكن الولايات المتحدة تجاهلت ذلك، واستندت فقط إلى تقرير منشور في نيويورك تايمز نقل عن مصادر مجهولة".
ولفت إلى أن هذا الأسلوب يعيد للأذهان سيناريو غزو العراق عام 2003، عندما تم تدمير البلد على خلفية معلومات خاطئة عن أسلحة دمار شامل. وأضاف: "السودان لا يمتلك هذه الأسلحة ولا يعرفها أصلًا، وهذه حيلة أمريكية معتادة".
الأزمة الإنسانية تتفاقم والمساعدات شحيحةفي موازاة التصعيد السياسي والعسكري، يعاني السودان من كارثة إنسانية متفاقمة، إذ تشير التقديرات إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد ملايين آخرين، بينما يعاني نصف السكان من انعدام الأمن الغذائي.
وفي أبريل 2024، دعت الولايات المتحدة المجتمع الدولي إلى زيادة المساعدات، لافتة إلى أن الاستجابة لنداء الأمم المتحدة لم تتجاوز 5%، ما يسلط الضوء على عمق المعاناة.
القلق من التمدد الروسي والإيراني في البحر الأحمرالتغير الغربي تجاه السودان لا يرتبط فقط بالوضع الإنساني، بل ينبع أيضًا من مخاوف جيوسياسية متصاعدة. فروسيا تسعى لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر، وتقدم مجموعة فاغنر دعمًا لقوات الدعم السريع، بينما تزود إيران الجيش السوداني بطائرات مسيرة، ما يزيد التوترات الإقليمية.
جهود أوروبية لتحريك المسار السياسيفي إطار التحركات الأوروبية، نظّمت المملكة المتحدة في أبريل 2025 مؤتمرًا دوليًا حول الأزمة السودانية، بحضور 20 دولة ومنظمة. ويهدف المؤتمر إلى إعادة السودان إلى دائرة الاهتمام الدولي، ووضع أسس لحل سياسي شامل ومستدام.
نحو ضغط دولي متصاعدفي ظل تداخل البعد الإنساني بالجيوسياسي، يبدو أن المرحلة المقبلة ستشهد تصاعدًا في الضغوط الدولية على الأطراف السودانية، بغية دفعها نحو تسوية سياسية تُنهي النزاع وتفتح الطريق أمام استقرار السودان والمنطقة المحيطة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السودان الازمة السودانية الحرب في السودان التدخلات الخارجية العقوبات الأمريكية الجيش السوداني الدعم السريع حميدتي غاز الكلور الأسلحة الكيماوية دارفور منبر جدة الكونغرس الأمريكي الأسلحة الأمريكية نيويورك تايمز الكارثة الانسانية الامن الغذائي البحر الاحمر روسيا ايران الطائرات المسيرة مجموعة فاغنر القاعدة الروسية مؤتمر لندن المملكة المتحدة الحل السياسي الضغوط الدولية الاستقرار الاقليمي
إقرأ أيضاً:
«الأمة القومي» يرحب بتصريحات ترامب بشأن الأزمة السودانية ويدعو لحل شامل
الحزب أكد تقديره لأي جهد دولي صادق يسهم في وقف الحرب واستعادة مسار السلام والتحول المدني الديمقراطي، مشددًا على أن أي مبادرة لحل الأزمة ينبغي أن تستند إلى الإرادة الوطنية الحرة، وتحظى بدعم دولي فعّال.
الخرطوم: التغيير
رحّب حزب الأمة القومي بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي أعلن فيها عزمه السعي نحو تسوية سلمية للأزمة السودانية، واصفًا إياها بأنها “خطوة إيجابية” تأتي في لحظة فارقة تمر بها البلاد.
وقال الحزب في بيان صحفي اليوم الخميس، إن هذه التصريحات تأتي في ظل استمرار الحرب التي تواصل حصد الأرواح وتفاقم المعاناة الإنسانية، فضلًا عن تأثيرها العميق على الاقتصاد الوطني وتهديدها للأمن والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها.
وأكد الحزب تقديره لأي جهد دولي صادق يسهم في وقف الحرب واستعادة مسار السلام والتحول المدني الديمقراطي، مشددًا على أن أي مبادرة لحل الأزمة ينبغي أن تستند إلى الإرادة الوطنية الحرة، وتحظى بدعم دولي فعّال، وتعكس تطلعات الشعب السوداني في سلام عادل وشامل، يؤسس للعدالة والمحاسبة وبناء دولة مدنية ديمقراطية تقوم على المواطنة والاستقرار.
ودعا حزب الأمة القومي المجتمع الدولي، وفي مقدمته الولايات المتحدة الأمريكية، إلى الاستماع لصوت السودانيين ومساندة خياراتهم الحرة، لا سيما أصوات الضحايا الذين يتحملون عبء الحرب وتبعاتها، من أجل الوصول إلى حل سياسي شامل يعالج جذور الأزمة، وينهي دوامة العنف والانقلابات، ويمهد الطريق نحو تعافٍ وطني وتنمية مستدامة.
وجدّد الحزب تأكيده على موقفه الثابت كما ورد في مشروعه للخلاص الوطني، معبّرًا عن أمله في أن تكون تصريحات ترامب بداية لتحول حقيقي في موقف الإدارة الأمريكية، يعكس التزامًا واضحًا بدعم تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة. كما أعلن انفتاحه على كل الجهود الدولية الجادة التي تسهم في إنهاء الحرب وصون وحدة السودان أرضًا وشعبًا.
الوسومالرئيس الأميركي دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية حزب الأمة القومي