محكمة بريطانية تنظر في الطعن الأخير لأسانج ضد قرار تسليمه للولايات المتحدة
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
تغيّب مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج الثلاثاء لأسباب صحية عن جلسة تنظر فيها المحكمة العليا في لندن في الطعن الأخير المقدم من قبله ضد قرار تسليمه للولايات المتحدة التي تسعى لمحاكمته بتهم تتعلق بنشر ملفات عسكرية ودبلوماسية سرية.
وقال إدوارد فيتزجيرالد محامي الدفاع عن أسانج في مستهلّ الجلسة إن أسانج الذي يحمل الجنسية الأسترالية والبالغ 52 عامًا "ليس بصحة جيدة اليوم" وإنه لن يحضر لا شخصيًا ولا عبر الفيديو.
وتطالب واشنطن بتسليمها أسانج بعدما وجهت له مرات عدة اتهامات بين الأعوام 2018 و2020 على خلفية نشر ويكيليكس في 2010 ملفات تتعلق بالحربين اللتين قادتهما الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان.
وأضاف فيتزجيرالد "إنه يُحاكَم بسبب انخراطه في ممارسة صحفية عادية تتمثل في الحصول على معلومات سرية ونشرها، وهي معلومات صحيحة وذات أهمية واضحة للعامّة".
ولدى وصولها قبل بدء الجلسة، شكرت ستيلا زوجة أسانج حشد المتظاهرين، قائلة "رجاء استمرّوا في الحضور، كونوا هنا من أجل جوليان ومن أجلنا، حتى يتم الإفراج عن جوليان".
وقالت "أمامنا يومان مهمّان. لا نعرف ما يجب توقّعه، لكن أنتم هنا لأن العالم يراقب".
وأضافت "لا يمكنهم الإفلات من العقاب. جوليان يحتاج إلى حريته ونحن جميعًا نحتاج إلى الحقيقة".
وتقترب الاجراءات القانونية المطولة في المحاكم البريطانية من نهايتها بعدما أتت قرارات قضائية متتالية في السنوات الأخيرة لغير صالح أسانج.
وإذا ما وافقت المحكمة على الطعن في ختام الجلسات المتوقع أن تستمر يومين، فستكون أمام أسانج فرصة أخرى لعرض قضيته أمام محكمة في لندن مع تحديد موعد لجلسة عامة.
أما إذا خسر الطعن فسيكون قد استنفد كل الطعون في المملكة المتحدة وسيدخل في عملية الترحيل علما بأن فريقه القانوني ألمح إلى أنه سيستأنف القرار أمام محاكم أوروبية.
وكانت زوجته ستيلا أسانج قد ذكرت أنه سيطلب من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان تعليق تسلميه موقتا في حال لزم الأمر، محذرة من أنه سيواجه خطر الموت في حال سُلّم للولايات المتحدة.
وقالت لهيئة "بي بي سي" الاثنين "يوم غد وبعد غد سيحددان ما إذا كان سيعيش أو سيموت، ومن الواضح أنه في وضع جسدي ونفسي صعب جدا".
وتعرض الرئيس جو بايدن لضغوط داخلية وخارجية لإسقاط 18 تهمة يواجهها أسانج في محكمة فدرالية في فرجينيا رُفعت في عهد سلفه دونالد ترامب.
ونددت وسائل إعلام كبرى ومدافعون عن حرية الصحافة والبرلمان الأسترالي بالمحاكمة التي تجري بموجب قانون التجسس الصادر في العام 1917 والذي لم يستخدم من قبل في قضايا متعلقة بنشر معلومات سرية.
طفح الكيلغير أن واشنطن تتمسك بالقضية وتقول إن أسانج وآخرين في ويكيليكس جندوا لها قراصنة واتفقوا معهم لإجراء "واحدة من أكبر عمليات الاختراق للمعلومات السرية" في تاريخ الولايات المتحدة.
وأسانج موقوف في سجن بلمارش الشديد الحراسة بجنوب شرق لندن منذ أبريل 2019. وأوقف بعد سبع سنوات أمضاها في سفارة الاكوادور في لندن.
وفر إلى السفارة ليتجنب تسليمه للسويد حيث واجه اتهامات باعتداء جنسي أسقطت فيما بعد.
ومنعت المحكمة العليا ترحيله لكنها عادت عن القرار في استئناف في 2021 بعدما تعهدت الولايات المتحدة عدم إيداعه سجنها الأكثر حراسة "إيه دي أكس فلورنس".
وتعهدت أيضا عدم إخضاعه لنظام قاس يعرف بـ"تدابير إدارية خاصة".
في مارس 2022 رفضت المحكمة العليا البريطانية الإذن بتقديم طعن معتبرة أن أسانج فشل في "طرح نقطة قانونية قابلة للنقاش".
وبعد أشهر على ذلك وقعت وزيرة الداخلية البريطانية السابقة بريتي باتل رسميا على مذكرة تسلميه، لكن أسانج يسعى الآن للحصول على إذن لمراجعة هذا القرار وحكم الاستئناف لعام 2012.
وإذا أدين في الولايات المتحدة فإنه سيواجه عقوبة قصوى تصل إلى 175 عاما في السجن.
وقالت رئيسة تحرير موقع ويكيليكس كريستين هرافنسون لصحفيين الأسبوع الماضي إن التحذيرات الواردة في الوعود الأميركية تعني أنها "لا تستحق الورق الذي كتبت عليه".
وفي اليوم نفسه ندد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي بالملاحقات القانونية المستمرة منذ سنوات في حق أسانج قائلا "طفح الكيل".
وجاء ذلك بعد موافقة البرلمان الاسترالي على مقترح يدعو إلى وقف محاكمته.
ولأسانج طفلان من زوجته ستيلا، المحامية التي التقى بها عندما كانت تعمل على قضيته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
دعوات بريطانية لمعاقبة مسؤولي مؤسسة غزة الإنسانية.. تحويل الجوع إلى سلاح
تقدمت "المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا" بطلب رسمي إلى وزارة الخارجية البريطانية تطالب فيه بفرض عقوبات بموجب "نظام ماغنيتسكي العالمي للعقوبات على منتهكي حقوق الإنسان" لعام 2020، وذلك على خلفية جرائم مروعة ارتكبها عدد من مسؤولي مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) والمتعاقدين الأمنيين معها، بسبب تورطهم في عمليات قتل وإذلال بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
قائمة سوداء لمتورطين دوليين
الطلب الذي أودعته المنظمة البريطانية لدى الخارجية تضمّن قائمة أسماء مسؤولين كبار في المؤسسة، ومعهم رؤساء شركات أمنية خاصة متورطة، أبرزهم: جوني مور الابن (الولايات المتحدة)، ديفيد بابازيان (أرمينيا ـ مقيم في المملكة المتحدة)، لولك صامويل هندرسون (الولايات المتحدة)، ديفيد كولر (سويسرا)، جيمسون غوفوني، مدير شركة UG Solutions الأمنية المتعاقدة مع المؤسسة، فيليب "فيل" رايلي، مدير شركة Safe Reach Solutions.
المنظمة أوضحت، في بيان لها أرسلت نسخة منه لـ "عربي21"، أن هؤلاء الأشخاص متورطون في إدارة وتنفيذ مشروع "مؤسسة غزة الإنسانية"، التي أنشئت بدعم مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي بحسب ما ورد في التقارير الحقوقية "حولت المساعدات الإنسانية إلى أداة إذلال جماعي ومصيدة موت للمدنيين".
عسكرة المساعدات.. وتسييس الجوع
المنظمة شددت في وثيقتها المقدمة على أن القائمين على المؤسسة كانوا يدركون منذ اللحظة الأولى أن المشروع يستهدف "عسكرة المساعدات الإنسانية"، وتحويلها إلى وسيلة لخنق سكان القطاع، عبر تقويض دور الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المستقلة.
وقد أنشأت المؤسسة أربع نقاط توزيع داخل القطاع، تقع فعليًا تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتم تحويلها إلى مناطق عسكرية مغلقة. وعلى الأرض، كانت النتائج كارثية: أكثر من 600 مدني فلسطيني قتلوا، وأصيب أكثر من 4000 آخرين بجراح خطيرة، نتيجة إطلاق النار العشوائي من قِبل جنود الاحتلال والمتعاقدين الأمنيين على مدنيين جائعين اصطفوا في ممرات ضيقة طلبًا للطعام.
أدلة وشهادات موثقة
الطلب المقدم أرفق بتقارير من جهات دولية مستقلة، وشهادات ميدانية موثقة تؤكد فظاعة الانتهاكات. كما أبرزت المنظمة أنه لم يتم إصدار أي بيان إدانة من قبل مسؤولي المؤسسة رغم المجازر المتكررة، بل على العكس، صدرت تصريحات تنكر وقوع أي انتهاكات. هذا الصمت الرسمي ترافق مع عدم استقالة أي من المتورطين، ما يكشف ـ بحسب المنظمة ـ عن "إصرار ممنهج على مواصلة المشروع الدموي".
دعوة لحل المؤسسة ومحاسبة المسؤولين
المنظمة طالبت الحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بالتحرك الفوري لحل مؤسسة GHF، وإعادة الاعتبار لدور مؤسسات الأمم المتحدة المعنية في تقديم الإغاثة الإنسانية. كما أكدت أنها تتابع تحركها القانوني بالتنسيق مع شركاء دوليين من أجل ملاحقة جميع المسؤولين أمام محاكم دولية وفي دول أخرى، تطبيقًا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
واختتمت المنظمة بيانها بالتشديد على أن "استغلال حاجة الجائعين وتحويل المساعدات إلى أداة للقتل يُعدّ جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس، ويجب أن يُحاسب من تورطوا في هذا المشروع الإجرامي مهما كانت مناصبهم أو جنسياتهم".
تأتي هذه التطورات في وقت تزداد فيه الضغوط الحقوقية الدولية على إسرائيل وحلفائها بسبب الجرائم المرتكبة في قطاع غزة، وسط تدهور غير مسبوق في الوضع الإنساني بعد أكثر من 21 شهرًا من الحرب والحصار.