أطباء بلا حدود تحذر من تنفيذ أي عملية عسكرية في رفح
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
حذرت منظمة "أطباء بلا حدود" من تنفيذ أي عملية عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية جنوبي قطاع غزة، مشيرة إلى أن العواقب لا يمكن تصورها.
جاء ذلك على لسان أفريل بنوا، المديرة التنفيذية للمنظمة في الولايات المتحدة، خلال مؤتمر صحفي عقدته مع مسؤولي عدة منظمات إغاثية دولية، يوم الثلاثاء، شمل منظمة اللاجئين الدولية ومنظمة "أوكسفام" ومنظمة العفو الدولية، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وقالت بنوا إن شن عملية عسكرية شاملة على رفح سيحولها إلى مقبرة، مشيرة إلى أن المدينة تأوي 1.4 مليون لاجئ فلسطيني في ملاجئ ومخيمات مكتظة بالسكان.
وتابعت: "رفح هي آخر خط يمكننا تقديم خدمات الرعاية الصحية والمساعدات الإنسانية لسكان غزة".
وقالت: "مهاجمة رفح تعني قطع شرايين الحياة عن الناس الذين فقدوا كل شيء في الحياة".
واستطردت: "يجب على الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأخرى أن تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة لأنه السبيل الوحيد لمنع مزيد من المعاناة هناك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أطباء بلا حدود عملية عسكرية إسرائيلية مدينة رفح منظمات إغاثية دولية
إقرأ أيضاً:
حرب السودان تخرج عن السيطرة
يبدو السودان اليوم كأنه يقف عند مفترق طرق خطير بعد التطورات التى شهدتها مدينة الفاشر هذا الأسبوع، فاستيلاء ميليشيا الدعم السريع على عاصمة شمال دارفور لم يكن مجرد انتصار ميدانى، بل تحول إلى مؤشر صادم على دخول البلاد مرحلة جديدة، تعيد إلى الأذهان السيناريو الليبى الذى تجمد سياسياً وعسكرياً طوال خمسة أعوام، وهكذا يجد السودان نفسه منقسماً فعلياً إلى كيانين، شرق يحتفظ بالمدن التاريخية الكبرى تحت سيطرة الجيش، وغرب واسع يضم دارفور وكردفان ويقع بالكامل تحت قبضة ميليشيا باتت تتحكم فى معظم إنتاج الذهب وما تبقى من النفط.
سقوط الفاشر المدينة التى كان يقطنها نحو مليون ونصف المليون إنسان، جاء بعد حصار تجاوز الـ500 يوم، وبسقوطها انتهى وجود الدولة السودانية عملياً فى دارفور، المدينة تعرضت خلال تلك الفترة لعزلة خانقة، منظمات الإغاثة منعت من دخول مخيمات النازحين مثل نيفاشا وزمزم تركت لمصيرها وشهدت الأحياء عمليات قتل وإعدامات ميدانية ودفناً جماعياً، كما طالت الاعتداءات المستشفيات وبيوت العبادة فى مشاهد وثقتها مجموعات تابعة للميليشيا نفسها.
هذه الانتهاكات لم تكن مجرد فوضى حرب بل عكست طبيعة مشروع عسكرى يتوسع بثبات ويستند إلى دعم إقليمى واضح، فسيطرة الميليشيا على غرب السودان لا تقتصر على الجغرافيا بل تمتد إلى ثروات حيوية من معادن وبترول، وتشمل إقليما يلتقى مع حدود جنوب السودان وإفريقيا الوسطى وليبيا وتشاد، وهى مناطق تجرى فيها صراعات نفوذ معقدة، وتشير المعطيات إلى أن تشاد باتت منصة لاستقبال الدعم العسكرى الخارجى، بينما وفرت إحدى الدول الإقليمية أسلحة متقدمة ومقاتلين أجانب لتعزيز قدرات هذه الميليشيا وجاء إعلان قائد الدعم السريع فى أبريل الماضى عن تشكيل حكومة موازية بعد مشاورات استضافتها كينيا ليضيف بعداً سياسياً صريحاً لما يجرى، فالحديث لم يعد عن ميليشيا تتحرك داخل حدود الدولة بل عن كيان يسعى لبناء سلطة موازية تمتلك السلاح والموارد والعلاقات الإقليمية، فى ظروف تعجز فيها الدولة المركزية عن استعادة زمام المبادرة.
وفى ظل هذا المشهد تبدو فرص الحسم العسكرى ضئيلة، وهو ما يدفع البلاد نحو حالة شبيهة بالوضع الليبى، واقع منقسم، وحدود رخوة وهدوء مضطرب يستند إلى موازين قوى وليس إلى حل سياسى، غير أن ما يزيد الصورة تعقيداً هو الطموح الأثيوبى فى استغلال هشاشة السودان بحثاً عن منفذ له على البحر الأحمر، وهو ما قد يجر أطرافاً إقليمية إضافية إلى الصراع، ويحول الوضع السودانى من حرب داخلية إلى مواجهة تتجاوز حدود الدولة.
خلاصة المشهد أن السودان يعيش لحظة إعادة هيكلة، ليس فى الخريطة فحسب بل فى توازنات القوى وعلاقات الإقليم، وبينما تتقدم الميليشيات وتتراجع الدولة يبقى المواطن السودانى هو الطرف الأكثر خسارة، يدفع ثمن حرب تدار فوق أرضه ومن حوله بينما يغيب أفق الحل وتتعاظم المخاطر يوماً بعد يوم.
اللهم احفظ مصر والسودان وليبيا