كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان
تاريخ النشر: 21st, February 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إن لشهر شعبان مكانة خاصة وعظيمة عند الله تعالى، وعند رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث كان يقوم لياليه خاصة النصف من شعبان بالصوم والصيام.
دار الإفتاء المصرية: السنة النبوية حثت على إحياء ليلة النصف من شعبانوأوضحت دار الإفتاء المصرية كيفية إحياء ليلة النصف من شعبان، مؤكدة أن السنة النبوية حثت على إحياءها؛ قائلة: عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا؛ فَإِنَّ اللهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ: أَلَا مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ؟ أَلَا مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ؟ أَلا مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ؟ أَلا كَذَا أَلا كَذَا؟ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ».
وقال شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": [أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله] اهـ. نقله عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (3/ 427، ط. الميمنية).
وقال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56-57، ط. دار الكتاب الإسلامي): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وذكرها في "الترغيب والترهيب" مفصلة. والمراد بإحياء الليل: قيامه. وظاهره الاستيعاب، ويجوز أن يراد غالبه] اهـ.
وقال الحافظ ابن رجب الحنبلي فى "لطائف المعارف" (ص: 137-138، ط. دار ابن حزم): [وليلة النصف من شعبان كان التابعون من أهل الشام؛ كخالد بن معدان، ومكحول، ولقمان بن عامر، وغيرهم، يعظمونها ويجتهدون فيها في العبادة، وعنهم أخذ الناس فضلها وتعظيمها.
كما أوضحت دار الإفتاء المصرية فضل شهر شعبان عند الله تعالى، مؤكدة أنه من الشهور المفضلة التي اختصها الله سبحانه وتعالى وميزه بمنزلة كريمة، ومكانة عظيمة، وقد كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يختص أيامه بالصيام؛ لكونها محلًّا لرفع الأعمال؛ فعن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت: يا رسول الله، لم أرك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ؛ فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ». أخرجه ابن أبي شيبة والبغوي في "المسند"، والنسائي في "السنن الصغرى" واللفظ له، والبيهقي في "فضائل الأعمال".
ومن أدلة القرآن الكريم على فضل ليلة النصف من شعبان، أضافت دار الإفتاء أنه ورد في القرآن الكريم أدلة كثيرة على فضل ليلة النصف من شعبان، قائلة: جاء في تفسير قوله تعالى: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ﴾ [الدخان: 4]: أنها ليلة النصف من شعبان؛ يبرم فيها أمر السَّنَة، وتنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاجّ؛ فلا يُزَاد فيهم أحد، ولا ينقص منهم أحد؛ كما نقل ذلك الإمام الطبري في "جامع البيان".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الإفتاء دار الإفتاء ليلة النصف من شعبان شهر شعبان النصف من شعبان إحياء ليلة النصف من شعبان إحیاء لیلة النصف من شعبان دار الإفتاء المصریة
إقرأ أيضاً:
عدية يس.. ما حقيقتها وهل لها أصل في السنة؟ | اعرف حكم الشرع
سورة يس من السور التي ارتبطت بوجدان المسلمين لِمَا ورد في فضلها من آثار واجتهادات، حتى لُقّبت سورة يس بـ "قلب القرآن" وكثيرون يرون أن المداومة على قراءتها سبب في البركة وتيسير الأمور وقضاء الحوائج، ولكن يتساءل كثيرون عن "عدية يس" وعن حقيقتها، وهل لها أصل صحيح؟ في السطور التالية نتعرف على قراءة عدية يس على الظالم.
هل عدية يس بدعة؟وفي السياق، قال الدكتور رمضان عبدالرازق، عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، في لقاء تلفزيوني سابق له، إنه لا أصل في الشرع عن عدية يس، مشيرا إلى أن استخدامها للضرر بشخص آخر غير حقيقي.
وأوضح الدكتور رمضان عبدالرازق، أن القرآن الكريم وسوره كلها جاءت بالخير ومن أجل مغفرة الذنوب، مشيرا إلى أن ورد في السير أن رسول الله قرأ سورة يس عند الخروج من المنزل عند الهجرة.
حكم قراءة عدية يس على شخصوفي هذا الإطار، قال الشيخ عويضة عثمان، أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، إن قراءة ما يسمى "عدية ياسين"، ليس لها أساس من الصحة، ولم يرد بشأنها شيء، ولكنها جارية على ألسنة الناس بأن يقرأونها على الشخص الظالم، ولكنها لا أساس لها دينيا.
وأضاف أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية، أن دعاء المظلوم مستجاب، فالله- سبحانه- يقبل دعاء المظلوم، فإذا ما ظلم الإنسان؛ له أن يدعو على ظالمه، أو أن يفوض أمره إلى الله، ويقول: "حسبنا الله ونعم الوكيل".
هل عدية يس حقيقية؟فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إن ما تسمى "عدية يس"، لا يجب قراءتها للإضرار بالناس ولكن يجب أن تقرأ سورة يس عدة مرات بقصد جلب الشفاء للمرضى وتيسير الأمور وهداية العباد وفك كروبهم.
وأضاف على جمعة، فى فتوى له على موقع دار الإفتاء، أن الله أمر بالعفو والصفح لقوله "فاعفوا واصفحوا حتى يأتى الله بأمره"، ويجب علينا أن نملأ قلوبنا بالحب والرحمة.
ما حكم عدية يس ؟وأشار إلى أن عدية "يس" لا تدرس في جامعة الأزهر، لافتًا إلى أنه لم يقرأها أحد من الأزهر وعلمائه أمامه قط.
وأوضح أن معنى قول "يس لما قرئت له" أى عندما يدعو الإنسان "يا رب ادخلنى الجنة، يا رب اعنى على حفظ القرآن" وما شابه ذلك، وأن من عنده حاجة من الله تعالى فليقرأ سورة يس "قلب القرآن" ثم يدعو الله تعالى.
حكم قراءة سورة يس للميتوعن حكم قراءة سورة يس للميت، أكدت دار الإفتاء المصرية، أن الشرع حث على قراءة القرآن الكريم على جهة الإطلاق، ومن المقرر أنَّ الأمر المطلق يقتضي عموم الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال، فلا يجوز تقييد هذا الإطلاق إلا بدليل، وإلا كان ذلك ابتداعًا في الدين بتضييق ما وسَّعه الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضحت الإفتاء، في فتوى منشورة عبر موقعها الرسمي، أن إطلاق الأمر بقراءة القرآن يشمل أيَّ سورة منه كالفاتحة والواقعة ويس وغيرها، وقد جاءت السُّنَّة بقراءة سورة يس على وجه الخصوص على الموتى، سواء عند الاحتضار، أو بعد الدفن؛ لِمَا لها مِن فضل عظيم ورجاء المغفرة للمتوفى.
ما حكم قراءة سورة يس عند دفن الميت ؟وكشفت دار الإفتاء عن أقوال عدد من الفقهاء حول فضل قراءة سورة يس للميت ومنهم:
عن مَعْقِل بن يَسَار رضي الله عنه أن النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قال: «اقْرَؤُوا يس عَلَى مَوْتَاكُمْ» أخرجه الأئمة: أحمد في "مسنده"، وأبو داود وابن ماجه في "سننيهما"، والبيهقي في "شعب الإيمان".
وقال الإمام القُرْطُبِي في "التذكرة" (ص: 286-287، ط. دار المنهاج): [وهذا يحتمل أن تكون هذه القراءة عند الميت في حال موته، ويحتمل أن تكون عند قبره] اهـ.
وقال الحافظ السُّيُوطِي في "شرح الصدور" (1/ 304، ط. دار المعرفة): [وبالأوَّل قال الجمهور كما تقدم في أوَّل الكتاب، وبالثاني قال ابنُ عبد الواحد المَقْدِسِي في الجزء الذي تقدَّمَت الإشارةُ إليه، وبالتعميم في الحالَتَيْن قال المُحِبُّ الطَّبَرِي مِن متأخِّرِي أصحابنا] اهـ.
وقال شيخ الإسلام ابن حَجَرٍ الهَيْتَمِي في "الفتاوى الكبرى" (2/ 27، ط. المكتبة الإسلامية): [أخَذَ ابنُ الرِّفْعَة وغيرُه بظاهِر الخبر... وتَبِعَ هؤلاء الزَّرْكَشِيُّ فقال: لا يَبْعُدُ على القول باستعمال اللفظ في حقيقته ومَجَازه أنه يُنْدَبُ قراءتها في الموضِعَيْن] اهـ.
ومِن السُّنَّة أيضًا أن يَقِفَ المُشَيِّعون للجنازة عند القبر بعض الوقت بعد دفن الميت والدعاء له؛ لِما جاء في حديث عثمان رضي الله عنه قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا فَرَغَ مِن دَفنِ المَيِّتِ وَقَفَ عليه فقال: «اسْتَغفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ التَّثبِيتَ، فإِنَّه الْآنَ يُسأَلُ» أخرجه الإمامان: أبو داود في "السنن"، والحاكم في "المستدرك" وصححه.
وفي السياق، قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، في حديث سابق عن فضل قراءة سورة يس للميت، إنها تفيده ولها فضل عظيم، كما أنها تنزل الرحمات والتجليات الإلهية بالمغفرة والرضا والرحمة على الميت، ولهذا الفضل العظيم يقرأ أهل الميت على موتاهم سورة يس، وهم يرجون من الله عز وجل أن ينال الميت حظا من فضل هذه السورة.
وأوضح الدكتور علي جمعة، خلال حديثه عن فضل قراءة سورة يس للميت، أن لبعض السور في القرآن فضلا يزيد على الفضل العام للقرآن، من أجل الترغيب في قراءتها، كما أن فضل قراءة سورة يس للميت يتضح في حث الرسول صلى الله عليه وسلم على قراءة القرآن للأشخاص بعد وفاتهم.
وأشار الدكتور علي جمعة، إلى أنه يجب عند قراءة القرآن التأدب بآداب التلاوة، وعدم الإخلال بالحروف، بالإضافة إلى الامتثال لقوله تعالي: «وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلًا» الآية 4 من سورة المزمل.