الحمل غير المخطط له بعد سن الأربعين.. كيف تتجاوزين مخاوفه؟
تاريخ النشر: 23rd, February 2024 GMT
على مشارف الأربعين أو بعد تجاوز عتباتها بسنوات قليلة، تشير الآراء الطبية إلى أن الحمل المخطط له فكرة غير صائبة للنساء، كما أن غالبية السيدات لا يرحبن بالحمل في هذه المرحلة العمرية، اكتفاء بما رزقن من بنين وبنات، وتقديرا للصحة العامة.
لكن ماذا عن الحمل غير المخطط له، تلك المفاجأة التي قد ترهق استقرار أسرة، ونمط حياة تم ترتيبه على مدار سنوات طويلة.
تبدأ الأعراض بانتفاخ في منطقة البطن، أو شعور بأعراض برد في المعدة، أو ربما بلا أعراض تماما، مثلما حدث مع "صفاء عبد الله" (42 عاما)، سيدة متزوجة منذ قرابة الـ15 عاما، رزقها الله بنتا وولدا، واكتفت بهما وقررت أن تبذل قصارى جهدها وزوجها في تربيتهما وتعليمهما.
لكن كان عدم انتظام الدورة الشهرية للسيدة الأربعينية لا يشكل هاجسا يدعو للتفكير، فهي تعلم طبيعة جسدها الذي يميل لصنع التكيسات على المبيضين، بالإضافة لاقترابها من سنوات انقطاع الطمث، لكن ما لم تتوقعه صفاء أن تخبرها الطبيبة أنها حامل والمفاجأة الكبرى أنها تحمل توأما.
الصدمة التي أصابت السيدة الأربعينية، بعد حملها غير المخطط له، تشير الدراسات إلى أنها متكررة بصورة متزايدة بين النساء اللاتي تخطين سن الأربعين، وبحسب البيانات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة، فإن ما يقرب من 4% من الأطفال الجدد يولدون لأمهات تجاوزت أعمارهن الـ40، وأكثر من 75% من حالات الحمل في هذه الفئة العمرية تكون غير مخطط لها.
أما في حالة هبة منصور، (39 عاما)، وبرغم أنها لم تكن بلغت الأربعين حين قررت الحمل، فإن موعد الولادة يتزامن مع دخولها تلك المرحلة العمرية، تقول "هبة" للجزيرة نت "أجريت كافة الفحوصات الطبية للاطمئنان إلى الحمل الصحي والمولود السليم، وقررت أن أخوض الرحلة من البداية، على أمل أتمنى أن يتحقق وأن أرزق بطفلة بصحة جيدة".
وأضافت "هبة" أنها تعلم كافة المخاطر وقرأت كثيرا عن الحمل في تلك السن قبل أن تتخذ هذه الخطوة، كما خضعت لفحص الجينات قبل الشهر الرابع وتأكدت أن الجنين سليم معافى وقررت الاستمتاع برحلة الحمل حتى الولادة.
الوصول لمرحلة الأربعينيات من العمر، يعني لدى أغلب النساء الوصول لمنطقة الأمان، فلا يمكن حدوث حمل في هذه السن حيث تنخفض مستويات الخصوبة مع منتصف الثلاثينيات، وتشير أغلب الحالات إلى أن الحمل في هذه المرحلة يحتاج إلى تدخل طبي وتكنولوجيا معقدة مختلفة عن الطريقة الطبيعية للحمل، هذا ما تعتقد فيه كثير من السيدات، ولكن هل هذه الأفكار صحيحة علميا؟
في فترة ما حول انقطاع الطمث، يحاول المبيضان مرة أخرى التكيف مع الوضع الطبيعي الجديد، لذا يصبحان في حالة نشاط زائد ويرسلان دفعات متفرقة من هرمون الإستروجين، لتحفيز إنتاج مجموعات من البويضات شديدة النشاط وإطلاقها في فترة الإباضة. والتحفيزات الشديدة لإنتاج بويضات إضافية تصبح هي السبب غالبا الذي يجعل التوائم غير المتماثلة هي الأكثر شيوعا في حالات الحمل في سن الأربعين.
كثير من النساء يحاولن التخفف من آلام وسائل منع الحمل، وآثارها الجانبية، فيلجأن بعد الوصول إلى سن الأربعين إلى إزالتها واللجوء إلى وسائل طبيعية، أو حساب فترات التبويض، ووفق الدكتورة أميمة إبراهيم، استشاري أمراض النساء والتوليد، فإن كثيرا من حالات الحمل بعد الأربعين التي تعرض عليها، تبدأ بمعاناة المريضة من أعراض انقطاع الطمث التي تشبه أعراض الحمل المتأخر.
"كيف سأبدأ من جديد"، تقول استشاري أمراض النساء، إن هذه هي الجملة الأولى التي تسمعها عندما تتفاجأ الزوجة بالحمل، بعض السيدات يتحمسن للإنجاب وإعادة تربية ورعاية الرضع، ولكن الأغلبية يشعرن بالخطر.
من أهم المخاطر التي تؤرق الأمهات الحوامل في تلك المرحلة العمرية هي الإصابة بسكري الحمل، وتسمم الحمل والولادة القيصرية وإنجاب طفل مصاب بمتلازمة داون، لكن لحسن الحظ يمكن السيطرة الطبية على كل تلك المخاطر بالتزام نظام صحي للتغذية والمتابعة الجيدة أثناء الحمل.
ولكن ماذا عن المخاطر النفسية والتي تزيد معدلاتها عن مثيلتها في الحمل الطبيعي، فبحسب دراسة نشرتها شبكة جاما العلمية عن الحمل غير المخطط وتأثيره على صحة الأم والطفل، في الولايات المتحدة الأميركية، أشارت النتائج إلى ارتفاع معدلات اكتئاب ما قبل وما بعد الولادة إلى 23% لدى الأمهات اللاتي يحملن بشكل غير مقصود بعد تجاوزهن منتصف العمر، وكان الحمل غير المقصود في عمر متأخر مرتبطا بشكل كبير بالنتائج الضارة للأمهات والرضع.
الدعم النفسي والمشاركة الأبوية من العوامل التي تقلل من خطر الاكتئاب على الأم والرضيع، خاصة مع مخاوف الاستنزاف والبدء من الصفر التي تشكل هاجسا لدى الأمهات.
تشير الدكتورة أسماء عفيفي، أخصائية الإرشاد النفسي، إلى أنه في حالات الإنجاب في سن متأخرة، والحمل غير المخطط له، تصاب المرأة بصدمة كبيرة تستمر معها حتى بعد الولادة، وقد تصيبها تلك الصدمة باضطرابات في الحمل وربما تهدد سلامتها وسلامة الجنين، لذا فإن الدعم النفسي ومشاركة الأهل والزوج والابتعاد عن إحباطها أو لومها أو السخرية منها، من أهم العوامل الرئيسية التي تنجيها من تلك المخاطر.
كما أضافت أسماء أن مشاركة الأبناء في تحمل المسؤولية قد يسهم في التقليل من العبء على الأم، كما يعلّم الأبناء المشاركة والتعاون مع الأم لرعاية الرضيع الجديد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المرحلة العمریة أثناء الحمل سن الأربعین الحمل فی إلى أن فی هذه
إقرأ أيضاً:
دليل شامل للبوتوكس.. من الفوائد إلى المخاطر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في عالم الجمال والعناية بالبشرة، يبقى البوتوكس واحدًا من أكثر العلاجات التجميلية شيوعًا وإثارةً للفضول. لكن، هل هو آمن؟ متى يُنصح البدء باستخدامه؟ وما الفرق بينه وبين الفيلر؟
تجيب طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ عن أبرز الأسئلة المتعلقة بعلاج البوتوكس في مقابلة خاصة مع موقع CNN بالعربية، فيما يتعلّق بفوائده، واستخداماته الطبية والتجميلية، ومخاطره المحتملة وكيفية الوقاية منها، لتقدّم صورة متكاملة عن عن علاج بات يُشكّل جزءًا أساسيًا من روتين الجمال لدى الكثيرين.
View this post on InstagramA post shared by Amany Sabbagh (@dr.amanysabbagh)
ما هو البوتوكس بالضبط، وكيف يعمل على عضلات الوجه؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: بداية أود أن أوضّح أنّ "بوتوكس" هو اسم العلامة التجارية وليس اسم المكوّن. إنها أول شركة أنتجت هذا العلاج، ومنذ ذلك الوقت أصبح الاسم يُستخدم لوصف هذا النوع من العلاجات، رغم أن هناك العديد من العلامات التجارية الأخرى المعتمدة والمستخدمة حول العالم. المادة الفعالة هي توكسين البوتولينوم، وهي بالفعل مادة سامة، لكنها تعمل على إرخاء العضلات، ما يؤدي إلى اختفاء التجاعيد، والحقن بجرعات عالية جدًا قد يكون خطيرًا بل وقاتلاً.
ما الفرق بين البوتوكس والفيلر؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: البوتوكس عبارة عن محلول مائي، عند حقنه وامتصاصه من قِبل العضلات، يؤدي إلى إرخائها واختفاء التجاعيد. أما الفيلر، فهو مادة هلامية يتم تشكيلها عند الحقن لتأخذ شكلاً معينًا، تضيف الحجم وتغيّر الشكل.
في أي عمر يُفضّل البدء بالبوتوكس؟ هل يُستخدم كوقاية أم كعلاج؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: يُفضّل البدء باستخدام البوتوكس عندما تتحول التجاعيد الديناميكية إلى ثابتة، أي عندما نبدأ برؤية الخطوط على الوجه أثناء الراحة. في هذه المرحلة، يمنع البوتوكس ترك التجاعيد لأثر دائم على البشرة. قبل ذلك، لا تكون الحاجة إليه ضرورية.
View this post on InstagramA post shared by Skin Society The Clinic (@skinsocietytheclinic)
كم يدوم مفعول البوتوكس؟ وما العوامل التي تؤثر عليه؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: عادةً ما نقول إن مفعوله يدوم بين 4 و6 أشهر. هناك عوامل عدّة تؤثر على استمراريته، منها: التمارين الرياضية، والطقس، والعوامل الوراثية، وغيرها الكثير.
هل يمكن أن يجعل البوتوكس مظهر الوجه "متجمداً" أو غير طبيعي؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: يعتمد ذلك على كمية المادة المحقونة ونقاط الحقن. فالجرعات العالية تعطي مظهرًا متجمّدًا، والحقن في أماكن غير مدروسة قد يؤثر على حركة العضلات الطبيعية في الوجه.
ما هي الآثار الجانبية أو المخاطر المحتملة لحقن البوتوكس؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: الخبر الجيد أنه عند استخدام توكسين البوتولينوم من طبيب موثوق، فإن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو هبوط في الجفن، وهو أمر نادر جداً.
أما في حال استخدامه من قبل أشخاص غير موثوقين، فقد يكون الأمر قاتلاً، لأن المواد المستخدمة في الأماكن غير المرخصة غالبًا ما تأتي من مختبرات غير موثوقة، وبالتالي لا يمكن ضمان تركيز المادة المحقونة.
هل البوتوكس مناسب لجميع أنواع البشرة وملامح الوجه؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: نعم، بالطبع! حقن توكسين البوتولينوم لا تتأثر بنوع أو لون البشرة.
View this post on InstagramA post shared by Amany Sabbagh (@dr.amanysabbagh)
هل يمكن استخدام البوتوكس لحالات طبية مثل الصداع النصفي أو التعرق الزائد؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: بالتأكيد! لكن فيما يخص الصداع النصفي، يجب التشخيص بدقة من قبل طبيب مختص قبل العلاج، لتفادي خيبة أمل المريض في حال لم يحدث أي تحسّن. رأيت العديد من الحالات التي تم تشخيصها بشكل خاطئ، مما سبب الإحباط للمريض.
أما بالنسبة للتعرق الزائد، فهو علاج فعال جدًا، لكنني أفضل البدء بحلول أبسط مثل الكريمات أو مزيلات العرق قبل اللجوء إلى الحقن. الاستشارة الطبية الدقيقة ضرورية قبل أي نوع من العلاج.
كيف يجب الاستعداد لجلسة البوتوكس؟ وهل من أمور يجب تجنبّها؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: يبدأ التحضير باختيار الطبيب المناسب، وهذه هي الخطوة الأهّم. يُفضل اختيار طبيب يتوافق مع الذوق الجمالي، لضمان نتائج مُرضية. أما بعد الحقن، فالعناية تعتمد على المناطق المحقونة، لكن لا توجد إجراءات معقّدة، وفترة التعافي تكاد تكون معدومة، حيث يمكن العودة إلى الروتين اليومي بسهولة.
هل الاستخدام المتكرر للبوتوكس يُضعف العضلات أو يزيد من التجاعيد على المدى الطويل؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: بالعكس! تتراجع التجاعيد بوضوح مع تكرار الجلسات، كما تقل احتمالية بقاء أي أثر دائم على الوجه. فالبوتوكس علاج فعّال للغاية، ويجب تخطيط الجلسات بعناية مع الطبيب لضمان أفضل النتائج واستمراريتها.
هل هناك علاقة بين البوتوكس ولقاحات كوفيد؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: نعم، هناك دراسات أظهرت أن لقاحات كوفيد أثرت على المناعة، وبالتالي على استجابة الجسم لأي نوع من الحقن. لكن بعد انتهاء جائحة كوفيد، لم تُستكمل الكثير من الدراسات في هذا المجال.
هل يمكن للرجال الاستفادة من البوتوكس؟ وهل تختلف احتياجاتهم؟طبيبة التجميل اللبنانية أماني صبّاغ: بالتأكيد! حوالي 25% من مرضاي هم من الرجال، وأتوقع أن تصل النسبة إلى 50% قريبًا. والهدف في العادة يختلف، فنحن لا نسعى لإزالة كل التجاعيد كما مع النساء، بل لإعطاء مظهر منتعش وغير متعب، خصوصًا للرجال الذين يتطلب عملهم الكثير من الساعات، أو أولئك الذين يتعرضون لأشعة الشمس القوية التي تُسرّع من شيخوخة الجلد.
لبنانتجميلنشر الجمعة، 13 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.