موقع النيلين:
2024-07-27@02:01:23 GMT

“اللي فات مات”… مصر وتركيا قوة إضافية للمنطقة

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT


اعتدنا في ثقافتنا العربية أن ندفن أي ماض، أو تجربة مؤلمة بمقولة “اللى فات مات”، كتعبير ضمني أننا نتخطى المشكلة، وننتقل خطوة جديدة، وكأن الذي كان لم يكن، وقد نزيد على المقولة بـ”احنا ولاد دلوقتي” أي يتم الحساب من الآن.
هذا ما حدث بين مصر وتركيا، فبعد خلاف عادت العلاقة التي لم تنقطع، لكنها تجمدت لفترة حتى “عادت المياه لمجاريها”، لذا اكتسبت زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى مصر، ولقاء رئيسها عبد الفتاح السيسي، بعد سنوات من القطيعة والخلاف، أهمية كبرى، لتشهد البلدان سعيا نحو إعادة ترميم العلاقات وبناء الشراكة، في ظل مرحلة جديدة، وقف خلف تحقيقها جهود دؤوبة بذلت بهدوء خلف الأبواب المغلقة.

بين مصر وتركيا كثير من المشتركات، فهما بلدان كبيران في العالم الإسلامي والشرق الأوسط، يجمعهما تاريخ مشترك، ليس على مدى عقود، إنما قرون، فيه من مناطق الفخار لمصر، مثلما به من مناطق الفخار لتركيا، وبه مساحات أخرى تشكل هي أيضاً جزءاً من المشترك التاريخي المعزز لعلاقات الحاضر.
فلو نظرت لمستوى السكان؛ فالحجم السكاني متقارب، ويضع البلدين في مراتب القوى الوسطى بالعالم، يعززه توجهاتهما السياسية البراغماتية.
لذا عادت العلاقات مرة ثانية كعلاقة بين دولتين، ونظامي حكم، ومؤسسات صنع السياسة الخارجية والأمن القومي، لا مصلحة لأي منهما في تغيير أوضاع داخلية لدى الآخر، وذلك كان هو جوهر موقف مصر على مدى السنوات الماضية، وهو السعي لضبط العلاقات في الأطر الرسمية.وأوجز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وكشف حقيقة الأوضاع، خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره التركي، عقب توقيع الإعلان المشترك حول إعادة تشكيل اجتماعات مجلس التعاون الستراتيجي بين مصر وتركيا، وقال: “ان البلدين تواجهان العديد من التحديات المشتركة؛ مثل خطر الإرهاب والتحديات، الاقتصادية والاجتماعية، التي يفرضها علينا الواقع المضطرب في المنطقة”.

وبدوره أظهر الرئيس التركي حقيقة الموقف، وقال: “نتقاسم مع مصر تاريخًا مشتركًا يزيد على ألف عام، وأملي الارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مستوى لائق، وتم رفع مستوى التعاون بين مصر وتركيا إلى مستوى مجلس التعاون الستراتيجي رفيع المستوى”.
وفي محاولة لوضع اليد على أهم ملفات المرحلة الحالية، فإن الملف الأهم حالياً هو الاقتصاد، الذي يستدعي تعزيز الاستثمار والمشروعات المشتركة، الاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية، وبناء الشراكة والمصالح التي تفرض استمرار العلاقات السياسية وتصونها.
إذ تعد مصر أكبر شريك تجاري لتركيا في القارة الإفريقية، فانقرة تعد أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية خلال العام 2023، بل كانت البوابة الأكثر انفتاحا لعودة العلاقات الرسمية بين البلدين.
وتعتبر تركيا بوابة مصر للأسواق الأوروبية، فكل من مصر وتركيا تدركان أهمية الثقل الجغرافي الستراتيجي لبعضهما البعض، وحققت معدلات التجارة البينية بين مصر وتركيا خلال عام 2022 زيادة غير مسبوقة منذ دخول اتفاقية التجارة الحرة بين البلدين حيز التنفيذ.
وبناء على ما سبق فإن عودة العلاقات المصرية- التركية هي قوة إضافية للشرق الأوسط في مواجهة موجات الأزمات العالمية، وقوة إضافية لنصرة غزة في وجه عدو صهيوني غاشم.

فبوجود مصر وتركيا والسعودية والإمارات والكويت والأردن وعُمان في خندق واحد معناه دحر العدو على مختلف الأصعدة وإعلاء لشأن الشرق الأوسط ومنطقتنا العربية.

بسام القصاص – صحافي مصري – السياسة الكويتية

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: بین مصر وترکیا

إقرأ أيضاً:

خلال اجتماعه مع السفير التركي.. الشهوبي يدعو إلى عودة الشركات التركية لاستئناف نشاطها في ليبيا

ليبيا – استقبل وزير المواصلات بحكومة تصريف الأعمال محمد سالم الشهوبي بمكتبه سعادة سفير جمهورية تركيا كوفين بيقيتش المعتمد لدى دولة ليبيا والوفد المرافق له.

وحضر اللقاء وفقاً للمكتب الاعلامي التابع للوزارة وكيل الوزارة لشؤون الديوان والنقل البحري وسام الادريسي ووكيل الوزارة لشؤون النقل الجوي خالد سويسي ورئيس مصلحة الطيران المدني محمد شليبك ومنسق العلاقات الدولية بمكتب الوزير علي القمودي ومدير مكتب التعاون الدولي بديوان الوزارة عادل بخيت .

حيث رحب الوزير بالسفير التركي مشيداً بعمق العلاقات بين البلدين من خلال التعاون الجاري في كافة المجالات وهنئه بمنصبه الجديد كسفير للجمهورية التركية في ليبيا متمنيا له كل التوفيق و النجاح .

كما لفت إلى استئناف رحلات الخطوط الجوية التركية من طرابلس الى اسطنبول وذلك بفضل الجهود التي بذلها فريق العمل المشترك، داعياً الى عودة الشركات التركية لاستئناف نشاطها في ليبيا ولاستكمال المشروعات المتوقفة وذلك للمشاركة في اعادة الاعمار في كافة المدن الليبية .

وبدوره شكر السفير ودير المواصلات على استقباله والوفد المرافق له واستعرض عدة مواضيع ذات الاهتمام المشترك لتطوير التعاون بين البلدين.

مقالات مشابهة

  • إرادة مشتركة بين مصر وتركيا بزيادة التبادل التجاري لـ15 مليار دولار
  • وزير المالية: حريصون على تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تركيا لتحقيق المصالح المتبادلة
  • «المالية»: فرص اقتصادية واعدة لتوسيع نطاق التجارة والاستثمار بين مصر وتركيا
  • كجوك: فرص اقتصادية واعدة لتوسيع نطاق التجارة والاستثمار بين مصر وتركيا
  • بوتين والأسد يبحثان سيناريوهات التصعيد في الشرق الأوسط وتطوير التعاون الثنائي
  • ابن طوق يبحث سبل تعزيز التعاون الاقتصادي على هامش زيارة وفد الدولة إلى الهند
  • ٤٠ عاماً من العلاقات.. الإمارات والصين توقعان اتفاقيات جديدة (فيديو)
  • خلال اجتماعه مع السفير التركي.. الشهوبي يدعو إلى عودة الشركات التركية لاستئناف نشاطها في ليبيا
  • اجتماع موسكو: هل تعيد روسيا وسوريا رسم خارطة الشرق الأوسط؟
  • وكيل الحرس الوطني يبحث مع وفد عسكري إماراتي تعزيز أطر التعاون المشترك بين البلدين