عربي21:
2025-05-21@17:43:33 GMT

الإعلام الأمريكي شاهد زور

تاريخ النشر: 24th, February 2024 GMT

لا أفهم لماذا أبدت بعض وسائل الإعلام العربية دهشتها، لأن الولايات المتحدة استخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي قبل أيام قليلة، لتجهض قرارا يدعو إسرائيل لوقف حربها على غزة، ثم طرحت قرارا بديلا بوقف تلك الحرب "مؤقتا"، وذلك قطعا، حتى يتسنى لإسرائيل تقديم مكرمة تبيض وجهها امام المجتمع الدولي بالسماح بإدخال بعض مواد الإغاثة الى غزة، وبعدها تتوصل عمليات القتل الجماعية والدمار الشامل لما تبقى من دور سكنية ومرافق حيوية في القطاع.

فعلام العجب والدهشة ورئيس الولايات المتحدة جو بايدن نفسه شاهد زور على ذبح أطفال إسرائيليين بأيد فلسطينية، وعلى ان حماس هي التي تنسف المستشفيات بمن فيها من بشر ومعدات ومعينات، وشاهد الزور هذا معذور، لأنه وكما قال ب"بعضمة لسانه" تبادل وجهات النظر حول حرب غزة مع الرئيس المكسيكي السيسي، مما يعني ان السيسي المكسيكي هو الذي غذّاه بالمعلومات عن تلك الحرب، وغير معروف ما إذا كان هذا "التخبيص" قد نشأ عن اضطراب في شبكة الهواتف، أم اضطراب في شبكة مخ بايدن.

مِنّا قوم يعيدون اختراع العجلة بين الحين والآخر، ويكتشفون كل بضعة أشهر أن الولايات المتحدة توالي وتساند وتدعم إسرائيل في المنشط والمكره، وأصحاب الذاكرة السمكية فقط، هم من يغيب عنهم أن تلك الولايات المتحدة، لم تناصر الشعوب العربية قط سواء في مواجهة غطرسة القوة الإسرائيلية أو بطش حكامهم، بل إن الإعلام الأمريكي الذي يتمتع بهامش حرية شديد الاتساع، لا يختلف كثيرا عن البيت الأبيض فيما يتصل بالاستخفاف بكل ما هو عربي وإسلامي، وصولا إلى تزييف الحقائق والأرقام في تغطيتها للحرب على غزة.

مِنّا قوم يعيدون اختراع العجلة بين الحين والآخر، ويكتشفون كل بضعة أشهر أن الولايات المتحدة توالي وتساند وتدعم إسرائيل في المنشط والمكره، وأصحاب الذاكرة السمكية فقط، هم من يغيب عنهم أن تلك الولايات المتحدة، لم تناصر الشعوب العربية قط سواء في مواجهة غطرسة القوة الإسرائيلية أو بطش حكامهم،منذ بدء هذه الحرب ظلت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست ولوس أنجلوس تايمز حريصة على رصد ما أسمته مظاهر معاداة السامية بين الكتل الجماهيرية المستنكرة للحرب، ولكن وكما كشفت صحيفة أنترسبت الإلكترونية، لم تولِ تلك الصحف أي اهتمام للعداء المكشوف للمسلمين، بل واستهدافهم بالعنف الجسماني واللفظي في الولايات المتحدة، فخلال الشهر الأول من الحرب جاءت عبارة معاداة السامية 549 مرة في تلك الصحف مقابل 79 مرة لمفردة اسلاموفوبيا؛ وعند تحليل ألف مقال في الصحف الثلاث، اكتشفت أنترسبت أن المصدر التي تستقي منه ثلاثتها أخبارها هو الجيش الإسرائيلي،  ولم تكن شبكات التلفزة الأمريكية أفضل حالا من تلك الصحف، فمنذ اشتعال الحرب ظل مراسلوها في رفقة الجيش الإسرائيلي وهو يمطر غزة بالحمم، أي أنهم اختاروا أن يكونوا عند نقطة انطلاق القذائف لا عند نقطة سقوطها، وهذا ما فعلته تلك الشبكات خلال الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، وهذا ما رفضته قناة الجزيرة الفضائية، فحقّ عليها غضب الأمريكان فقصفوا مكتبها في بغداد، وحصدوا روح الشهيد طارق أيوب.

بل إن مفردات اللغة المستخدمة في تغطية هذه الحرب، تكشف مدى تحامل الصحافة الأمريكية على الضحايا والتعاطف مع الجناة، فمصرع 1139 إسرائيلي خلال عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين أول/ أكتوبر "مذابح مروعة"، و"مجازر بشعة"، أما عشرات الآلاف الذين عصفت آلة الحرب الإسرائيلية بأرواحهم في غزة فيشار اليهم ب"موتى" وليس قتلى، وبنفس المكيال فمن تخطفهم إسرائيل من بيوتهم ومن أسِرّة المشافي "أسرى"، بينما من تحتجزهم عناصر المقاومة الفلسطينية "رهائن"، وانظر العنوان الرئيس في صحيفة نيويورك تايمز في منتصف تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم عن "ضحايا" عملية طوفان الأقصى "هرعوا إلى المخابئ طلبا للسلامة، فتعرضوا للقتل"، ثم وفي نفس العدد رأت الصحيفة ان تتعاطف بعض الشيء مع الفلسطينيين، فجاء على عمودين منها "الحرب تحيل غزة الى مقبرة للأطفال"، والفاعل هنا مبني للمجهول، فلا إشارة للطرف الذي حول القطاع الى مقبرة، ورغم ان ضحايا الحرب من الأطفال الفلسطينيين ناهز ال10 آلاف، إلا أنه لم يأت ذكرهم إلا مرتين في 1100 تقرير أخباري عن الحرب في نيويورك تايمز وواشنطن بوست، مع أن أنترسبت تقول إن عدد الأطفال الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل خلال الأسبوع الأول من حربها على غزة، أعلى من عدد الأطفال الذين قتلوا خلال العام الأول من حرب روسيا على أوكرانيا، وأقامت صحف نيويورك تايمز وواشنطن بوست مأتما وعويلا لمصرع ستة صحفيين خلال في الأسابيع السبعة الأولى من حرب أوكرانيا، ولكنها لم تجد حبرا تذرفه لمصرع 48 صحفيا فلسطينيا في غزة بنهاية تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي.

ورغم أن الإعلام الأمريكي يتعمد ممارسة التضليل بتصوير إسرائيل على أنها ضحية تارة، وأنها في حالة دفاع عن النفس، إلا أنه فشل في "تضليل" شرائح الشباب الأمريكي، خاصة من يوالون الحزب الديمقراطي، لأنهم لا يستقون معلوماتهم عن الحرب من وسائل الإعلام التقليدية من صحف وتلفزيون وإذاعة، بل من وسائط مثل  يوتيوب، وتك-توك وإنستغرام وإكس (تويتر سابقا)، التي لا سيطرة على اللوبي الصهيوني وصنائعه عليها، بل وقفت حشود من المتظاهرين مرارا أمام مبنيي نيويورك تايمز وواشنطن بوست، للتنديد بانحيازهما المكشوف لإسرائيل.

الصحفية تغريد الخضري المقيمة في هولندا، وضعت النقاط فوق الحروف، عندما قالت لقناة الجزيرة الإنجليزية: إذا لم تكن تعيش في غزة، وإذا لم تستمع لدعوات الفلسطينيين لمن فقدوهم من أحباب، وإذا لم تعرف قصة أولئك الأحباب، فإن تغطيتك للأحداث في غزة ستكون ناقصة... وما هو حادث هو أن الصحفيين (الغربيين) لا يروون الحكاية من المنظور الإسرائيلي فحسب بل يعيشون في أجواء تلك الحكاية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الحرب فلسطينية امريكا فلسطين غزة اعلام رأي مقالات مقالات مقالات اقتصاد سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت بإدخال 100 شاحنة مساعدات لغزة

أعلن المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) يانس لايركه، أن المنظمة الدولية حصلت من إسرائيل على إذن بإدخال "نحو 100 شاحنة" مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر والذي يتضور أهله جوعا.

وسمحت إسرائيل بدخول تسع شاحنات تحمل مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة الاثنين، وهو ما وصفه مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة بأنه "قطرة في محيط" بعد 11 أسبوعا من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية خلال مؤتمر صحافي في جنيف، إن خمسا منها عبرت معبر كرم أبو سالم، وحصلت الأمم المتحدة الثلاثاء على الإذن لتسلمها.

وبمجرد أن تسمح القوات الإسرائيلية للشاحنات بالمرور إلى قطاع غزة، تتسلم فرق الأمم المتحدة المساعدات قبل أن تنقلها لتوزيعها.

ويتولى برنامج الأغذية العالمي توزيع أربع من الشاحنات الأولى واليونيسف واحدة.

وأضاف لايركه أن "الخطوة التالية هي تسلمها ثم توزيعها من خلال النظام المعتمد حاليا، وهو النظام الذي أثبت كفاءته".

وأضاف "لقد طلبنا الإذن وحصلنا عليه لإدخال مزيد من الشاحنات اليوم ... ونتوقع أن يعبر عدد كبير منها، ونأمل أن تعبر جميعها الحدود اليوم".

وقال إنها "نحو 100" شاحنة، لكنه لا يعرف على وجه التحديد متى ستدخل إلى قطاع غزة.

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية العاملة في قطاع غزة من تبعات النقص الحاد في المواد الغذائية منذ أسابيع فيما يواجه سكان قطاع غزة "خطر المجاعة الحرج"، بحسب تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) الذي نشر في 12 مايو.

وقال مدير منظمة الصحة العالمية الاثنين إن "مليوني شخص يعانون من الجوع" في غزة، بينما "توجد أطنان من الطعام عالقة على الحدود".

تحت ضغط خارج بسبب الحصار الذي يفاقم معاناة الفلسطينيين في غزة، أعلنت إسرائيل الأحد أنها ستسمح بادخال كمية محدودة من المساعدات لكنها كثفت هجماتها وباشرت عمليات برية واسعة النطاق توقع يوميا العشرات من القتلى والجرحى.
لكن المنظمات الإنسانية تؤكد الحاجة إلى أكثر من عشرات الشاحنات.

وعبر رابط فيديو من عمّان، قالت لويز ووتريدج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، خلال المؤتمر الصحافي، إن "قطاع غزة تحت الحصار منذ 11 أسبوعا. كل ما نقوم به اليوم هو محاولة إصلاح الضرر الذي لحق بأعداد كبيرة من من الناس... لكن الأوان فات بالنسبة لعدد كبير منهم".

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لم تعد قادرة على حل جميع مشاكل العالم
  • بريطانيا: إسرائيل تعزل نفسها عن العالم بأفعالها وخطابها
  • الإمارات تتضامن مع المكسيك وتُعزي بضحايا اصطدام سفينة بجسر في نيويورك
  • وزير الخارجية الأمريكي: الولايات المتحدة لم تبحث ترحيل الفلسطينيين من غزة إلى ليبيا
  • الأمم المتحدة: إسرائيل سمحت بإدخال 100 شاحنة مساعدات لغزة
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تواجه انقسامًا داخليًا بين الجيش واليمين المتطرف
  • الشيوخ الأمريكي يوافق على تعيين والد صهر ترامب سفيرا لدى باريس
  • WP: مقربون من ترامب هددوا بالتخلي عن إسرائيل إذا لم توقف الحرب
  • هكذا يخطط داعمو إسرائيل لسحق الحركة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة
  • أكسيوس: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل وحماس لقبولهما مقترحا محدثا لوقف إطلاق النار