جرمين عامر تكتب: مؤثرون بقدرات خاصة.. يبهرون «السوشيال ميديا»
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
مؤثرون يدخلون القلب من أول طلة، يتكلمون بلغة إنسانية يفهمها ويحسها البشر، قصص ملهمة تلمس القلوب، تشع أملاً وحياة وطموحاً، بعيدة كل البعد عن أرقام المتابعين و«اللايك والشير».
«تركى وجوهرة»، ابنا الفنانة السعودية «شمس»، الأسطورة، وجهان مؤثران تصدرا مواقع التواصل الاجتماعى، احتلا مكانة وأصبح لهما آلاف المتابعين يومياً على «فيس بوك وإنستجرام وتيك توك»، وجمهور ينتظر.
نجمان ملهمان ولكنهما مختلفان عن باقى مؤثرى «السوشيال ميديا»؛ لأنهما ببساطة من أصحاب القدرات الخاصة، لعبت والدتهما دورها الطبيعى كأم وسند لأبنائها، ولكنها كسرت قواعد اللعبة، فآمنت بقدراتهما الخاصة ومسئوليتها تجاههما وتجاه المجتمع.
الفنانة السعودية، صاحبة المليون و800 ألف متابع على «فيس بوك» وأكثر من 480 ألفاً على «إنستجرام»، لم تضع رأسها فى التراب، ولم يصبها الإحباط والفشل والخزى من ولديها لإعاقتهما، بل حولت هذه الاختلافات إلى قصص نجاح ملهمة لكثير من الآباء والأمهات، وزرعت الثقة فى ابنيها رغم إعاقتهما الذهنية.
ونمت قدرتهما على مواجهة المجتمع، واستثمرت الوقت والجهد فى محتوى مبتكر وحولته إلى أداة للتأثير الجماهيرى ونشر الوعى المجتمعى بأنواع الإعاقة سواء إدراكية أو بدنية، وأفضل الطرق لمساعدة ذوى الهمم، خاصة أن أصحاب القدرات الخاصة يمثلون 15% من عدد سكان العالم.
المحتوى اليومى الذى صنعته الأم الفنانة شمس الأسطورة مع ابنيها من ذوى الاحتياجات الخاصة كان هدفه توصيل رسالة مهمة: «الحياة لا بد أن تستمر»، وأن «تركى وجوهرة» من ضمن مليار إنسان حول العالم من حقهم الدمج المجتمعى وفرص حقيقية للتمكين.
استطاع «تركى وجوهرة»، بمساعدة الأم، تغيير ثقافة الجمهور من نظرات العطف والشفقة إلى نظرات الإعجاب، ما حفز الكثير من الآباء والأمهات لاكتشاف مواهب أبنائهم من أصحاب القدرات الخاصة فى المجالات المختلفة مثل الأدب، العلوم، الموسيقى، الرياضة، والفن، وتحولت أفكار الآباء والأمهات من الاستسلام للقدر، إلى تحدى الظروف، ثم صناعة النجاح.
وباتت قصص نجاح «تركى وجوهرة» ملهمة، تستدعى نماذج ناجحة أخرى من وطننا العربى والعالم؛ من طه حسين، إلى عمار الشريعى، للشيخ سيد مكاوى، إلى فاطمة عمر، صاحبة الرقم القياسى فى 6 أولمبياد بارالمبية متتالية، إلى رانيا صالح، الطفلة المعجزة التى تعانى من متلازمة داون، ومع ذلك حصلت على الرخصة الدولية للحاسب الآلى وأصبح لها مركز لتعليم الكمبيوتر، إلى غيرهم من ذوى الهمم.
وتجدر بنا تحية الناشطة الإماراتية فاطمة الجاسم، صاحبة مصطلح «ذوى الهمم»، الذى أطلقته 2020 بمعرض «إكسبو دبى»، ودعوتها للمجتمعات بالتركيز على القدرات الشخصية لأصحاب الاحتياجات الخاصة وليس القصور البدنى أو العقلى، وقبلها بعامين فى 2018، أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى أنه عام «قادرون باختلاف»، وتوالت بعدها الجهود لإطلاق قانون حقوق ذوى الإعاقة الذى تكفل فيه الدولة المصرية حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة.
وأطلق المجتمع المدنى، تحت إشراف وزارة التضامن الاجتماعى، العديد والعديد من الحملات لتشجيع ذوى الهمم وكسر الحواجز، الأمر الذى أعطى دفعة قوية للمؤسسات، وعلى رأسها البنك المركزى المصرى لإلزامية تقديم الخدمات البنكية لذوى الهمم ضمن حملات الشمول المالى بمختلف أنحاء الجمهورية.
وأطلقت مؤسسة «أخبار اليوم» العديد من الحملات تحت مسمى «المس حلمك»، وهدفها تقديم حزمة من الخدمات الثقافية والاجتماعية لذوى الهمم برعاية مجلة «الأخبار برايل»، برئاسة أحمد المراغى، وكانت آخر المبادرات الثقافية تخصيص جانب من معرض القاهرة الدولى للكتاب، النسخة الـ55، لإصدارات ذوى الهمم، يقدم لهم محتوى ثقافياً هادفاً بلغتهم.. الطريق ما زال فى بدايته، فذوو الهمم طاقة إنسانية لا يجدر بنا أن نهدرها.
*رئيس الاتصال المؤسىسى بالمصرف المتحد
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: السوشيال ميديا فيس بوك إنستجرام ذوى الهمم
إقرأ أيضاً:
دخلت تولد طلعت جثة.. وفاة سيدة أثناء ولادة قيصرية بعيادة خاصة في المنيا
في حادث مأساوي هزّ مدينة المنيا، لقيت سيدة مصرعها أمس أثناء خضوعها لعملية ولادة قيصرية داخل إحدى العيادات الخاصة، وتوجّه عائلة المتوفاة اتهامات صريحة للطبيب المختص، متهمين إياه بالإهمال والتسبب في الوفاة، بعد أن قام بتخديرها بنفسه رغم عدم تخصصه في هذا المجال، وفقًا لروايتهم.
تفاصيل صادمة حول الواقعةكشف "رضا"، عم المتوفاة، عن تفاصيل مروعة حول الحادث، مشيرًا إلى أن الطبيب الجراح "أسامة أ" تولى عملية التخدير بنفسه، مدعياً وجود متخصص تخدير في العيادة، لكن طبيب التخدير المزعوم نفى لاحقًا تواجده وقت العملية، مؤكدًا أنه لم يُستدعَ إلا بعد وفاة السيدة.
وأضاف عم الضحية أن الطبيب المتهم قد لاذ بالفرار ولم يَمثُل أمام النيابة حتى الآن، مما عمّق شكوك العائلة حول وجود مخالفات طبية جسيمة.
مطالبات بالعدالة وتحقيق شاملأشار أقارب الضحية إلى أن الطبيب لم يلتزم بالبروتوكولات الطبية اللازمة لضمان سلامة المريضة، خاصةً أن عمليات التخدير في مثل هذه الجراحات تتطلب متخصصين لتجنب المخاطر الجسيمة، وتقدمت العائلة ببلاغ رسمي إلى النيابة العامة، مطالبين بفتح تحقيق شامل مع الطبيب وكشف ملابسات هذا الحادث المروع.
تحركات النيابة والأجهزة الأمنيةاستجابةً للبلاغ، فتحت النيابة العامة بالمنيا تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، طلبت النيابة تقريرًا مفصلاً من الطب الشرعي لتحديد السبب الحقيقي للوفاة، كما استمعت لشهادة طبيب التخدير الذي نفى أي تورط له في العملية، وتعمل الأجهزة الأمنية حاليًا على تحديد مكان الطبيب المتهم، الذي يُعتقد أنه هرب لتجنب المساءلة القانونية.
أثار هذا الحادث موجة من الغضب والاستياء بين أهالي المنيا، الذين طالبوا بتشديد الرقابة على العيادات الخاصة والعاملين بها، خاصةً في حالات الولادة التي تتطلب فريقًا طبيًا متكاملاً، كما دعا نشطاء إلى تحسين جودة الخدمات الطبية في المستشفيات الحكومية لتقليل لجوء المواطنين إلى العيادات الخاصة التي قد تفتقر إلى الإمكانيات الضرورية.