أوكرانيا تعلن إلحاق خسائر هائلةبالجيش الروسي وتنتظر مزيدا من دعم الحلفاء
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
احتدمت حرب البيانات بين أوكرانيا وروسيا بشأن الخسائر التي ألحقها كل طرف بالآخر، وذلك غداة قمة مجموعة السبع في كييف، حيث ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفاءه الغربيين زيادة الدعم العسكري لبلاده، متعهّدا تحقيق النصر مع دخول الحرب مع موسكو عامها الثالث.
وفي بيان حافل بالأرقام وحجم الخسائر -لم يتُحقق منها من مصدر مستقل- أعلن الجيش الأوكراني، اليوم الأحد، ارتفاع عدد قتلى الجنود الروس منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، إلى نحو 409 آلاف و820 جنديا، بينهم 810 جنود لقوا حتفهم خلال الـ 24 ساعة الماضية.
وقال الجيش الأوكراني في بيانه إنه دمّر 16 من أصل 18 طائرة مسيرة هجومية أطلقتها روسيا الليلة الماضية. وذكرت القوات الجوية -عبر تطبيق تيلغرام- أن طائرات مسيرة إيرانية الصنع أُسقطت فوق 8 مناطق في وسط أوكرانيا وغربها وجنوبها، بما في ذلك منطقة العاصمة.
ووفقا لبيان أصدرته هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وأوردته وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية "يوكرينفورم" فإن القوات الأوكرانية "دمرت 6542 دبابة، منها 8 دبابات أمس السبت فقط، و12441 مركبة قتالية مدرعة، و9981 نظام مدفعية، و999 من أنظمة راجمات الصواريخ متعددة الإطلاق، و684 من أنظمة الدفاع الجوي".
وأضاف البيان أنه دُمّر -كذلك- 340 طائرة، و325 مروحية، و7681 طائرة مسيرة، و1907 صواريخ كروز، و25 سفينة حربية، وغواصة واحدة، و13011 من المركبات وخزانات الوقود، و1578 من وحدات المعدات الخاصة.
على الجانب الآخر أعلنت وزارة الدفاع في موسكو، عبر قناتها على تطبيق تليغرام، صباح اليوم، أن الدفاعات الجوية اعترضت ودمّرت طائرتين مسيرتين أوكرانيتين فوق منطقة بيلجورود الروسية قرب الحدود، و4 طائرات أخرى فوق البحر الأسود.
دعم الحلفاء
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد ناشد حلفاءه الغربيين زيادة الدعم العسكري لبلاده، متعهّدا تحقيق النصر مع دخول الحرب مع موسكو عامها الثالث.
وعلى الرغم من أن قواته في شرق البلاد وجنوبه تعاني نقصا في العديد والعتاد، في حين حقّقت روسيا أول مكاسبها الميدانية منذ نحو سنة؛ فقد ألقى زيلينسكي خطابا عالي النبرة أمام قمة مجموعة السبع في كييف أمس، بمناسبة الذكرى الثانية لبدء الحرب الروسية.
وخاطب زيلينسكي قادة رؤساء دول المجموعة الذين حضروا إلى العاصمة الأوكرانية، قائلا إن "دعمكم الحيوي سيساعد بلادنا على الانتصار في ساحة المعركة.. وتعلمون جيدا أننا نحتاج إلى كل ذلك في حينه، ونحن نعتمد عليكم".
ومحاطا برئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، ورئيس وزراء كندا جاستن ترودو، الذين حضروا إلى كييف، قال زيلينسكي خلال القمة "يمكن لبوتين أن يخسر هذه الحرب، وتذكّروا أن الطموحات الإمبريالية والانتقامية لا يمكن التغلب عليها إلا معا".
وفي بيان عقب القمة، دعت مجموعة السبع مانحي كييف إلى مزيد من التمويل لتعويض عجزها المالي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك في مقال له بصحيفة "صنداي تايمز" -أمس- إنه يجب على الدول الغربية أن تكون "أكثر جرأة بشأن مصادرة الأصول الروسية التي جمّدتها بعد الغزو الشامل لأوكرانيا في 2022".
وأضاف سوناك، بمناسبة مرور سنتين على بدء الصراع "أن أوكرانيا لا تزال بحاجة إلى المزيد من الأسلحة بعيدة المدى والطائرات المسيرة والذخائر، بالإضافة إلى مساعدات أخرى. ويجب أن نكون أكثر جرأة في ضرب اقتصاد الحرب الروسية.
يذكر أن وزير الاستثمار البريطاني دومينيك جونسون التقى الشهر الماضي والي أدييمو نائب وزيرة الخزانة الأميركية، لمناقشة مصادرة الأصول الروسية المجمدة، لكنه شدد على أن ذلك يجب أن يتم ذلك في إطار القانون الدولي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
16 قتيلاً وعشرات الجرحى في قصف روسي عنيف يستهدف منطقة زابوريجيا الأوكرانية
قُتل 16 شخصاً على الأقل وجُرح أكثر من 35 آخرين، فجر الثلاثاء، في هجوم روسي عنيف، استهدف منشأة إصلاحية في منطقة زابوريجيا، الواقعة جنوب شرق أوكرانيا، وذلك وفقا لما أعلنته السلطات المحلية والجيش الأوكراني.
وقال حاكم زابوريجيا، إيفان فيدوروف، عبر بيان نشره عبر تطبيق "تلغرام"، إنّ: "القصف الروسي أسفر عن تدمير مباني المنشأة بالكامل، إضافة إلى تضرر عدد من المنازل السكنية القريبة"، مشيراً إلى أنّ: "الضربات نُفذت باستخدام قنابل جوية شديدة الانفجار، في ثماني غارات متتالية".
من جهته، ندّد رئيس مكتب الرئاسة الأوكرانية، أندريه يرماك، بالهجوم، واصفاً إياه بـ"جريمة حرب أخرى ترتكبها روسيا بحق المدنيين"، وكتب في منشور على موقع التواصل الاجتماعي "إكس": "نظام (فلاديمير) بوتين، الذي يطلق التهديدات ضد الولايات المتحدة عبر أبواقه، يجب أن يُواجه بضربات اقتصادية وعسكرية تُجرده من القدرة على شن الحروب".
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من تفاصيل الحادثة أو أعداد الضحايا. كما لم يصدر أي تعليق رسمي من وزارة الدفاع الروسية حتى لحظة نشر التقرير.
مسيّرات أوكرانية تضرب العمق الروسي
في المقابل، أفاد حاكم منطقة روستوف الروسية، يوري سليوسار، بمقتل مدني في هجوم أوكراني نفذته طائرات مسيّرة ليل الإثنين- الثلاثاء، قد استهدف عدة مناطق في جنوب روسيا.
وذكر سليوسار، عبر "تلغرام"، أنّ: "الهجمات طالت مناطق سالسك، وكامنسك شاختينسكي، وفولغودونسك، وبوكوفسكي، وتاراسوفسكي"، مشيراً إلى أنّ: "قنبلة من طائرة مسيّرة سقطت على سيارة في شارع أوترافسكي في مدينة سالسك، ما أدى إلى مقتل السائق الذي كان بداخلها".
كما أعلنت شركة السكك الحديد الروسية عن سقوط حطام مسيّرات على محطة سالسك، ما تسبب في إلحاق أضرار بقطار ركاب وآخر للشحن، دون وقوع إصابات بشرية.
إلى ذلك، تأتي هذه التطورات الميدانية في سياق الحرب الروسية المستمرة على أوكرانيا، والتي بدأت في 24 شباط/ فبراير 2022، إثر قرار الكرملين شنّ عملية عسكرية شاملة بحجة منع كييف من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو ما اعتبرته أوكرانيا تدخلاً سافراً في سيادتها.
وبعد أشهر من اندلاع الحرب، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا الاتحادية، وهي: دونيتسك، ولوهانسك، وخيرسون، وزابوريجيا، في خطوة وصفتها كييف والدول الغربية بأنها "ضم قسري وغير قانوني"، وقوبلت برفض دولي واسع.
وبعد إقرار الضم من قبل مجلس الدوما الروسي، فرضت الدول الغربية حزمة عقوبات اقتصادية صارمة على موسكو، لكن الأخيرة ردّت بعقوبات مضادة واستمرت في تصعيدها العسكري، متجاهلة الضغوط الدولية.
وفي 22 آذار/ مارس 2024، شنّت القوات الروسية أكبر ضربة استهدفت البنية التحتية لشبكة الكهرباء في أوكرانيا منذ بداية الحرب، ما أسفر عن انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي وتضرر منشآت حيوية.