ممثل «الفاو»: حرب غزة والأوضاع في البحرين الأحمر والأسود أثرت سلبا على أسعار الغذاء
تاريخ النشر: 25th, February 2024 GMT
أكد ممثل منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» بالأردن نبيل عساف، أن الأوضاع الحالية في المنطقة كالحرب على قطاع غزة وما نتج عنها من توترات في البحر الأحمر وكذلك الأوضاع في البحر الأسود أثرت بشكل سلبي على أسعار وكميات الغذاء في الإقليم، مشيرا إلى أن هناك محاولات من أجل تخفيف حدة هذه الآثار على دول المنطقة.
وقال عساف في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان على هامش أعمال منتدى «البيئة الآمنة والتنمية المستدامة» والذي ينظمه المركز الريادي الأردني، إن دول المنطقة تعد من الدول المستوردة سواء للغذاء بشكل مباشر أو مدخلات الغذاء في الزراعة بشكل غير مباشر، وبالتالي نظرا للأوضاع الحالية وما يشهده قطاع نقل وشحن هذه المواد انعكس بشكل سلبي على أسعار الغذاء في الإقليم.
وأضاف أن المنطقة كانت في الأساس تعاني من مشكلات طبيعية كتغيرات المناخية، مما كان له تأثير على الغذاء إلا أن الحرب على قطاع غزة وقبلها الحرب الروسية الأوكرانية وتأثير حركة النقل والشحن في البحرين الأحمر والأسود كانت عوامل غير طبيعية وطارئة خلقت نوعا من عدم الاستقرار، سواء على أسعار المواد الغذائية أو صناعة الغذاء بشكل عام في منطقة الشرق الأوسط.
وأشار عساف إلى أن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو» تعمل حاليا على إنشاء مرصد إقليمي للأمن الغذائي سيعمل على ملاحظات التغيرات في المنطقة، ويعطي مؤشرات للدول من أجل أن تكون لديها بيانات عن الأوضاع وعن سلاسل الغذاء، وبالتالي يمكنها أن تتعامل سريعا مع أي أزمة طارئة في المنطقة والعالم أيضا.
ولفت إلى أن المنظمة تعمل أيضا على تفعيل الإنتاج في دول المنطقة عبر تحقيق التكامل والتعاون فيما بين هذه الدول، مما يسهم في تبادل السلع الغذائية من خلال تنوع الإنتاج الزراعي فيما بينها، مشيرا إلى أنه ليست هناك حلول أمام الأزمات المتلاحقة والتطورات الدولية الطارئة إلا تحقيق هذا التكامل الإقليمي بين دول الإقليم لسد أي فجوة غذائية قد تحدث في أي وقت.
ونوه عساف بأن منظمة «الفاو» تعمل مع الحكومة الأردنية وتتعاون معها وتحقق نوعا من تكامل البيانات بين الجانبين، بحيث تكون الجهات المعنية بالغذاء في الأردن على علم مسبق بالوضع الغذائي سواء المحلي أو الإقليمي، مؤكدا أن الشراكة والفاعلية والتعاون هي أساس العلاقة بين الحكومة الأردنية والمنظمة.
وكشف أن منظمة الأغذية والزراعة «الفاو»، تعمل أيضا على تحقيق مبادرة عالمية كبير تحت مسمى «منتج واحد لبلد ذات أولوية»، مؤكدا أن هذه المبادرة تهتم بمنتج غذائي ذات أولوية لكل دولة من دول الإقليم العربي وله فائدة غذائية كبيرة، ويحقق نوعا من الاكتفاء الذاتي الإقليمي عبر التبادل بين الدول.
وشدد عساف على ضرورة أن يسهم التبادل المعلوماتي والخبرات بين دول الإقليم في تحقيق نوع من التكامل الغذائي، مؤكدا أن مصر تشارك في هذه المبادرة وستسهم في تحقيق التكامل الإقليمي والعربي بمنتجاتها.
وأشار إلى أن المنظمة لديها تدابير كبيرة سيتم عرضها خلال المؤتمر الوزاري لمنظمة الأغذية والزراعة الإقليمي للشرق الأدنى الذي سينعقد يومي 4 و5 مارس القادم في عمان، موضحا أن المؤتمر يهدف إلى توضيح مشاريع ومبادرات منظمة الفاو وموضوعات أخرى سيتم رفعها إلى اجتماع دولي لمناقشتها من أجل أخذ القرارات المناسبة.
ورأى ممثل منظمة الفاو بالأردن أن التنسيق والتعاون بين الوزراء المعنيين في دول المنطقة ومنها مصر يحقق الهدف هو التكامل الغذائي في الإقليم، منوها بأن الأمن الغذائي أصبح أولوية في دول المنطقة باعتباره أمنا قوميا لكل دولة وهو ما تعمل عليه المنظمة.
وأشاد عساف بالمؤتمرات والمنتديات ومنها أعمال منتدى «البيئة الآمنة والتنمية المستدامة» والذي نظمه المركز الريادي الأردني الأسبوع الماضي باعتبار ذلك منصات تتبادل للخبرات والتوصيات عبر مشاركة إقليمية ودولية تسهم في تحقيق أهداف الأمن الغذائي العربي والإقليمي من خلال قصص نجاح في هذه الدول يتم الاستفادة منها في الخطط المستقبلية بشأن مواجهة التحديات المناخية والتي لها تأثير مباشر على الغذاء الإقليمي والعالمي.
اقرأ أيضاًنائب محافظ البحيرة تستقبل وفد منظمة «الفاو».. اعرف التفاصيل
«حُماة الوطن» يكرم المستشار طلعت الفاوي
«الزراعة والفاو» يدربان مزارعين في أسوان على أفضل الممارسات الزراعية
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: أخبار إسرائيل أخبار إسرائيل اليوم أخبار لبنان أخبار لبنان اليوم احداث فلسطين اخبار فلسطين اسرائيل اسرائيل ولبنان الاحتلال الاسرائيلي الحدود اللبنانية الحدود مع لبنان تل ابيب صراع اسرائيل ولبنان طوفان الاقصى عاصمة فلسطين غلاف غزة فلسطين فلسطين اليوم قصف اسرائيل قطاع غزة قوات الاحتلال لبنان لبنان واسرائيل مستشفيات غزة منظمة الأغذیة والزراعة دول المنطقة على أسعار الغذاء فی إلى أن
إقرأ أيضاً:
ميلا ونكونو والأسود الآخرون.. ماذا بعد ملحمة إسبانيا 1982؟
دخل منتخب الكاميرون تاريخ كرة القدم العالمية بمشاركته في مونديال إسبانيا 1982، حيث أبهر العالم بصموده أمام منتخبات قوية، لا سيما المنتخب الإيطالي الذي تُوّج لاحقا بالبطولة.
وكان هذا الجيل الذهبي، المعروف بـ"الأسود غير المروضة"، قد تأهل إلى تلك النسخة على حساب المغرب، بعد فوزين في القنيطرة (2-0) وياوندي (2-1)، في سيناريو تكرر بعد 40 عاما حين أطاحت الكاميرون بالجزائر من تصفيات كأس العالم 2022.
وفي تلك البطولة، وُضع منتخب الكاميرون في مجموعة ضمت إيطاليا، بولندا (التي حصدت المركز الثالث في البطولة)، وبيرو. ولم يخسر الكاميرون أي مباراة، حيث تعادل مع إيطاليا (1-1)، بولندا (0-0)، وبيرو (0-0)، لكنه خرج بسبب تفوق إيطاليا بفارق الأهداف.
وأثارت هذه النتيجة جدلا واسعا وادعاءات بوجود "ترتيبات ذكية" بين إيطاليا وبولندا للتأهل، وبسبب ما حصل للجزائر في نفس الدور، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تعديل نظام مباريات دور المجموعات لاحقا لتجنب التلاعب بالنتائج.
وتحقق هذا الإنجاز بفضل جيل من النجوم مثل الحارس توماس نكونو وبديله جوزيف أنطوان بيل، والمدافع إيمانويل كوندي، والمهاجمين روجي ميلا، جان بيير طوكوطو، وغريغوار مبيدا الذي سجّل أول هدف لكاميرون في كأس العالم أمام الحارس الإيطالي دينو زوف.
إعلان الإنجاز الأكبر في إيطاليا 1990رغم غياب الكاميرون عن مونديال 1986، عادت بقوة في إيطاليا 1990، لتصبح ثاني منتخب أفريقي يصل إلى ربع نهائي كأس العالم بعد المغرب عام 1986.
وجاء هذا الإنجاز بفضل جيل جديد من اللاعبين، مع استمرار دور نجوم 1982 في تقديم الإلهام، وعلى رأسهم روجي ميلا، توماس نكونو، جوزيف أنطوان بيل، وإيمانويل كوندي.
وكانت مشاركة ميلا محل شك بسبب تقدمه في السن، خاصة بعد تكريمه الكبير عام 1988. لكن تدخل رئيس البلاد بول بيا دفعه للعودة وفرضه على المدرب الروسي فاليري نيبومنياشي.
وكان لميلا دور حاسم في تصدر الكاميرون لمجموعتها بالفوز على الأرجنتين (1-0) وسجل هدفين في الفوز على رومانيا (2-1)، رغم خسارتهم أمام الاتحاد السوفياتي (0-4).
وفي دور الـ16، تغلبت الكاميرون على كولومبيا (2-1) بفضل هدفي ميلا، في لقطة خالدة حين سرق الكرة من الحارس رينيه هيغويتا خارج منطقة الجزاء وتقدم نحو المرمى. وفي ربع النهائي، كانت الكاميرون على أعتاب نصف النهائي لكنها خسرت 2-3 أمام إنجلترا بعد هدفين من ركلتي جزاء سجلهما غاري لينكر.
وسجل للكاميرون المدافع كوندي ويوجين إيكيكي، وميلا ساهم بصناعة الأهداف واحتفالاته المميزة التي دخلت سجل الطرائف في تاريخ المونديال، إذ كان يتوجه بعد كل هدف إلى الراية الركنية ليؤدي حركات تشبه رقصة الماكوسا، ثم يقفز عليه باقي اللاعبين.
شارك ميلا مع الحارسين نكونو وبيل في مونديال الولايات المتحدة 1994، في آخر مشاركة لهم جميعا. وخرج المنتخب من الدور الأول بعد تعادل مع السويد وهزيمتين ثقيلتين أمام البرازيل وروسيا. ومع ذلك، دخل ميلا التاريخ كأكبر لاعب (42 عاما) يسجل في كأس العالم خلال مباراة الكاميرون ضد روسيا.
إعلانوفي حديث له عام 2022، عبّر ميلا عن شعوره بالإحباط من المشاركة الأخيرة في المونديال، متمنيا أن تكون أفضل وأكثر نجاحا.
ما بعد المونديال.. أسطورة وإنجازات خارج الملعببفضل إنجازاته، أصبح روجي ميلا أسطورة كروية في الكاميرون وأفريقيا، وملهما لكثير من النجوم الذين أتوا بعده.
ورغم دعوات الجمهور له لخوض السياسة، اختار الابتعاد عنها. وخاض ميلا تجارب تدريبية في فرنسا والكاميرون قبل أن يتفرغ للعمل الإنساني، وأصبح سفير نوايا حسنة للأمم المتحدة، وظل قريبا من الكرة في بلاده.
وفي احتفال مونديال قطر 2022، كرم الاتحاد الدولي (فيفا) ميلا وقدم له رئيس الفيفا جياني إنفانتينو لوحة تذكارية قبل مباراة الكاميرون وسويسرا.
أما الحارسان توماس نكونو وجوزيف أنطوان بيل، فكانا من نجوم مونديال 1994. وواصل نكونو اللعب على المستوى الأفريقي قبل أن يتجه لتدريب حراس المرمى في الكاميرون وإسبانيا، التي منحته جنسيتها عام 2007.
ويعتبر الحارس الإيطالي جانلويجي بوفون من أكبر معجبي نكونو، حيث أعلن أنه قرر أن يصبح حارس مرمى بعد مشاهدة أدائه، واختار لابنه اسم "لويس توماس" تكريما له.
بينما فضل جوزيف أنطوان بيل الابتعاد عن التدريب والإدارة، لكنه عمل محللا ومعلقا في مونديال جنوب أفريقيا 2010.
والمهاجم جان بيير طوكوطو اعتزل بعد مونديال 1982 وانتقل إلى التدريب في الولايات المتحدة، ولم يرث أبناؤه عشق كرة القدم، إذ يمارس حفيداه كرة السلة في الدوريات الأميركية.
ذكريات وألم الوداعرغم مرور زمن طويل على إنجازات مونديال 1982، تظل الذكرى حية في الذاكرة الجماعية بالكاميرون عبر مناسبات التكريم والاحتفاء.
لكن من أقسى اللحظات كان فقدان اللاعبين الذين أسعدوا الجماهير، آخرهم المدافع إيمانويل كوندي الذي توفي في 16 مايو/أيار 2025 بسكتة قلبية عن عمر 68 عاما، بعد مسيرة دولية مميزة وإشراف فني لأندية كبيرة.
وقبل ذلك، غيب الموت تيوفيل أبيغا عام 2012 عن عمر 58 عاما، وهو أحد صانعي إنجازات 1982، الذي اتجه بعد الاعتزال إلى السياسة وأصبح عمدة في إحدى دوائر العاصمة ياوندي.
إعلان