حماس تحمل واشنطن مسؤولية إحراق جندي أميركي نفسه
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
حمّلت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن المسؤولية عن وفاة جندي أميركي أضرم النار في نفسه أمام مقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة الأميركية واشنطن، تنديدا بـ"الإبادة الجماعية" التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان "تتحمل إدارة بايدن المسؤولية الكاملة عن وفاة الطيار في الجيش الأميركي آرون بوشنل بفعل سياستها التي دعمت الكيان الصهيوني في حرب الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني".
وأوضحت حماس أن بوشنل "دفع حياته في سبيل تسليط الضوء على المجازر والتطهير العرقي الصهيوني ضد شعبنا في قطاع غزة".
وأعربت الحركة عن تعازيها وتضامنها مع عائلة وأصدقاء الطيار الأميركي.
وقالت إن الطيار الأميركي آرون بوشنل خلّد اسمه بوصفه مدافعا عن القيم الإنسانية ومظلومية الشعب الفلسطيني المكلوم بسبب الإدارة الأميركية وسياساتها الظالمة، مثلما فعلت الناشطة الأميركية راشيل كوري التي سحقتها جرافة إسرائيلية في رفح عام 2003.
وأضافت حماس أن رفح هي المدينة نفسها التي دفع بوشنل حياته ثمنا للضغط على حكومة بلاده "لمنع الجيش الصهيوني المجرم من الهجوم عليها واقتراف مجازر وانتهاكات فيها".
وفي 16 مارس/آذار 2003، تصدت الحقوقية الأميركية راشيل كوري لمجنزرة إسرائيلية بجسدها الأعزل، رفضا لهدم بيوت مواطنين في غزة، لكنها لقيت حتفها تحت المجنزرة لتصبح أيقونة للتضامن العالمي مع أهل فلسطين.
وتابعت الحركة "سيبقى الطيار البطل آرون بوشنل خالدا في ذاكرة شعبنا الفلسطيني وأحرار العالم، ورمزا لروح التضامن الإنساني العالمي مع شعبنا وقضيته العادلة".
ولفتت إلى أن الحادث المأساوي الذي أفقد الطيار بوشنل حياته هو "تعبير عن حالة الغضب المتنامي بين الشعب الأميركي الرافض لسياسة بلاده التي تساهم في قتل وإبادة شعبنا، والرافض لتعدي حكومة بلاده على القيم الإنسانية العالمية عبر تقديم الغطاء لضمان إفلات الكيان وقادته النازيين من العقاب والمحاسبة".
وأمس الاثنين توجه بوشنل نحو السفارة الإسرائيلية في واشنطن، ولدى وصوله سكب بنزينا على رأسه وملابسه، وأضرم النار في نفسه وهو يصرخ "الحرية لفلسطين" مرارا وتكرارا حتى توقف عن التنفس، لتعلن شرطة واشنطن لاحقا مفارقته الحياة.
ووثق الطيار الأميركي (25 عاما) -الذي أعلن عن وفاته أمس الاثنين- لحظة إحراق نفسه عبر بث مباشر على منصة "تويتش". ووضع علم فلسطين خلفية للفيديو، وكتب عليه "فلسطين حرة".
وقبيل إضرامه النار في نفسه، قال بوشنل أمام السفارة "سأنظم احتجاجا عنيفا للغاية الآن، لكن احتجاجي ليس كبيرا بالمقارنة مع ما يعيشه الفلسطينيون على أيدي محتليهم".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وفق بيانات فلسطينية وأممية، مما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب "إبادة جماعية".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسحاق بريك .. النجاحات التي يتحدث عنها جيشنا بغزة غير واقعية
#سواليف
هاجم اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي #إسحاق_بريك بشدة أداء وحدة المتحدث باسم الجيش، متهمًا إياها بتضليل الجمهور الإسرائيلي عبر نشر معلومات مضللة، بهدف خلق صورة زائفة عن قوة #الجيش_الإسرائيلي وانتصاراته، في حين أن الواقع الميداني يختلف تمامًا.
وفي مقال جديد نشرته صحيفة معاريف، أكد بريك -الذي شغل عددًا من أعلى المناصب بالجيش الإسرائيلي- أن #النجاحات التي يتحدث عنها #الجيش_الإسرائيلي في قطاع #غزة لا تتطابق مع الواقع المرير على الأرض.
ويرى بريك أن وحدة المتحدث باسم الجيش تحوّلت منذ سنوات إلى أداة دعائية هدفها تعزيز صورة الجيش، حيث تُختلق نجاحات وتُخفى إخفاقات، مما يؤدي إلى #تضليل_الرأي_العام، وخلق ثقة مفرطة بقدرات الجيش، وهي ثقة لا تستند إلى الواقع، وقد تكون لها تبعات خطيرة، كما حدث في #كارثة 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
مقالات ذات صلةوأشار الكاتب إلى أن ” #ثقافة_الكذب ” هذه لم تنشأ من فراغ، بل تحظى بدعم مباشر من القيادة العسكرية العليا، بمن في ذلك رئيس الأركان.
وشدد على أن تصريحات الجيش عن تدمير قدرات كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس– وقتل آلاف من عناصرها لا تتوافق مع تقارير الجنود والضباط في الميدان الذين يؤكدون أنهم بالكاد واجهوا مقاتلين من حماس، وأن العدو يواصل القتال عبر أنفاق وكمائن، ويستخدم تكتيكات حرب العصابات من دون مواجهة مباشرة.
وأوضح الجنرال -الذي خدم سابقا قائدا لسلاح المدرعات، ونائبا لقائد القوات البرية، وقائدا للكليات العسكرية- أن قوة حماس لم تنهَر، بل استعادت عافيتها، ولا تزال تمتلك 40 ألف مقاتل متمركزين في مئات الكيلومترات من الأنفاق.
شركاء التضليل
وانتقد بريك أيضًا الصحفيين والمحللين العسكريين الذين يكررون رواية المتحدث باسم الجيش من دون تمحيص، ويعتبرهم شركاء في تضليل الشعب الإسرائيلي، إذ ينقلون معلومات غير دقيقة ويمنحون الشرعية لاستمرار الحرب في غزة من دون جدوى حقيقية.
ويرى الكاتب أن الجيش لا يعترف بفشله في تحقيق أهدافه المركزية، وهي: تدمير حماس وتحرير جميع الأسرى، بل يواصل خداع الجمهور بأن “الضغط المستمر سيؤدي إلى تحقيق الأهداف، بينما الحقيقة هي أن معظم الأنفاق لا تزال تحت سيطرة حماس، والأسرى قد لا ينجو منهم أحد”.
وحذر بريك من أن هذا النمط من القيادة -الذي يتجاهل الحقيقة لمصلحة الاستعراض- يقود الجيش والدولة نحو كارثة إستراتيجية.
ودعا إلى إعادة هيكلة وحدة المتحدث العسكري بالكامل، لتقوم على أساس “الصدق، والأخلاقيات، وقيم الجيش الإسرائيلي”. كما طالب بوقف القتال عبر اتفاق يضمن الإفراج عن الأسرى، والبدء بعملية ترميم شاملة للجيش والاقتصاد والمجتمع.
ودرج الجنرال الإسرائيلي على انتقاد الحكومة وقيادة الجيش بسبب الفشل في تحقيق أهداف الحرب، مرجعا ذلك إلى عدم جاهزية الجيش بتركيبته الحالية لتحقيق الانتصارات في الحروب على جبهات عدة بل حتى في جبهة غزة وحدها.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال حرب إبادة جماعية على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 57 ألف شخص وإصابة أكثر من 135 ألفا، وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.