مجتمع الحريديم.. الحرب الأخرى داخل إسرائيل
تاريخ النشر: 27th, February 2024 GMT
أفاد الكاتب الإسرائيلي أنشيل فيفر بأن هناك صراعا حقيقيا يجري داخل اليهود المتشددين على مستوى السلطات المحلية، حيث يشي نَهَم أحزابهم للظفر بكل مقعد انتخابي بتضعضع نفوذ الحاخامات وبتمرد شباب الحريديم على قيادتهم.
وقال فيفر في مقال له بصحيفة "هآرتس" بعنوان "الحرب الحقيقية داخل معسكر المتدينين المتشددين لا تدور في المحكمة العليا وإنما على مستوى السلطات المحلية" إن المحكمة العليا ناقشت مسألتين تخصان الحريديم، هما استمرار تمويل مدارسها الدينية بأموال الضرائب، ورفضُ حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تجنيد 66 ألفا من طلابها.
ووصف فيفر مداولات المحكمة بنقاش من طرف واحد بين قضاة ومدعين عامين جميعهم من شريحة اجتماعية تؤدي الخدمة العسكرية، ويبحثون أسلوب التعامل مع مجموعة لا تريد تحمل أعباء الأمن المشترك.
وأضاف أن الحرب الدامية في غزة لا يبدو أنها تعني الحريديم، لكن هذه المجموعة السكانية سعيدة بالتعبئة من أجل انتخابات محلية وتجد في نفسها، ومن دون كل الشرائح السكانية، الحماسة الكافية للتنافس على منصب عمدة أو عضوية مجلس بلدي.
انهياروقال إن حروبا تخاض داخل مجتمع الحريديم للسيطرة على مدن تمركز أبناء هذه الشريحة مثل بني براك وعين شمس، وإن حماسة التنافس على كل مقعد في مجالسها المحلية لا يشير فقط إلى اعتماد هذا المجتمع على موازنة الدولة ووظائفها المحلية (الممولة بالضرائب)، وإنما أيضا إلى انهيار هرم قيادتها وزوال نفوذ قدماء الحاخامات العاجزين عن السيطرة على الصقور من رجال الأعمال وعن الاتفاق فيما بينهم.
وحسب فيفر فإن الأمر لم يعد يقتصر على الصراع التقليدي بين مكونات اليهود المتدينين (بين الليثوانيين والسفارديم مثلا) بل تعداه إلى انشقاقات داخل المكون الواحد، وقال إنه بعد 10 سنوات على وفاة الحاخام عوفاديا يوسف، لم تعد توجد سلطة واحدة داخل مجتمع الحريديم، وإن سيطرة الحاخامات على مئات الآلاف من شباب هذه المجموعة آخذة في التضعضع.
ورغم أن رجال الأعمال الحريديم ما زالوا يتعاونون على المستوى الوطني لضمان تدفق التمويل اللازم واستمرار الإعفاء من الجيش، فإن آثار الحرب الدامية بينهم محليا تتغلغل إلى مستويات أعلى، وتشي بما سيحدث مستقبلا عندما لا يستطيعون الاختباء وراء نتنياهو.
عالم موازواتهم فيفر مجتمع الحريديم بالعيش في عالم مواز خال من الحرب والقتلى والجرحى ومن أشهر الخدمة العسكرية الطويلة، وحيث الدولة مجردة من كل سلطة، ولا تزيد على كونها مصدرا للتمويل ولإدارة الانتخابات، وقال إن نتنياهو ليس وحده من يصر على تسوية خادعة مع هذه المجموعة، وإنما أيضا وزير مجلس الحرب بيني غانتس.
ويشير فيفر إلى غضب متزايد داخل الحريديم على سلوك رجال أعمالها وعلى ضعف الحاخامات المتحاربين فيما بينهم، وقال إن هناك تفهما لسخط بقية المجتمع (العلماني) من تملص هذه المجموعة من دفع الأعباء اللازمة، لكن قيادة الحريديم مصرة مع ذلك على تجاهل هذه الغضب.
ويمثل الحريديم نحو 14% من سكان إسرائيل وقد تزايد نفوذهم في السنوات الأخيرة بعد أن تحولت أحزابهم إلى شريك مهم في حكومة نتنياهو، لكن الحرب على غزة أججت النقاش حول ما إذا كان أبناؤهم يشاركون بقدر كاف في تحمل أعباء الدولة، خاصة في ضوء ميل حكومة نتنياهو إلى تمديد قانون إعفائهم من التجنيد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: هذه المجموعة وقال إن
إقرأ أيضاً:
جدال داخل مجلس الأمن عقب الضربات الأمريكية على إيران
عقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة الأحد لمناقشة الضربات الأمريكية على المواقع النووية الإيرانية.
كما اقترحت فيه روسيا والصين وباكستان أن يتبنى المجلس المؤلف من 15 عضوًا قرارًا يدعو إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار في الشرق الأوسط.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لمجلس الأمن يوم الأحد، إن قصف الولايات المتحدة للمنشآت النووية الإيرانية يمثل تحولا خطيرًا. وأضاف "يجب أن نتحرك –بشكل فوري وحاسم– لوقف القتال والعودة إلى مفاوضات جادة ومستدامة بشأن البرنامج النووي الإيراني".
ودانت روسيا والصين الضربات الأمريكية، وقال مندوب الصين لدى الأمم المتحدة فو كونغ "لا يمكن تحقيق السلام في الشرق الأوسط باستخدام القوة. لم تُستنفد الوسائل الدبلوماسية لمعالجة القضية النووية الإيرانية، ولا يزال هناك أمل في حل سلمي".
من جانبها قالت المندوبة الأمريكية بالوكالة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا للمجلس إن الوقت قد حان لواشنطن لاتخاذ إجراءات حاسمة، وحثت مجلس الأمن على دعوة إيران إلى إنهاء ما وصفته بسعيها لمحو إسرائيل ووقف طموحها للحصول على أسلحة نووية.
وأكدت شيا على أن استهداف منشآت إيران جاء لتقويض قدراتها النووية، محذرة من أي هجوم إيراني مباشر أو غير مباشر على المواطنين أو القواعد الأميركية سيقابل برد مدمر.
من جانبه، استذكر المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا مداخلة وزير الخارجية الأميركي السابق كولن باول في مجلس الأمن عام 2003، حين قدم مبررات لغزو العراق بناءً على مزاعم امتلاك نظام الرئيس الراحل صدام حسين أسلحة دمار شامل.
وقال نيبينزيا، "مرة أخرى يُطلب منا تصديق القصص الخيالية الأميركية، لإلحاق المعاناة مرة أخرى بملايين الأشخاص في الشرق الأوسط. هذا يعزز قناعتنا بأن التاريخ لم يُعلّم زملاءنا الأميركيين شيئًا"، وفق تعبير
وطلبت إيران عقد اجتماع مجلس الأمن يوم الأحد، واتهم مندوب إيران لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إسرائيل والولايات المتحدة بتدمير الدبلوماسية، وقال إن جميع الاتهامات الأميركية لا أساس لها، وإن معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية "تم التلاعب بها وتحويلها إلى أداة سياسية"، وفق تعبيره.
وأضاف إيرواني أنه بدلا من ضمان الحقوق المشروعة للأطراف في امتلاك الطاقة النووية السلمية، تم استغلال المعاهدة كذريعة للعدوان وأعمال غير قانونية.
وقال المندوب الإيراني إن "مجرم الحرب بنيامين نتنياهو نجح مجددا في جر الولايات المتحدة لحرب باهظة التكاليف"، وأشار إلى أن واشنطن اختارت مرة أخرى التضحية بأمنها لمجرد حماية نتنياهو.
ولفت إيرواني إلى أن إيران ستحدد توقيت وطبيعة وحجم الرد المناسب على الهجمات الأميركية التي استهدفت مواقعها النووية، وطلب من مجلس الأمن "التصرف بشكل حاسم والتنديد بهذا العدوان وإلا سيكون متواطئا"، وفق تعبيره.